تفسير سورة الزلزلة

تفسير القرآن الكريم
تفسير سورة سورة الزلزلة من كتاب تفسير القرآن الكريم .
لمؤلفه شحاته . المتوفي سنة 1423 هـ
تفسير سورة الزلزلة
أهداف سورة الزلزلة
( سورة الزلزلة مدنية، وآياتها ٨ آيات، نزلت بعد سورة النساء ).
وهي سورة تهز القلب هزّا عنيفا، يشترك في هذه الهزة الموضوع والمشهد، والإيقاع اللفظي، وصيحة قوية مزلزلة للأرض ومن عليها، فما يكادون يفيقون حتى يواجههم الحساب والوزن والجزاء في بضع فقرات قصار، وهذا هو طابع الجزء كله يتمثل في هذه السورة تمثلا قويا.
مع آيات السورة
١-٥- إذا زلزلت الأرض زلزالها* وأخرجت الأرض أثقالها* وقال الإنسان ما لها* يومئذ تحدّث أخبارها* بأن ربك أوحى لها.
تصف الآيات مشهد القيامة حين تضطرب اضطرابا شديدا، وترتجف الأرض الثابتة ارتجافا، وتزلزل زلزالا، وتنفض ما في جوفها نفضا، وتخرج ما يثقلها من الكنوز والدفائن والأموات، وهو مشهد يخلع القلوب، ويهز كل ثابت، ويخيل للسامعين أنهم يترنحون ويتأرجحون، والأرض من تحتهم تهتز وتمور. ومثال هذا ما نراه في حياتنا من جبال النار الثائرة ( البراكين )، كما حدث في إيطاليا سنة ١٩٠٩ م من ثوران بركان فيزوف، وابتلاعه مدينة مسينا، ولم يبق من أهلها أحد.
فإذا شاهد الإنسان القيامة بأهوالها، والأرض تتحرك في زلزال عنيف، وتخرج ما فيها، فإنه يتساءل من شدة هول ما يرى : وقال الإنسان ما لها. وهو سؤال المتحير الذي يرى ما لم يعهد، وكأنه يتمايل على ظهرها ويترنح معها، ويحاول أن يمسك بأي شيء يشده ويثيبه، وكل ما حوله يمور مورا شديدا.
يومئذ تحدّث أخبارها. في ذلك اليوم تنطق الأرض بلسان الحال، أي أن حالها وما يقع فيها من الاضطراب والانقلاب، وما لم يعهد له نظير من الخراب، يعلم السائل ويفهمه الخبر : بأن ربك أوحى لها. وأمرنا أن تمور مورا، وأن تزلزل زلزالها، وأن تخرج أثقالها، وأن تحدّث أخبارها، فهذا الحال حديث واضح عما وراءه، من أمر الله ووحيه إليها.
٦- يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم. في ذلك اليوم الذي تحدث فيه الزلزلة والهول، يقوم الناس من القبور أشتاتا متفرقين، فالمحسنون فريق، والمسيئون فريق آخر، ويرى كل إنسان جزاء عمله.
٧، ٨- فمن يعمل مثقال ذرّة خيرا يره* ومن يعمل مثقال ذرّة شرّا يره. فمن يعمل من الخير أدنى عمل وأصغره فإنه يجد جزاءه، ومن يعمل من الشر ولو شيئا قليلا فإنه يجد جزاءه.
مقاصد السورة
اشتملت هذه السورة الكريمة على ثلاثة مقاصد :
١- اضطراب الأرض يوم القيامة، ودهشة الناس حينئذ.
٢- ذهاب الناس لموقف العرض والحساب أشتاتا متفرقين ليروا أعمالهم.
٣- يكافأ الإنسان على عمله من خير وإن كان مثال ذرة، ويجازى على ما عمل من شر مهما كان صغيرا.
***
فضل سورة الزلزلة
أخرج الترمذي -وقال : هذا حديث حسن- عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل من أصحابه، ( هل تزوجت يا فلان ) ؟ قال : لا والله يا رسول الله، ولا عندي ما أتزوج ! ! قال :( أليس معك : قل هو الله أحد ) ؟ قال : بلى، قال :( ثلث القرآن )، قال :( أليس معك : إذا جاء نصر الله والفتح ) ؟ قال : بلى، قال :( ربع القرآن )، قال :( أليس معك : قل يا أيها الكافرون ) ؟ قال : بلى، قال :( ربع القرآن )، قال :( أليس معك : إذا زلزلت الأرض زلزالها ) ؟ قال : بلى، قال :( ربع القرآن، تزوّج )i. [ مختصر تفسير ابن كثير بتحقيق الصابوني ].

أمارة القيامة، والجزء على الخير والشر.
بسم الله الرحمان الرحيم
﴿ إذا زلزلت الأرض زلزالها ١ وأخرجت الأرض أثقالها ٢ وقال الإنسان ما لها ٣ يومئذ تحدّث أخبارها ٤ بأن ربك أوحى لها ٥ يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم ٦ فمن يعمل مثقال ذرّة خيرا يره ٧ ومن يعمل مثقال ذرّة شرّا يره ٨ ﴾
المفردات :
زلزلت الأرض : اهتزت واضطربت بعنف وشدة.
زلزالها : المقدر لها، وذلك عند النفخة الثانية.
التفسير :
١- إذا زلزلت الأرض زلزالها.
إذا كان يوم القيامة ينفخ إسرافيل في الصّور النفخة الأولى، فيصعق الناس جميعا، وتموت الخلائق، ويمكثون أربعين سنة، ثم ينفخ إسرافيل في الصور النفخة الثانية، فتهتز الأرض اهتزازا شديدا، ولا يبقى فوقها جبل ولا مرتفع، بل تدكّ الجبال دكّا، وتضطرب الأرض وتفقد تماسكها.
قال تعالى : يا أيها الناس اتقوا ربكم إنّ زلزلة الساعة شيء عظيم* يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد ). ( الحج : ١، ٢ ).
وقال تعالى : إذا رجّت الأرض رجّا. ( الواقعة : ٤ ).
وشبيه بذلك ما شاهدته البشرية من وقوع الزلازل والبراكين التي تبتلع قرى بأكملها، وينقلب أعلاها أسفلها، وأسفلها أعلاها.
المفردات :
أثقالها : ما في باطنها من الموتى.
التفسير :
٢- وأخرجت الأرض أثقالها.
لفظت الأرض ما في أحشائها من الأموات والدّفائن، كما قال تعالى : وإذا الأرض مدّت* وألقت ما فيها وتخلّت. ( الانشقاق : ٣، ٤ ).
فتخرج الأرض كنوزها يوم القيامة، ليراها أهل الموقف، فيتحسّر العصاة إذا نظروا إليها، حيث عصوا الله بهذه الكنوز، ثم تركوها لا تغني عنهم شيئا، فلا ينظر إنسان إلى الذهب وبريقه ولمعانه، بل ولا ينقله من مكانه، لأنه لا يفيده شيئا في ذلك الوقت.
أخرج مسلم، والترمذي، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( تقيء الأرض أفلاذ كبدها، أمثال الأسطوان من الذهب والفضة، فيجيء القاتل فيقول : في هذا قتلت، ويجيء القاطع فيقول : في هذا قطعت رحمي، ويجيء السارق فيقول : في هذا قطعت يدي، ثم يدعونه فلا يأخذون منه شيئا )ii.
المفردات :
الإنسان : الكافر أو كل إنسان.
ما لها : ماذا أصابها من شدة ما يرى.
التفسير :
٣- وقال الإنسان ما لها.
تعجّب الإنسان من أمر الأرض وما عليها، حيث سيرت الجبال وصيرت هباء، واهتزت الأرض وتمددت، وألقت ما في بطنها وتخلّت عنه، وشاهد الإنسان أهوالا واضطرابا، وتبدّلت الأرض غير الأرض والسماوات غير السماوات، فتعجّب الناس كل الناس، وذهب فريق من المفسرين إلى أن التعجّب والدهشة تكون من شأن الكافر الذي كان ينكر البعث والحشر والقيامة، أما المؤمن فيقول : هذا ما وعد الرحمان وصدق المرسلون. ( يس : ٥٢ ).
المفردات :
تحدث أخبارها : ما كان فيها من أعمال العباد من خير أو شر.
بأن ربك أوحى لها : تحدث بالأخبار بوحي من الله بما تقول.
التفسير :
٤، ٥- يومئذ تحدّث أخبارها* بأن ربك أوحى لها.
يومئذ تشهد أحوال الأرض وهيئاتها بأن الله أمرها أن تفعل ذلك، وهو أمر تكويني.
قال تعالى : إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون. ( يس : ٨٢ ).
فالحديث الذي تحدّثه الأرض وتشهد به يتم بلسان الحال لا بلسان المقال، كما يقول إنسان : هذه الدار تخبرني أنها قريبة العهد بسكنى أهلها فيها، لما يشاهد من آثار ذلك.
وقيل : إن الأرض تشهد بلسان أو بكلام أو دلالة تفيد ما وقع عليها، فتشهد الأرض على القاتل والزاني، كما تشهد الأماكن والمساكن للعابد والمتصدّق والمعلّم، والآمر بالمعروف، والناهي عن المنكر، أي كما تشهد الجوارح على الإنسان، تشهد الأرض بما فعله الإنسان عليها.
أخرج الإمام أحمد، والترمذي، والنسائي –واللفظ له- عن أبي هريرة قال : قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية : يومئذ تحدّث أخبارها. ثم قال :( أتدرون ما أخبارها ) ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم، قال :( فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد وأمة بما عمل على ظهرها، أن تقول : عمل كذا وكذا، يوم كذا وكذا، فهذه أخبارها )iii.
قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح غريب.
وقال الطبري : إن هذا تمثيل، والمراد أنها تنطق بلسان الحال لا بلسان المقال.
المفردات :
يصدر الناس : يرجعون إلى ربهم.
أشتاتا : جمع شتيت، أي : متفرقين.
التفسير :
٦- يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم.
في ذلك اليوم –يوم الزلزلة الشديدة، والهول العظيم- يتقدم الناس حال كونهم فرقا شتّى : فريق مؤمن، النور يسعى بين يديه ومن خلفه، وفريق كافر، وفريق فاجر أو عاص، هؤلاء العصاة يؤخذون ليشاهدوا أعمالهم، ويا لها من لحظة حرجة، لحظة الندم والحسرة والألم على فعل هذه الأمور المخزية، في وقت يجتمع فيه الأوّلون والآخرون.
قال تعالى : ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا. ( الكهف : ٤٩ ).
المفردات :
مثقال : المثقال ما يوزن به، ومثقال الشيء ميزانه من مثله.
ذرة : مثل في تناهي الصغر.
يره : المراد يجازى به.
التفسير :
٧، ٨- فمن يعمل مثقال ذرّة خيرا يره* ومن يعمل مثقال ذرّة شرّا يره.
فمن يعمل أي خير مهما كان صغيرا فإنه سيلقى الجزاء الحسن من جنس العمل، ومن يعمل أي شر مهما كان صغيرا، فإنه سيلقى الجزاء المؤلم من جنس العمل.
وهاتان الآيتان للإفادة بالجزاء العادل من الله عن كل صغيرة وكبيرة، وأن الناس ستجازى بالإحسان إحسانا وبالسوء سوءا.
وذهب جمهور العلماء إلى أن الكافر يكافأ على الأعمال الصالحة بجزاء دنيوي، ثم يعاقب على كفره بجهنم، وذهب فريق من العلماء كالإمام محمد عبده والقاسمي في تفسيره والقاشاني وغيرهم إلى أن هاتين الآيتين تفيدان أن كل عامل خير سيلقى جزاء خيره، وأن كل عامل شر سيلقى جزاء شرّه بدون استثناء بين كافر ومؤمن.
وجاء في تفسير المراغي ما يأتي :
فمن يعمل مثقال ذرّة يره* ومن يعمل مثقال ذرّة شرّا يره.
أي : فمن يعمل من الخير أدنى عمل وأصغره فإنه يجد جزاءه، ومن يعمل الشر ولو قليلا يجد جزاءه، لا فرق بين المؤمن والكافر.
وحسنات الكافرين لا تخلصهم من عذاب الكفر فهم به خالدون في الشقاء، وما نطف من الآيات بحبوط أعمال الكافرين وأنها لا تنفعهم، فالمراد به أنها لا تنجيهم من عذاب الكفر وإن خففت عنهم بعض العذاب الذي كان يرتقبهم من السيئات الأخرى، أما عذاب الكفر فلا يخفف عنهم منه شيء، يرشد إلى ذلك.
قوله تعالى : ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين. ( الأنبياء : ٤٧ ).
فقوله : فلا تظلم نفس شيئا... صريح في أن المؤمن والكافر في ذلك سواء، وأن كلاّ يوفّى يوم القيامة جزاءه، وقد ورد أن حاتما يخفف عنه لكرمه، وأن أبا لهب يخفف عنه لسروره بولادة النبي صلى الله عليه وسلم، هذا تلخيص ما قاله الأستاذ الإمام في تفسير الآيةiv.
من تفسير ابن كثير
يومئذ يصدر الناس أشتاتا...
أي : يرجعون عن موقف الحساب أشتاتا. أي : أنواعا وأصنافا ما بين شقي وسعيد، مأمور به إلى الجنة، ومأمور به إلى النار.
وقوله تعالى : ليروا أعمالهم. أي : ليجازوا بما عملوه في الدنيا من خير وشر، ولهذا قال : فمن يعمل مثقال ذرّة خيرا يره* ومن يعمل مثقال ذرّة شرّا يره.
روى البخاري، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( الخيل لثلاثة : لرجل أجر، ولرجل ستر، وعلى رجل وزر )، الحديث. فسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحمر ؟ فقال :( ما أنزل الله فيها شيئا إلا هذه الآية الفاذة الجامعة : فمن يعمل مثقال ذرّة خيرا يره* ومن يعمل مثقال ذرّة شرّا يره. )v.
وروى الإمام أحمد، عن صعصعة بن معاوية عم الفرزدق أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه : فمن يعمل مثقال ذرّة خيرا يره. ومن يعمل مقال ذرّة شرا يره. قال : حسبي أن لا أسمع غيرهاvi.
وفي صحيح البخاري، عن عدي مرفوعا :( اتقوا النار ولو بشق تمرة، ولو بكلمة طيبة ).
وله أيضا في الصحيح :( لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقى، ولو أن تلقى أخاك ووجهك إليه منبسط )vii.
وفي الصحيح أيضا :( يا معشر نساء المؤمنات لا تحقرنّ جارة لجارتها ولو فرسن شاة )viii. يعني ظلفها، وفي الحديث الآخر :( ردوا السائل ولو بظلف محرق ).
وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( يا عائشة، استترى من النار ولو بشق تمرة فإنها تسد من الجائع مسدها من الشبعان )ix.
وروى عن عائشة أنها تصدقت بعنبة وقالت : كم فيها من ثقال ذرة.
وروى ابن جرير، عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال : لما نزلت : إذا زلزلت الأرض زلزالها. وأبو بكر الصديق رضي الله عنه قاعد، فبكى حين أنزلت : فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :( ما يبكيك يا أبا بكر ) ؟ قال : يبكيني هذه السورة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :( لولا أنكم تخطئون وتذنبون فيغفر الله لكم لخلق الله أمّة يخطئون ويذنبون فيغفر لهم )x.
وروى ابن أبي حاتم، عن سعيد بن جبير في قول الله تعالى : فمن يعمل مثقال ذرّة خيرا يره* ومن يعمل مثقال ذرّة شرا يره. وذلك لما نزلت هذه الآية : ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا. ( الإنسان : ٨ ).
كان المسلمون يرون أنهم لا يؤجرون على الشيء القليل إذا أعطوه، فيجيء المسكين إلى أبوابهم فيستقلون أن يعطوه التمرة والكسرة والجوزة ونحو ذلك فيردونه، ويقولون : ما هذا بشيء إنما نؤجر على ما نعطى ونحن نحبه، وكان آخرون يرون أنهم لا يلامون على الذنب اليسير : الكذبة، والنظرة، والغيبة، وأشباه ذلك، يقولون : إنما وعد الله النار على الكبائر، فرغّبهم في القليل من الخير أن يعملوه فإنه يوشك أن يكثر، وحذرهم اليسير من الشر فإنه يوشك أن يكثر، فنزلت : فمن يعمل مثقال ذرّة. xi يعني : وزن أصغر النمل.
خيرا يره. يعني : في كتابه ويسره ذلك، قال : يكتب لكل بر وفاجر بكل سيئة سيئة واحدة وبكل حسنة عشر حسنات، فإذا كان يوم القيامة ضاعف الله حسنات المؤمنين أيضا بكل واحدة عشرا، ويمحو عنه بكل حسنة عشر سيئات، فمن زادت حسناته على سيئاته مثقال ذرة دخل الجنة.
وروى الإمام أحمد، عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( إياكم ومحقرات الذنوب، فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه )، وإن رسول الله صلى عليه وسلم ضرب لذلك مثلا كمثل قوم نزلوا أرض فلاة، فحضر صنيع القوم، فجعل الرجل ينطلق فيجيء بالعود والرجل يجيء بالعود، حتى جمعوا سوادا، وأججوا نارا، وأنضجوا ما قذفوا فيها )xii.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم. xiii
( تم بحمد الله وفضله تفسير سورة الزلزلة ).
i هل تزوجت يا فلان :
رواه الترمذي في فضائل القرآن ( ٢٨٩٥ ) من حديث أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل من أصحابه :( هل تزوجت يا فلان ) ؟ قال : لا والله يا رسول الله ولا عندي ما أتزوج به، قال :( أليس معك قل هو الله أحد ) ؟ قال :( ثلث القرآن ) قال :( أليس معك إذا جاء نصر الله والفتح ) ؟ قال : بلى، قال :( ربع القرآن )، قال :( أليس معك قل يا أيها الكافرون ) ؟ قال : بلى، قال :( ربع القرآن ) قال :( أليس معك إذا زلزلت الأرض ) ؟ قال : بلى، قال :( ربع القرآن ) قال :( تزوج ).
قال أبو عيسى : هذا حديث حسن.
ii تقيء الأرض أفلاذ كبدها أمثال الأسطوان :
رواه مسلم في الزكاة ( ١٠١٣ ) والترمذي في الفتن ( ٢٢٠٨ ) من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( تقيء الأرض أفلاذ كبدها أمثال الأسطوان من الذهب والفضة فيجيء القاتل فيقول : في هذا قتلت، ويجيء القاطع فيقول : في هذا قطعت رحمي، ويجيء السارق فيقول : في هذا قطعت يدي، ثم يدعونه فلا يأخذون منه شيئا ).
iii أتدرون ما أخبارها :
رواه الترمذي في صفة القيامة ( ٢٤٢٩ ) وفي التفسير ( ٣٣٥٣ ) وأحمد في مسنده ( ٨٦٥٠ ) من حديث أبي هريرة قال : قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ﴿ يومئذ تحدث أخبارها ﴾ قال :( أتدرون ما أخبارها ) ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم، قال :( فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد أو أمة بما عمل على ظهرها أن تقول : عمل كذا وكذا يوم كذا وكذا قال فهذه أخبارها ).
قال أبو عيسى : هذا حديث حسن غريب.
iv تفسير المراغي : أحمد مصطفى المراغي، الجزء الثلاثون ص ٢٢٠ دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، وقد ورد ذلك موسعا في تفسير جزء عم للإمام محمد عبده.
v أخرجه الشيخان واللفظ للبخاري.
vi أخرجه أحمد والنسائي.
vii أخرجه البخاري.
viii أخرجه البخاري أيضا.
ix أخرجه أحمد.
x أخرجه ابن جرير.
xi أخرجه ابن أبي حاتم.
xii أخرجه الإمام أحمد.
xiii انظر مختصر تفسير ابن كثير، تحقيق الصابوني المجلد الثالث ص ٦٦٦، ٦٦٧.
Icon