تفسير سورة قريش

حومد
تفسير سورة سورة قريش من كتاب أيسر التفاسير المعروف بـحومد .
لمؤلفه أسعد محمود حومد .

﴿لإِيلاَفِ﴾
(١) - لِتَشْكُرْ قُرْيِشٌ رَبَّهَا عَلَى أَنَّهُ صَدَّ الفِيلَ وَأَصْحَابَهُ عَنْ حَرَمِهِمْ وَأَلْحَقَ بِهِم الخِذْلاَنَ والدَّمَارِ. وَلْتَشْكُرِ قُرَيْشٌ رَبَّهَا أَيْضاً عَلَى أَنْ جَعَلَهُمْ آمِنِينَ فِي بَلَدِهِمْ، وَعَلَى أَنْ جَعَلَ النَّاسَ يَحْتَرِمُونَهُمْ إِكْرَاماً لِبَيْتِ اللهِ الحَرَامِ، فَقَدْ كَانُوا يَسِيرُونَ فِي تِجَارِتِهِمْ فِي رَحْلَتَيْ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ آمِنِينَ: فِي الشِّتَاءِ إِلَى اليَمَنِ، وَفِي الصَّيْفِ إِلَى الشَّامِ، بَيْنَمَا كَانَ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ يُتَخَطَّفُونَ.
﴿إِيلاَفِهِمْ﴾
(٢) - إِذْ كَانُوا قَدْ أَلِفُوا القِيَامَ بِرِحْلَتِينْ فِي العَامِ: رِحْلَةِ الشِّتَاءِ إِلَى اليَمَنِ، لِنَقْلِ البَضَائِعِ التِي تَأْتِي مِنَ الهَنْدِ وَبلاَدِ فَارِسَ، وَرِحْلَةِ الصَّيْفِ، لِنَقْلِ البَضَائِعِ إِلَى الشَّامِ وَمَمْلَكَةِ الرُّومِ، وَنَقْلِ البَضَائِعِ التِي تَأْتِي إِلَيْهِمَا إِلَى الجَزِيرَةِ العَرَبِيَّةِ، وَمَا وَرَاءَهَا مِنْ هِنْدٍ وَفَارِسَ.
(٣) - فَلْيَعْبُدُوا اللهَ رَبَّ هَذَا البَيْتِ الذِي جَعَلَ لَهُمْ حَرَماً آمِناً، فَهُوَ الذِي مَنَّ عَلَيْهِمْ بِالأَمْنِ، فِي الحَل وَالتِّرْحَالِ، وَهُوَ الذِي جَعَلَهُمْ، بِسَبَبِ ذَلِكَ، فِي مَرْكَزٍ تِجَاريٍّ هَامٍّ، وَلْيَشْكُرُوهُ عَلَى منَنِهِ عَلَيْهِمْ، وَنِعْمِهِ التِي لاَ تُحْصَى.
﴿آمَنَهُم﴾
(٤) - فَقَدْ جَعَلَ اللهُ مَكَّةَ فِي وَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ لاَ تُنْبِتُ وَلاَ تُغِلُّ، وَلَكِنَّهُ تَعَالَى يَسَّرَ تَدَفُّقَ النَّاسِ وَالتِّجَارَةِ إِلَيْهَا فَأَشْبَعَ أَهْلَهَا، وَآمَنَهُمْ مِمَّا يَخَافُهُ غَيْرُهُمْ.
Icon