تفسير سورة النّمل

الموسوعة القرآنية
تفسير سورة سورة النمل من كتاب الموسوعة القرآنية المعروف بـالموسوعة القرآنية .
لمؤلفه إبراهيم الإبياري . المتوفي سنة 1414 هـ

(٢٧) سورة النمل

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

[سورة النمل (٢٧) : الآيات ١ الى ٦]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

طس تِلْكَ آياتُ الْقُرْآنِ وَكِتابٍ مُبِينٍ (١) هُدىً وَبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ (٢) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (٣) إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ (٤)
أُوْلئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذابِ وَهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ (٥) وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ (٦)
١- طس تِلْكَ آياتُ الْقُرْآنِ وَكِتابٍ مُبِينٍ:
طس حرفان صوتيان يشيران إلى أن القرآن الكريم من جنس ما يتكلمون به.
تِلْكَ اشارة الى آيات السور.
مُبِينٍ يبين ما جاء به.
٢- هُدىً وَبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ:
هُدىً أي تلك آيات الكتاب هادية الى الطريق الحق.
وَبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ ومبشرا بما أعد الله للمؤمنين.
٣- الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ:
يُقِيمُونَ الصَّلاةَ يؤدونها على وجهها الحق.
وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ يعطونها لمستحقيها.
يُوقِنُونَ إيمانا لا يخالجه شك.
٤- إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ:
يَعْمَهُونَ يتخبطون ولا يعرفون طريقهم.
٥- أُوْلئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذابِ وَهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ:
الْأَخْسَرُونَ أشد الناس خسرانا.
٦- وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ:
لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ أي تؤتاه.
مِنْ لَدُنْ من عند.
حَكِيمٍ قد أحكم كل شىء.
عَلِيمٍ قد أحاط علمه بكل شىء.
[سورة النمل (٢٧) : الآيات ٧ الى ٩]
إِذْ قالَ مُوسى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ ناراً سَآتِيكُمْ مِنْها بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (٧) فَلَمَّا جاءَها نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَها وَسُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (٨) يا مُوسى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٩)
٧- إِذْ قالَ مُوسى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ ناراً سَآتِيكُمْ مِنْها بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ:
إِذْ منصوب بمضمر، أي: اذكر.
آنَسْتُ ناراً أبصرتها من بعيد.
بِشِهابٍ بشعلة.
قَبَسٍ مقتبس.
تَصْطَلُونَ تستدفئون.
٨- فَلَمَّا جاءَها نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَها وَسُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ:
أَنْ هى المفسرة.
مَنْ فِي النَّارِ من فى مكان النار.
وَمَنْ حَوْلَها ومن حول مكانها. ومكانها: البقعة التي حصلت فيها، وهى البقعة المباركة.
وَسُبْحانَ اللَّهِ تنزيها وتقديسا لله.
٩- يا مُوسى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ:
الْعَزِيزُ الغالب الذي ليس كمثله شىء.
الْحَكِيمُ فى أمره وفعله.
[سورة النمل (٢٧) : الآيات ١٠ الى ١١]
وَأَلْقِ عَصاكَ فَلَمَّا رَآها تَهْتَزُّ كَأَنَّها جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يا مُوسى لا تَخَفْ إِنِّي لا يَخافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ (١٠) إِلاَّ مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (١١)
١٠- وَأَلْقِ عَصاكَ فَلَمَّا رَآها تَهْتَزُّ كَأَنَّها جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يا مُوسى لا تَخَفْ إِنِّي لا يَخافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ:
جَانٌّ حية خفيفة.
وَلَمْ يُعَقِّبْ ولم يرجع.
١١- إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ:
إِلَّا أي: لكن.
مَنْ ظَلَمَ من فرطت منه صغيرة.
[سورة النمل (٢٧) : الآيات ١٢ الى ١٧]
وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آياتٍ إِلى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ (١٢) فَلَمَّا جاءَتْهُمْ آياتُنا مُبْصِرَةً قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ (١٣) وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (١٤) وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ وَسُلَيْمانَ عِلْماً وَقالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنا عَلى كَثِيرٍ مِنْ عِبادِهِ الْمُؤْمِنِينَ (١٥) وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ وَقالَ يا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (١٦)
وَحُشِرَ لِسُلَيْمانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (١٧)
١٢- وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آياتٍ إِلى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ:
فِي تِسْعِ آياتٍ أي فى جملة تسع آيات وعدادهن، وهى: الفلق والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والطمسة والجدب فى بواديهم والنقصان فى مزارعهم، ينضم إليها ثنتان، وهما: اليد والعصا.
١٣- فَلَمَّا جاءَتْهُمْ آياتُنا مُبْصِرَةً قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ:
مُبْصِرَةً ظاهرة بينة.
١٤- وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ:
وَجَحَدُوا بِها وكفروا بها.
وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ أي أيقنتها قلوبهم وضمائرهم.
وَعُلُوًّا وتكبرا وترفعا عن الايمان بما جاء به موسى.
١٥- وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ وَسُلَيْمانَ عِلْماً وَقالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنا عَلى كَثِيرٍ مِنْ عِبادِهِ الْمُؤْمِنِينَ:
عِلْماً طائفة من العلم.
١٦- وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ وَقالَ يا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ:
وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ النبوة والملك.
مِنْ كُلِّ شَيْءٍ دليل على كثرة ما أوتى.
١٧- وَحُشِرَ لِسُلَيْمانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ:
يُوزَعُونَ يحبس أولهم على آخرهم حتى يكونوا جيشا منظما.

[سورة النمل (٢٧) : الآيات ١٨ الى ٢٢]

حَتَّى إِذا أَتَوْا عَلى وادِ النَّمْلِ قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (١٨) فَتَبَسَّمَ ضاحِكاً مِنْ قَوْلِها وَقالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبادِكَ الصَّالِحِينَ (١٩) وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقالَ ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كانَ مِنَ الْغائِبِينَ (٢٠) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (٢١) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقالَ أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (٢٢)
١٨- حَتَّى إِذا أَتَوْا عَلى وادِ النَّمْلِ قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ:
حَتَّى إِذا أَتَوْا عَلى وادِ النَّمْلِ هبطوا اليه من عل.
مَساكِنَكُمْ مخابئكم.
لا يَحْطِمَنَّكُمْ لكيلا يميتكم.
وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ وهم لا يحسون.
١٩- فَتَبَسَّمَ ضاحِكاً مِنْ قَوْلِها وَقالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبادِكَ الصَّالِحِينَ:
فَتَبَسَّمَ ضاحِكاً أي تبسم شارعا فى الضحك وآخذا فيه. يعنى أنه قد تجاوز حد التبسم الى الضحك.
أَوْزِعْنِي أي ألهمنى.
الصَّالِحِينَ الذين ترتضى أعمالهم.
٢٠- وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقالَ ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كانَ مِنَ الْغائِبِينَ:
وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ تطلب ما غاب منها.
أَمْ متقطعة أي نظر الى مكان الهدهد فلم يبصره، فقال ما لِيَ لا أَرَى على معنى أنه لا يراه وهو حاضر لساتر ستره، ثم لاح له أنه غائب فأضرب عن ذلك، وأخذ يقول: أهو غائب؟ كأنه سأل عن صحة ما لاح له.
٢١- لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطانٍ مُبِينٍ:
أَوْ لَيَأْتِيَنِّي الا أن يأتينى.
بِسُلْطانٍ مُبِينٍ بحجة بينة.
٢٢- فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقالَ أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ:
غَيْرَ بَعِيدٍ غير زمان بعيد.
مِنْ سَبَإٍ ابن يشجب بن يعرب بن قحطان. أو مدينة.
بِنَبَإٍ بخبر له شأن.
يَقِينٍ حق وصدق.
[سورة النمل (٢٧) : الآيات ٢٣ الى ٢٨]
إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَها عَرْشٌ عَظِيمٌ (٢٣) وَجَدْتُها وَقَوْمَها يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ (٢٤) أَلاَّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ ما تُخْفُونَ وَما تُعْلِنُونَ (٢٥) اللَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (٢٦) قالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكاذِبِينَ (٢٧)
اذْهَبْ بِكِتابِي هذا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ ماذا يَرْجِعُونَ (٢٨)
٢٣- إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَها عَرْشٌ عَظِيمٌ:
امْرَأَةً هى بلقيس بنت شراحيل.
تَمْلِكُهُمْ ان أريد بالضمير القوم، فالأمر ظاهر. وان أريدت المدينة فمعناه: تملك أهلها.
٢٤- وَجَدْتُها وَقَوْمَها يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ:
فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ عن طريق التوحيد.
فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ الى الله وتوحيده.
٢٥- أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ ما تُخْفُونَ وَما تُعْلِنُونَ:
أَلَّا يَسْجُدُوا أي: أن لا، أي: وزين لهم الشيطان ألا يسجدوا.
الْخَبْءَ خبء السماء: قطرها. وخبء الأرض: كنوزها ونباتها.
٢٦- اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ:
لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لا معبود بحق سواه.
٢٧- قالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكاذِبِينَ:
قالَ القائل سليمان.
سَنَنْظُرُ سنتحرى ما قلت.
٢٨- اذْهَبْ بِكِتابِي هذا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ ماذا يَرْجِعُونَ:
فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ أي فاطرحه إليهم ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ ثم امض بعيدا عنهم.
ماذا يَرْجِعُونَ ماذا يكون جوابهم.
[سورة النمل (٢٧) : الآيات ٢٩ الى ٣٤]
قالَتْ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ (٢٩) إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (٣٠) أَلاَّ تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (٣١) قالَتْ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي ما كُنْتُ قاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ (٣٢) قالُوا نَحْنُ أُولُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي ماذا تَأْمُرِينَ (٣٣)
قالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوها وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِها أَذِلَّةً وَكَذلِكَ يَفْعَلُونَ (٣٤)
٢٩- قالَتْ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ:
يا أَيُّهَا الْمَلَأُ تخاطب أشراف قومها وسادتهم.
إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ طرح بين يدى.
كَرِيمٌ عظيم الشأن.
٣٠- إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ:
وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أي مفتتح باسم الله الذي يفيض برحمته على جميع خلقه.
٣١- أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ:
أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ أي لا تأخذكم العزة وتتعالوا على.
وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ أي أذعنوا لى وانقادوا.
٣٢- قالَتْ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي ما كُنْتُ قاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ:
أَفْتُونِي فِي أَمْرِي أي أشيروا على فى أمرى هذا.
ما كُنْتُ قاطِعَةً أَمْراً ما كنت لأبت فى شىء.
حَتَّى تَشْهَدُونِ حتى تكونوا حضوره فلا يمضى دون علمكم.
٣٣- قالُوا نَحْنُ أُولُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي ماذا تَأْمُرِينَ:
وَأُولُوا بَأْسٍ نجدة وشجاعة.
وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ وأنت صاحبة الرأى.
فَانْظُرِي ماذا تَأْمُرِينَ فتدبرى ما أنت آمرة به.
٣٤- قالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوها وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِها أَذِلَّةً وَكَذلِكَ يَفْعَلُونَ:
وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِها أَذِلَّةً وأذلوا من هم أعزاء فيها بسلبهم إياهم ما هم فيه من عز وجاه.
وَكَذلِكَ يَفْعَلُونَ وهذا شأنهم.
[سورة النمل (٢٧) : الآيات ٣٥ الى ٣٩]
وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَناظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ (٣٥) فَلَمَّا جاءَ سُلَيْمانَ قالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمالٍ فَما آتانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ (٣٦) ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِها وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْها أَذِلَّةً وَهُمْ صاغِرُونَ (٣٧) قالَ يا أَيُّهَا الْمَلَؤُا أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِها قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (٣٨) قالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (٣٩)
٣٥- وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَناظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ:
فَناظِرَةٌ فمنتظرة.
بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ بما يعود به إلىّ من حملتهم الهدية إليهم.
٣٦- فَلَمَّا جاءَ سُلَيْمانَ قالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمالٍ فَما آتانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ:
فَلَمَّا جاءَ سُلَيْمانَ أي: فلما جاء الرسول سليمان بالهدية.
قالَ القائل سليمان.
أَتُمِدُّونَنِ أتعطونني.
تَفْرَحُونَ لا مثلى لأنكم لا تعلمون إلا ما يتعلق بالدنيا.
٣٧- ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِها وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْها أَذِلَّةً وَهُمْ صاغِرُونَ:
ارْجِعْ إِلَيْهِمْ أمر من سليمان للرسول حامل الهدية.
فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ فو الله لنسوقن إليهم.
لا قِبَلَ لَهُمْ بِها لا طاقة لهم بها.
وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْها أي من أرضهم.
وَهُمْ صاغِرُونَ أذلاء.
٣٨- قالَ يا أَيُّهَا الْمَلَؤُا أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِها قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ:
قالَ القائل سليمان.
يا أَيُّهَا الْمَلَؤُا يخاطب من بين يديه ممن سخرهم الله له من الإنس والجن.
يَأْتِينِي بِعَرْشِها يجيئنى بسرير ملكها وهى عليه.
مُسْلِمِينَ خاضعين: يعنى بلقيس وقومها.
٣٩- قالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ:
عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ مارد من الجن.
بِهِ بالعرش وبلقيس فوقه.
لَقَوِيٌّ على حمله.
أَمِينٌ على أن أجيئك به سالما.
[سورة النمل (٢٧) : الآيات ٤٠ الى ٤١]
قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قالَ هذا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (٤٠) قالَ نَكِّرُوا لَها عَرْشَها نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لا يَهْتَدُونَ (٤١)
٤٠- قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قالَ هذا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ:
عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أي آتاه الله علما من لدنه.
قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ قبل أن تطرف عينك.
فَلَمَّا رَآهُ أي فلما رأى سليمان العرش.
مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ ثابتا بين يديه.
لِيَبْلُوَنِي ليختبرنى.
أَأَشْكُرُ هذه النعمة.
أَمْ أَكْفُرُ أم لا أودى حقها.
فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ فإنما يحط عن نفسه عبء الواجب.
وَمَنْ كَفَرَ ومن يترك الشكر على النعمة.
غَنِيٌّ عن الشكر.
كَرِيمٌ بالإنعام.
٤١- قالَ نَكِّرُوا لَها عَرْشَها نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لا يَهْتَدُونَ:
قالَ القائل سليمان.
نَكِّرُوا لَها عَرْشَها غيروا فيه بعض التغيير.
نَنْظُرْ جواب الأمر.
أَتَهْتَدِي أتعرفه.
لا يَهْتَدُونَ لا يعرفون.

[سورة النمل (٢٧) : الآيات ٤٢ الى ٤٥]

فَلَمَّا جاءَتْ قِيلَ أَهكَذا عَرْشُكِ قالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِها وَكُنَّا مُسْلِمِينَ (٤٢) وَصَدَّها ما كانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنَّها كانَتْ مِنْ قَوْمٍ كافِرِينَ (٤٣) قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ ساقَيْها قالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوارِيرَ قالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (٤٤) وَلَقَدْ أَرْسَلْنا إِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذا هُمْ فَرِيقانِ يَخْتَصِمُونَ (٤٥)
٤٢- فَلَمَّا جاءَتْ قِيلَ أَهكَذا عَرْشُكِ قالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِها وَكُنَّا مُسْلِمِينَ:
فَلَمَّا جاءَتْ فلما حضرته وشهدته بهذا التغيير.
قِيلَ لها.
كَأَنَّهُ هُوَ أي يقرب أن يكون هو.
وَأُوتِينَا الْعِلْمَ القائل سليمان، أي وأوتينا العلم بقدرة الله على ما يشاء من قبل هذه المرة. أو أوتينا العلم بإسلامها ومجيئها طائعة من قبل مجيئها.
وقيل: هذا من قول بلقيس، أي أوتينا العلم بصحة نبوة سليمان من قبل هذه الآية فى العرش.
وَكُنَّا مُسْلِمِينَ منقادين لله مخلصين العبادة له.
٤٣- وَصَدَّها ما كانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنَّها كانَتْ مِنْ قَوْمٍ كافِرِينَ:
إِنَّها وقرىء: أنها، بالفتح على أنه بدل من فاعل صَدَّها، وبمعنى لأنها.
٤٤-يلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ ساقَيْها قالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوارِيرَ قالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ
َّرْحَ
قصر سليمان، وكان صحنه من زجاج تحته ماء.
ِبَتْهُ لُجَّةً
أي ماء.
َرَّدٌ
مملس.
ْ قَوارِيرَ
من زجاج.
َمْتُ نَفْسِي
باغترارى بملكي وكفرى.
أَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمانَ
وأذعنت فى صحبة سليمان مؤمنة بالله تعالى.
٤٥- وَلَقَدْ أَرْسَلْنا إِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذا هُمْ فَرِيقانِ يَخْتَصِمُونَ:
فَرِيقانِ فريق مؤمن وفريق كافر.
يَخْتَصِمُونَ يحاج كل فريق صاحبه.
[سورة النمل (٢٧) : الآيات ٤٦ الى ٤٩]
قالَ يا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (٤٦) قالُوا اطَّيَّرْنا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قالَ طائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ (٤٧) وَكانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ (٤٨) قالُوا تَقاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ ما شَهِدْنا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصادِقُونَ (٤٩)
٤٦- قالَ يا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ:
لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ أي بالعذاب قبل الرحمة.
والمعنى: لم تؤخرون الايمان الذي يجلب إليكم الثواب وتقدمون الكفر الذي يوجب العذاب.
وقيل: لم تفعلون ما تستعجلون به العقاب، لا أنهم التمسوا تعجيل العذاب.
لَوْلا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ أي هلا تتوبون الى الله من الشرك.
لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ أي لكى ترحموا.
٤٧- قالُوا اطَّيَّرْنا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قالَ طائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ:
اطَّيَّرْنا بِكَ تشاءمنا بك.
قالَ طائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أي سببكم الذي يجىء منه خيركم وشركم عند الله.
تُفْتَنُونَ تختبرون، أو تعذبون.
٤٨- وَكانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ:
فِي الْمَدِينَةِ الحجر.
تِسْعَةُ رَهْطٍ تسعة أنفس.
٤٩- قالُوا تَقاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ ما شَهِدْنا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصادِقُونَ:
تَقاسَمُوا بِاللَّهِ أي قال بعضهم لبعض احلفوا.
أو قالوا متقاسمين بالله.
لَنُبَيِّتَنَّهُ لنباغتنه ليلا.
لِوَلِيِّهِ أي لرهط صالح الذي له ولاية الدم.
ما شَهِدْنا ما حضرنا ولا ندرى من قتله وقتل أهله.
وَإِنَّا لَصادِقُونَ فى إنكارنا قتله.
[سورة النمل (٢٧) : الآيات ٥٠ الى ٥٤]
وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنا مَكْراً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (٥٠) فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْناهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (٥١) فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خاوِيَةً بِما ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (٥٢) وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ (٥٣) وَلُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (٥٤)
٥٠- وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنا مَكْراً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ:
وَمَكَرُوا مَكْراً ما دبروه بينهم لقتله وأهله.
وَمَكَرْنا مَكْراً يعنى مجازاتنا لهم على ما دبروه.
٥١- فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْناهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ:
أَنَّا دَمَّرْناهُمْ أنا أهلكناهم.
٥٢- فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خاوِيَةً بِما ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ:
خاوِيَةً خالية من أهلها ليس بها ساكن.
٥٣- وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ:
الَّذِينَ آمَنُوا بصالح.
وَكانُوا يَتَّقُونَ يخشون عذاب الله.
٥٤- وَلُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ:
وَلُوطاً أي وأرسلنا لوطا، أو واذكر لوطا.
لِقَوْمِهِ وهم أهل سدوم.
الْفاحِشَةَ الفعلة الشنيعة القبيحة.
وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ أنها فاحشة.

[سورة النمل (٢٧) : الآيات ٥٥ الى ٦٠]

أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّساءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (٥٥) فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُناسٌ يَتَطَهَّرُونَ (٥٦) فَأَنْجَيْناهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْناها مِنَ الْغابِرِينَ (٥٧) وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَساءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ (٥٨) قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ (٥٩)
أَمَّنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَنْبَتْنا بِهِ حَدائِقَ ذاتَ بَهْجَةٍ ما كانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَها أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ (٦٠)
٥٥- أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّساءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ:
تَجْهَلُونَ تفعلون فعل الجهلاء.
٥٦- فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُناسٌ يَتَطَهَّرُونَ:
يَتَطَهَّرُونَ على سبيل الاستهزاء، أي يتنزهون عن أن يفعلوا ما نفعل.
٥٧- فَأَنْجَيْناهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْناها مِنَ الْغابِرِينَ:
مِنَ الْغابِرِينَ من الباقين حتى تهلك بالعذاب مع الكافرين.
٥٨- وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَساءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ:
الْمُنْذَرِينَ أي من أنذر فلم يقبل الانذار.
٥٩- قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ:
قُلِ الخطاب للرسول صلّى الله عليه وآله وسلم.
الْحَمْدُ لِلَّهِ أنى أحمد الله وأثنى عليه وحده.
وَسَلامٌ أي واسأل الله سلاما لعباده.
الَّذِينَ اصْطَفى الذين اختارهم لأداء رسالته.
آللَّهُ وقل أيها الرسول للمشركين: هل توحيد الله خير لمن آمن أم عبادة الأصنام التي أشركتم بها، وهى لا تملك ضرا ولا نفعا.
٦٠- أَمَّنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَنْبَتْنا بِهِ حَدائِقَ ذاتَ بَهْجَةٍ ما كانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَها أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ:
يَعْدِلُونَ عن الحق.

[سورة النمل (٢٧) : الآيات ٦١ الى ٦٤]

أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَراراً وَجَعَلَ خِلالَها أَنْهاراً وَجَعَلَ لَها رَواسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حاجِزاً أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (٦١) أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ (٦٢) أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ تَعالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (٦٣) أَمَّنْ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٦٤)
٦١- أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَراراً وَجَعَلَ خِلالَها أَنْهاراً وَجَعَلَ لَها رَواسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حاجِزاً أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ:
جَعَلَ الْأَرْضَ قَراراً مهدها لكم تستقرون عليها.
وَجَعَلَ لَها رَواسِيَ جبالا.
بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ العذب والملح.
حاجِزاً فلا يمتزجان.
٦٢- أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ:
الْمُضْطَرَّ المعوز الذي لا يجد مفزعا اليه غير الله.
وَيَكْشِفُ السُّوءَ ويرفع الضر عمن أصابه ضر.
وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ لمن كانوا قبلكم ترثون الأرض جيلا بعد جيل.
قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ قل أن تتعظوا وتعتبروا.
٦٣- أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ تَعالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ:
بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ مبشرة بمطر هو من رحمة الله.
تَعالَى اللَّهُ تنزه.
عَمَّا يُشْرِكُونَ عما يشركونه معه من آلهة أخرى.
٦٤- أَمَّنْ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ:
أَمَّنْ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ الأول.
ثُمَّ يُعِيدُهُ بعد فناء.
مِنَ السَّماءِ مطرا.
وَالْأَرْضِ نباتا.
[سورة النمل (٢٧) : الآيات ٦٥ الى ٧٠]
قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ وَما يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (٦٥) بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْها بَلْ هُمْ مِنْها عَمُونَ (٦٦) وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَإِذا كُنَّا تُراباً وَآباؤُنا أَإِنَّا لَمُخْرَجُونَ (٦٧) لَقَدْ وُعِدْنا هذا نَحْنُ وَآباؤُنا مِنْ قَبْلُ إِنْ هذا إِلاَّ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (٦٨) قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ (٦٩)
وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (٧٠)
٦٥- قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَما يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ:
الْغَيْبَ ما استأثر الله بعلمه.
وَما يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ولا يعلمون متى النشور، فهو غيب.
٦٦- بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْها بَلْ هُمْ مِنْها عَمُونَ:
بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ أي تلاحق علمهم فى شأن الآخرة من جهل بها الى شك فيها.
بَلْ هُمْ مِنْها عَمُونَ فى عماية عن إدراكها.
٦٧- وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَإِذا كُنَّا تُراباً وَآباؤُنا أَإِنَّا لَمُخْرَجُونَ:
تُراباً بعد تحولنا الى تراب بعد أن نموت.
لَمُخْرَجُونَ من قبورنا أحياء.
٦٨- لَقَدْ وُعِدْنا هذا نَحْنُ وَآباؤُنا مِنْ قَبْلُ إِنْ هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ:
مِنْ قَبْلُ على ألسنة الرسل.
إِنْ هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ أكاذيب السابقين.
٦٩- قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ:
عاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ من جحدوا بالرسالات.
٧٠- وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ:
عَلَيْهِمْ على من لم يتبعوك أنهم لم يتبعوك.
فِي ضَيْقٍ ضائق صدرك.
مِمَّا يَمْكُرُونَ مما يكيدون لك.
[سورة النمل (٢٧) : الآيات ٧١ الى ٧٧]
وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٧١) قُلْ عَسى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ (٧٢) وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ (٧٣) وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَما يُعْلِنُونَ (٧٤) وَما مِنْ غائِبَةٍ فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِلاَّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ (٧٥)
إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (٧٦) وَإِنَّهُ لَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (٧٧)
٧١- وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ:
هذَا الْوَعْدُ بالحساب والعذاب.
٧٢- قُلْ عَسى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ:
رَدِفَ لَكُمْ قرب منكم.
تَسْتَعْجِلُونَ أي تستعجلونه من العذاب.
٧٣- وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ:
لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ من تأخير العقوبة على المكذبين.
٧٤- وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَما يُعْلِنُونَ:
ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ يعلم ما يخفون فيها.
وَما يُعْلِنُونَ علمه بما يعلنونه ويجهرون به.
٧٥- وَما مِنْ غائِبَةٍ فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ:
وَما مِنْ غائِبَةٍ خافية.
إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ الا وهى مسطورة فى كتاب مفصح، يعنى اللوح المحفوظ.
٧٦- إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ:
يَقُصُّ عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ يبين لهم.
أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ الكثير مما يختلفون فيه من أحكام.
٧٧- وَإِنَّهُ لَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ:
وَإِنَّهُ أي القرآن.
لَهُدىً من الزلل باتباع ما فيه.
وَرَحْمَةٌ ونجاة من العذاب.
[سورة النمل (٢٧) : الآيات ٧٨ الى ٨١]
إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (٧٨) فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ (٧٩) إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ إِذا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (٨٠) وَما أَنْتَ بِهادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلاَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِآياتِنا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (٨١)
٧٨- إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ:
يَقْضِي يفصل ويحكم.
بِحُكْمِهِ بعدله.
وَهُوَ الْعَزِيزُ الغالب فلا يرد قضاؤه.
الْعَلِيمُ فلا يلتبس لديه حق بباطل.
٧٩- فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ:
فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ الخطاب للرسول صلّى الله عليه وآله وسلم، أي فوض أمرك كله اليه، وامض فى دعوتك فسوف يؤيدك بنصره.
إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ الجلى الواضح.
٨٠- إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ إِذا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ:
لا تُسْمِعُ الْمَوْتى من فقدوا الوعى.
وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ من أصموا آذانهم.
إِذا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ بتوليهم عنك معرضين.
٨١- وَما أَنْتَ بِهادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآياتِنا فَهُمْ مُسْلِمُونَ:
بِهادِي الْعُمْيِ من أطبقوا عيونهم لكيلا يروا الهدى.
إِنْ تُسْمِعُ وما أنت بمسمع.
إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآياتِنا فأصاخ بأذنيه يستمع لآياتنا.

[سورة النمل (٢٧) : الآيات ٨٢ الى ٨٦]

وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ (٨٢) وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا فَهُمْ يُوزَعُونَ (٨٣) حَتَّى إِذا جاؤُ قالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآياتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِها عِلْماً أَمَّا ذا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٨٤) وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِما ظَلَمُوا فَهُمْ لا يَنْطِقُونَ (٨٥) أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهارَ مُبْصِراً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٨٦)
٨٢- وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ:
وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ تحقق ما وعد الله به من قيام الساعة.
أَنَّ النَّاسَ من كلام الدابة.
لا يُوقِنُونَ لا يصدقون بخروجي، لأن خروجها من الآيات.
٨٣- وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا فَهُمْ يُوزَعُونَ:
فَوْجاً طائفة.
فَهُمْ يُوزَعُونَ يدفعون ويساقون الى يوم الحساب.
٨٤- حَتَّى إِذا جاؤُ قالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآياتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِها عِلْماً أَمَّا ذا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ:
حَتَّى إِذا جاؤُ وقفوا بين يدى الله للحساب.
وَلَمْ تُحِيطُوا بِها عِلْماً ولم تتدبروها كاملة وتعوا ما فيها.
أَمَّا ذا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ للتبكيت، وذلك أنهم لم يعملوا إلا التكذيب، فلا يقدرون أن يكذبوا ويقولوا: قد صدقنا بها، وليس الا التصديق بها أو التكذيب.
٨٥- وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِما ظَلَمُوا فَهُمْ لا يَنْطِقُونَ:
وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أي ان العذاب الموعود يغشاهم بسبب ظلمهم، وهو التكذيب بكتاب الله.
فَهُمْ لا يَنْطِقُونَ فيشغلهم هذا عن النطق والاعتذار.
٨٦- أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهارَ مُبْصِراً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ:
مُبْصِراً أي مبصرا أهله.

[سورة النمل (٢٧) : الآيات ٨٧ الى ٩٠]

وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ داخِرِينَ (٨٧) وَتَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِما تَفْعَلُونَ (٨٨) مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ (٨٩) وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٩٠)
٨٧- وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ داخِرِينَ:
وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ يوم الصعق.
فَفَزِعَ فهلع.
إِلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ الا من ثبت الله قلبه.
وَكُلٌّ أَتَوْهُ مع النفخة الثانية، نفخة البعث.
داخِرِينَ صاغرين.
٨٨- وَتَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِما تَفْعَلُونَ:
جامِدَةً قارة فى مكانها.
وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ مرا حثيثا كما يمر السحاب.
صُنْعَ اللَّهِ من المصادر المؤكدة ومؤكده محذوف، وهو الناصب لقوله يَوْمَ يُنْفَخُ.
والمعنى: ويوم ينفخ فى الصور وكان كيت وكيت أثاب الله المحسنين وعاقب المجرمين، ثم قال: صنع الله. يريد الاثابة والمعاقبة. وجعل هذا الصنع من جملة الأشياء التي أتقنها وأتى بها على الحكمة والصواب.
٨٩- مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ:
يَوْمَئِذٍ يوم البعث والنشور للحساب.
٩٠- وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ:
وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ أي أشرك بالله.
فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ ألقوا على وجوههم منكوسين.

[سورة النمل (٢٧) : الآيات ٩١ الى ٩٣]

إِنَّما أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَها وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (٩١) وَأَنْ أَتْلُوَا الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّما أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ (٩٢) وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آياتِهِ فَتَعْرِفُونَها وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (٩٣)
٩١- إِنَّما أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَها وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ:
هذِهِ الْبَلْدَةِ يعنى مكة.
الَّذِي حَرَّمَها أي جعلها حرما آمنا فلا يسفك فيها دم ولا يظلم فيها أحد، ولا يصاد فيها صيد، ولا يعضد فيها شجر.
وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ خلقا وملكا.
مِنَ الْمُسْلِمِينَ المنقادين لأمره.
٩٢- وَأَنْ أَتْلُوَا الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّما أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ:
فَمَنِ اهْتَدى باتباعه إياى.
فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ فمرد هداه اليه، وله ثوابه.
وَمَنْ ضَلَّ ولم يتبعنى.
فَقُلْ إِنَّما أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ فلا على، وما أنا الا رسول منذر.
٩٣- وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آياتِهِ فَتَعْرِفُونَها وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ:
فَتَعْرِفُونَها فى الآخرة حين لا تنفعهم المعرفة.
قُلِ الخطاب لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم.
الْحَمْدُ لِلَّهِ على نعمه وعلى ما هدانا.
سَيُرِيكُمْ آياتِهِ فى الآخرة مما يدل على صدق ما أخبركم به.
فَتَعْرِفُونَها معاينة.
وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ بغائب عنه ما كنتم تعملونه.
Icon