بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير سورة إذا زلزلت وهي مكية، وقيل : مدنية.وقد روى أنس أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :" من قرأ :( إذا زلزلت الأرض زلزالها ) عدلت له بنصف القرآن، ومن قرأ :( قل يا أيها الكافرون )١ عدلت له بربع القرآن، ومن قرأ :( قل هو الله أحد )٢ عدلت بثلث القرآن " ٣ أورده أبو عيسى في جامعه وقال : هو حديث غريب. وأورد - أيضا - برواية سلمة بن وردان عن أنس بن مالك قال : إن النبي صلى الله عليه و سلم قال لرجل من أصحابه :" هل تزوجت يا فلان ؟ قال : لا والله، ولا عندي ما أتزوج به، فقال : أليس معك ( قل هو الله أحد ) ؟ قال : بلى، قال : ثلث القرآن، قال : أليس معك ( إذا جاء نصر الله والفتح )٤ ؟ قال : بلى، قال : ربع القرآن، قال : أليس معك ( قل يا أيها الكافرون ) ؟قال : بلى. قال : ربع القرآن، قال : أليس معك ( إذا زلزلت الأرض زلزالها ) ؟ قال : بلى، قال : ربع القرآن، قال : تزوج تزوج " ٥.
٢ - الإخلاص : ١..
٣ - رواه الترمذى ( ٥ /١٥٢ رقم٢٨٩٣ ) و قال : غريب، لا نعرفه إلا من حديث هذا الشيخ الحسن بن سلم، و العقيلي ( ١ /٢٤٣)، و البيهقي في الشعب ( ٥ /٤٥٤ -٤٥٥ رقم ٢٢٨٦) و قال : هذا العجلي مجهول و قال الذهبي في الميزان ( ١ /٤٩٣ ) : منكر، و الحسن لا يعرف..
٤ - النصر : ١..
٥ - رواه الترمذي ( ٥ /١٥٣ رقم ٢٨٩٥) و حسنه، و أحمد ( ٣ /٢٢١ )، و ابن حبان في المجروحين ( ١ /٣٣٢- ٣٣٣)، و ابن عدي في الكامل ( ٣ /٣٣٣-٣٣٤)، و البيهقي في الشعي ( ٥ /٤٥٣ -٤٥٤ – رقم ٢٢٨٥)، و أعله الهيثمي في المجمع ( ٧ /١٥٠ ) بقوله : رواه أحمد، و سلمة ضعيف..
ﰡ
والزلزال هُوَ التحريك الشَّديد، وَعَن ابْن عَبَّاس أَنه عقيب النفخة الأولى.
وَفِي التَّفْسِير: أَن إسْرَافيل إِذا نفخ فِي الصُّور النفخة الأولى يكسر كل شَيْء على وَجه الأَرْض من شدَّة نفخته، وَيدخل فِي جَوف الأَرْض، فَإِذا نفخ النفخة الثَّانِيَة أخرجت جَمِيع مَا فِي جوفها، وألقتها على (وَجههَا).
وَإِنَّمَا قَالَ الْكَافِر ذَلِك؛ لِأَنَّهُ لم يكن يُؤمن بِالْبَعْثِ.
قَالَ رَضِي الله عَنهُ: أخبرنَا بِهَذَا الحَدِيث أَبُو الْحُسَيْن بن النقور أخبرنَا أَبُو طَاهِر (بن) المخلص، أخبرنَا يحيى بن مُحَمَّد بن صاعد، أخبرنَا [الْحُسَيْن
قَالَ الشَّاعِر:
(أوحى لَهَا الْقَرار فاستقرت... )
أَي: إِلَيْهَا.
وَالْمعْنَى: أَن الأَرْض أخْبرت بِوَحْي الله إِلَيْهَا.
قَالَ أَبُو جَعْفَر النّحاس: الْوَحْي على وَجْهَيْن: أَحدهمَا: وَحي الله إِلَى أنبيائه عَلَيْهِم السَّلَام، وَالْآخر: بِمَعْنى الإلهام، مثل قَوْله تَعَالَى: ﴿وَأوحى رَبك إِلَى النَّحْل﴾، وَمثل هَذِه الْآيَة، وَهُوَ قَوْله تَعَالَى: ﴿بِأَن رَبك أوحى لَهَا﴾ أَي: ألهمها أَن تحدث.
يُقَال: شتان مَا بَين فلَان وَفُلَان أَي: مَا أَشد التَّفْرِقَة بَينهمَا.
وَقَوله: ﴿ليروا أَعْمَالهم﴾ أَي: أَعْمَالهم الَّتِي عملوها.
وروى أَن عمر بن الْخطاب سَأَلَ قوما: أَي آيَة فِي كتاب الله أحكم؟ فَقَالُوا: ﴿فَمن يعْمل مِثْقَال ذرة خيرا يره وَمن يعْمل مِثْقَال ذرة شرا يره﴾ فَقَالَ: أفيكم ابْن أم عبد؟ فَقَالُوا: نعم، وَأَرَادَ أَن هَذَا جَائِز مِنْهُ.
وروى أَن صعصعة عَم الفرزدق أَتَى النَّبِي فَأسلم، فَسمع هَذِه الْآيَة: ﴿فَمن يعْمل مِثْقَال ذرة خيرا يره وَمن يعْمل مِثْقَال ذرة شرا يره﴾ قَالَ: حسبي لَا أُبَالِي أَلا اسْمَع من الْقُرْآن غَيرهَا.
رَوَاهُ الْحسن مُرْسلا.
وَفِي الذّرة قَولَانِ: أَحدهمَا: أَنَّهَا النملة الْحَمْرَاء الصَّغِيرَة - وَهُوَ قَول مَعْرُوف، وَالْآخر: هِيَ مَا يعلق بيد الْإِنْسَان إِذا وضع يَده على الأَرْض، وَقيل: هِيَ الذّرة الَّتِي ترى فِي الكوة منبثا فِي الْهَوَاء فِي ضوء الشَّمْس، وَذكر النقاش عَن بَعضهم: أَن الذّرة جُزْء من ألف وَأَرْبَعَة و (عشْرين) جُزْءا من شعيرَة.
وَعَن بَعضهم: أَنه بسط ذرات كَثِيرَة على وَجه إِحْدَى كفتي الْمِيزَان، فَلم تمل عين الْمِيزَان.
وَعَن ابْن عَبَّاس قَالَ: [يرى الْمُؤمن حَسَنَاته وسيئاته فَيرد عَلَيْهِ حَسَنَاته وَتَأَخر سيئاته].
وَعَن بَعضهم: أَن ذكر الذّرة على طَرِيق التَّمْثِيل والتشبيه، وَالْمعْنَى أَنه يلقى عمله الصَّغِير وَالْكَبِير، فَمَا أحب الله أَن يغْفر غفر، وَمَا أحب الله أَن يُؤَاخذ بِهِ أَخذ وَالله أعلم.
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
﴿وَالْعَادِيات ضَبْحًا (١) فالموريات قدحا (٢) فالمغيرات صبحا (٣) فأثرن بِهِ نقعا (٤) فوسطن بِهِ جمعا (٥) إِن الْإِنْسَان لرَبه لكنود (٦) ﴾تَفْسِير سُورَة العاديات
وَهِي مَكِّيَّة