تفسير سورة النّمل

جهود القرافي في التفسير
تفسير سورة سورة النمل من كتاب جهود القرافي في التفسير .
لمؤلفه القرافي . المتوفي سنة 684 هـ

٩٤٩- اشتدت نفس الهدهد، واستعلت همته بما علمه على سيد أهل الزمان، ورسول الملك الديان، مع عظم ملكه وهيبة مجلسه، وعلى الهدهد بحقارة نفسه، وما تقرر عند سليمان عليه السلام من جريمته، والعزم على عقوبته.
فلولا أن العلم يرفع من الثرى إلى الثريا، لما عظم الهدهد بعد أن كان يود أن لو كان نسيا منسيا، فلا جرم أبدل له العقوبة بالإكرام النفيس، وأصبغ عليه خلع الرسالة على بلقيس. ( تنقيح الفصول. ن الذخيرة : ١/٤٢ ).
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٠:٩٤٩- اشتدت نفس الهدهد، واستعلت همته بما علمه على سيد أهل الزمان، ورسول الملك الديان، مع عظم ملكه وهيبة مجلسه، وعلى الهدهد بحقارة نفسه، وما تقرر عند سليمان عليه السلام من جريمته، والعزم على عقوبته.
فلولا أن العلم يرفع من الثرى إلى الثريا، لما عظم الهدهد بعد أن كان يود أن لو كان نسيا منسيا، فلا جرم أبدل له العقوبة بالإكرام النفيس، وأصبغ عليه خلع الرسالة على بلقيس. ( تنقيح الفصول. ن الذخيرة : ١/٤٢ ).

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٠:٩٤٩- اشتدت نفس الهدهد، واستعلت همته بما علمه على سيد أهل الزمان، ورسول الملك الديان، مع عظم ملكه وهيبة مجلسه، وعلى الهدهد بحقارة نفسه، وما تقرر عند سليمان عليه السلام من جريمته، والعزم على عقوبته.
فلولا أن العلم يرفع من الثرى إلى الثريا، لما عظم الهدهد بعد أن كان يود أن لو كان نسيا منسيا، فلا جرم أبدل له العقوبة بالإكرام النفيس، وأصبغ عليه خلع الرسالة على بلقيس. ( تنقيح الفصول. ن الذخيرة : ١/٤٢ ).

٩٥٠- دل الواقع في العالم أنها : لم تؤت ملك سليمان ولا بعض التصرف في السحاب والرياح والوحش، كما كان سليمان عليه السلام يتصرف فيها. ولم تؤت من النبوة شيئا، ولا من الذكورة، ولا ن مقامات الملائكة ولا من الكواكب، وهو كثير.
فيكون الواقع مخصصا لهذه الحقائق من حكم هذا العموم. ونعني بالواقع : أنا وجدنا الأمر على هذه الصورة. وليس ذلك بالعقل، فإن العقل يجوز أن يعطى هذه الأمور، ولا يجوز بالحس. فإن الحس لا مدخل له في الملك ولا في المِلك، فإنهما حكمان خفيان لا يدركان بالحس لأن مدركات الحواس الخمسة معلومة، وليست هذه الأمور منها. والمشاهدة في ذلك الوقت لا تفيدهما. فسمت العلماء ذلك : " التخصيص بالواقع ". ( العقد : ٢/١٩٨. و٢/٣٨٥. وشرح التنقيح : ٢٠٨ ).
٩٥١- قال سند : قال مالك وأبو حنيفة : " سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم عند قوله تعالى :﴿ ويعلم ما يخفون وما يعلمون ﴾ وقال الشافعي : عند قوله تعالى :﴿ رب العرش العظيم ﴾ لنا : أنه كلام متصل فيسجد عند آخر. ( الذخيرة : ٢/٤١٢ ).
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٥:٩٥١- قال سند : قال مالك وأبو حنيفة :" سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم عند قوله تعالى :﴿ ويعلم ما يخفون وما يعلمون ﴾ وقال الشافعي : عند قوله تعالى :﴿ رب العرش العظيم ﴾ لنا : أنه كلام متصل فيسجد عند آخر. ( الذخيرة : ٢/٤١٢ ).
٩٥٢- فمجيء الرسول إلى سليمان عليه السلام فرع إرساله، فيتعين أن يضمر : " فأرسلت رسولا فلما جاء سليمان... " ( شرح التنقيح : ٥٥ }.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٥:٩٥٢- فمجيء الرسول إلى سليمان عليه السلام فرع إرساله، فيتعين أن يضمر :" فأرسلت رسولا فلما جاء سليمان... " ( شرح التنقيح : ٥٥ }.
٩٥٣- هات الشيء : " أعطه ". ( العقد : ٢/١٥٤ ).
٩٥٤- لا يفهم أحد من هذه الآية إلا أن الله تعالى أخبر عن نفسه بأنه يعلم الغيب. ( نفسه : ٢/١٥٤ ).
٩٥٥- في هذه الآية من المسائل : كيف يصح هذا الحصر، وسلب علم الغيب عن كل أحد ؟ وأبو بكر الصديق رضي الله عنه يخبر عائشة رضي الله عنها بما في بطن امرأته في الحديث المشهور في الصدقة، فقال لها :
" كنت قد وهبتك جاد١ عشرين وسقا من تمر، فلو كنت حزتيه كان لك، وإنما هم أخواك وأختاك "، فقالت له : هذان أخواي تشير إلى عبد الرحمان ومحمد. فأين أختاي ؟ فإنها لم يكن لها يومئذ إلا أخت واحدة. فقال لها : " هي ذو بطن بنت خارجة " ٢ أي : صاحبة الحمل في البطن الآن. فأخر أن حمل امرأته أنثى، وهو من الغيب، وهو كثير للأنبياء والأولياء ونحن نعلم أمورا من الغيب، كغروب الشمس اليوم وطلوعها غدا... إلى غير ذلك من الغيب. وكذلك يقال من الغيب غيب يعلم وهو كثير وكيف يحكم بالسلب على من في السماوات والأرض ثم يستثنى الله تعالى، وهو تعالى لا يوصف لأنه في السماء على سبيل الحقيقة والإحاطة والمظروفية ؟ وكيف يكون الاستثناء متصلا حينئذ ؟
والجواب : أن المراد بالغيب الذي استأثر الله تعالى به واختص به، هو علم الغيب بغير سبب يوجب ذلك العلم. وأما علوم من عداه تعالى من خلقه إذا تعلقت بالغيب، فإنما ذلك بسبب من جهة إخبار الله تعالى، أو إخبار نبيه، أو جريان العوائد، أو قرائن الأحوال أو غير ذلك٣.
فلا تناقض بين حصر العلم بالغيب لله تعالى بغير سبب، وبين علم خلقه تعالى بكثير من المغيبات بأسباب تحصل لهم ذلك. وبهذا التقرير يظهر بطلان من يرد على المنجمين والرمليين بهذه الآية. فإن تلك الطوائف ما ادعوا علم الغيب بغير سبب، بل بأسباب هي النجوم، أو أشكال الرمل على زعمهم فلا ينبغي أن ترد عليهم بالآية، بل بالطريقة اللائقة بالرد عليهم.
وأما وجه تصحيح الاستثناء : فالذي كان يختاره الشيخ عز الدين بن عبد السلام رضي الله عنه أن لفظ " في " استعمل في حقيقته ومجازه، فيكون من باب التضمين، والله سبحانه وتعالى يصدق في حقه أنه في السماوات والأرض بعلمه، كما قال تعالى :﴿ وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله ﴾٤ وقال تعالى :﴿ وما يكون من نجوى ثلاثة إلا وهو رابعهم ﴾٥ فتصدق " في " وظرفيتها في حق الله تعالى بطريق المجاز، فإذا استعملت في حقيقتها ومجازها شملت ما يمكن أن يستثني الله تعالى بعد اندراجه فيما قبل " إلا ".
فهذا وجه تصحيح هذا الاستثناء، وهو من المشكلات، وقد أشكل على صاحب الكشاف مع تمكنه من هذا العلم. وكان الشيخ رحمه الله تعالى يلخصه على هذا الوجه. ( الاستغناء : ٣٤٦ إلى ٣٤٨ ).
١ - قال الناجي: "قال عيسى: جاد عشرين وسقا أي: جداد، فتكون هبة للثمرة، أي: وهبتك عشرين مجدودة. وقال الأصمعي: أي نخلا يجد منها ذلك، فتكون صفة للنخل، أي: وهبتك نخلا تجدين منه ذلك". المنتقى: ٦/٩٤..
٢ - خرجه مالك بلفظ آخر في الموطإ: ٥٣٣. ح: ٤٣٥. رواية يحيى..
٣ - قال القرافي في مكان آخر: "علم الصديق ذلك بسبب منام رآه، فلا تناقض" الذخيرة: ٦/٢٢٩ و١٠/٥٧..
٤ - سورة الخرف: ٨٤..
٥ - سورة المجادلة: ٧..
٩٥٦- أصل " بل " لإبطال الحكم عن الأول، وقد تستعمل مجازا للإضراب عن الحديث في الجمل، فهي الإبطال المخبر عنه، وقد تستعمل لقطع الخبر وإبطاله مجازا لما بين المخبر والخبر من التعلق، والارتباط. كقوله تعالى :﴿ بل ادارك علمهم في الآخرة بلهم في شك منها بل هم منها عمون ﴾ لم تبطل شيئا مما أخبر عنه تعالى، بل معنى " بل " : " يكفي الحديث في هذه القصة، ولندخل في قصة أخرى ". ( شرح التنقيح : ١٠٩- ١١٠ ).
٩٥٧- " صنع " : يطلق على ما فيه قوة في إيجاد، ولذلك يقال : " أرباب الصنائع للحرف، لاحتياجها إلى مزيد قوة، والكائن عن الصنع أبدا يكون عظيما في نفسه، ولذلك قال الله تعالى :﴿ صنع الله أتقن كل شيء ﴾ إشارة إلى عظمة تسيير الجبال، وزوالها عن مواطنها. ( الأمنية في إدراك النية المطبوع مع كتاب " الإمام القرافي وأثره... " : ٤٩٥ ).
Icon