ﰡ
والتعبير هنا بلفظ " زرتم المقابر " دون التعبير مثلا " بسكنتم المقابر " فيه إشارة واضحة إلى أن إقامة الإنسان في قبره بعد الموت إنما هي مجرد إقامة مؤقتة، شبيهة بالزيارة أياما معدودة، لا سكنى مستمرة، أما منزله الذي سيسكنه وسيستقر فيه فهو إما الجنة وإما النار. عن ميمون بن مهران قال : " كنت جالسا عند عمر بن عبد العزيز فقرأ :﴿ ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر ﴾، فلبث هنيهة ثم قال : " يا ميمون، ما أرى المقابر إلا " زيارة "، وما للزائر بدّ من أن يرجع إلى منزله ". قال أبو محمد : " معنى أن يرجع إلى منزله، أي : إلى جنة أو إلى نار ".