تفسير سورة النّمل

إيجاز البيان
تفسير سورة سورة النمل من كتاب إيجاز البيان عن معاني القرآن المعروف بـإيجاز البيان .
لمؤلفه بيان الحق النيسابوري . المتوفي سنة 553 هـ

ومن سورة النمل
٦ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ: يقال: لقّاني كذا: أعطاني «١»، فتلقّيته منه: قبلته.
٧ بِشِهابٍ قَبَسٍ: مقبوس، أو ذي قبس على الوصف «٢».
وبالإضافة «٣» يكون الشهاب قطعة من القبس «٤»، و «القبس» النار، كقولك/: ثوب خزّ «٥».
٨ نُودِيَ أَنْ بُورِكَ: نودي موسى أنه قدّس من في النّار.
مَنْ إما صلة «٦»، أو بمعنى «ما»، أي: ما في النار من النور أو
(١) ينظر تفسير الماوردي: ٣/ ١٨٨، والمحرر الوجيز: ١١/ ١٦٨، واللسان: ١٥/ ٢٥٥ (لقا).
(٢) أي أن «القبس» صفة ل «شهاب»، وهي قراءة التنوين لعاصم، وحمزة، والكسائي.
ينظر السبعة لابن مجاهد: ٤٧٨، والتبصرة لمكي: ٢٨١، والتيسير للداني: ١٦٧، والكشف لمكي: ٢/ ١٥٤.
(٣) قراءة نافع، وابن كثير، وأبي عمرو، وابن عامر.
(٤) ينظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٣٢٢، وإعراب القرآن للنحاس: ٣/ ١٩٩.
(٥) أخرج الطبريّ هذا القول في تفسيره: ١٩/ ١٣٣ عن ابن عباس رضي الله عنهما.
ونقله الماوردي في تفسيره: ٣/ ١٨٩ عن ابن عباس أيضا، وكذا البغوي في تفسيره:
٣/ ٤٠٧، ونقله القرطبي في تفسيره: ١٣/ ١٥٨ عن ابن عباس، والحسن، وسعيد بن جبير.
(٦) ذكره ابن الجوزي في زاد المسير: ٦/ ١٥٥ عن مجاهد.
وقال القرطبي في تفسيره: ١٣/ ١٥٨: «وحكى أبو حاتم أن في قراءة أبيّ، وابن عباس، ومجاهد «أن بوركت النار ومن حولها».
قال النحاس: «ومثل هذا لا يوجد بإسناد صحيح، ولو صح لكان على التفسير، فتكون البركة راجعة إلى النار، ومن حولها إلى الملائكة وموسى».
الشجرة التي في النار، وكانت تزداد على اشتعال النار اخضرارا.
وقيل «١» : بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ: أي: الملائكة، وَمَنْ حَوْلَها: أي:
موسى.
أو بورك من في طلب النّار، وَمَنْ حَوْلَها، من الملائكة «٢».
أو بورك من في النار سلطانه وكلامه، فيكون التقديس لله المتعالي عن المكان والزمان.
وفي التوراة «٣» : جاء الله من سيناء وأشرق من [ساعير] «٤» واستعلن من فاران.
أي: منها جاءت آيته ورحمته حيث كلّم موسى بسيناء، وبعث عيسى من [ساعير] ومحمدا من فاران جبال مكة «٥».
١٠ وَلَمْ يُعَقِّبْ: لم يرجع ولم يلتفت، من «العقب» «٦».
(١) ذكره الماوردي في تفسيره: ٣/ ١٨٩.
(٢) ذكره القرطبي في تفسيره: ١٣/ ١٥٩.
(٣) سفر التثنية، الإصحاح الثالث والثلاثون، ص ٢٨٠، والنص هناك: «وهذه هي البركة التي بارك بها موسى رجل الله بني إسرائيل قبل موته، فقال: جاء الربّ من سيناء، وأشرق من سعير، وتلألأ من جبل فاران، وأتى من ربوات القدس... »، وأورد البغوي في تفسيره:
٣/ ٤٠٧ هذا النص عن التوراة ولم يعلق عليه، وكذا ابن عطية في المحرر الوجيز:
(١١/ ١٧٣، ١٧٤) وعزاه إلى الثعلبي.
(٤) في الأصل: «ساعين»، والمثبت في النص من «ك» و «ج»، وفي معجم البلدان: ٣/ ١٧١:
«ساعير:
في التوراة اسم لجبال فلسطين وهو من حدود الروم وهو قرية من الناصرية بين طبرية وعكا».
(٥) قال ياقوت في معجم البلدان: ٤/ ٢٢٥: «فاران: بعد الألف راء، وآخره نون، كلمة عبرانية معربة، وهي من أسماء مكة ذكرها في التوراة. وقيل: هو اسم لجبال مكة». [.....]
(٦) وهو مؤخر الرجل.
ينظر هذا المعنى في مجاز القرآن لأبي عبيدة: ٢/ ٩٢، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة:
٣٢٢، وتفسير الطبري: ١٩/ ١٣٦، والمفردات للراغب: ٣٤٠، واللسان: ١/ ٦١٤ (عقب).
١١ إِلَّا مَنْ ظَلَمَ: استثناء منقطع، أي: لكن من ظلم من غيرهم لأنّ الأنبياء لا يظلمون.
١٢ وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ: كان عليه مدرعة «١» صوف بغير كمين «٢».
١٣ مُبْصِرَةً: مبصّرة من البصيرة، أبصرته وبصّرته، مثل: أكذبته وكذبته أو ذوات بصر نحو أمر مبين، أي: ذو بيان.
١٦ وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ: أي: ملكه ونبوّته «٣»، وكانت له تسعة عشر ولدا «٤».
عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ: كان يفهمهم «٥» كما يتفاهم بعضها عن بعض وكما يفهم بكاء الفرح من بكاء الحزن.
وَأُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ: يؤتاه الأنبياء والناس «٦».
١٧ وَحُشِرَ لِسُلَيْمانَ جُنُودُهُ: كان معسكره مائة فرسخ
(١) أي: القميص.
النهاية: ٢/ ١١٤، واللسان: ٨/ ٨٢ (درع).
(٢) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ١٩/ ١٣٨ عن مجاهد، وكذا ابن أبي حاتم في تفسيره: ٨٦ (سورة النمل).
(٣) ذكره الفراء في معانيه: ٢/ ٢٨٨، وأخرجه الطبري في تفسيره: ١٩/ ١٤١ عن قتادة، وكذا ابن أبي حاتم في تفسيره: ١١١ (سورة النمل).
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٦/ ٣٤٤، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.
وذكره الحافظ ابن كثير في تفسيره: ٦/ ١٩٢، ثم قال: «وليس المراد وراثة المال إذ لو كان كذلك لم يخص سليمان وحده من بين سائر أولاد داود، فإنه كان لداود مائة امرأة، ولكن المراد بذلك وراثة الملك والنبوة فإن الأنبياء لا تورث أموالهم، كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نحن معشر الأنبياء لا نورث ما تركناه».
(٤) ذكره الفراء في معانيه: ٢/ ٢٨٨، والبغوي في تفسيره: ٣/ ٤٠٨، ونقله الماوردي في تفسيره: ٣/ ١٩١ عن الكلبي.
(٥) في «ج» : كان يفهم عنهم.
(٦) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج: ٤/ ١١١، وانظر تفسير البغوي: ٣/ ٤١٠.
[خمسة] «١» وعشرون للإنس، ومثلها للجن، ومثلاها للطير والوحش «٢».
فَهُمْ يُوزَعُونَ: يكفّون ويحبسون، أي: يحبس أولهم على آخرهم «٣».
ومعرفة تلك النّملة لسليمان «٤»، وحديث هدهد، على اختصاصهما به وحدهما في زمن نبيّ بما يكون معجزة له، بمنزلة كلام الذئب «٥» وكلام الصّبيّ في المهد، وأمّا من كلّ نوع من الحيوان وفي كل زمن فلا فضل في معارف العجم منها على خاص مصالحها.
١٩ أَوْزِعْنِي: ألهمني، وحقيقته: كفّني عن الأشياء إلّا عن شكرك «٦».
٢٠ وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ: هذا التفقد منه أدب/ للملوك والأكابر في
(١) في الأصل: «خمس»، والمثبت في النص من «ك».
(٢) أخرج نحوه الطبريّ في تفسيره: ١٩/ ١٤١ عن محمد بن كعب، وأخرجه الحاكم في المستدرك: ٢/ ٥٨٩، كتاب التاريخ، باب «ذكر نبي الله سليمان بن داود وما آتاه الله من الملك صلى الله عليه وسلم».
(٣) عن معاني القرآن للزجاج: ٤/ ١١٢، وقال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ٣٢٣:
«وأصل «الوزع» : الكفّ والمنع. يقال: وزعت الرجل: إذا كففته. و «وازع الجيش» هو الذي يكفهم عن التفرق، ويردّ من شذّ منهم».
وانظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: ٢/ ٩٢، وغريب القرآن لليزيدي: ٢٨٦، وتفسير الطبري:
١٩/ ١٤١، والمفردات للراغب: ٥٢١.
(٤) يريد قوله تعالى: حَتَّى إِذا أَتَوْا عَلى وادِ النَّمْلِ قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ [آية: ١٨].
(٥) ثبت ذلك في حديث أخرجه الإمام البخاري في صحيحه: ٤/ ١٤٩، كتاب الأنبياء عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، وذلك أن ذئبا اختطف شاة من الغنم أيام مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانتزعها الراعي منه، فقال الذئب: من لها يوم السّبع.
وأما كلام الصّبي في المهد فمنه معجزة عيسى عليه الصلاة والسلام. قال تعالى: وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ [سورة آل عمران: آية: ٤٦].
(٦) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج: (٤/ ١١٢، ١١٣)، وانظر معاني القرآن للفراء:
٢/ ٢٨٩، وغريب القرآن لليزيدي: ٢٨٦، وتفسير الطبري: ١٩/ ١٤٣، والمفردات للراغب: ٥٢٢.
استشفاف «١» أمر الجند ومقابلة من أخلّ منهم بمكانه من الإمكان بما يستحقه.
٢١ لَيَأْتِيَنِّي: إن كانت النون ثقيلة مشاكلة لقوله: لَأُعَذِّبَنَّهُ، فحذفت إحداهما استثقالا، وإن كانت الخفيفة فلا حذف، ولكن أدغمت في نون الإضافة «٢».
٢٢ مِنْ سَبَإٍ: صرفه لأنّه في الأصل اسم رجل غلب على اسم البلد «٣».
٢٥ أَلَّا يَسْجُدُوا: ألا يا، ثم استؤنف وقال: اسجدوا، وليست «يا» للنداء «٤» [بل استعملت للتنبيه كقول الشاعر:
ألا يا اسلمي ذات الدماليج والعقد
] «٥».
وقريء: أَلَّا «٦» يَسْجُدُوا أي: زيّن الشّيطان أعمالهم لئلا يسجدوا.
(١) بمعنى النظر في أمرهم.
اللسان: ٩/ ١٨٠ (شفف). [.....]
(٢) ينظر هذا المعنى في إعراب القرآن للنحاس: (٣/ ٢٠٢، ٢٠٣)، والكشف لمكي:
٢/ ١٥٥.
وقراءة التشديد لابن كثير، وقرأ باقي السبعة بالتخفيف.
السبعة لابن مجاهد: ٤٧٩، والتيسير للداني: ١٦٧.
(٣) ينظر تفسير الطبري: ١٩/ ١٤٧، ومعاني القرآن للزجاج: ٤/ ١١٤، والتبيان للعكبري:
٢/ ١٠٠٧، والبحر المحيط: ٧/ ٦٦.
(٤) ورد هذا التوجيه على قراءة التخفيف، وهي للكسائي من السبعة، وهي أيضا قراءة أبي جعفر، ويعقوب في رواية رويس عنه، وهما من العشرة.
قال الزجاج في معانيه: ٤/ ١١٥: «من قرأ بالتخفيف ف «ألا» لابتداء الكلام والتنبيه، والوقوف عليه «ألايا»، ثم يستأنف فيقول: اسجدوا لله».
وانظر السبعة لابن مجاهد: ٤٨٠، والغاية في القراءات العشر لابن مهران: ٢٢٦، والكشف لمكي: ٢/ ١٥٦، والنشر: ٣/ ٢٢٦.
(٥) ما بين معقوفين عن نسخة «ج»، والبيت في البحر: ٧/ ٦٨ غير منسوب، وفي اللسان:
٢/ ٢٧٦ (دمج) : الدملجة تسوية الشيء كما يدملج السوار. دملج الشّيء: إذا سوّاه وأحسن صنعته.
(٦) في الأصل: «أن لا»، وأثبت رسم المصحف، والتوجيه الذي ذكره المؤلف ورد لقراءة التشديد، وعلى هذه القراءة القراء السبعة إلا الكسائي.
ينظر السبعة لابن مجاهد: ٤٨٠، ومعاني القرآن للزجاج: ٤/ ١١٥، وحجة القراءات:
٥٢٧، والكشف لمكي: ٢/ ١٥٧، والبحر المحيط: ٧/ ٦٨.
٣١ أَلَّا «١» تَعْلُوا: موضع «أن» رفع على البدل من [كِتابٌ، أو نصب، بمعنى: بأن لا تعلوا «٢».
٢٥ يُخْرِجُ الْخَبْءَ: غيب السّماوات والأرض «٣».
وقيل «٤» : خبء السماوات المطر، وخبء الأرض النبات.
فِي السَّماواتِ: أي: منها، لأنّ ما أخرج من شيء فهو فيه قبله.
٤٠ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ: رجل من الإنس عنده علم اسم الله الأعظم الذي هو: يا إلهنا وإله الخلق جميعا إلها واحدا لا إله إلّا «٥» أنت. وكان يجاب دعوته معجزة لسليمان.
قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ: أي: تديم النّظر حتى يرتدّ الطّرف كليلا «٦».
(١) في الأصل: «أن لا»، والمثبت موافق لرسم المصحف.
(٢) إعراب القرآن للنحاس: ٣/ ٢٠٩، والبيان لابن الأنباري: (٢/ ٢٢١، ٢٢٢)، والتبيان للعكبري: ٢/ ١٠٠٨.
(٣) ذكره الفراء في معانيه: ٢/ ٢٩١.
(٤) معاني القرآن للفراء: ٢/ ٢٩١، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٣٢٤، وتفسير الطبري:
١٩/ ١٥٠.
(٥) أخرجه الطبري في تفسيره: ١٣/ ١٦٣ عن الزهري، وكذا ابن أبي حاتم في تفسيره: ٢٤٧ (سورة النمل)، وفي إسناديهما عثمان بن مطر الشيباني، وهو ضعيف كما في التقريب:
٣٨٦.
(٦) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ١٩/ ١٦٤ عن مجاهد، وكذا ابن أبي حاتم بإسناد صحيح، ينظر تفسيره: ٢٥٣ (سورة النمل).
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٦/ ٣٦١، وزاد نسبته إلى الفريابي، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد.
وقيل «١» : هو على المبالغة في السرعة.
و «العفريت» «٢» : النافذ في الأمر مع خبث ونكر «٣».
وفي الحديث «٤» :«إنّ الله يبغض العفرية «٥» النّفرية»، أي: الداهي الخبيث.
٤٣ وَصَدَّها ما كانَتْ تَعْبُدُ: عن أن تهتدي للحق «٦». وقيل «٧» : صدها سليمان عما كانت تعبد.
٤٧ تُفْتَنُونَ: تمتحنون بطاعة الله ومعصيته.
٤٩ تَقاسَمُوا: تحالفوا.
٥١ إنا دمرناهم: على الاستئناف «٨»، أو معناه بيان العاقبة، أي: انظر أيّ شيء كان عاقبة مكرهم، ثم يفسّره إنا دمرناهم.
ويقرأ أَنَّا «٩» بمعنى لأنا دمّرناهم، أو على البدل من كَيْفَ.
(١) تفسير الفخر الرازي: ٢٤/ ١٩٨.
(٢) من قوله تعالى: قالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ [آية: ٣٩].
(٣) ينظر معاني القرآن للفراء: ٢/ ٢٩٤، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٣٢٤، وغريب الحديث للخطابي: ١/ ٢٤٩، واللسان: ٤/ ٥٨٦ (عفر). [.....]
(٤) أورده الحافظ ابن حجر في المطالب العالية: ٢/ ٣٤١، كتاب الطب، باب «كفارات المرض وثواب المريض» بلفظ:
«إن الله يبغض العفريت النفريت »، وهو من مسند الحارث بن أبي أسامة، رواه مرسلا.
والحديث باللفظ الذي أورده المؤلف- رحمه الله- في الفائق: ١/ ٤١٤، وغريب الحديث لابن الجوزي: ٢/ ١٠٧، والنهاية: ٣/ ٢٦٢.
(٥) في «ج» : العفريت النفرية.
(٦) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ١٩/ ١٦٧ عن مجاهد، وذكره الماوردي في تفسيره:
٣/ ٢٠٣ دون عزو.
(٧) ذكره الفراء في معانيه: ٢/ ٢٩٥، والطبري في تفسيره: ١٩/ ١٦٨، والماوردي في تفسيره:
٣/ ٢٠٣.
(٨) على قراءة كسر الهمزة، وهي لنافع، وابن كثير، وأبي عمرو، وابن عامر.
ينظر السبعة لابن مجاهد: ٤٨٤، والتبصرة لمكي: ٢٨٢، والتيسير للداني: ١٦٨.
(٩) وهي قراءة عاصم، وحمزة، والكسائي كما في السبعة: ٤٨٤.
وانظر توجيه هذه القراءة في حجة القراءات: ٥٣٢، والكشف لمكي: ٢/ ١٦٣، والبحر المحيط: ٧/ ٨٦.
﴿ أنا دمرناهم ﴾ [ بالكسر ]١على الاستئناف، أو معناه بيان العاقبة أي : انظر أي شيء كان عاقبة مكرهم، ثم يفسره٢ : إنا دمرناهم.
ويقرأ " أنا " ٣بمعنى لأنا دمرناهم، أو على البدل من " كيف ".
١ سقط من أ. والمقصود كسر الألف في "إنا "وهي قراءة ابن كثير ونافع، وأبي عمرو وابن عامر..
٢ في ب تفسيره..
٣ وهي قراءة الباقين: عاصم، وحمزة، والكسائي. انظر: السبعة ص ٣٨٣، والكشف ج٢ص٣٦٣، والدر المصون ج٨ص٦٢٦..
٥٢ خاوِيَةً: خالية، وهي حال، أي: انظر إليها خاوية.
وهذه البيوت بواد القرى بين المدينة والشّام «١».
٥٤ تُبْصِرُونَ: تعلمون أنها فاحشة فهي أعظم لذنوبكم.
وقيل: يرى ذلك بعضهم من بعض/ عتوا وتمرّدا.
٥٦ فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قالُوا: نصب جَوابَ خبرا ل «كان» لأنّ النفي أحق بالخبر «٢».
يَتَطَهَّرُونَ: قالوه هزءا.
والحاجز بين البحرين «٣» : المانع أن يختلطا، وفيه دليل على إمكان كف النّار عن الحطب حتى لا تحرقه ولا تسخّنه.
٦٦ بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ [تدارك] «٤» أدغمت التاء في الدال واجتلبت ألف الوصل «٥»، والمعنى إحاطة علمهم في الآخرة بها عند مشاهدتهم وكانوا في [شك] «٦» منها. أو هو تلاحق علمهم وتساويه بالآخرة بما في العقول من وجوب جزاء الأعمال.
بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ من وقت ورودها، بَلْ هُمْ مِنْها عَمُونَ: تاركون مع ذلك التأمل.
(١) في تاريخ الطبري: ١/ ٢٠٤: «وكانت ثمود بالحجر بين الحجاز والشام إلى وادي القرى وما حوله».
وانظر هذا الموضع في معجم البلدان: ٥/ ٣٤٥، والروض المعطار: ٦٠٢.
(٢) معاني القرآن للزجاج: ٤/ ١٢٦.
(٣) من قوله تعالى: وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حاجِزاً... [آية: ٦١].
(٤) ما بين معقوفين عن هامش الأصل، وعن نسخة «ك» و «ج».
(٥) جاء بعده في إعراب القرآن للنحاس: ٣/ ٢١٨: «لأنه لا يبتدأ بساكن، فإذا وصلت سقطت ألف الوصل وكسرت اللّام لالتقاء الساكنين».
وانظر معاني القرآن للزجاج: ٤/ ١٢٨، والكشف لمكي: ٢/ ١٦٥.
(٦) في الأصل: «شد»، والمثبت في النص من «ك».
٧٢ رَدِفَ لَكُمْ: تبعكم ودنا منكم «١»، واللام تقتضي زيادة تتابع واتصال مع الدنوّ حتى فسّر ب «عجل لكم» «٢».
٨٢ وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ: وجب الغضب [عليهم] «٣» - أو حق القول بأنهم لا يؤمنون- أخذوا بمبادئ العقاب بإخراج الدابّة.
وسئل- عليّ رضي الله عنه- عن دابّة الأرض فقال: والله ما لها ذنب وإنّ لها للحية «٤». وقال ابن عباس «٥» - رضي الله عنهما-: هي دابّة ذات زغب «٦» وريش تخرج من وادي تهامة «٧».
وفي الحديث «٨» :«يخرج..........
(١) انظر غريب القرآن لليزيدي: ٢٨٨، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٣٢٦، والمفردات للراغب: ١٩٣.
(٢) أخرجه الطبري في تفسيره: ٢٠/ ١٠ عن مجاهد، وأورده السيوطي في الدر المنثور:
٦/ ٣٧٥، وزاد نسبته إلى الفريابي، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن مجاهد.
وانظر معاني القرآن للزجاج: ٤/ ١٢٨، وتفسير الماوردي: ٣/ ٢٠٩. [.....]
(٣) المثبت عن «ك»
، وانظر هذا القول في معاني القرآن للفراء: ٢/ ٣٠٠، وتفسير الطبري: ٢٠/ ١٣.
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره: ٣٩٧ (تفسير سورة النمل)، وإسناده ضعيف لأن فيه يونس بن بكير، وهو صدوق يخطئ، ولعنعنة ابن إسحاق عمن روى عنه دون تصريحه بالسماع، وهو معروف بالتدليس.
ينظر ترجمة يونس بن بكير في الجرح والتعديل: ٩/ ٢٣٦، والتقريب: ٦١٣.
وترجمة ابن إسحاق في التقريب: ٤٦٧.
(٥) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره: ٤٠٤ (تفسير سورة النمل) - بلفظ: «هي دابة ذات زغب وريش لها أربع قوائم ثم تخرج في بعض أودية تهامة».
وإسناده صحيح ورجاله ثقات.
وأورد السيوطي هذا الأثر في الدر المنثور: ٦/ ٣٨١، وزاد نسبته إلى سعيد بن منصور، ونعيم بن حماد، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما.
(٦) الزّغب: صغار الريش ولينه، وقيل: هو دقاق الريش الذي لا يطول ولا يجود.
النهاية: ٢/ ٣٠٤، واللسان: ١/ ٤٥٠ (زغب).
(٧) تهامة- بالكسر-: سهول ممتدة تساير البحر الأحمر من الجنوب إلى الشمال.
انظر معجم ما استعجم: ١/ ١٣، ومعجم البلدان: ٢/ ٦٣، والروض المعطار: ١٤١.
(٨) هذا جزء من حديث طويل أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره: ٣٩٦، (تفسير سورة النمل) عن علي رضي الله عنه واللفظ عنده: «لتخرج حضر الفرس ثلاثا، وما خرج ثلثاها».
وفي إسناده الليث بن أبي سليم بن زنيم. قال عنه الحافظ ابن حجر في التقريب: ٤٦٤:
«صدوق اختلط جدا ولم يتميز حديثه فترك».
حضر «١» الفرس الجواد ثلاثا وما خرج ثلثها بعد».
٨٧ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّماواتِ: أسرع الإجابة «٢»، إِلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ:
من البهائم ومن لا ثواب له ولا عقاب.
ومن [حمله] «٣» على الفزع بمعنى الخوف كان الاستثناء للملائكة والشهداء.
وفي الحديث «٤» :«الشهداء ثنيّة الله في الخلق» : أي: استثناؤه فلا يصعقون وهم الأحياء المرزوقون.
٨٩ مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ: أي: قال: لا إله إلّا الله «٥»، فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها:
أي: خيره كله منها، لا أنّ الجنّة خير من كلمة التوحيد.
٨٨ وَتَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً: أي: في يوم القيامة تجمع وتسيّر، وكلّ شيء عظم حتى غصّ به الهواء يكون في العين [واقفا وهو سائر] «٦».
صُنْعَ اللَّهِ: مصدر، وعامله معنى وَتَرَى الْجِبالَ: أي: صنع ذلك صنعا «٧».
(١) في النهاية: ١/ ٣٩٨: «الحضر- بالضم-: العدو، وأحضر يحضر فهو محضر إذا عدا».
(٢) ذكره الماوردي في تفسيره: ٣/ ٢١٢، ونقله القرطبي في تفسيره: ١٣/ ٢٤٠ عن الماوردي.
(٣) في الأصل: «حمل»، والمثبت في النص عن «ك» و «ج».
(٤) ذكره البغوي في تفسيره: ٣/ ٤٣١، وهو من قول كعب الأحبار كما في غريب الحديث لابن الجوزي: ١/ ١٣٠، والنهاية لابن الأثير: ١/ ٢٢٥.
ونسب أيضا إلى سعيد بن جبير.
(٥) تفسير الطبري: ٢٠/ ٢٢، وتفسير الماوردي: ٣/ ٢١٣، وتفسير البغوي: ٣/ ٤٣٢.
(٦) في الأصل و «ج» :«واقفة وهي سائرة»، وأثبت ما أشار إليه الناسخ في نسخة أخرى.
وانظر هذا المعنى في تأويل مشكل القرآن: ٤، وتفسير البغوي: ٣/ ٤٣٢، وتفسير القرطبي: ١٣/ ٢٤٢.
(٧) ينظر معاني القرآن للزجاج: ٤/ ١٣٠، وإعراب القرآن للنحاس: ٣/ ٢٢٤، والبيان لابن الأنباري: ٢/ ٢٢٧.
﴿ من جاء بالحسنة ﴾ أي قال : لا إله إلا الله.
﴿ فله خير منها ﴾ أي : خيره كله منها، لا أن ١ الجنة خير من كلمة التوحيد٢.
١ في ب لأن..
٢ يقصد المؤلف أن لفظ"خير"ليس أفعل تفضيل، وإنما هو مصدر أي: فله خير واصل منها. قال عكرمة:"ليس شيء خيرا من لا إله إلا الله"انظر البحر المحيط ج٨ص٢٧٥..
Icon