تفسير سورة التكاثر

حومد
تفسير سورة سورة التكاثر من كتاب أيسر التفاسير المعروف بـحومد .
لمؤلفه أسعد محمود حومد .

﴿أَلْهَاكُمُ﴾
(١) - شَغَلَكُمُ التَّفَاخُرُ بِكَثْرَةِ الأَمْوَالِ وَالأَوْلاَدِ وَالأَنْصَارِ والأَشْيَاعِ عَنْ طَلَبِ الآخِرَةِ، وَالعَمَلِ لَهَا.
أَلْهَاكُمْ - شَغَلَكُمْ عَنْ طَاعَةِ رَبِّكُمْ.
التَّكَاثُرُ - التَّبَاهِي بِكَثْرَةِ المَالِ مَتَاعِ الدُّنْيَا.
(٢) - وَمَا زَالَ هَذَا حَالُكُمْ حَتَّى هَلَكْتُمْ، وَصِرْتُمْ مِنْ أَهْلِ القُبُورِ.
زُرْتُمُ المَقَابِرَ - مُتُّمْ وَقُبِرْتُمْ.
(٣) - كَفُّوا عَمَّا أَنْتُمْ عَلَيْهِ مِنَ التَّبَاهِي، وَالتَّفَاخُرِ، وَفِعْلِ المُنْكَرَاتِ، وَتَرْكِ طَاعَةِ اللهِ، فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ عَاقِبَةَ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ.
(٤) - ثُمَّ أَكَّدَ اللهُ تَعَالَى زَجْرَهُ لِهَؤُلاَءِ عَمَّا هُمْ فِيهِ، وَهَدَّدَهُمْ بِأَنَّهُمْ سَوْفَ يَعْلَمُونَ عَاقِبَةَ ذَلِكَ.
(٥) - فَكُفُّوا عَمّا أَنْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ تَغْرِيرٍ بِالنَّفْسِ، فَإِنَّكُمْ لَوْ تَعْلَمُونَ حَقِيقَةَ أَمْرِكُمْ، وَعَاقِبَتَهُ لَشَغَلَكُمْ ذَلِكَ عَنِ التَّكَاثُرِ بِالأَوْلاَدِ وَالأَمْوَالِ، وَلَصَرفَكُمْ إِلَى الاهْتِمَامِ بِصَالِحِ الأَعْمَالِ.
(٦) - فَإِذَا اسْتَمَرَّ بِكُمُ الحَالُ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ لَتَكُونُنَّ فِي الآخِرَةِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَتَرَوُنَّهَا بِأَعْيُنِكُمْ، فَاسْتَحْضِرُوا صُورَةَ عَذَابِهَا فِي أَذْهَانِكُمْ لِتَعِظَكُمْ، وَتُنَبِّهَكُمْ إِلَى عَمَلِ مَا فِيهِ خَيْرٌ لَكُمْ.
(٧) - وَلَتَرَوُنَّهَا رُؤْيَةً هِيَ اليَقِينُ بِعَينِهِ، لاَ شَكَّ فِيهِ، وَلاَ شُبْهَةَ وَلاَ لبسَ.
﴿لَتُسْأَلُنَّ﴾ ﴿يَوْمَئِذٍ﴾
(٨) - وَهَذَا النَّعِيمُ الذِي تَتَفَاخَرُونَ بِهِ، وَتَعُدًُّونَهُ سَبَباً مِنْ أَسْبَابِ التَّبَاهِي، سَتُسْأَلُونَ عَنْهُ مَاذَا صَنَعْتُمْ بِهِ؟ وَهَلْ أَدَّيْتُمْ حَقَّ اللهِ فِيهِ؟ فَإِذَا كُنْتُمْ لَمْ تَفْعَلُوا ذَلِكَ، كَانَ هَذَا النَّعِيمُ لَكُمْ غَايَةَ الشَّقَاءِ فِي الآخِرَةِ.
Icon