تفسير سورة الأعلى

تفسير الشافعي
تفسير سورة سورة الأعلى من كتاب تفسير الشافعي .
لمؤلفه الشافعي . المتوفي سنة 204 هـ

٤٤٤- قال الشافعي : واعلموا أن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كان معصوما من النسيان للقرآن لقوله تعالى :﴿ سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنسى ﴾ وأما السهو عليه في صلاته وغير ذلك من أحكام الشرع، فقد اختلف أصحابنا فيه. فمن أصحابنا من قال : إن السهو في الأمور الدينية لا تجوز عليه، لأنه يمنع من اتباعه في الحال وإن كان لا يقر عليه في المآل، وقد أمرنا باتباعه في جميع أحواله وأفعاله وأقواله فلا يجوز ذلك عليه.
وأما السهو في صلاته فلم يكن ذلك عنه سهوا، بل إنما فعل مثل الساهي بيانا للشرع، ولهذا قال صلى الله تعالى عليه وسلم حين قال له ذو اليدين١ : أقصرت الصلاة أم نسيتها يا رسول الله ؟ فقال :« كل ذلك لم يكن وإنما أسهو لأبين » فقال : قد كان بعض ذلك. فأقبل إلى الناس فقال :« أصدق ذو اليدين ؟ » قالوا : نعم. فتقدم فصلى ما بقي٢. وهذه طريقة حسنة لا إشكال فيها. ( الكوكب الأزهر ص : ٢٧. )
١ - هو ذو اليدين السلمي رضي الله عنه، ويقال له الخرباق. الإصابة: ٢/٤٢٠..
٢ - هو جزء من حديث رواه البخاري عن أبي هريرة في السهو (٢٨) باب: من يكبر في سجدتي السهو (٥)(ر١١٧٢).
ورواه مسلم في المساجد ومواضع الصلاة (٥) باب: السهو في الصلاة والسجود له (١٩)(ر٥٧٣).
ورواه أصحاب السنن، ومالك، وأحمد، والدارمي، والبيهقي.
ورواه الشافعي في المسند..

Icon