تفسير سورة سورة الإنسان من كتاب التفسير البسيط
المعروف بـالبسيط للواحدي
.
لمؤلفه
الواحدي
.
المتوفي سنة 468 هـ
ﰡ
تفسير سورة الإنسان (١)
١ - ﴿هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ﴾ (٢) قال ابن عباس (٣)، (ومقاتل) (٤) (٥)، والمفسرون (٦): قد أتى، وهو قول أهل المعاني (٧) أيضًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا﴾ [الإنسان: ١].١ - ﴿هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ﴾ (٢) قال ابن عباس (٣)، (ومقاتل) (٤) (٥)، والمفسرون (٦): قد أتى، وهو قول أهل المعاني (٧) أيضًا.
(١) فيها ثلاثة أقوال: أحدها: أنها مدنية كلها، قاله الجمهور؛ منهم: مجاهد، وقتادة.
والثاني: أنها مكية، قاله عطاء بن يسار، ومقاتل، والكلبي، وابن عباس.
والثالث: أن فيها مكيًا ومدنيًا. انظر: "النكت والعيون" ٦/ ١٦١، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٢٦، "زاد المسير" ٨/ ١٤١، "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ١١٦.
(٢) كلمة (الإنسان) ساقط من (ع).
(٣) "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٠٨.
(٤) "تفسير مقاتل" ٢١٨/ ب.
(٥) ساقط من (أ).
(٦) قال بذلك: ابن قتيبة في "تأويل مشكل القرآن" ٥٣٨، وابن الأنباري في: كتابه "إيضاح الوقف والابتداء" ٢/ ٩٥٩، الطبري في "جامع البيان" ٢٩/ ٢٠٢، والسمرقندي في "بحر العلوم" ٣/ ٤٢٩. وإليه ذهب البغوي في "معالم التنزيل" ٤/ ٤٢٦، وابن عطية في "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٠٨. وحكى الفخر ألفاظ المفسرين على هذا القول: ٣٠/ ٢٣٥، وساق الشوكاني قول الواحدي عن المفسرين في (فتح القدير) ٥/ ٣٤٤.
(٧) قال بذلك: الفراء في: (معاني القرآن) ٣/ ٢١٣، وأبو عبيدة في "مجاز القرآن" ٢/ ٢٧٩، والزجاج في "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٢٥٧، والثعلبي في "الكشف والبيان" ١٣: ١٢/ أ.
والثاني: أنها مكية، قاله عطاء بن يسار، ومقاتل، والكلبي، وابن عباس.
والثالث: أن فيها مكيًا ومدنيًا. انظر: "النكت والعيون" ٦/ ١٦١، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٢٦، "زاد المسير" ٨/ ١٤١، "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ١١٦.
(٢) كلمة (الإنسان) ساقط من (ع).
(٣) "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٠٨.
(٤) "تفسير مقاتل" ٢١٨/ ب.
(٥) ساقط من (أ).
(٦) قال بذلك: ابن قتيبة في "تأويل مشكل القرآن" ٥٣٨، وابن الأنباري في: كتابه "إيضاح الوقف والابتداء" ٢/ ٩٥٩، الطبري في "جامع البيان" ٢٩/ ٢٠٢، والسمرقندي في "بحر العلوم" ٣/ ٤٢٩. وإليه ذهب البغوي في "معالم التنزيل" ٤/ ٤٢٦، وابن عطية في "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٠٨. وحكى الفخر ألفاظ المفسرين على هذا القول: ٣٠/ ٢٣٥، وساق الشوكاني قول الواحدي عن المفسرين في (فتح القدير) ٥/ ٣٤٤.
(٧) قال بذلك: الفراء في: (معاني القرآن) ٣/ ٢١٣، وأبو عبيدة في "مجاز القرآن" ٢/ ٢٧٩، والزجاج في "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٢٥٧، والثعلبي في "الكشف والبيان" ١٣: ١٢/ أ.
5
قال الأخفش: ﴿هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ﴾، و ﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ﴾ أي قد أتاك، كما تقول: هل رأيت صنيع فلان، وقد علمت أنه قد رآه (١).
وقال المبرد: (هل) معناه في هذا الموضع: (قد) (٢)، وكذلك قوله: ﴿وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ﴾ [ص: ٢١]، وحُكي عن سيبويه: أن (هل) قد تكون لغير الاستفهام (٣).
وقال الكسائي: (هل) تأتي استفهامًا، وهو بابها، وتأتي جحدًا (٤)، (وتأتي بمعنى: قد) (٥) (٦).
(وقال الفراء: معناه: قد أتى، قال (وهل): قد تكون جحدًا) (٧)، وتكون خبرًا، فهذا من الخبر؛ لأنك تقول: هل وعظتك، هل أعطيتك، تقرره بأنك قد أعطيته، ووعظته، قال: والجحد أن تقول: وهل يقدر أحد على مثل هذا (٨).
وقال أبو إسحاق: (هل) ليست باستفهام (٩). ويحقق ذلك قول أبي
وقال المبرد: (هل) معناه في هذا الموضع: (قد) (٢)، وكذلك قوله: ﴿وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ﴾ [ص: ٢١]، وحُكي عن سيبويه: أن (هل) قد تكون لغير الاستفهام (٣).
وقال الكسائي: (هل) تأتي استفهامًا، وهو بابها، وتأتي جحدًا (٤)، (وتأتي بمعنى: قد) (٥) (٦).
(وقال الفراء: معناه: قد أتى، قال (وهل): قد تكون جحدًا) (٧)، وتكون خبرًا، فهذا من الخبر؛ لأنك تقول: هل وعظتك، هل أعطيتك، تقرره بأنك قد أعطيته، ووعظته، قال: والجحد أن تقول: وهل يقدر أحد على مثل هذا (٨).
وقال أبو إسحاق: (هل) ليست باستفهام (٩). ويحقق ذلك قول أبي
(١) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٢) "المقتضب" ١/ ٢٩٨.
(٣) انظر: "كتاب سيبويه" ٣/ ١٨٩، وانظر أيضًا "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٠٨، "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ١١٦، (فتح القدير) ٥/ ٣٤٤.
(٤) أي: نفيًا.
(٥) ورد قوله في "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ١١٦.
(٦) ما بين القوسين ساقطة من (أ).
(٧) ما بين القوسين ساقطة من (أ).
(٨) "معاني القرآن" ٣/ ٢١٣ بتصرف يسير.
(٩) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٢٥٧، لم يرد عن أبي إسحاق ما ذكره الواحدي، وإنما ورد خلافه، وعبارته كالآتي. قال: ومعنى: "هل أتى" قد أتى على الإنسان، أي ألم يأت على الإنسان حين من الدهر".
(٢) "المقتضب" ١/ ٢٩٨.
(٣) انظر: "كتاب سيبويه" ٣/ ١٨٩، وانظر أيضًا "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٠٨، "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ١١٦، (فتح القدير) ٥/ ٣٤٤.
(٤) أي: نفيًا.
(٥) ورد قوله في "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ١١٦.
(٦) ما بين القوسين ساقطة من (أ).
(٧) ما بين القوسين ساقطة من (أ).
(٨) "معاني القرآن" ٣/ ٢١٣ بتصرف يسير.
(٩) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٢٥٧، لم يرد عن أبي إسحاق ما ذكره الواحدي، وإنما ورد خلافه، وعبارته كالآتي. قال: ومعنى: "هل أتى" قد أتى على الإنسان، أي ألم يأت على الإنسان حين من الدهر".
6
بكر الصديق -أرضاه الله- قال لما سمع هذه الآية: [ليت] (١) المدة التي أتت على آدم، ولم يكن شيئًا مذكورًا، تمت على ذلك، وكان لا يلد، ولا يُبتلى أولاده (٢).
وهذا الذي ذكره عن الصديق يروى ذلك عن عمر (٣)، وابن مسعود (٤)، (ومراده) (٥) أن (هل) لو كان استفهامًا ما قال من قال: ليت ذلك تم؛ لأن الاستفهام إنما يجاب بـ (لا) أو (نعم)، وهذا الكلام، إنما يحسن إذا كان المراد بـ (هل) الخبر لا الاستفهام (٦).
وقوله: ﴿عَلَى الْإِنْسَانِ﴾ قال جماعة من المفسرين (٧): يريد آدم عليه السلام.
وهذا الذي ذكره عن الصديق يروى ذلك عن عمر (٣)، وابن مسعود (٤)، (ومراده) (٥) أن (هل) لو كان استفهامًا ما قال من قال: ليت ذلك تم؛ لأن الاستفهام إنما يجاب بـ (لا) أو (نعم)، وهذا الكلام، إنما يحسن إذا كان المراد بـ (هل) الخبر لا الاستفهام (٦).
وقوله: ﴿عَلَى الْإِنْسَانِ﴾ قال جماعة من المفسرين (٧): يريد آدم عليه السلام.
(١) في كلا النسختين: ليست، ولا تستقيم العبارة بهذا اللفظ، ولعله خطأ من الناسخ، أو تصحيف.
(٢) "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ١١٨.
(٣) "الكشف والبيان" ١٣/ ١٢/ أ، "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ١١٨، "الدر المنثور" ٨/ ٣٦٦ وعزاه إلى ابن المبارك، وأبي عبيد في فضائله، وعبد بن حميد، وابن المنذر.
(٤) "الكشف والبيان" ١٣/ ١٢/ أ، "الدر المنثور" ٨/ ٣٦٦ وعزاه إلى ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر.
(٥) ساقطة من (أ).
(٦) (هل): من الحروف الهوامل؛ لأنها لا تختص بأحد القبيلين، ولها موضعان: أحدهما: أن تكون استفهامًا عن حقيقة الخبر، وجوابها: نعم، أو لا، قال تعالى: ﴿فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ﴾ [الأعراف: ٤٤]. والثاني: أن تكون بمعنى: (قد)، وذلك نحو قوله تعالى: ﴿هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ﴾ [الإنسان: ١]، كتاب معاني الحروف للرُّمَاني: ١٠٢.
(٧) قال بذلك: قتادة، وسفيان الثوري، والسدي، وعكرمة، ومقاتل. انظر: "تفسير مقاتل" ٢١٨/ ب، "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٣٣٦، "جامع البيان" ٢٩/ ٢٠٢، "النكت والعيون" ٦/ ١٦١، "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ١١٧. وبه قال =
(٢) "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ١١٨.
(٣) "الكشف والبيان" ١٣/ ١٢/ أ، "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ١١٨، "الدر المنثور" ٨/ ٣٦٦ وعزاه إلى ابن المبارك، وأبي عبيد في فضائله، وعبد بن حميد، وابن المنذر.
(٤) "الكشف والبيان" ١٣/ ١٢/ أ، "الدر المنثور" ٨/ ٣٦٦ وعزاه إلى ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر.
(٥) ساقطة من (أ).
(٦) (هل): من الحروف الهوامل؛ لأنها لا تختص بأحد القبيلين، ولها موضعان: أحدهما: أن تكون استفهامًا عن حقيقة الخبر، وجوابها: نعم، أو لا، قال تعالى: ﴿فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ﴾ [الأعراف: ٤٤]. والثاني: أن تكون بمعنى: (قد)، وذلك نحو قوله تعالى: ﴿هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ﴾ [الإنسان: ١]، كتاب معاني الحروف للرُّمَاني: ١٠٢.
(٧) قال بذلك: قتادة، وسفيان الثوري، والسدي، وعكرمة، ومقاتل. انظر: "تفسير مقاتل" ٢١٨/ ب، "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٣٣٦، "جامع البيان" ٢٩/ ٢٠٢، "النكت والعيون" ٦/ ١٦١، "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ١١٧. وبه قال =
7
﴿حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ﴾ يعني أربعين سنة كان ملقى قبل أن ينفخ فيه الروح. هذا قول الكلبي (١).
وقال عطاء، عن ابن عباس: يريد بـ (الحين) أن آدم أقام حين خلق من طين أربعين سنة (٢) من صلصال، وأربعين سنة من حمأ (٣) مسنون (٤)، فتم خلقه بعد عشرين ومائة سنة (٥). وزاد ابن مسعود فقال: أقام من تراب أربعين سنة، ثم ذكر مثل قول ابن عباس، فقال: فتم خلقه بعد ستين ومائة سنة (٦).
وقال عطاء، عن ابن عباس: يريد بـ (الحين) أن آدم أقام حين خلق من طين أربعين سنة (٢) من صلصال، وأربعين سنة من حمأ (٣) مسنون (٤)، فتم خلقه بعد عشرين ومائة سنة (٥). وزاد ابن مسعود فقال: أقام من تراب أربعين سنة، ثم ذكر مثل قول ابن عباس، فقال: فتم خلقه بعد ستين ومائة سنة (٦).
= السمرقندي في "بحر العلوم" ٣/ ٤٢٩، والثعلبي في "الكشف والبيان" ١٣: ١٢/ أ، وعزاه الماوردي إلى (جميع المفسرين) ٦/ ١٦٢، وإليه أيضًا ذهب البغوي في "معالم التنزيل" ٤/ ٤٢٦، وحكاه ابن الجوزي عن الجمهور في "زاد المسير" ٨/ ١٤٢.
قال ابن تيمية: وقوله: "الإنسان" هو اسم جنس يتناول جميع الناس، ولم يدخل فيه آدم الذي خلق من طين، فإن المقصود بهذه الآية بيان الدليل على الخالق تعالى، والاستدلال إنما يكون بمقدمات يعلمها المستدل، والمقصود بيان دلالة الناس وهدايتهم، وهم كلهم يعلمون أن الناس يخلقون من العلق".
(مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية) ١٦/ ٢٦٠ - ٢٦١.
(١) لم أعثر على مصدر لقوله. وقد ورد بنحوه في (الوسيط) ٤/ ٣٩٨.
(٢) قوله: أربعين سنة: مكرر في (ع).
(٣) حمأ: طين أسود منتن. المفردات في غريب القرآن ١٣٣.
(٤) مسنون: أي: مَصْبوب، يقال: سننت الشيء سنًا إذا صببتَهُ صبًا سهلاً، ويقال: "مسنون" أي: متغير الرائحة.
"نزهة القلوب" للسجستاني: ٤٠٣.
(٥) "النكت والعيون" ٦/ ١٦٢، "التفسير الكبير" ٣٠/ ٢٣٥، "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ١١٧.
(٦) "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ١١٧.
قال ابن تيمية: وقوله: "الإنسان" هو اسم جنس يتناول جميع الناس، ولم يدخل فيه آدم الذي خلق من طين، فإن المقصود بهذه الآية بيان الدليل على الخالق تعالى، والاستدلال إنما يكون بمقدمات يعلمها المستدل، والمقصود بيان دلالة الناس وهدايتهم، وهم كلهم يعلمون أن الناس يخلقون من العلق".
(مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية) ١٦/ ٢٦٠ - ٢٦١.
(١) لم أعثر على مصدر لقوله. وقد ورد بنحوه في (الوسيط) ٤/ ٣٩٨.
(٢) قوله: أربعين سنة: مكرر في (ع).
(٣) حمأ: طين أسود منتن. المفردات في غريب القرآن ١٣٣.
(٤) مسنون: أي: مَصْبوب، يقال: سننت الشيء سنًا إذا صببتَهُ صبًا سهلاً، ويقال: "مسنون" أي: متغير الرائحة.
"نزهة القلوب" للسجستاني: ٤٠٣.
(٥) "النكت والعيون" ٦/ ١٦٢، "التفسير الكبير" ٣٠/ ٢٣٥، "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ١١٧.
(٦) "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ١١٧.
8
وقوله: ﴿لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا﴾ قال ابن عباس: لا في السماء، ولا في الأرض (١).
قال الفراء: يريد كان شيئًا، ولم يكن مذكورًا، وذلك من حين أن خلقه الله إلى أن نفخ فيه الروح (٢). ونحو هذا قال الزجاج، قال: ويجوز أن يعني به جميع الناس (٣).
والمعنى: أنهم كانوا نطفًا (٤)، ثم علقًا (٥)، ثم مضغًا (٦)، إلى أن صاروا شيئاً مذكورًا.
قوله تعالى: ﴿إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ﴾ يعني ولد آدم من نطفة. ﴿أَمْشَاجٍ﴾ يعني المشج في اللغة: "الخلط، يقال: مشج (يمشج) (٧) مشجًا إذا خلط، والأمشاج: الأخلاط.
قال ابن الأعرابي: واحدها: مَشْج، ومَشَج، وأنشد (قول الشماخ) (٨):
قال الفراء: يريد كان شيئًا، ولم يكن مذكورًا، وذلك من حين أن خلقه الله إلى أن نفخ فيه الروح (٢). ونحو هذا قال الزجاج، قال: ويجوز أن يعني به جميع الناس (٣).
والمعنى: أنهم كانوا نطفًا (٤)، ثم علقًا (٥)، ثم مضغًا (٦)، إلى أن صاروا شيئاً مذكورًا.
قوله تعالى: ﴿إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ﴾ يعني ولد آدم من نطفة. ﴿أَمْشَاجٍ﴾ يعني المشج في اللغة: "الخلط، يقال: مشج (يمشج) (٧) مشجًا إذا خلط، والأمشاج: الأخلاط.
قال ابن الأعرابي: واحدها: مَشْج، ومَشَج، وأنشد (قول الشماخ) (٨):
(١) المرجع السابق.
(٢) (معاني القرآن للفراء) ٣/ ٢١٣ بنصه.
(٣) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٢٥٧ بنصه.
(٤) النُّطْفة: الماء الصافي قلّ أو كثُر. انظر مادة: (نطف) في (مقاييس اللغة) لابن فارس: ٥/ ٤٤٠، (مختار الصحاح) ٦٦٦.
(٥) العَلَق: الدم الجامد، وفي الصحاح: الدم الغليظ. انظر مادة: (علق) في (مقاييس اللغة) ٤/ ١٢٥، (مختار الصحاح) ٤٥٠.
(٦) مضغ: الميم، والضاد، والغين: أجل صحيح، وهو المضغ للطعام، والمضغة: قطعة لحم؛ لأنها كالقطعة التي تؤخذ فتمضغ. انظر مادة: (مضغ) في (مقاييس اللغة) ٥/ ٣٣٠، مختار الصحاح: ٦٢٦.
(٧) ساقط من (أ).
(٨) ساقط من (أ).
(٢) (معاني القرآن للفراء) ٣/ ٢١٣ بنصه.
(٣) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٢٥٧ بنصه.
(٤) النُّطْفة: الماء الصافي قلّ أو كثُر. انظر مادة: (نطف) في (مقاييس اللغة) لابن فارس: ٥/ ٤٤٠، (مختار الصحاح) ٦٦٦.
(٥) العَلَق: الدم الجامد، وفي الصحاح: الدم الغليظ. انظر مادة: (علق) في (مقاييس اللغة) ٤/ ١٢٥، (مختار الصحاح) ٤٥٠.
(٦) مضغ: الميم، والضاد، والغين: أجل صحيح، وهو المضغ للطعام، والمضغة: قطعة لحم؛ لأنها كالقطعة التي تؤخذ فتمضغ. انظر مادة: (مضغ) في (مقاييس اللغة) ٥/ ٣٣٠، مختار الصحاح: ٦٢٦.
(٧) ساقط من (أ).
(٨) ساقط من (أ).
9
طَوَتْ أحْشاءَ مُرْتِجَةٍ لِوَقْتٍ | على مَشَجٍ سُلالتُه مَهِينُ (١) |
فَهُنَّ يَقْذِفْنَ مِنَ الأمْشاجِ | مِثْلَ بُرُودِ اليُمْنَةِ الحجاج (٢) |
وقال [أبو عبيدة (٤)] (٥)، والفراء (٦): الأمشاج: الأخلاط، ويقال للشيء إذا خُلط: مَشيج، كقولك: خليط، وممشوج (كقولك) (٧) مخلوط، وأنشد (٨) للهذلي (٩) (١٠)، فقال:
(١) ديوانه: ٣٢٨. وانظر (مشج) في: "لسان العرب" ٢/ ٣٦٧، "الكامل" ٢/ ١٠١٧، "البحر المحيط" ٨/ ٣٩٢. ومعناه: طوت: ضمت، أحشاء: أراد رحمها، مرتجة: حامل، لوقت: أي لوقت الولادة، مشج: أخلاط، والمراد هنا: النطفة التي اختلط فيها ماء الحمار بماء الأتان. سلالته: ماؤه، مهين: ضعيف. والمعنى: أطبقت هذه الأتان رحمها إلى وقت الولادة على النطفة، فلا تمكن الحمار منها، فهي تهرب منه أشد ما يكون، فناقة الشماخ تشبه هذه الأتان في: الإسراء للتوجه إلى الممدوح. ديوانه: ٣٢٨.
(٢) ورد البيت غير منسوب في: "لسان العرب" ٢/ ٣٦٧، برواية: "نزول" بدلاً من: "برود".
(٣) ما بين القوسين نقله عن الأزهري من "تهذيب اللغة" ١٠/ ٥٥١ (مشج). وانظر المعنى اللغوي لـ (مشج) في: "اللسان" ٢/ ٣٦٧، "تاج العروس" ٢/ ١٠٠ - ١٠١.
(٤) "مجاز القرآن" ٢/ ٢٧٩.
(٥) في (أ) أبو عبيد، وبياض في (ع)، والصواب "أبو عبيدة" فقوله في "مجاز القرآن".
(٦) "معاني القرآن" ٣/ ٢١٤.
(٧) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٨) أي أبو عبيدة، إذ لم يرد عن الفراء ذكر بيت القصيد.
(٩) في (ع): وأنشد قول الهذلي.
(١٠) البيت عند أبي عبيدة منسوب لأبي ذؤيب الهذلي: "مجاز القرآن" ٢/ ٢٧٩، وكذا =
(٢) ورد البيت غير منسوب في: "لسان العرب" ٢/ ٣٦٧، برواية: "نزول" بدلاً من: "برود".
(٣) ما بين القوسين نقله عن الأزهري من "تهذيب اللغة" ١٠/ ٥٥١ (مشج). وانظر المعنى اللغوي لـ (مشج) في: "اللسان" ٢/ ٣٦٧، "تاج العروس" ٢/ ١٠٠ - ١٠١.
(٤) "مجاز القرآن" ٢/ ٢٧٩.
(٥) في (أ) أبو عبيد، وبياض في (ع)، والصواب "أبو عبيدة" فقوله في "مجاز القرآن".
(٦) "معاني القرآن" ٣/ ٢١٤.
(٧) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٨) أي أبو عبيدة، إذ لم يرد عن الفراء ذكر بيت القصيد.
(٩) في (ع): وأنشد قول الهذلي.
(١٠) البيت عند أبي عبيدة منسوب لأبي ذؤيب الهذلي: "مجاز القرآن" ٢/ ٢٧٩، وكذا =
10
كأنّ الرِّيش والفُوقَيْن منه | خِلاف النَّصْل سِيطَ به مَشِيجُ (١) |
ومعنى أمشاج: أخلاط في قول جميع أهل اللغة (٥)،
= عند الطبري في: "جامع البيان" ٢٩/ ٢٠٣، ونسب إلى الشماخ في: "الكامل" ٢/ ١٠١٦، والصواب أنه لـ: زهير بن حرام الهذلي من قصيدته في: "ديوان الهذليين" ٣/ ١٠٤، "شرح أشعار الهذليين" ٢/ ٦١٩، وقد بين ذلك محقق ديوان الشماخ: ٤٣٤.
(١) وورد البيت أيضًا في: "الصحاح" ١/ ٣٤١ (مشج)، "اللسان" ٢/ ٣٦٨، "الدر المنثور" ٨/ ٣٦٧ برواية:
وفي "البحر المحيط" ٨/ ٣٩٢ برواية: كأن النّصل خلاف الريش. وفي "الكامل" ٢/ ١٠١٦ برواية:
كما ورد في: ديوان الشماخ: كأن المتن والشرخين منه: ٤٣٤.
(٢) البرمة: هي الحجارة التي توضع تحت القدر، ويقال لها الأثافي أيضًا. "غريب الحديث" لابن الجوزي: ١/ ١١.
(٣) سباسب: أي القفار، واحدها سَبْسَبٌ، والسَّبْسب: الأرض القَفْر البعيدة، مستوية وغير مستوية، وغليظة وغير غليظة، لا ماء بها، ولا أنيس. "لسان العرب" ١/ ٤٦٠ مادة: (سبسب).
(٤) عد الكرماني هذا القول من غرائب التفسير ٢/ ٢٨٦. وانظر: "فتح القدير" ٥/ ٣٤٥.
(٥) انظر (مشج) في: "تهذيب اللغة" ١٠/ ٥٥١، "مقاييس اللغة" ٥/ ٣٢٦، "الصحاح" =
(١) وورد البيت أيضًا في: "الصحاح" ١/ ٣٤١ (مشج)، "اللسان" ٢/ ٣٦٨، "الدر المنثور" ٨/ ٣٦٧ برواية:
كأن النصل والفوقين منها | خلال الريش سِيطَ به مَشيج |
كأنَّ الْمَتْنَ والشرخين منه | خلاف النّصل سَيط به مَشيج |
(٢) البرمة: هي الحجارة التي توضع تحت القدر، ويقال لها الأثافي أيضًا. "غريب الحديث" لابن الجوزي: ١/ ١١.
(٣) سباسب: أي القفار، واحدها سَبْسَبٌ، والسَّبْسب: الأرض القَفْر البعيدة، مستوية وغير مستوية، وغليظة وغير غليظة، لا ماء بها، ولا أنيس. "لسان العرب" ١/ ٤٦٠ مادة: (سبسب).
(٤) عد الكرماني هذا القول من غرائب التفسير ٢/ ٢٨٦. وانظر: "فتح القدير" ٥/ ٣٤٥.
(٥) انظر (مشج) في: "تهذيب اللغة" ١٠/ ٥٥١، "مقاييس اللغة" ٥/ ٣٢٦، "الصحاح" =
11
(والمفسرين) (١) (٢).
واختلفوا في كيفية اختلاط نطفة الرجل، ومعنى ذلك الاختلاط.
فالأكثرون (على) (٣) أنه اختلاط نطفة الرجل بنطفة المرأة، وهو قول ابن عباس (٤) في رواية عطاء، (والكلبي) (٥) (٦)، ومقاتل (٧)،
واختلفوا في كيفية اختلاط نطفة الرجل، ومعنى ذلك الاختلاط.
فالأكثرون (على) (٣) أنه اختلاط نطفة الرجل بنطفة المرأة، وهو قول ابن عباس (٤) في رواية عطاء، (والكلبي) (٥) (٦)، ومقاتل (٧)،
= ١/ ٣٤١، "لسان العرب" ٢/ ٣٦٧، "تاج العروس" ٢/ ١٠١، "المعجم الوسيط" ١/ ٢٠٧.
(١) وهو قول عكرمة، وابن عباس، والربيع بن أنس، ومجاهد، والحسن، ومقاتل. انظر: "تفسير مقاتل" ٢١٩/ أ، "جامع البيان" ٢٩/ ٢٠٣ - ٢٠٤، "الكشف والبيان" ١٣: ١٢/ أ - ب، "النكت والعيون" ٦/ ١٦٢، معالم التنزيل: ٤/ ٤٢٦، "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٠٨، "زاد المسير" ٨/ ١٤٢ حاشية: ٢ من النسخة الأزهرية، "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٤٨٣. وقال به اليزيدي في: "غريب القرآن" ٤٠٤، وابن قتيبة في: تفسير "غريب القرآن" ٥٠٢، ومكي بن أبي طالب في: العمدة في: "غريب القرآن" ٣٢٧، و"تفسير المشكل" لمكي بن أبي طالب: ٣٦٧، الخزرجي في: نفس "الصباح" ٢/ ٦٥١، أبو حيان في: "تحفة الأريب" ٢٨٠. وقال بذلك أيضًا: الطبري، والسمرقندي، والثعلبي. انظر: "جامع البيان" ٢٩/ ٢٠٣، "بحر العلوم" ٣/ ٤٣٠، "الكشف والبيان" ١٣: ١٢/ أ.
(٢) ساقط من (أ).
(٣) ساقطة من (أ).
(٤) "الكشف والبيان" ١٣: ١٢/ أ، معالم التنزيل: ٤/ ٤٢٦، "زاد المسير" ٨/ ١٤٢ حاشية: ٢، "التفسير الكبير" ٣٠/ ٢٣٦، "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ١١٩، "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٤٨٣.
(٥) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٦) ساقط من (أ).
(٧) "تفسير مقاتل" ٢١٩/ أ.
(١) وهو قول عكرمة، وابن عباس، والربيع بن أنس، ومجاهد، والحسن، ومقاتل. انظر: "تفسير مقاتل" ٢١٩/ أ، "جامع البيان" ٢٩/ ٢٠٣ - ٢٠٤، "الكشف والبيان" ١٣: ١٢/ أ - ب، "النكت والعيون" ٦/ ١٦٢، معالم التنزيل: ٤/ ٤٢٦، "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٠٨، "زاد المسير" ٨/ ١٤٢ حاشية: ٢ من النسخة الأزهرية، "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٤٨٣. وقال به اليزيدي في: "غريب القرآن" ٤٠٤، وابن قتيبة في: تفسير "غريب القرآن" ٥٠٢، ومكي بن أبي طالب في: العمدة في: "غريب القرآن" ٣٢٧، و"تفسير المشكل" لمكي بن أبي طالب: ٣٦٧، الخزرجي في: نفس "الصباح" ٢/ ٦٥١، أبو حيان في: "تحفة الأريب" ٢٨٠. وقال بذلك أيضًا: الطبري، والسمرقندي، والثعلبي. انظر: "جامع البيان" ٢٩/ ٢٠٣، "بحر العلوم" ٣/ ٤٣٠، "الكشف والبيان" ١٣: ١٢/ أ.
(٢) ساقط من (أ).
(٣) ساقطة من (أ).
(٤) "الكشف والبيان" ١٣: ١٢/ أ، معالم التنزيل: ٤/ ٤٢٦، "زاد المسير" ٨/ ١٤٢ حاشية: ٢، "التفسير الكبير" ٣٠/ ٢٣٦، "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ١١٩، "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٤٨٣.
(٥) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٦) ساقط من (أ).
(٧) "تفسير مقاتل" ٢١٩/ أ.
12
(وعكرمة) (١) (٢). قالوا: هو اختلاط ماء الرجل، وهو أبيض غليظ، بماء المرأة، وهو أصفر رقيق، فيختلطان، ويخلق الولد منهما، فما كان من عَصب، وعظم، وقوة، فمن نطفة الرجل، وما كان من لحم ودم وشعر، فمن مَاءِ المرأة.
وقال مجاهد: هي ألوان النطفة، نطفة الرجل بيضاء، وحمراء، ونطفة المرأة خضراء، وحمراء (٣)، وهو قول الكلبي (٤)، (ورواية الوالبي عن ابن عباس (٥)) (٦).
وقال عبد الله: أمشاجها عروقها (٧). يعني: العروق التي تكون في النطفة. وقال الحسن: يعني من نطفة مشجت بدم، وهو دم الحيضة،
وقال مجاهد: هي ألوان النطفة، نطفة الرجل بيضاء، وحمراء، ونطفة المرأة خضراء، وحمراء (٣)، وهو قول الكلبي (٤)، (ورواية الوالبي عن ابن عباس (٥)) (٦).
وقال عبد الله: أمشاجها عروقها (٧). يعني: العروق التي تكون في النطفة. وقال الحسن: يعني من نطفة مشجت بدم، وهو دم الحيضة،
(١) "جامع البيان" ٢٩/ ٢٠٣، "زاد المسير" ٨/ ١٤٢ حاشية: ٢، "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٤٨٣.
(٢) ساقط من (أ). وزاد في نسخة (أ) وغيرهما، ويعني: الكلبي، وعكرمة، فإن نسخة ع لم تذكرهما. وممن قال بذلك أيضًا: الحسن، ومجاهد، والربيع..
(٣) "جامع البيان" ٢٩/ ٢٠٥، "الكشف والبيان" ١٣/ ١٢/ ب، "التفسير الكبير" ٣٠/ ٢٣٦، "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ١١٩، "الدر المنثور" ٨/ ٣٦٨ وعزاه إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.
(٤) "الكشف والبيان" ١٣/ ١٢/ ب، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٢٧، "زاد المسير" ٨/ ١٤٢.
(٥) المراجع السابقة إضافة إلى "جامع البيان" ٢٩/ ٢٠٤، وصحيفة علي بن طلحة، عن ابن عباس في: "تفسير القرآن الكريم"؛ تحقيق راشد الرجال: ٥١٠.
(٦) ما بين القوسين ساقطة من (أ).
(٧) المراجع السابقة، عدا الكشف والبيان، وصحيفة ابن عباس. وانظر: "جامع البيان" ٢٩/ ٢٠٥، "التفسير الكبير" ٣٠/ ٢٣٦، "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٤٨٣، "الدر المنثور" ٨/ ٣٦٧ وعزاه إلى سعيد بن منصور، وابن أبي حاتم.
(٢) ساقط من (أ). وزاد في نسخة (أ) وغيرهما، ويعني: الكلبي، وعكرمة، فإن نسخة ع لم تذكرهما. وممن قال بذلك أيضًا: الحسن، ومجاهد، والربيع..
(٣) "جامع البيان" ٢٩/ ٢٠٥، "الكشف والبيان" ١٣/ ١٢/ ب، "التفسير الكبير" ٣٠/ ٢٣٦، "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ١١٩، "الدر المنثور" ٨/ ٣٦٨ وعزاه إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.
(٤) "الكشف والبيان" ١٣/ ١٢/ ب، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٢٧، "زاد المسير" ٨/ ١٤٢.
(٥) المراجع السابقة إضافة إلى "جامع البيان" ٢٩/ ٢٠٤، وصحيفة علي بن طلحة، عن ابن عباس في: "تفسير القرآن الكريم"؛ تحقيق راشد الرجال: ٥١٠.
(٦) ما بين القوسين ساقطة من (أ).
(٧) المراجع السابقة، عدا الكشف والبيان، وصحيفة ابن عباس. وانظر: "جامع البيان" ٢٩/ ٢٠٥، "التفسير الكبير" ٣٠/ ٢٣٦، "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٤٨٣، "الدر المنثور" ٨/ ٣٦٧ وعزاه إلى سعيد بن منصور، وابن أبي حاتم.
13
وذلك (١) أن المرأة إذا تلقت ماء الرجل، وحبلت أمسك حيضها، فاختلطت النطفة بالدم (٢).
وقال قتادة: الأمشاج إذا اختلط الماء والدم، ثم كان علقة، ثم كان مضغة (٣).
ونحو هذا روى (سماك) (٤) عن عكرمة (٥)، واختاره الزجاج فقال: أمشاج: أخلاط من مني ودم، ثم ينقل من حال إلى حال (٦).
وقال أهل المعاني: إن الله جعل في النطفة أخلاطًا من الطبائع التي تكون في الإنسان من الحرارة، والبرودة، واليبوسة، والرطوبة، ثم عدلها (٧).
والتقدير: من نطفة ذات أمشاج، فحذف المضاف، وتم الكلام (٨).
وقال قتادة: الأمشاج إذا اختلط الماء والدم، ثم كان علقة، ثم كان مضغة (٣).
ونحو هذا روى (سماك) (٤) عن عكرمة (٥)، واختاره الزجاج فقال: أمشاج: أخلاط من مني ودم، ثم ينقل من حال إلى حال (٦).
وقال أهل المعاني: إن الله جعل في النطفة أخلاطًا من الطبائع التي تكون في الإنسان من الحرارة، والبرودة، واليبوسة، والرطوبة، ثم عدلها (٧).
والتقدير: من نطفة ذات أمشاج، فحذف المضاف، وتم الكلام (٨).
(١) في (أ): ولذلك.
(٢) "الكشف والبيان" ١٣/ ١٢ ب، "التفسير الكبير" ٣٠/ ٢٦٣، "الدر المنثور" ٨/ ٣٦٨، وعزاه إلى عبد بن حميد، وابن المنذر. وانظر: "تفسير الحسن البصري" ٢/ ٣٨٣.
(٣) "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٣٣٦، "جامع البيان" ٢٩/ ٢٠٤، "الدر المنثور" ٨/ ٣٦٨ وعزاه إلى ابن المنذر.
(٤) ساقطة من (أ).
(٥) "جامع البيان" ٢٩/ ٢٠٤، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٢٧.
(٦) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٢٥٧ بنصه.
(٧) انظر: "لسان العرب" ٢/ ٣٦٧ (مشج)، وعزاه الكرماني إلى ابن عيسى، واعتبر هذا القول من عجائب التأويل. انظر: "غرائب التفسير" ٢/ ١٢٨٦.
(٨) وعند بعضهم حسن. قاله الأشموني. انظر: "منار الهدى" ٤١١، وقد علل السجاوندي الوقف على "أمشاج" بقوله: لأنه منكر. ثم قال: ولو وصل صار "نبتليه" صفة له، وإنما هو حال الضمير المنصوب في: "جعلناه" تقديره: فجعلناه سميعًا بصيرًا مبتلين له. فيوقف على "أمشاج" لتبين هذا المعنى. "علل الوقوف" ٣/ ١٠٧٠.
(٢) "الكشف والبيان" ١٣/ ١٢ ب، "التفسير الكبير" ٣٠/ ٢٦٣، "الدر المنثور" ٨/ ٣٦٨، وعزاه إلى عبد بن حميد، وابن المنذر. وانظر: "تفسير الحسن البصري" ٢/ ٣٨٣.
(٣) "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٣٣٦، "جامع البيان" ٢٩/ ٢٠٤، "الدر المنثور" ٨/ ٣٦٨ وعزاه إلى ابن المنذر.
(٤) ساقطة من (أ).
(٥) "جامع البيان" ٢٩/ ٢٠٤، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٢٧.
(٦) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٢٥٧ بنصه.
(٧) انظر: "لسان العرب" ٢/ ٣٦٧ (مشج)، وعزاه الكرماني إلى ابن عيسى، واعتبر هذا القول من عجائب التأويل. انظر: "غرائب التفسير" ٢/ ١٢٨٦.
(٨) وعند بعضهم حسن. قاله الأشموني. انظر: "منار الهدى" ٤١١، وقد علل السجاوندي الوقف على "أمشاج" بقوله: لأنه منكر. ثم قال: ولو وصل صار "نبتليه" صفة له، وإنما هو حال الضمير المنصوب في: "جعلناه" تقديره: فجعلناه سميعًا بصيرًا مبتلين له. فيوقف على "أمشاج" لتبين هذا المعنى. "علل الوقوف" ٣/ ١٠٧٠.
14
ثم قال: (قوله تعالى) (١): ﴿نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾
قال مقاتل: فجعلناه بعد النطفة سميعًا بصيرًا لنبتليه بالعمل (٢).
وقال الفراء: المعنى: جعلناه سميعًا بصيرًا لنبتليه، فهي مقدمة معناها التأخير، المعنى: خلقناه، وجعلناه سميعًا بصيرًا لنبتليه (٣). (ونحو هذا قال الزجاج (٤)، وابن قتيبة (٥) (٦).
وقال آخرون: (نبتليه) متصل المعنى بما قبله، كأنه قيل: خلقناه من نطفة أمشاج لنبتليه، لنختبره في الاعتبار بهذه الأحوال في خلقه، فيكون (نبتليه) في موضع الحال، أي خلقناه مبتلين إياه (٧).
ثم ذكر أنه أعطاه ما يصح معه الابتلاء، وهو السمع والبصر، فقال: فجعلناه سميعًا بصيرًا. (وهذا قول صاحب النظم) (٨) (٩).
قال مقاتل: فجعلناه بعد النطفة سميعًا بصيرًا لنبتليه بالعمل (٢).
وقال الفراء: المعنى: جعلناه سميعًا بصيرًا لنبتليه، فهي مقدمة معناها التأخير، المعنى: خلقناه، وجعلناه سميعًا بصيرًا لنبتليه (٣). (ونحو هذا قال الزجاج (٤)، وابن قتيبة (٥) (٦).
وقال آخرون: (نبتليه) متصل المعنى بما قبله، كأنه قيل: خلقناه من نطفة أمشاج لنبتليه، لنختبره في الاعتبار بهذه الأحوال في خلقه، فيكون (نبتليه) في موضع الحال، أي خلقناه مبتلين إياه (٧).
ثم ذكر أنه أعطاه ما يصح معه الابتلاء، وهو السمع والبصر، فقال: فجعلناه سميعًا بصيرًا. (وهذا قول صاحب النظم) (٨) (٩).
(١) ساقطة من (ع).
(٢) "تفسير مقاتل" ٢١٩/ أ، "بحر العلوم" ٣/ ٤٣٠، "النكت والعيون" ٦/ ١٦٣.
(٣) "معاني القرآن" ٣/ ٢١٤ بيسير من التصرف. وقد رد هذا المعنى ابن جرير فقال: "ولا وجه عندي لما قال يصح، وذلك أن الابتلاء إنما هو بصحة الآلات، وسلامة العقل من الآفات، وإن عدم السمع والبصر". "جامع البيان" ٢٩/ ٢٠٦، كما رده النحاس بمعنى ما ذكره ابن جرير. انظر: "القطع والائتناف" ٢/ ٧٧٥.
(٤) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٢٥٧.
(٥) تفسير غريب القرآن: ٥٠٢.
(٦) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٧) وهو قول ابن أبي حاتم، وإليه ذهب أيضًا النحاس. انظر: "القطع والإتناف" ٢/ ٧٧٥، و"منار الهدى" للأشموني ٤١٢.
(٨) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٩) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٢) "تفسير مقاتل" ٢١٩/ أ، "بحر العلوم" ٣/ ٤٣٠، "النكت والعيون" ٦/ ١٦٣.
(٣) "معاني القرآن" ٣/ ٢١٤ بيسير من التصرف. وقد رد هذا المعنى ابن جرير فقال: "ولا وجه عندي لما قال يصح، وذلك أن الابتلاء إنما هو بصحة الآلات، وسلامة العقل من الآفات، وإن عدم السمع والبصر". "جامع البيان" ٢٩/ ٢٠٦، كما رده النحاس بمعنى ما ذكره ابن جرير. انظر: "القطع والائتناف" ٢/ ٧٧٥.
(٤) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٢٥٧.
(٥) تفسير غريب القرآن: ٥٠٢.
(٦) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٧) وهو قول ابن أبي حاتم، وإليه ذهب أيضًا النحاس. انظر: "القطع والإتناف" ٢/ ٧٧٥، و"منار الهدى" للأشموني ٤١٢.
(٨) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٩) ما بين القوسين ساقط من (أ).
15
٣ - قوله تعالى: ﴿إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ﴾ قال ابن عباس: يريد بيّنا له سبل الهدى (١).
وقال الفراء: هديناه السبيل، وإلى السبيل، كل ذلك جائز، يقول عرفناه السبيل (٢).
وقوله تعالى: ﴿إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا﴾ قال ابن عباس: يريد إما موحّدًا طائعًا لله، و (إمّا) مشركًا بالله (٣) في علم الله (٤).
قال الفراء: و (إمَّا) هاهنا تكون جزاء، أي إن شكروا (٥) أو كفروا (٦).
ومعنى الآية: إن الله تعالى ذكر أنه بين سبيل التوحيد، ودل عليه بنصب الأدلة، وبعث الرسل، شكر الإنسان فآمن، أو كفر فجحد.
ومعنى: (هدينا) هاهنا: بيَّنَّا، وليس معناه خلقنا الهداية، ألا ترى (٧) أنه ذكر السبيل فقال: {هديناه السبيل (٨) (أي: أريناه ذلك، ثم إن وفقه للسلوك سلك فآمن، وإن خذله كفر (٩).
وقال الفراء: هديناه السبيل، وإلى السبيل، كل ذلك جائز، يقول عرفناه السبيل (٢).
وقوله تعالى: ﴿إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا﴾ قال ابن عباس: يريد إما موحّدًا طائعًا لله، و (إمّا) مشركًا بالله (٣) في علم الله (٤).
قال الفراء: و (إمَّا) هاهنا تكون جزاء، أي إن شكروا (٥) أو كفروا (٦).
ومعنى الآية: إن الله تعالى ذكر أنه بين سبيل التوحيد، ودل عليه بنصب الأدلة، وبعث الرسل، شكر الإنسان فآمن، أو كفر فجحد.
ومعنى: (هدينا) هاهنا: بيَّنَّا، وليس معناه خلقنا الهداية، ألا ترى (٧) أنه ذكر السبيل فقال: {هديناه السبيل (٨) (أي: أريناه ذلك، ثم إن وفقه للسلوك سلك فآمن، وإن خذله كفر (٩).
(١) لم أعثر على مصدر لقوله، وقد ورد بمثله عن عطاء في الوسيط: ٤/ ٣٩٨.
(٢) "معاني القرآن" ٣/ ٢١٤ بيسير من التصرف.
(٣) غير واضحة في (ع).
(٤) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٥) في (ع). اشكروا.
(٦) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ٢١٤ بيسير من التصرف.
(٧) في (أ): ترا.
(٨) في (ع). للسبيل.
(٩) وهذا المعنى للهداية هو المرتبة الثانية من مراتب الهدى الأربعة، والتي أولها: الهدى العام، وثانيها: هدى البيان والدلالة -وهو ما جاء بيانه-، وثالثها: هداية =
(٢) "معاني القرآن" ٣/ ٢١٤ بيسير من التصرف.
(٣) غير واضحة في (ع).
(٤) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٥) في (ع). اشكروا.
(٦) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ٢١٤ بيسير من التصرف.
(٧) في (أ): ترا.
(٨) في (ع). للسبيل.
(٩) وهذا المعنى للهداية هو المرتبة الثانية من مراتب الهدى الأربعة، والتي أولها: الهدى العام، وثانيها: هدى البيان والدلالة -وهو ما جاء بيانه-، وثالثها: هداية =
16
وفي الآية قول آخر: قال مقاتل: يعني بينا له سبيل الهدي، وسبيل الضلالة، إما أن يكون موحدًا فيما بيّن له، أو كافرًا فلا يوحده (١).
وقال مجاهد: (إنا هديناه السبيل) قال: الشقاء والسعادة (٢).
والمعنى على هذا: بينا له سبيل الحق، والباطل، وعرفناه طريق الخير والشر، كقوله: ﴿وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ﴾ (٣)
قال الفراء: و (إما) (أنْ) (٤) تكون على: (إما) التي في قوله: ﴿إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ﴾ (٥) فكأنه قال: خلقناه شقيًا، أو سعيدًا (٦).
وقال مجاهد: (إنا هديناه السبيل) قال: الشقاء والسعادة (٢).
والمعنى على هذا: بينا له سبيل الحق، والباطل، وعرفناه طريق الخير والشر، كقوله: ﴿وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ﴾ (٣)
قال الفراء: و (إما) (أنْ) (٤) تكون على: (إما) التي في قوله: ﴿إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ﴾ (٥) فكأنه قال: خلقناه شقيًا، أو سعيدًا (٦).
= التوفيق والإلهام، ورابعها: الهداية إلى الجنة والنار يوم القيامة. انظرت "شفاء العليل" لابن قيم الجوزية: ١١٧.
(١) "تفسير مقاتل" ٢١٩/ ب.
(٢) "جامع البيان" ٢٩/ ٢٠٦، "النكت والعيون" ٦/ ١٦٤، "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ١٢٠. وانظر مجموع "فتاوى ابن تيمية" ١٦/ ١٤٣، وعزاه إلى ابن أبي حاتم. والهداية بقول مجاهد -هي هداية التوفيق والإلهام، وهي المرتبة الثالثة من مراتب الهدى، وهذه المرتبة تستلزم أمرين:
أحدهما: فعل الرب، وهو الهدى. والثاني: فعل العبد، وهو الاهتداء، وهو أثر فعله الله تعالى، فهو الهادي، والعبد المهتدي. قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ﴾ [الإسراء: ٩٧]، ولا سبيل إلى وجود الأثر إلا بمؤثره التام، فإن لم يحصل فعله لم يحصل فعل العبد، ولهذا قال تعالى: ﴿إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ﴾ [النحل: ٣٧]. "شفاء العليل" ١٤١.
(٣) سورة البلد: ١٠.
(٤) ساقط من (ع).
(٥) سورة التوبة: ١٠٦. قال تعالى: ﴿وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾.
(٦) "معاني القرآن" ٣/ ٢١٤ بنصه.
(١) "تفسير مقاتل" ٢١٩/ ب.
(٢) "جامع البيان" ٢٩/ ٢٠٦، "النكت والعيون" ٦/ ١٦٤، "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ١٢٠. وانظر مجموع "فتاوى ابن تيمية" ١٦/ ١٤٣، وعزاه إلى ابن أبي حاتم. والهداية بقول مجاهد -هي هداية التوفيق والإلهام، وهي المرتبة الثالثة من مراتب الهدى، وهذه المرتبة تستلزم أمرين:
أحدهما: فعل الرب، وهو الهدى. والثاني: فعل العبد، وهو الاهتداء، وهو أثر فعله الله تعالى، فهو الهادي، والعبد المهتدي. قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ﴾ [الإسراء: ٩٧]، ولا سبيل إلى وجود الأثر إلا بمؤثره التام، فإن لم يحصل فعله لم يحصل فعل العبد، ولهذا قال تعالى: ﴿إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ﴾ [النحل: ٣٧]. "شفاء العليل" ١٤١.
(٣) سورة البلد: ١٠.
(٤) ساقط من (ع).
(٥) سورة التوبة: ١٠٦. قال تعالى: ﴿وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾.
(٦) "معاني القرآن" ٣/ ٢١٤ بنصه.
17
وقال الزجاج: معناه: هديناه الطريق إما الشِقْوة، وإما السَّعادة (١).
والآية حجة على القدرية (٢)؛ لأن الله تعالى ذكر أنه هدى الإنسان (إلى) (٣) طرق السعادة، والشقاوة، وانتصب شاكرًا أو كفورًا على القول الأول بإضمار على التقدير (٤): إما (كان) (٥) شاكرًا، وإما جعلناه (٦) كفورًا، ودل عليه قوله: هديناه السبيل على هذا المضمر.
ويجوز أن ينتصب على الجار بتقدير: هديناه السبيل شاكرًا أو كفورًا
والآية حجة على القدرية (٢)؛ لأن الله تعالى ذكر أنه هدى الإنسان (إلى) (٣) طرق السعادة، والشقاوة، وانتصب شاكرًا أو كفورًا على القول الأول بإضمار على التقدير (٤): إما (كان) (٥) شاكرًا، وإما جعلناه (٦) كفورًا، ودل عليه قوله: هديناه السبيل على هذا المضمر.
ويجوز أن ينتصب على الجار بتقدير: هديناه السبيل شاكرًا أو كفورًا
(١) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٢٥٧.
(٢) القائلة بأن العبد يخلق فعله، وأن الله لا يخلق أفعال العباد، ورتبوا عليها مسألة الهدى والضلالة، فقالت المعتزلة: الهدى من الله بيان طريق الصواب، والإضلال: تسمية العبد ضالاً، وحكمه تعالى على العبد بالضلال عند خلق العبد الضلال في نفسه، -وهذا مبني على أصلهم الفاسد، أن أفعال العباد مخلوقة لهم-. والصحيح: أن الله سبحانه وتعالى يهدي من يشاء، ويعصم ويعافي فضلاً، ويُضل من يشاء، ويخذل ويبتلي عدلًا، ودليله قوله تعالى: ﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ﴾ [القصص: ٥٦]. ولو كان الهدى بيان الطريق لما صح هذا النفي عن نبيه؛ لأنه -صلى الله عليه وسلم- بين الطريق لمن أحب وأبغض. وقال تعالى: ﴿يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ﴾ ولو كان الهدى من الله البيان، وهو عاصم في كل نفس لما صح التقييد بالمشيئة. انظر: "شرح العقيدة الطحاوية" ٩٨. وللاستزادة والتفصيل يراجع كتاب: "المعتزلة في أصولهم الخمسة ورأي أهل السنة فيها"، رسالة ماجستير، إعداد: عبد الله المعتق: ٢٠٩ - ٢٢٩.
(٣) ما بين القوسين ساقط من (ع).
(٤) في (ع): تقدير.
(٥) ساقطة من (أ).
(٦) في (أ): جعلاه.
(٢) القائلة بأن العبد يخلق فعله، وأن الله لا يخلق أفعال العباد، ورتبوا عليها مسألة الهدى والضلالة، فقالت المعتزلة: الهدى من الله بيان طريق الصواب، والإضلال: تسمية العبد ضالاً، وحكمه تعالى على العبد بالضلال عند خلق العبد الضلال في نفسه، -وهذا مبني على أصلهم الفاسد، أن أفعال العباد مخلوقة لهم-. والصحيح: أن الله سبحانه وتعالى يهدي من يشاء، ويعصم ويعافي فضلاً، ويُضل من يشاء، ويخذل ويبتلي عدلًا، ودليله قوله تعالى: ﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ﴾ [القصص: ٥٦]. ولو كان الهدى بيان الطريق لما صح هذا النفي عن نبيه؛ لأنه -صلى الله عليه وسلم- بين الطريق لمن أحب وأبغض. وقال تعالى: ﴿يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ﴾ ولو كان الهدى من الله البيان، وهو عاصم في كل نفس لما صح التقييد بالمشيئة. انظر: "شرح العقيدة الطحاوية" ٩٨. وللاستزادة والتفصيل يراجع كتاب: "المعتزلة في أصولهم الخمسة ورأي أهل السنة فيها"، رسالة ماجستير، إعداد: عبد الله المعتق: ٢٠٩ - ٢٢٩.
(٣) ما بين القوسين ساقط من (ع).
(٤) في (ع): تقدير.
(٥) ساقطة من (أ).
(٦) في (أ): جعلاه.
18
كأنك لم تذكر (إما) وهو قول الأخفش (١).
ثم بين ما أعد للكافرين، فقال: ﴿إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَ﴾
قال ابن عباس (٢)، ومقاتل (٣): يريد في جهنم طولها سبعون ذراعًا كقوله: ﴿ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا﴾ [الحاقة: ٣٢] الآية. وتقرأ: (سلاسلًا) بالتنوين (٤)، وكذلك: (قواريرًا قواريرًا) (٥).
ومنهم من يصل بغير تنوين، ويقف بالألف (٦).
ولمن نون وصرف وجهان:
ثم بين ما أعد للكافرين، فقال: ﴿إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَ﴾
قال ابن عباس (٢)، ومقاتل (٣): يريد في جهنم طولها سبعون ذراعًا كقوله: ﴿ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا﴾ [الحاقة: ٣٢] الآية. وتقرأ: (سلاسلًا) بالتنوين (٤)، وكذلك: (قواريرًا قواريرًا) (٥).
ومنهم من يصل بغير تنوين، ويقف بالألف (٦).
ولمن نون وصرف وجهان:
(١) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٢) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٣) "تفسير مقاتل" ٢١٩/ ب.
(٤) قرأ نافع، وأبو بكر عن عاصم، والكسائي، وأبو جعفر: "سلاسلاً" منونة.
وقرأ الباقون: "سلاسل" بغير تنوين. انظر كتاب "السبعة" ٦٦٤، "القراءات وعلل النحويين " فيها: ٢/ ٧٣٣، الحجة: ٦/ ٣٤٨ - ٣٤٩، "المبسوط" ٣٨٩، "حجة القراءات" ٧٣٨ - ٧٣٩، "الكشف عن وجوه القراءات السبع" ٢/ ٣٥٢ - ٣٥٤، "إتحاف فضلاء البشر" ٤٢٨ - ٤٢٩.
(٥) سورة الإنسان: ١٥ - ١٦.
(٦) قرأ نافع، وأبو بكر، والكسائي، وأبو جعفر: "قواريرًا قواريرًا" منونًا كلاهما، وإذا وقفوا وقفوا عليهما بألف.
وقرأ ابن كثير، وخلف: "قواريرًا" منونًا، والوقف بغير ألف، و"قواريرا من فضة" بغير تنوين، والوقف عليه بالألف. وقرأ أبو عمرو، وابن عامر، وحمزة، وحفص: "قواريرَ قواريرَ" بغير تنوين، ووقفوا على الأولى بالألف؛ لأنها رأس آية، ووقفوا على الثانية بغير ألف لأنها ليست برأس آية. ووقف حمزة، ويعقوب: "قوارير" بغير تنوين في جميعها، والوقف بغير ألف عليهما. [المرجع]
(٢) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٣) "تفسير مقاتل" ٢١٩/ ب.
(٤) قرأ نافع، وأبو بكر عن عاصم، والكسائي، وأبو جعفر: "سلاسلاً" منونة.
وقرأ الباقون: "سلاسل" بغير تنوين. انظر كتاب "السبعة" ٦٦٤، "القراءات وعلل النحويين " فيها: ٢/ ٧٣٣، الحجة: ٦/ ٣٤٨ - ٣٤٩، "المبسوط" ٣٨٩، "حجة القراءات" ٧٣٨ - ٧٣٩، "الكشف عن وجوه القراءات السبع" ٢/ ٣٥٢ - ٣٥٤، "إتحاف فضلاء البشر" ٤٢٨ - ٤٢٩.
(٥) سورة الإنسان: ١٥ - ١٦.
(٦) قرأ نافع، وأبو بكر، والكسائي، وأبو جعفر: "قواريرًا قواريرًا" منونًا كلاهما، وإذا وقفوا وقفوا عليهما بألف.
وقرأ ابن كثير، وخلف: "قواريرًا" منونًا، والوقف بغير ألف، و"قواريرا من فضة" بغير تنوين، والوقف عليه بالألف. وقرأ أبو عمرو، وابن عامر، وحمزة، وحفص: "قواريرَ قواريرَ" بغير تنوين، ووقفوا على الأولى بالألف؛ لأنها رأس آية، ووقفوا على الثانية بغير ألف لأنها ليست برأس آية. ووقف حمزة، ويعقوب: "قوارير" بغير تنوين في جميعها، والوقف بغير ألف عليهما. [المرجع]
19
أحدهما: أن أبا الحسن الأخفش قال: قد سمعنا من العرب (١) من يصرف هذا الجنس، ويصرف جميع ما لا ينصرف، وقال: هذا لغة الشعراء؛ (لأنهم اضطروا إليه في الشعر) (٢) (٣)، فصرفوه، فجرت ألسنتهم على ذلك.
والوجه الثاني: أن هذه الجموع أشبهت الآحاد؛ لأنهم قد قالوا: (صواحبات يوسف) (٤)، فلما جمعوه جمع الآحاد المنصرفة، جعلوها في حكمها (٥)، فصرفوها، وكثير من العرب يقولون: (موالياتٌ) يريدون:
والوجه الثاني: أن هذه الجموع أشبهت الآحاد؛ لأنهم قد قالوا: (صواحبات يوسف) (٤)، فلما جمعوه جمع الآحاد المنصرفة، جعلوها في حكمها (٥)، فصرفوها، وكثير من العرب يقولون: (موالياتٌ) يريدون:
(١) وهم بنو أسد. انظر: "الإتحاف" ٤٢٩.
(٢) انظر شواهد ذلك من الشعر في: "الحجة" ٦/ ٣٤٨ - ٣٤٩، "حجة القراءات" ٧٣٨ - ٧٣٩.
(٣) ساقطة من (أ).
(٤) نص الحديث كما في الصحيح: ما رواه أبو موسى، قال: مرض النبي -صلى الله عليه وسلم- فاشتد مرضه، فقال: مُروا أبا بكر فليُصَلِّ بالناس. فقالت عائشة: إنه رجل رقيق، إذا قام مقامك لم يستطع أن يُصلِّيَ بالناس، قال: مُروا أبا بكر فليُصلِّ بالناس، فعادت. فقال: مُري أبا بكر فليُصل بالناس، فإنكن صواحب يوسف. فأتاه الرسول، فصلى بالناس في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم-" الحديث. الجامع الصحيح للبخاري: ١/ ٢٢٤ - ٢٢٥: ح: ٦٧٨، ٦٧٩، ٦٨٢، كتاب الأذان، باب: ٤٦. كما أخرجه مالك في: "الموطأ" ١/ ١٥٥ - ١٥٦: ح: ٨٣، كتاب فضل الصلاة في السفر، باب: ٢٤. والإمام أحمد في "المسند" ٦/ ٢١٠، ٢٢٤، ٢٢٩، ٢٧٠. ومعنى: "إنكن صواحب يوسف" جمع صاحبة، والمراد: أنهن مثلهن في إظهار خلاف ما في الباطن، والخطاب -وإن كان بلفظ الجمع- فالمراد به عائشة فقط. انظر: "الموطأ" ١٥٥ - ١٥٦ حاشية (أ).
(٥) في (أ): حكها.
(٢) انظر شواهد ذلك من الشعر في: "الحجة" ٦/ ٣٤٨ - ٣٤٩، "حجة القراءات" ٧٣٨ - ٧٣٩.
(٣) ساقطة من (أ).
(٤) نص الحديث كما في الصحيح: ما رواه أبو موسى، قال: مرض النبي -صلى الله عليه وسلم- فاشتد مرضه، فقال: مُروا أبا بكر فليُصَلِّ بالناس. فقالت عائشة: إنه رجل رقيق، إذا قام مقامك لم يستطع أن يُصلِّيَ بالناس، قال: مُروا أبا بكر فليُصلِّ بالناس، فعادت. فقال: مُري أبا بكر فليُصل بالناس، فإنكن صواحب يوسف. فأتاه الرسول، فصلى بالناس في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم-" الحديث. الجامع الصحيح للبخاري: ١/ ٢٢٤ - ٢٢٥: ح: ٦٧٨، ٦٧٩، ٦٨٢، كتاب الأذان، باب: ٤٦. كما أخرجه مالك في: "الموطأ" ١/ ١٥٥ - ١٥٦: ح: ٨٣، كتاب فضل الصلاة في السفر، باب: ٢٤. والإمام أحمد في "المسند" ٦/ ٢١٠، ٢٢٤، ٢٢٩، ٢٧٠. ومعنى: "إنكن صواحب يوسف" جمع صاحبة، والمراد: أنهن مثلهن في إظهار خلاف ما في الباطن، والخطاب -وإن كان بلفظ الجمع- فالمراد به عائشة فقط. انظر: "الموطأ" ١٥٥ - ١٥٦ حاشية (أ).
(٥) في (أ): حكها.
20
الموالي، ومن ترك الصرف فإنه جعله كقوله تعالى: ﴿لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ﴾ [الحج: ٤٠].
وأما إلحاق (الألف) في الوقف فهو كإلحاقها في قوله (١): (الظنونا) (٢)، و (الرسولا) (٣)، و (السبيلا) (٤) أشبه (٥) ذلك بالإطلاق في القوافي (٦) (٧).
وقوله تعالى: ﴿وَأَغْلَالًا﴾ يعني في أيديهم تغل (٨) أعناقهم ﴿وَسَعِيرًا﴾ وقودًا لا تُوصف شدته، قاله ابن عباس (٩)، ومقاتل (١٠).
ثم ذكر ما أعد (١١) للشاكرين الموحدين فقال: ﴿إِنَّ الْأَبْرَارَ﴾ قال
وأما إلحاق (الألف) في الوقف فهو كإلحاقها في قوله (١): (الظنونا) (٢)، و (الرسولا) (٣)، و (السبيلا) (٤) أشبه (٥) ذلك بالإطلاق في القوافي (٦) (٧).
وقوله تعالى: ﴿وَأَغْلَالًا﴾ يعني في أيديهم تغل (٨) أعناقهم ﴿وَسَعِيرًا﴾ وقودًا لا تُوصف شدته، قاله ابن عباس (٩)، ومقاتل (١٠).
ثم ذكر ما أعد (١١) للشاكرين الموحدين فقال: ﴿إِنَّ الْأَبْرَارَ﴾ قال
(١) غير مقروءة لسواد في النسخة (أ).
(٢) الأحزاب: ١٠.
(٣) الأحزاب: ٦٦.
(٤) الأحزاب: ٦٧.
(٥) في (ع): شبه.
(٦) والشبه من حيث كانت مثلها في أنها كلام تام نحو: * أقلي اللوم عاذِلَ والعتابا * انظر الحجة: ٦/ ٣٥١.
(٧) ما ذكره المؤلف هنا من القراءات وتوجيهها نقله عن أبي علي من الحجة باختصار شديد: ٦/ ٣٤٨ - ٣٥١.
(٨) الغُلُّ: مختص بما يقيد به، فيجعل الأعضاء وسطه، وجمعه أغلال، وغُل فلان: قُيد به. انظر المفردات في غريب القرآن: ٣٦٣.
(٩) أعثر على مصدر لقوله، وقد ورد بنحوه في: الوسيط من غير عزو: ٤/ ٣٩٩.
(١٠) لم أعثر على مصدر لقوله، والذي ورد عنه في تفسيره: ٢١٩/ ب، قال: "وقودًا لا يطفأ".
(١١) في (أ): وأما.
(٢) الأحزاب: ١٠.
(٣) الأحزاب: ٦٦.
(٤) الأحزاب: ٦٧.
(٥) في (ع): شبه.
(٦) والشبه من حيث كانت مثلها في أنها كلام تام نحو: * أقلي اللوم عاذِلَ والعتابا * انظر الحجة: ٦/ ٣٥١.
(٧) ما ذكره المؤلف هنا من القراءات وتوجيهها نقله عن أبي علي من الحجة باختصار شديد: ٦/ ٣٤٨ - ٣٥١.
(٨) الغُلُّ: مختص بما يقيد به، فيجعل الأعضاء وسطه، وجمعه أغلال، وغُل فلان: قُيد به. انظر المفردات في غريب القرآن: ٣٦٣.
(٩) أعثر على مصدر لقوله، وقد ورد بنحوه في: الوسيط من غير عزو: ٤/ ٣٩٩.
(١٠) لم أعثر على مصدر لقوله، والذي ورد عنه في تفسيره: ٢١٩/ ب، قال: "وقودًا لا يطفأ".
(١١) في (أ): وأما.
21
عطاء: هم الذين بروا الآباء، والأمهات، والأبناء، مع اليقين والمعرفة بالله (١).
وقال مقاتل: يعني المطيعين (لله) (٢) في التوحيد (٣).
وقوله تعالى: ﴿يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ﴾ يعني: (من إناء فيه الشراب) (٤)، ولهذا قال ابن عباس: يريد الخمرة (٥). وقال مقاتل: يعني الخمر (٦). ﴿كَانَ مِزَاجُهَا﴾ ما يمازجها، ومنه: مزاج البدن، وهو ما يمازجه من الصفراء، والسوداء، والحرارة، والبرودة (٧).
وقوله: ﴿كَافُورًا﴾ قال عطاء (٨)، والكلبي (٩) عن ابن عباس: هو
وقال مقاتل: يعني المطيعين (لله) (٢) في التوحيد (٣).
وقوله تعالى: ﴿يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ﴾ يعني: (من إناء فيه الشراب) (٤)، ولهذا قال ابن عباس: يريد الخمرة (٥). وقال مقاتل: يعني الخمر (٦). ﴿كَانَ مِزَاجُهَا﴾ ما يمازجها، ومنه: مزاج البدن، وهو ما يمازجه من الصفراء، والسوداء، والحرارة، والبرودة (٧).
وقوله: ﴿كَافُورًا﴾ قال عطاء (٨)، والكلبي (٩) عن ابن عباس: هو
(١) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٢) ساقطة من (أ).
(٣) "تفسير مقاتل" ٢١٩/ ب، "النكت والعيون" ٦/ ١٦٤ مختصرًا. قال الخازن: الأبرار: واحدهم: بار، وبر، وأصله التوسع، فمعنى البر: المتوسع في الطاعة. لباب التأويل: ٤/ ٣٣٨ - ٣٣٩. وعن ابن عاشور: الأبرار جمع: بَر -بفتح الباء-، وجمع بار أيضًا، والبار، أو البَرّ: المكثر من البِر- بكسر الباء- وهو فعل الخير. التحرير والتنوير: ٢٩/ ٣٧٩.
(٤) ما بين القوسين نقله عن الزجاج. انظر معاني القرآن وإعرابه: ٥/ ٢٥٨.
(٥) "التفسير الكبير" ٣٠/ ٢٤٠، الجامع لأحكام القرآن: ١٩/ ١٢٣.
(٦) "تفسير مقاتل" ٢١٩/ ب، "التفسير الكبير" ٣٠/ ٢٤٠.
(٧) مَزَج الشَّراب: خلطه بغيره، ومِزاج الشراب: ما يُمزج به، ومِزاج البدن ما رُكب عليه من الطبائع. انظر: "الصحاح" ١/ ٣٤١: مادة: (مزج).
(٨) ورد عن عطاء من قوله: معالم التنزيل: ٤/ ٤٢٧، "زاد المسير" ٨/ ١٤٤. عن ابن عباس من غير ذكر الطريق إليه في: "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ١٢٣، و"لباب التأويل" ٤/ ٢٣٩.
(٩) ورد عن الكلبي من قوله: معالم التنزيل: ٤/ ٤٢٧، "زاد المسير" ٨/ ١٤٤، "البحر المحيط" ٨/ ٣٩٥.
(٢) ساقطة من (أ).
(٣) "تفسير مقاتل" ٢١٩/ ب، "النكت والعيون" ٦/ ١٦٤ مختصرًا. قال الخازن: الأبرار: واحدهم: بار، وبر، وأصله التوسع، فمعنى البر: المتوسع في الطاعة. لباب التأويل: ٤/ ٣٣٨ - ٣٣٩. وعن ابن عاشور: الأبرار جمع: بَر -بفتح الباء-، وجمع بار أيضًا، والبار، أو البَرّ: المكثر من البِر- بكسر الباء- وهو فعل الخير. التحرير والتنوير: ٢٩/ ٣٧٩.
(٤) ما بين القوسين نقله عن الزجاج. انظر معاني القرآن وإعرابه: ٥/ ٢٥٨.
(٥) "التفسير الكبير" ٣٠/ ٢٤٠، الجامع لأحكام القرآن: ١٩/ ١٢٣.
(٦) "تفسير مقاتل" ٢١٩/ ب، "التفسير الكبير" ٣٠/ ٢٤٠.
(٧) مَزَج الشَّراب: خلطه بغيره، ومِزاج الشراب: ما يُمزج به، ومِزاج البدن ما رُكب عليه من الطبائع. انظر: "الصحاح" ١/ ٣٤١: مادة: (مزج).
(٨) ورد عن عطاء من قوله: معالم التنزيل: ٤/ ٤٢٧، "زاد المسير" ٨/ ١٤٤. عن ابن عباس من غير ذكر الطريق إليه في: "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ١٢٣، و"لباب التأويل" ٤/ ٢٣٩.
(٩) ورد عن الكلبي من قوله: معالم التنزيل: ٤/ ٤٢٧، "زاد المسير" ٨/ ١٤٤، "البحر المحيط" ٨/ ٣٩٥.
22
اسم عين ماءٍ في الجنة يقال: هو عين الكافور (١).
والمعنى: أن ذلك الشراب يمازجه ماء هذه العين التي تسمى كافورًا.
وقال آخرون: يعني الكافور الذي له رائحة طيبة. وهو قول مقاتل (٢)، ومجاهد (٣).
وعلى هذا له معنيان:
أحدهما: أن يمازجه ريح الكافور، فيكون طيب الريح.
والآخر: أن يمازجه عين الكافور، ولا يكون في ذلك ضرر لأهل الجنة، لا يمسهم الضرر فيما يأكلون ويشربون. (ذكرهما الزجاج) (٤) (٥).
وقال مقاتل: ليس ككافور الدنيا؛ ولكن الله سمى ما عنده بما عندكم حتى يهدي له القلوب (٦).
ويدل على صحة القول الأول قوله: (عينًا).
قال الفراء: إن شئت جعلتها متابعة للكافور كالمفسرة، وإن شئت نصبتها على القطع (٧) من (الهاء) في: (مزاجها) (٨) (٩).
والمعنى: أن ذلك الشراب يمازجه ماء هذه العين التي تسمى كافورًا.
وقال آخرون: يعني الكافور الذي له رائحة طيبة. وهو قول مقاتل (٢)، ومجاهد (٣).
وعلى هذا له معنيان:
أحدهما: أن يمازجه ريح الكافور، فيكون طيب الريح.
والآخر: أن يمازجه عين الكافور، ولا يكون في ذلك ضرر لأهل الجنة، لا يمسهم الضرر فيما يأكلون ويشربون. (ذكرهما الزجاج) (٤) (٥).
وقال مقاتل: ليس ككافور الدنيا؛ ولكن الله سمى ما عنده بما عندكم حتى يهدي له القلوب (٦).
ويدل على صحة القول الأول قوله: (عينًا).
قال الفراء: إن شئت جعلتها متابعة للكافور كالمفسرة، وإن شئت نصبتها على القطع (٧) من (الهاء) في: (مزاجها) (٨) (٩).
(١) في (أ): الكافون. ومعنى الكافور: هو أخلاط تجمع من الطيب تُركب من كافور الطلع. انظر: "لسان العرب" ٥/ ١٤٩ مادة: (كفر).
(٢) ورد بمعناه في: معالم التنزيل: ٤/ ٤٢٧، ولم أعثر عليه في تفسيره.
(٣) المصدر السابق.
(٤) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٢٥٨ بتصرف.
(٥) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٦) "تفسير مقاتل" ٢١٩/ ب، وبمعناه في: "معالم التنزيل" ٤/ ٤٢٧، "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ١٢٤، "فتح القدير" ٥/ ٣٤٦.
(٧) يعبر عن الحال بالقطع عند الكوفيين. انظر: "نحو القراء الكوفيين" ٣٤٩.
(٨) غير واضحة في (ع).
(٩) "معاني القرآن" ٣/ ٢١٥ بنصه.
(٢) ورد بمعناه في: معالم التنزيل: ٤/ ٤٢٧، ولم أعثر عليه في تفسيره.
(٣) المصدر السابق.
(٤) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٢٥٨ بتصرف.
(٥) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٦) "تفسير مقاتل" ٢١٩/ ب، وبمعناه في: "معالم التنزيل" ٤/ ٤٢٧، "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ١٢٤، "فتح القدير" ٥/ ٣٤٦.
(٧) يعبر عن الحال بالقطع عند الكوفيين. انظر: "نحو القراء الكوفيين" ٣٤٩.
(٨) غير واضحة في (ع).
(٩) "معاني القرآن" ٣/ ٢١٥ بنصه.
23
وهذا على أن يجعل (العين) حالاً للكأس؛ لأن ضميرها معرفة، ويكون التقدير: كان مزاج الكأس، وهي (١) عين كافورًا، وهذا يوجب أن تكون العين الكأس، وليس المعنى على هذا.
وقال الأخفش: وإن شئت نصبت على وجه المدح، كما يذكر لك الرجل، فتقول: العاقل اللبيب، أي ذكرتم العاقل اللبيب، فتجعل النصب هاهنا على أعْني: [عينًا] (٢).
وقال أبو إسحاق: الأجود أن يكون المعنى من عين (٣).
وقوله تعالى: ﴿يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ﴾ قال الفراء: (يشرب بها) وَيشْرَبها سواء، المعنى: كأن (٤) يشرب بها، يريد ينقع بها، ويروى بها (٥).
قال ابن عباس: يشرب بها أولياء الله (٦).
وقال مقاتل: يشربها المقربون، وهم الصديقون، والشهداء صِرفًا، وتمزج لسائر أهل الجنة الخمر، واللبن، والعسل (٧).
وقوله تعالى: ﴿يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا﴾ قال الكلبي: يقول: يفجرون تلك العيون الكافور في الجنة حيث يريدون؛ كما يفجر الرجل النهر يكون له في
وقال الأخفش: وإن شئت نصبت على وجه المدح، كما يذكر لك الرجل، فتقول: العاقل اللبيب، أي ذكرتم العاقل اللبيب، فتجعل النصب هاهنا على أعْني: [عينًا] (٢).
وقال أبو إسحاق: الأجود أن يكون المعنى من عين (٣).
وقوله تعالى: ﴿يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ﴾ قال الفراء: (يشرب بها) وَيشْرَبها سواء، المعنى: كأن (٤) يشرب بها، يريد ينقع بها، ويروى بها (٥).
قال ابن عباس: يشرب بها أولياء الله (٦).
وقال مقاتل: يشربها المقربون، وهم الصديقون، والشهداء صِرفًا، وتمزج لسائر أهل الجنة الخمر، واللبن، والعسل (٧).
وقوله تعالى: ﴿يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا﴾ قال الكلبي: يقول: يفجرون تلك العيون الكافور في الجنة حيث يريدون؛ كما يفجر الرجل النهر يكون له في
(١) في (أ): هي.
(٢) في كلا النسختين: هاهنا، والمثبت من كتاب الأخفش: "معاني القرآن" ٢/ ٧٢٢.
(٣) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٢٥٨ بنصه.
(٤) في (ع): وكان.
(٥) "معاني القرآن" ٣/ ٢١٥ بيسير من التصرف.
(٦) معالم التنزيل: ٤/ ٤٢٨، "لباب التأويل" ٤/ ٣٣٩.
(٧) "النكت والعيون" ٦/ ١٦٥ بنحوه، والذي ورد عنه في تفسيره: ٢١٩/ ب قال: "عباد الله يعني أولياء الله، يمزجون ذلك الخمر مزجًا".
(٢) في كلا النسختين: هاهنا، والمثبت من كتاب الأخفش: "معاني القرآن" ٢/ ٧٢٢.
(٣) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٢٥٨ بنصه.
(٤) في (ع): وكان.
(٥) "معاني القرآن" ٣/ ٢١٥ بيسير من التصرف.
(٦) معالم التنزيل: ٤/ ٤٢٨، "لباب التأويل" ٤/ ٣٣٩.
(٧) "النكت والعيون" ٦/ ١٦٥ بنحوه، والذي ورد عنه في تفسيره: ٢١٩/ ب قال: "عباد الله يعني أولياء الله، يمزجون ذلك الخمر مزجًا".
24
الدنيا -هاهنا- وهاهنا حيث يريد (١).
وذكرنا معنى التفجير عند قوله: ﴿فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ﴾ (٢) الآية.
ثم نعتهم فقال: ﴿يُوفُونَ بِالنَّذْرِ﴾ قال صاحب النظم: (كان) في قوله: ﴿كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا﴾ زائدة لا يحتاج إليها، والعرب تزيدها في أضعاف الكلام، ولا معنى لها، كما قال:
وَجِيرانٍ لنا كانوا كرامِ (٣)
قال: وكما يزيدون [كان] (٤) وليس لها معنى، يحذفونها من مواضع يحتاجون إليها كقوله: ﴿يُوفُونَ بِالنَّذْرِ﴾ (والمعنى: كانوا يوفون بالنذر) (٥)، لأن هذا إخبار عما كانوا عليه في الدنيا (٦).
وهذا قول الفراء، قال: هذه من صفاتهم في الدنيا كأن فيها إضمار
وذكرنا معنى التفجير عند قوله: ﴿فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ﴾ (٢) الآية.
ثم نعتهم فقال: ﴿يُوفُونَ بِالنَّذْرِ﴾ قال صاحب النظم: (كان) في قوله: ﴿كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا﴾ زائدة لا يحتاج إليها، والعرب تزيدها في أضعاف الكلام، ولا معنى لها، كما قال:
وَجِيرانٍ لنا كانوا كرامِ (٣)
قال: وكما يزيدون [كان] (٤) وليس لها معنى، يحذفونها من مواضع يحتاجون إليها كقوله: ﴿يُوفُونَ بِالنَّذْرِ﴾ (والمعنى: كانوا يوفون بالنذر) (٥)، لأن هذا إخبار عما كانوا عليه في الدنيا (٦).
وهذا قول الفراء، قال: هذه من صفاتهم في الدنيا كأن فيها إضمار
(١) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٢) سورة الإسراء: ٩١، وعند تعرضه للآية أحال إلى سورة البقرة في بيان معنى التفجير، [البقرة: ٦٠]، ومما جاء في تفسيرها: قال: "وأصل الفجر في اللغة: الشق، وسمي فجر النهار لانصداعه، أو لشقه ظلمة الليل، ويقال: انفجر الصبح إذا سال ضوؤه في سواد الليل كانفجار الماء في النهر، ويقال: فَجَرَ وأفجَرَ ينبوعًا من ماء، أي: شقه وأخرجه، قال الليث: والمَفْجَر: الموضع الذي يُفْجَر منه".
(٣) البيت للفرزدق من قصيدة يمدح فيها هشام بن عبد الملك، وصدر البيت:
فَكَيْفَ إذا رأيت ديارَ قوْمي
ورد البيت في ديوانه: ٢/ ٢٩٠ ط دار صادر.
(٤) ساقطة من النسختين، وأثبت ما يستقيم به المعنى.
(٥) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٦) لم أعثر على مصدر لقوله، وقد قال بقوله أبو علي في: "المسائل البصريات" ٢/ ٨٧٥.
(٢) سورة الإسراء: ٩١، وعند تعرضه للآية أحال إلى سورة البقرة في بيان معنى التفجير، [البقرة: ٦٠]، ومما جاء في تفسيرها: قال: "وأصل الفجر في اللغة: الشق، وسمي فجر النهار لانصداعه، أو لشقه ظلمة الليل، ويقال: انفجر الصبح إذا سال ضوؤه في سواد الليل كانفجار الماء في النهر، ويقال: فَجَرَ وأفجَرَ ينبوعًا من ماء، أي: شقه وأخرجه، قال الليث: والمَفْجَر: الموضع الذي يُفْجَر منه".
(٣) البيت للفرزدق من قصيدة يمدح فيها هشام بن عبد الملك، وصدر البيت:
فَكَيْفَ إذا رأيت ديارَ قوْمي
ورد البيت في ديوانه: ٢/ ٢٩٠ ط دار صادر.
(٤) ساقطة من النسختين، وأثبت ما يستقيم به المعنى.
(٥) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٦) لم أعثر على مصدر لقوله، وقد قال بقوله أبو علي في: "المسائل البصريات" ٢/ ٨٧٥.
25
(كانوا) (١).
ونحو هذا قال مقاتل، فقال: كانوا في الدنيا يوفون بالنذر (٢).
ومعنى ﴿يُوفُونَ بِالنَّذْرِ﴾ قال قتادة: بطاعة الله، والصلاة (٣)، والحج (٤).
وعلى هذا معنى النذر: ما أوجبه الله [عليهم] (٥). النذر معناه: الإيجاب (٦).
وقال الكلبي: يتممون العهود (٧).
وقال مجاهد (٨)، وعكرمة (٩): يعني: إذا نذروا في طاعة الله وثوابه.
ونحو هذا قال مقاتل، فقال: كانوا في الدنيا يوفون بالنذر (٢).
ومعنى ﴿يُوفُونَ بِالنَّذْرِ﴾ قال قتادة: بطاعة الله، والصلاة (٣)، والحج (٤).
وعلى هذا معنى النذر: ما أوجبه الله [عليهم] (٥). النذر معناه: الإيجاب (٦).
وقال الكلبي: يتممون العهود (٧).
وقال مجاهد (٨)، وعكرمة (٩): يعني: إذا نذروا في طاعة الله وثوابه.
(١) "معاني القرآن" ٣/ ٣١٦ بيسير من التصرف.
(٢) بمعناه في: "تفسير مقاتل" ٢١٩/ ب، وعبارته "قال: يعني من نذر لله نذرا فقضى الله حاجته، فيوفي لله بما قد نذره".
(٣) في (ع): الصلوات.
(٤) "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٣٣٦، "جامع البيان" ٢٩/ ٢٠٨، وبنحوه في: "الكشف والبيان" ١٣/ ١٤/ أ، "زاد المسير" ٨/ ١٤٥ بمعناه، "القرطبي" ١٩/ ١٢٥.
(٥) في كلا النسختين: عنهم، ولا تستقيم العبارة بذلك، والأوفق للسياق لفظ: عليهم. والله أعلم.
(٦) قال الليث: النَّذْر: النَّحْب، وهو ما ينذره الإنسان فيجعله على نفسه نحبًا واجبًا، ومنه قولك: نذرت على نفسي، أي أوجبت. انظر مادة: (نذر) في: تهذيب اللغة: ١٤/ ٤٢٠،"لسان العرب" ٥/ ٢٠٠، وأيضًا "مقاييس اللغة" ٥/ ٤١٤.
(٧) "النكت والعيون" ٦/ ١٦٦ بمعناه، "التفسير الكبير" ٣/ ٢٤٢، "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ١٢٥، "فتح القدير" ٥/ ٣٤٧.
(٨) "الكشف والبيان" ١٣: ١٤/ أ، "زاد المسير" ٨/ ١٤٥، "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ١٢٥ بنحوه.
(٩) المراجع السابقة.
(٢) بمعناه في: "تفسير مقاتل" ٢١٩/ ب، وعبارته "قال: يعني من نذر لله نذرا فقضى الله حاجته، فيوفي لله بما قد نذره".
(٣) في (ع): الصلوات.
(٤) "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٣٣٦، "جامع البيان" ٢٩/ ٢٠٨، وبنحوه في: "الكشف والبيان" ١٣/ ١٤/ أ، "زاد المسير" ٨/ ١٤٥ بمعناه، "القرطبي" ١٩/ ١٢٥.
(٥) في كلا النسختين: عنهم، ولا تستقيم العبارة بذلك، والأوفق للسياق لفظ: عليهم. والله أعلم.
(٦) قال الليث: النَّذْر: النَّحْب، وهو ما ينذره الإنسان فيجعله على نفسه نحبًا واجبًا، ومنه قولك: نذرت على نفسي، أي أوجبت. انظر مادة: (نذر) في: تهذيب اللغة: ١٤/ ٤٢٠،"لسان العرب" ٥/ ٢٠٠، وأيضًا "مقاييس اللغة" ٥/ ٤١٤.
(٧) "النكت والعيون" ٦/ ١٦٦ بمعناه، "التفسير الكبير" ٣/ ٢٤٢، "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ١٢٥، "فتح القدير" ٥/ ٣٤٧.
(٨) "الكشف والبيان" ١٣: ١٤/ أ، "زاد المسير" ٨/ ١٤٥، "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ١٢٥ بنحوه.
(٩) المراجع السابقة.
26
وقوله تعالى: ﴿وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا﴾ قال أبو عبيدة (١)، وغيره (٢): فاشيًا منتشرًا.
وقال الزجاج: بالغًا أقصى المبالغ (٣).
وقال الفراء: ممتدًا قال: والعرب تقول: استطار الصَّدع في القارورة، واستطال، ولا يقال في الحائط (٤).
وقال ابن قتيبة: يقال: استطار الحريق إذا انتشر، واستطار الصبح إذا انتشر ضوؤه (٥).
وأنشدوا (٦) للأعشى:
وقال الزجاج: بالغًا أقصى المبالغ (٣).
وقال الفراء: ممتدًا قال: والعرب تقول: استطار الصَّدع في القارورة، واستطال، ولا يقال في الحائط (٤).
وقال ابن قتيبة: يقال: استطار الحريق إذا انتشر، واستطار الصبح إذا انتشر ضوؤه (٥).
وأنشدوا (٦) للأعشى:
فَبَانَتْ وقَدْ أَسْأرتْ في الفؤاد | صَدْعًا على نأيها مسْتطيرا (٧) |
(١) مجاز القرآن: ٢/ ٢٧٩، وعبارته: "فاشيًا".
(٢) قال بذلك: ابن عباس، ومقاتل، وإليه ذهب الأخفش. انظر: "تفسير مقاتل" ٢١٩/ ب، "النكت والعيون" ٦/ ١٦٦، معالم التنزيل: ٤/ ٤٢٨، "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ١٢٦.
(٣) معاني القرآن وإعرابه: ٥/ ٢٥٨ بنحوه
(٤) "معاني القرآن" ٣/ ٢١٦ بإضافة عبارة: "ولا يقال في الحائط".
(٥) "تفسير غريب القرآن" ٥٠٢ بيسير من التصرف.
(٦) وممن أنشد قول الأعشى: "جامع البيان" ٢٩/ ٢٠٩، "الكشف والبيان" ١٣/ ١٤/ أ، "النكت والعيون" ٦/ ١٦٦. وبه قال أيضا: "المحرر الوجيز" ٥/ ٤١٠، "زاد المسير" ٨/ ١٤٥، "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ١٢٦، "ابن كثير" ٤/ ٤٨٤.
(٧) ديوانه: ٨٩ برواية: (وقد أورثت) بدلًا من: (أسأرت)، و (يخالط عثَّارها) بدلاً من: (على نأيها مستطيرا)، وليس فيه موطن الشاهد، وله في شعر يمدح فيه هوذة بن علي الحنفي، وليس فيه موضع شاهد أيضًا:
(٢) قال بذلك: ابن عباس، ومقاتل، وإليه ذهب الأخفش. انظر: "تفسير مقاتل" ٢١٩/ ب، "النكت والعيون" ٦/ ١٦٦، معالم التنزيل: ٤/ ٤٢٨، "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ١٢٦.
(٣) معاني القرآن وإعرابه: ٥/ ٢٥٨ بنحوه
(٤) "معاني القرآن" ٣/ ٢١٦ بإضافة عبارة: "ولا يقال في الحائط".
(٥) "تفسير غريب القرآن" ٥٠٢ بيسير من التصرف.
(٦) وممن أنشد قول الأعشى: "جامع البيان" ٢٩/ ٢٠٩، "الكشف والبيان" ١٣/ ١٤/ أ، "النكت والعيون" ٦/ ١٦٦. وبه قال أيضا: "المحرر الوجيز" ٥/ ٤١٠، "زاد المسير" ٨/ ١٤٥، "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ١٢٦، "ابن كثير" ٤/ ٤٨٤.
(٧) ديوانه: ٨٩ برواية: (وقد أورثت) بدلًا من: (أسأرت)، و (يخالط عثَّارها) بدلاً من: (على نأيها مستطيرا)، وليس فيه موطن الشاهد، وله في شعر يمدح فيه هوذة بن علي الحنفي، وليس فيه موضع شاهد أيضًا: