شرح الكلمات :
التفسير : لغة الشرح والبيان واصطلاحا : شرح كلام الله لفهم مراده تعالى منه فيطاع في أمره ونهيه، ويؤخذ بهدايته وإرشاده ويعتبر بقصصه، ويتعظ بمواعظه.
السورة : السورة قطعة من كتاب الله تشتمل على ثلاث آيات فأثر وسور القرآن الكريم مائة وأربع عشرة سورة أطولها « البقرة » وأقصرها« الكوثر ».
الفاتحة : فاتحة كل شيء بدايته، وفاتحة القرآن الكريم الحمد لله رب العالمين ولذا سميت الفاتحة، ولها أسماء كثيرة منها : أم القرآن والسبع المثاني وأم الكتاب والصلاة.
مكية : المكي من السور : ما نل بمكة، والمدن منه ما نزل بالمدينة والسور المكية غالبها يدور على بيان العقيدة وتقريرها والاحتجاج بها وضرب المثل لبيانها وتثبيتها. وأعظم أركان العقيدة : توحيد الله تعالى في عبادته، وإثبات نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتقرير مبدأ المعاد والدار الآخرة، والسور المدنية يكثر فيها التشريع وبيان الأحكام من حلال وحرام.
الآيات : جمع آية وهي لغة : العلامة. وفي القرآن : جملة من كلام الله تعالى تحمل الهدى للناس بدلالتها على وجود الله تعالى وقدرته علمه، وعلى نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ورسالته، وآيات القرآن الكريم ست آلاف ومائتا آية وزيادة، وآيات الفاتحة سبع بدون البسملة.
الاستعاذة
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :
شرح الكلمات :
الاستعاذة : قول العبد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
أعوذ : أستجير وأتحصن.
بالله : برب ك شيء والقادر على كل شيء والعليم بكل شيء وإله الأولين والآخرين.
الشيطان : إبليس لعنه الله.
الرجيم : المرجوم المبعد المطرود من كل رحمة وخير.
معنى الاستعاذة :
أستجير وأتحصن بالله ربي من الشيطان الرجيم أن إبليس على قراءتي. أو يضلني فأهلك وأشقى.
حكم الاستعاذة :
يسن لكل من يريد قراءة شيء من القرآن سورة فأكثر أن يقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثم يقرأ. كما يستحب لمن غضب، أو خطر بباله خاطر سوء أن يستعيذ كذلك.
الرجيم: المرجوم المبعد المطرود من كل رحمة وخير.
معنى الاستعاذة: أستجير وأتحصن بالله ربي من الشيطان الرجيم أن يلبس علّي قراءتي. أو يضلني فأهلك وأشقى.
حكم الاستعاذة: يسن١ لكل من يريد قراءة شيء من القرآن سورة فأكثر أن يقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثم يقرأ. كما يستحب لمن غضب، أو خطر بباله خاطر سوء أن يستعيذ كذلك.
البسملة
﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم (١) ﴾
البسملة: قول العبد: بسم الله الرحمن الرحيم
الاسم: لفظ جُعل علامة على مُسَمَّى يعرف به ويتميز عن غيره.
الله٢: اسم علم على ذات الرب تبارك وتعالى يُعرف به.
الرَّحْمَنِ ٣: اسم من أسماء الله تعالى مشتق من الرحمة دال على كثرتها فيه تعالى.
الرَّحِيمِ: اسم وصفة لله تعالى مشتق من الرحمة ومعناه ذو الرحمة بعباده المفيضة عليهم في الدنيا والآخرة.
معنى البسملة: ابتدئ٤ قراءتي متبركاً باسم الله الرحمن الرحيم مستعيناً به عز وجل.
٢ اسم لم يُسم به غير الله تعالى، وهل هو جامد أو مشتق من ألِهَ يأله إلهة، وألوهة إذا عبد، فالإله بمعنى المألوه أي: المعبود، فلفظ إله اسم جنس يطلق على كل معبود بباطل كسائر الألهة أو بحق كالله جل جلاله.
٣ روى أن عيسى عليه السلام قال: الرحمن رحمان الدنيا والآخرة، والرحيم رحيم الآخرة وأعم منه قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "رحمان الدنيا والآخرة ورحيمهما".
٤ يقدر متعلق الجار والمجرور بحسب المقام، فالقارئ يقول: ابتدئ قراءتي، والكاتب يقول: أبتدئ كتابتي، والآكل يقول: أبتدئ أكلي وهكذا.
مشروع للعبد مطلوب منه أن يُبسمل عند قراءة كل سورة من كتاب الله تعالى إلا عند قراءة سورة التوبة فإنه لاييسمل وإن كان في الصلاة المفروضة يبسمل سراً إن كانت الصلاة جهرية.
ويسن للعبد أن يقول باسم الله١. عند الأكل والشرب، ولبس الثوب، وعند دخول المسجد والخروج منه، وعند الركوب، وعند كل أمر٢ ذي بال.
كما يجب عليه أن يقول بسم الله والله أكبر عند الذبح والنحر.
﴿الْحَمْدُ٣ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٢) ﴾
شرح الكلمات:
﴿الْحَمْدُ﴾ : الوصف بالجميل، والثناء به على المحمود ذي الفضائل والفواضل، كالمدح٤، والشكر٥.
﴿لِلَّهِ﴾ : اللام حرف جر ومعناها الاستحقاق أي: أن الله مستحق لجميع المحامد والله علم على ذات الرب تبارك وتعالى.
الرب: السيد المالك المصلح المعبود٦ بحق جل جلاله.
﴿الْعَالَمِينَ﴾ : جمع عالم وهو كل ما سوى الله تعالى، كعالم الملائكة، وعالم الجن، وعالم الإنس، وعالم الحيوان، وعالم النبات.
٢ لحديث: "كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله فهو أبتر" والحديث وإن كان ضعيفاً فإن العمل به لما في معناه من أحاديث صحاح.
٣ الحمد لله أعظم سورة في القرآن لحديث البخاري عن أبي سعيد بن المعلى أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال له: "لأعلمنك أعظم سورة في القرآن، وقوله له ما أنزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في القرآن مثلها".
٤ هناك فرق بين المدح والحمد، فالحمد يكون على الجميل الاختياري كما يحمد الله تعالى على لطفه ورحمته وإحسانه. وأما المدح فإنه يكون على الاختياري والاضطراري كما يمدح الإنسان على جمال وجهه وهو ليس فعله وعلى إحسانه الذي هو عمله الاختياري والثناء المدح وتكراره مرة بعد مرة.
٥ الشكر: الثناء باللسان على المنعم بما أولى من النعم، فهو أخص ممن الحمد موردا إذ مورده النعمة فقط وأعمّ متعلقاً إذ متعلقه القلب واللسان والجوارح، لقول القائل:
أفادتك النعماء مني ثلاثة | يدي ولساني والضمير المحجبا |
٦ مما شهد لاطلاق لفظ الرب على المعبود قول الشاعر:
أرب يبول الثعلبان برأسه...
لقد هان من بالت عليه الثعالب
وأن علينا١ أن نحمده ونثني عليه بذلك.
﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيم (٣) ﴾
تقدم شرح هاتين الكلمتين في البسملة. وأنهما اسمان وصف بهما اسم الجلالة "الله" في قوله: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ ثناء على الله تعالى لاستحقاقه الحمد كله.
﴿مَالِكِ٢ يَوْمِ الدِّينِ (٤) ﴾
شرح الكلمات:
﴿مَالِكِ﴾ : المالك: صاحب الملك المتصرف كيف يشاء.
﴿ملك﴾ : الملك ذو السلطان الآمر الناهي المعطي المانع بلا ممانع ولا منازع.
﴿يَوْمِ الدِّينِ﴾ : يوم الجزاء٣ وهو يوم القيامة حيث يجزي الله كل نفس ما كسبت.
معنى الآية: تمجيد لله تعالى بأنه المالك لكل ما في يوم القيامة حيث لا تملك نفس لنفس شيئاً والملك الذي لا مَلِكَ يوم القيامة سواه.
٢ قرأ حفص ﴿مالك﴾ باسم الفاعل، وقرأ نافع ﴿ملك﴾ بدون ألف وهما قراءتان سبعيتان، والله حقاً هو الملك المالك.
٣ صح تفسير ﴿يوم الدين﴾ بيوم الحساب عن السلف من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولما كان الحساب غايته الجزاء صح إطلاق لفظ الجزاء على يوم الدين، إذ يقال: دانه يدينه بكذا دنيا ودينا، إذا حاسبه وجزاه، وفي الحديث: "الكيس من دان نفسه أي: حاسبها، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني". رواه أحمد والترمذي وغيرهما وهو صحيح.
في هذه الآيات الثلاث من الهداية ما يلي:
١- أن الله تعالى يحب١ الحمد، فلذا حمد تعالى نفسه وأمر عباده به.
٢- أن المدح يكون لمقتضٍ. وإلا فهو باطل وزور، فالله تعالى لما حمد نفسه ذكر مقتضى الحمد وهو كونه رب العالمين والرحمن الرحيم ومالك يوم الدين.
﴿إِيَّاكَ٢ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (٥) ﴾
شرح الكلمات:
﴿إِيَّاكَ﴾ : ضمير نصب يخاطب به الواحد.
﴿نَعْبُدُ٣﴾ : نطيع مع غاية الذل لك والتعظيم والحب.
﴿نَسْتَعِينُ﴾ : نطلب عونك لنا على طاعتك٤.
معنى الآية:
علَّمنا الله تعالى كيف نتوسل إليه في قبول دعائنا فقال: احمدوا الله واثنوا عليه ومجدوه، والتزموا له بأن تعبدوه وحده ولا تشركوا به وتستعينوه ولا تستعينوا بغيره.
هداية الآية:
من هداية هذه الآية ما يلي:
١- آداب الدعاء٥ حيث يقدم السائل بين يدي دعائه حمد الله والثناء عليه وتمجيده. وزادت
٢ العدول عن نعبدك ونستعينك إلى ﴿إياك نعبد وإياك نستعين﴾ لإفادة الاختصاص والحصر، وفي ﴿إياك نعبد وإياك نستعين﴾ نكتة بلاغية وهي: الالتفات من الغيبة إلى الخطاب وهي من المحسنات البديعية.
٣ ﴿نعبد﴾ مضارع عبده إذا أطاعه متذللاً له خوفاً منه وطمعاً فيما عنده فأحبه لذلك غاية الحب وعظمه غاية التعظيم وهكذا تكون عبادة المؤمن لربه تعالى.
٤ وعلى كل ما يهم العبد من أمور دينه ودنياه.
٥ روى أبو داود والترمذي، والنسائي أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سمع رجلاً يدعو في صلاته فلم يصلي على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "عجل هذا، ثم دعاه فقال له أو لغيره: إذا صلى أحدكم فليبدأ بحمد الله والثناء عليه ثم ليصل على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم ليدع بعد مما شاء".
٢- أن لا يعبد غير ربه. وأن لا يستعينه إلا هو سبحانه وتعالى.
﴿اهْدِنَا٢ الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦) ﴾
شرح الكلمات:
﴿اهْدِنَا﴾ : أرشدنا وأدم هدايتنا.
﴿الصِّرَاطَ﴾ : الطريق الموصل إلى رضاك وجنتك وهو الإسلام لك.
﴿الْمُسْتَقِيمَ﴾ : الذي لا ميل فيه عن الحق ولا زيغ عن الهدى.
معنى الآية:
بتعليم من الله تعالى يقول العبد في جملة إخوانه المؤمنين سائلاً ربه بعد أن توسل إليه بحمده والثناء عليه وتمجيده، ومعاهدته أن لا يعبد هو وإخوانه المؤمنون إلا هو، وأن لا يستعينوا إلا به. يسألونه أن يُديم هدايتهم٣ للإسلام حتى لا ينقطعوا عنه.
من هداية الآية:
الترغيب في دعاء الله والتضرع إليه، وفي الحديث: "الدعاء٤ هو العبادة".
﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ (٦) ﴾
شرح الكلمات:
﴿الصِّرَاطَ﴾ : تقدم بيانه.
﴿الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾ : هم النبيون والصديقون والشهداء والصالحون٥، وكل من أنعم الله
٢ فعل الهداية يتعدى بنفسه وبحرف الجر فمن الأول قوله تعالى: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾، ومن الثاني، قوله تعالى: ﴿مِنْ دُونِ اللهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ﴾.
٣ الهداية نوعان: هداية بيان وإرشاد، وهذه تطلب من ذوي العلم، فهم يبينون للسائل طرق الخير ويرشدونه إليها. هداية توفيق إلى اعتقاد الحق ولزمه في الاعتقاد والقول والعمل، وهذه لا تطلب إلا من الله تعالى، ومنها هذه الدعوة: اهدنا الصراط المستقيم، ويشهد للهداية الأولى، وهي هداية البيان قوله تعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾. ويشهد للثانية قوله تعالى: ﴿إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ﴾. فأثبت لنبيه هداية البيان ونفي عنه هداية التوفيق وهي الهداية القلبية الباطنة.
٤ رواه أصحاب السنن، وصححه الترمذي عن النعمان بن بشير رضي الله عنه.
٥ ورد هذا البيان في قوله تعالى من سورة النساء ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً﴾.
معنى الآية:
لما سأل المؤمن له ولإخوانه الهداية إلى الصراط المستقيم، وكان الصراط مجملاً بينه بقوله: ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾، وهو المنهج القويم المفضي بالعبد إلى رضوان الله تعالى والجنة، وهو الإسلام القائم على الإيمان والعمل مع اجتناب الشرك١ والمعاصي.
هداية الآية:
من هداية الآية بما يلي:
١- الاعتراف بالنعمة.
٢- طلب حسن القدوة.
﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ (٧) ﴾
شرح الكلمات:
﴿غَيْرِ﴾ : لفظ يستثنى٢ به كإلاّ.
الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ: من غضب الله تعالى عليهم لكفرهم وافسادهم في الأرض؛ كاليهود.
الضَّالِّينَ: من أخطأوا طريق الحق فعبدوا٣ الله بما لم يشرعه؛ كالنصارى.
٢ لفظ غير مفرد مضاف دائماً لفظا أو معنى وإدخال أل عليه خطأ وأصله الوصف ويستنثى به.
٣ الضلال: الانحراف والبعد عن الهدي المطلوب وهو في الشرع نوعان: ضلال في الاعتقاد، وضلال في العمل. فالضلال في الاعتقاد: هو كل اعتقاد مخالف كلاً أو بعضاً للمعتقد الإسلامي الذي بينه الله تعالى في كتابه وعلى لسان رسوله محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. والضلال في العمل: هو عبادة الله تعالى بغير ما شرع والتقرب إليه عز وجل بما لم يشرعه قربة، ولا ينجو من هذا الضلال إلا من تمسك بكتاب الله وسنة رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
لما سأل المؤمن ربَّه الصراط المستقيم، وبينه بأنه صراط من أنعم عليهم بنعمة الإيمان١ والعلم والعمل. ومبالغة في طلب الهداية إلى الحق، وخوفاً من الغواية استثنى كلاً من طريق المغضوب عليهم، والضالين.
هداية الآية:
من هداية الآية:
الترغيب في سلوك سبيل الصالحين، والترهيب من سلوك سبيل الغاوين.
[تنبيه أول] : كلمة: آمين ليست من الفاتحة. ويستحب أن يقولها الإمام إذا قرأ الفاتحة يمد بها صوته ويقولها المأموم، والمنفرد كذلك لقول الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إذا أمن الإمام فأمنوا". أي: قولوا آمين بمعنى: الله استجب دعاءنا، ويستحب الجهر بها؛ لحديث ابن ماجة: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا قال::" ﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ﴾. قال آمين حتى يسمعها أهل الصف الأول فيرتج بها المسجد".
[تنبيه ثان] : قراءة الفاتحة واجبة في كل ركعة من الصلاة، أما المنفرد والإمام فلا خلاف في ذلك، وأما المأموم فإن الجمهور من الفقهاء على أنه يسن له قراءتها في السرية دون الجهرية لحديث: "من كان له إمام فقراءة ٢ الإمام له قراءة"، ويكون مخصصاً لعموم حديث: "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب".
٢ رواه البخاري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إذا أمَّن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنوبه".