تفسير سورة العلق

تفسير الشافعي
تفسير سورة سورة العلق من كتاب تفسير الشافعي .
لمؤلفه الشافعي . المتوفي سنة 204 هـ

٤٤٨- قال الشافعي رحمه الله تعالى : ويقال : ـ والله تعالى أعلم ـ إن أول ما أنزل الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم :﴿ اِقْرَا بِاسْمِ رَبِّكَ اَلذِى خَلَقَ ﴾ قال الشافعي رحمه الله تعالى : لما بعث الله تعالى محمدا صلى الله عليه وسلم أنزل عليه فرائضه كما شاء لا معقب لحكمه ثم أتبع كل واحد منها فرضا بعد فرض في حين غير حين الفرض قبله.
قال الشافعي رحمه الله تعالى : إن أول ما أنزل الله عليه :﴿ اِقْرَا بِاسْمِ رَبِّكَ اَلذِى خَلَقَ ﴾ ثم أنزل عليه بعدها ما لم يؤمر فيه بأن يدعو إليه المشركين، فمرت لذلك مدة. ثم يقال : أتاه جبريل عليه السلام عن الله عز وجل بأن يعلمهم نزول الوحي عليه، ويدعوهم إلى الإيمان به، فكبر ذلك عليه، وخاف التكذيب وأن يُتناول، فنزل عليه :﴿ يَاأَيُّهَا اَلرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَـاتِهِ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ اَلنَّاسِ ﴾١ فقال : يعصمك من قتلهم أن يقتلوك حين تبلغ ما أنزل إليك ما أمر به. ( الأم : ٤/١٥٩-١٦٠. ون أحكام الشافعي : ٢/٧-١١. )
١ - المائدة: ٦٧..
٤٤٩- قال الشافعي : أخبرنا سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال : أقرب ما يكون العبد من الله عز وجل إذا كان ساجدا، ألم تر إلى قوله عز ذكره :﴿ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبِ ﴾ يعني : افعل واقرب١. قال الشافعي : ويشبه ما قال مجاهد ـ والله تعالى أعلم ـ ما قال. ( الأم : ١/١١٥. ون أحكام الشافعي : ١/٧٠-٧١. )
١ - رواه الشافعي في المسند (ر٢٦٤)..
Icon