تفسير سورة قريش

فتح الرحمن في تفسير القرآن
تفسير سورة سورة قريش من كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن .
لمؤلفه تعيلب . المتوفي سنة 2004 هـ
( ١٠٦ ) سورة قريش مكية
وآياتها أربع
كلماتها : ١٧ ؛ حروفها : ٧٣

﴿ لإيلاف ﴾ للزوم، وتهيؤ، وعهد.
﴿ قريش ﴾ القبيلة المعروفة.
بسم الله الرحمان الرحيم
﴿ لإيلاف قريش( ١ ) إيلافهم رحلة الشتاء والصيف ( ٢ ) فليعبدوا رب هذا البيت ( ٣ ) الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ( ٤ ) ﴾.
الإيلاف مصدر، يراد به اللزوم أو التهيؤ، أو المؤالفة والمعاهدة ؛ واتفقوا على أن قريشا١ ولد النضر بن كنانة ؛ واللام في ﴿ لإيلاف ﴾ للتعليل ؛ والجار والمجرور متعلق- عند الخليل- بقوله :﴿ فليعبدوا ﴾ والفاء لما في الكلام من معنى الشرط ؛ إذ المعنى : إن نعم الله غير محصورة، فإن لم يعبدوه لسائر نعمه سبحانه فليعبدوه لهذه النعمة الجليلة، ولما لم تكن في جواب شرط محقق لم يمتنع تقديم معمول ما بعدها عليها، [ وذلك أن قريشا كانت تخرج في تجارتها، فلا يغار عليها ولا تقرب في الجاهلية، يقولون : هم أهل بيت الله جل وعز ؛ حتى جاء صاحب الفيل ليهدم الكعبة،.. فأهلكه الله عز وجل، فذكرهم بنعمته ؛ أي فجعل الله ذلك لإيلاف قريش، أي ليألفوا الخروج ولا يجترأ عليهم ]٢ ؛ قال الراغب : الإيلاف : اجتماع مع التئام ؛ وقال الهروي : الإيلاف : عهود كانت بينهم وبين الملوك، فكان هاشم يؤلف ملك الشام، والمطلب كسرى، وعبد شمس ونوفل يؤالفان ملك مصر والحبشة، قال : ومعنى يؤالف : يصالح ويعاهد ؛ ﴿ إيلافهم رحلة الشتاء والصيف ﴾
بدل من إيلاف قريش ؛ و﴿ رحلة ﴾ مفعول به لـ ﴿ إيلافهم ﴾ على تقدير أن يكون من الألفة، أما إذا كان من المؤالفة بمعنى المعاهدة فهو منصوب على نزع الخافض، أي معاهدتهم علي، أو لأجل ﴿ رحلة ﴾ الخ.. -٣. وكانوا يسافرون بتجارتهم إلى اليمن شتاء، ويرتحلون بتجارتهم إلى الشام صيفا.
﴿ إيلافهم ﴾ لزومهم، وتهيئهم، ومؤالفتهم ومعاهداتهم.
﴿ رحلة الشتاء ﴾ سفرهم بتجارتهم إلى اليمن شتاء.
﴿ والصيف ﴾ وارتحالهم بتجارتهم إلى الشام صيفا.
﴿ لإيلاف قريش( ١ ) إيلافهم رحلة الشتاء والصيف ( ٢ ) فليعبدوا رب هذا البيت ( ٣ ) الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ( ٤ ) ﴾.
الإيلاف مصدر، يراد به اللزوم أو التهيؤ، أو المؤالفة والمعاهدة ؛ واتفقوا على أن قريشا١ ولد النضر بن كنانة ؛ واللام في ﴿ لإيلاف ﴾ للتعليل ؛ والجار والمجرور متعلق- عند الخليل- بقوله :﴿ فليعبدوا ﴾ والفاء لما في الكلام من معنى الشرط ؛ إذ المعنى : إن نعم الله غير محصورة، فإن لم يعبدوه لسائر نعمه سبحانه فليعبدوه لهذه النعمة الجليلة، ولما لم تكن في جواب شرط محقق لم يمتنع تقديم معمول ما بعدها عليها، [ وذلك أن قريشا كانت تخرج في تجارتها، فلا يغار عليها ولا تقرب في الجاهلية، يقولون : هم أهل بيت الله جل وعز ؛ حتى جاء صاحب الفيل ليهدم الكعبة،.. فأهلكه الله عز وجل، فذكرهم بنعمته ؛ أي فجعل الله ذلك لإيلاف قريش، أي ليألفوا الخروج ولا يجترأ عليهم ]٢ ؛ قال الراغب : الإيلاف : اجتماع مع التئام ؛ وقال الهروي : الإيلاف : عهود كانت بينهم وبين الملوك، فكان هاشم يؤلف ملك الشام، والمطلب كسرى، وعبد شمس ونوفل يؤالفان ملك مصر والحبشة، قال : ومعنى يؤالف : يصالح ويعاهد ؛ ﴿ إيلافهم رحلة الشتاء والصيف ﴾
بدل من إيلاف قريش ؛ و﴿ رحلة ﴾ مفعول به لـ ﴿ إيلافهم ﴾ على تقدير أن يكون من الألفة، أما إذا كان من المؤالفة بمعنى المعاهدة فهو منصوب على نزع الخافض، أي معاهدتهم علي، أو لأجل ﴿ رحلة ﴾ الخ.. -٣. وكانوا يسافرون بتجارتهم إلى اليمن شتاء، ويرتحلون بتجارتهم إلى الشام صيفا.
﴿ البيت ﴾ الكعبة المشرفة، المسجد الحرام.
﴿ فليعبدوا رب هذا البيت. ( ٣ ) الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف( ٤ ) ﴾ أمر الله تعالى قريشا أن تعبد رب الكعبة قيام الناس، دفع عنها كل كيد، ورد عنها كل بغي ؛ وأن تستيقن أنه وحده المستحق للعبادة والتقديس والدعاء، دون ما يدعونه من أصنام وأوثان، وما اتخذوه من شركاء، فإن ولي المسجد الحرام والبيت العتيق واحد لا شريك له، وليعبدوا ربهم الذي رباهم بنعمه، وأسبغ عليهم من فضله، فأطمعهم بدلا من القحط والجوع، وآمنهم بدلا من النهب والسلب ؛ وامتن سبحانه عليهم في آيات أخرى، فقال تبارك اسمه :﴿.. أو لم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم.. ﴾١ وقال :﴿.. أو لم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء رزقا من لدنا... ﴾٢.
فللهم اجعلنا من الذاكرين الشاكرين.
﴿ من جوع ﴾ بدلا من القحط، والإملاق الذي كانوا فيه.
﴿ من خوف ﴾ بدلا من خوفهم ؛ إذ يتخطف الناس من حولهم.
﴿ فليعبدوا رب هذا البيت. ( ٣ ) الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف( ٤ ) ﴾ أمر الله تعالى قريشا أن تعبد رب الكعبة قيام الناس، دفع عنها كل كيد، ورد عنها كل بغي ؛ وأن تستيقن أنه وحده المستحق للعبادة والتقديس والدعاء، دون ما يدعونه من أصنام وأوثان، وما اتخذوه من شركاء، فإن ولي المسجد الحرام والبيت العتيق واحد لا شريك له، وليعبدوا ربهم الذي رباهم بنعمه، وأسبغ عليهم من فضله، فأطمعهم بدلا من القحط والجوع، وآمنهم بدلا من النهب والسلب ؛ وامتن سبحانه عليهم في آيات أخرى، فقال تبارك اسمه :﴿.. أو لم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم.. ﴾١ وقال :﴿.. أو لم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء رزقا من لدنا... ﴾٢.
فللهم اجعلنا من الذاكرين الشاكرين.
Icon