ﰡ
وقوله تعالى :﴿ لِّيُرَوْاْ أَعْمَالَهُمْ ﴾ أي ليجازوا بما عملوا في الدنيا من خير وشر، ولهذا قال :﴿ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ ﴾. روى البخاري عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال :» الخيل لثلاثة : لرجل أجر، ولرجل ستر، وعلى رجل وزر « الحديث. فسئل رسول الله ﷺ عن الحمر؟ فقال :
وروى ابن أبي حاتم، عن سعيد بن جبير في قول الله تعالى :﴿ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ ﴾ وذلك لمانزلت هذه الآية :﴿ وَيُطْعِمُونَ الطعام على حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً ﴾ [ الإنسان : ٨ ] كان المسلمون يرون أنهم لا يؤجرون على الشيء القليل إذا أعطوه، فيجيء المسكين إلى أبوابهم، فيستقلون أن يعطوه التمرة الكسرة والجوزة نحو ذلك فيردونه ويقولون : ما هذا بشيء إنما نؤجر على ما نعطي ونحن نحبه، وكان آخرون يرون أنه لا يلامون على الذنب اليسير : الكذبة والنظرة والغيبة وأشباه ذلك، يقولون : إنما وعد الله النار على الكبائر، فرغبهم في القليل من الخير أن يعلموه فإنه يؤشك أن يكثر، وحذرهم اليسير من الشر، فإنه يوشك أن يكثر، فنزلت ﴿ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ ﴾ يعني وزن أصغر ﴿ خَيْراً يَرَهُ ﴾ يعني في كتاب ويسره ذلك قال : يكتب لكل بر وفاجر بكل سيئة سيئة واحدة وبكل حسنة عشر حسنات، فإذا كان يوم القيامة ضاعف الله حسنات المؤمنين أيضاً بكل واحدة عشراً ويمحو عنه بكل حسنة عشر سيئات فمن زادت حسناته عن سيئاته مثقال ذرة دخل الجنة. وروى الإمام أحمد عن عبد الله بن مسعود « أن رسول الله ﷺ قال :» إياكم ومحقرات الذنوب فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه « وإن رسول الله ﷺ ضرب لهن مثلاً كمثل قوم نزلوا أرض فلاة، فحضر صنيع القوم، فجعل الرجل ينطلق فيجيء بالعود والرجل يجيء بالعود، حتى جمعوا سواداً، وأججوا ناراً، وأنضجوا ما قذفوا فيها ».