ﰡ
يقول القرطبيّ :﴿ إن الله يحكم بينهم ﴾ أي بين أهل الأديان يوم القيامة فيجازي كلا بما يستحق. أه.
مما قال الألوسي في معنى قول الله تبارك وتعالى :﴿ إلا ليقربونا إلى الله زلفى ﴾ : والاستثناء مفرغ من أعم العلل، و﴿ زلفى ﴾ مصدر مؤكد على غير لفظ المصدر أي : والذين لم يخلصوا العبادة لله تعالى بل شابوها بعبادة غيره سبحانه قائلين : ما نعبدهم لشيء من الأشياء إلا ليقربونا إلى الله تعالى تقريبا. أه.
ورفع قوله ﴿ تنزيل ﴾ بقوله ﴿ من الله ﴾ ؛ وتأويل الكلام : من الله العزيز الحكيم تنزيل الكتاب.. عن مجاهد في قوله :﴿ ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ﴾ قال : قريش تقوله للأوثان ؛ ومن قبلهم يقوله للملائكة ولعيسى ابن مريم ولعزير.
وفيه إبطال ما يقوله المشركون من أن محمدا يقوله من تلقاء نفسه، وفي قوله :﴿ من الله ﴾ إشارة إلى الذات المستحق للعبادة والطاعة، كقولك، هذا كتاب من فلان-تعظم به شأن الكتاب- وفي قوله :﴿ العزيز ﴾ إشارة إلى أن هذا الكتاب حق قبوله فكتاب العزيز عزيز، وفيه : أنه غني عن إرسال الكتاب والاستكمال به، وإنما ينتفع به المرسل إليهم.
وتعالى مقام ربنا أن يتخذ ولدا ؛ وأنّى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة ؟ ! ﴿ لم يلد ولم يولد. ولم يكن له كفوا أحد ﴾، تنزه المولى وتقدس عما يقول المشركون والمدّعون له بنين أو بنات، وإنما هو-جل ثناؤه- يجتبي ويختار من عباده من يرتضيهم ؛ ومهما آتاهم من الكرامات والمعجزات وخوارق العادات فليسوا إلا عبيدا للملك البارئ المهيمن، وهو المعبود بحق الذي ليس كمثله شيء، لا يماثله أحد في ذاته، ولا في صفاته ولا في أفعاله، وهو القيوم القائم على كل خلقه، القاهر فوق عباده-فحيث كان جل وعلا قهّارا كما هو مقتضى الألوهية استحال أن يكون له عز وجل ولدا.. والولد من أعظم فوائده عندهم قيامه مقام الأب بعد زواله فإذا لم يكن الزوال لم يكن حاجة إلى الولد.
وهذا شرط لا يلزم وقوعه ولا جوازه، بل هو محال، وإنما قصد تجهيلهم فيما ادعوه وزعموه، كما قال عز وجل :﴿ لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا إن كنا فاعلين ﴾ ﴿ قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين ﴾. كل هذا من باب الشرط، ويجوز تعليق الشرط على المستحيل لمقصد المتكلم.
﴿ لأجل مسمى ﴾ : لميقات علمه عند ربي.
﴿ الغفار ﴾ : كثير الصفح والمغفرة والحلم.
بعد أن بين القرآن هدى الآيات المتلوة القرآنية، حرّض على التدبر والاعتبار والنظر في الآيات المحسوسة الكونية، فكلتاهما تُعَلِّمُ البرهان على عظمة وجلال الملك الديان ؛ خلق الكون ومنه السماء والأرض وما فيهما ومن فيهما وما بينهما، كل ذلك أقامه-جل علاه-بالحق، وليس بالباطل ولا بالعبث ولا بالجور ولا باللعب، فمِن سنن الحكيم الكونية أن يغطي بالليل على النهار، ويغطي بالنهار على الليل، على حال متجددة وتسخير وتذليل لا يند عنه شيء منهما، وكذا الليل والنهار، ويبقى كل على فلكه وفي مساره ومداره حتى ينفخ في الصور، ويجيء اليوم الموعود، فتتكور الشمس، وتتناثر النجوم، ويجمع القمر والشمس ثم يذهبان ؛ ألا فاستيقنوا أن من ساق البرهان من الآيات القرآنية والآيات الكونية عزيز منيع، وهو مع عظيم اقتداره يغفر لمن تاب وأناب، ويحلم على من جحد وفجر، فلا يعاجله بالعقوبة :﴿ إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا ﴾.
من البرهان والسلطان والحجة على أنه-تبارك اسمه- الواحد القهار : أن خلقكم معاشر الناس من نفس واحدة هي نفس آدم-عليه السلام- ونفس زوجه حواء التي خلقها المولى سبحانه من ضلع من أضلاع آدم ؛ وأنشأ لكم وخلق لمنافعكم ثمانية أصناف من البهائم الأنعام : من الإبل اثنين ذكر وأنثى، ومن البقر كذلك، ومن الضأن اثنين ذكر وأنثى، ومن المعز كذلك.
وإنما خصت الأنعام بالذكر ربما لأنها عظيمة فائدتها للآدميين، فمنها اللبن واللحم والجلد والشعر والوبر والركوب والحمل والحرث وغير ذلك.. ويحتمل أن يكون ذَكَرُ الأنعام اعتراضا حسّن موقعه ذكر الأزواج بعد قوله :﴿ جعل منها زوجها ﴾ ليعلم أن كل حيوان زوج.
يخلقكم أطوارا في بطون أمهاتكم تكونون نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظما ثم يكسى العظم لحما ثم يكمل جنينا ؛ كل هذا التطور يصنعه بكم العليم القدير وأنتم في ظلمة المشيمة، تلفها ظلمة الرحم، وهذه تحيط بها ظلمة البطن ؛ ذلك اللطيف الخبير هو مولاكم ومربيكم ومصلح شئونكم وهو-دون سواه- الملك المهيمن، ولا يستحق العبادة إلا هو، فكيف تُفْتَنُونَ عن عبادته وتُصْرَفُ عقولكم عن اليقين والإيمان بوحدانيته وجلاله ؟ !.
يقول أبو جعفر : فإن قال : وكيف قيل :﴿ خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها ﴾ وإنما خلق ولد آدم من آدم وزوجته، ولا شك أن الوالدين قبل الولد ؟ فإن في ذلك أقوالا : أحدها أن يقال قيل ذلك لأنه روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن الله لما خلق آدم مسح ظهره فأخرج كل نسمة هي كائنة إلى يوم القيامة ثم أسكنه بعد ذلك الجنة وخلق بعد ذلك حواء من ضلع من أضلاعه ؛ فهذا قول ؛ والآخر أن العرب ربما أخبر الرجل منهم عن رجل بفعلين فَيرِدُ الأول منهما في المعنى بثم إذا كان من خبر المتكلم، كما يقال : قد بلغني ما كان منك اليوم، ثم ما كان منك بالأمس أعجب، فذلك نسق من خبر المتكلم.. والقول الذي يقوله أهل العلم أولى بالصواب وهو القول الأول الذي ذكرت : أن الله أخرج ذرية آدم من صلبه قبل أن يخلق حواء، وبذلك جاءت الرواية عن جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.. اه.
ومعنى ثم ترتيب الأخبار لأن الأولى عادة مستمرة دون الثانية، إذ لم يخلق أنثى غير حواء من قصيريرجل، فكانت أدخل في كونها آية وأجلب لعجب السامع ؛ وقيل هو متعلق بواحدة في المعنى، كأنه قيل : خلقكم من نفس واحدة ثم شفعها الله بزوج منها... وقيل : ثم قد يأتي مع الجملة دالا على التقدم، كقوله :﴿ .. ثم اهتدى ﴾ ﴿ ثم كان من الذين آمنوا.. ﴾ وكقوله صلى الله عليه وسلم :(.. فليكفر عن يمينه ثم ليفعل الذي هو خير ).
والواحد القهار، الخلاق الرزاق، الولي الحميد، المستحق للعبادة، لا ينفعه اهتداء المهتدين، ولا يضره ضلال الضالين، فهو غني عما سواه، غني عن طاعة الطائعين، وعن شكر الشاكرين، وإيمان المؤمنين ؛ ولا يضره انتفاء ذلك.
مما جاء في الصحيح :( يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا ). بل نطقت بذلك الآية الكريمة :﴿ وقال موسى إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فإن الله لغني حميد ﴾.
-إن تكفروا أيها المشركون بالله فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده المؤمنين الذين أخلصهم لعبادته وطاعته الكفر.
ومن يشكر يُثِبْه الله ويُثْنِي الله عليه لشكره ربه، ولا تكسب كل نفس إلا عليها، ولا يحمل أحد ذنب غيره-إلا أن يكون قد أغواه-ثم نرجع إلى الوقوف بين يدي ربنا يوم بعثنا-بل ومن حين نُدَلّى في حُفَرِنَا-فيجزى كل بما قال وبما عمل، بل وبما اعتزم ؛ فإنه سبحانه محيط علما بوسوسة الصدور، وسيجزي الذين أحسنوا بالحسنى، ويجزي الكافرين والمسيئين بما عملوا.
﴿ قانت ﴾ مطيع خاشع، داع في صلاته.
﴿ آناء ﴾ ساعات وأوقات.
﴿ أولوا الألباب ﴾ أصحاب العقول.
أمن هو مطيع وخاشع وضارع، وقائم في أوسط الليل وآخره يتلو القرآن في صلاته حذرا عذاب الآخرة. راجيا رحمة مولاه، ونعمته وجنته ورضاه، كمن كفر وأشرك بالله ؟ لا يستويان ؛ كما لا يستوي من علم الهدى فاستقام عليه، ومن جهل فضلّ ضلالا بعيدا. إنما يعتبر أصحاب العقول والبصائر التي تدرك الحق والرشد فتتخذه منهاجا.
فإن كان أهله في النار فقد تقطّع بينهم، وإن كانوا في الجنة فهيهات أن يشهد جميعهم أو بعضهم، وما أبين هذا الخسار، وأتعس هذا البوار ؛ نعوذ بالله من غضب الجبار.
فإن كان أهله في النار فقد تقطّع بينهم، وإن كانوا في الجنة فهيهات أن يشهد جميعهم أو بعضهم، وما أبين هذا الخسار، وأتعس هذا البوار ؛ نعوذ بالله من غضب الجبار.
فإن كان أهله في النار فقد تقطّع بينهم، وإن كانوا في الجنة فهيهات أن يشهد جميعهم أو بعضهم، وما أبين هذا الخسار، وأتعس هذا البوار ؛ نعوذ بالله من غضب الجبار.
فإن كان أهله في النار فقد تقطّع بينهم، وإن كانوا في الجنة فهيهات أن يشهد جميعهم أو بعضهم، وما أبين هذا الخسار، وأتعس هذا البوار ؛ نعوذ بالله من غضب الجبار.
فإن كان أهله في النار فقد تقطّع بينهم، وإن كانوا في الجنة فهيهات أن يشهد جميعهم أو بعضهم، وما أبين هذا الخسار، وأتعس هذا البوار ؛ نعوذ بالله من غضب الجبار.
ليست الحسرة والبوار والقطيعة هي كل ما أعدّ لهم من المصير البئيس، ولكن ينتظرهم حريق ولظى لا يبتعدون عن مصدره، وإنما تمتد ألسنة لهبه فيفترشونها ويلتحفون بها، أعلاهم وأسفلهم قطع من الجحيم :﴿ لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش.. ﴾وهذا إنذار من الله للعباد ليتّقوه ويَتَوّقّوا ما يحلهم دار البوار ؛ وبهذا بعث المصطفى المختار :﴿ .. إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد ﴾.
﴿ والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشر عباد ﴾ : بعد الوعيد وإنذار الكافرين جاء الوعد، وسيقت البشرى للمؤمنين الذين تخلوا عن الشرك وعبادة الشيطان والهوى، ورجعوا إلى الإيمان بالله وطاعته، وتحلّوا بهذه الحلية، فبشرى لهؤلاء الذين وحّدوني وعبدوني، الذين يستمعون القول فيُعْرضون عن سيئه ويستقيمون على أحسنه ؛ وقد يراد بالقول : القول الرباني والآي القرآني، ويكون الأحسن بمعنى الحسن-كما قال قطرب- وكله حسن.
وقيل : الحسن : يشمل الواجب والمندوب والمباح، والأحسن : الواجب والمندوب.
ويقول النيسابوري : تلك التكاليف منها ما هو حسن، ومنها ما هو أحسن كالاقتصاص والعفو، والانتصار والصبر.. فليأخذوا بما هو أدخل في الحسن، وأكثر للثواب، فيكون كقوله :﴿ واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم ﴾ أولئك الذين منّ الله عليهم بالهداية إلى الحق والرشد والخير، وأولئك هم أصحاب العقول السليمة، المنتفعون بعقولهم.
﴿ والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشر عباد ﴾ : بعد الوعيد وإنذار الكافرين جاء الوعد، وسيقت البشرى للمؤمنين الذين تخلوا عن الشرك وعبادة الشيطان والهوى، ورجعوا إلى الإيمان بالله وطاعته، وتحلّوا بهذه الحلية، فبشرى لهؤلاء الذين وحّدوني وعبدوني، الذين يستمعون القول فيُعْرضون عن سيئه ويستقيمون على أحسنه ؛ وقد يراد بالقول : القول الرباني والآي القرآني، ويكون الأحسن بمعنى الحسن-كما قال قطرب- وكله حسن.
وقيل : الحسن : يشمل الواجب والمندوب والمباح، والأحسن : الواجب والمندوب.
ويقول النيسابوري : تلك التكاليف منها ما هو حسن، ومنها ما هو أحسن كالاقتصاص والعفو، والانتصار والصبر.. فليأخذوا بما هو أدخل في الحسن، وأكثر للثواب، فيكون كقوله :﴿ واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم ﴾ أولئك الذين منّ الله عليهم بالهداية إلى الحق والرشد والخير، وأولئك هم أصحاب العقول السليمة، المنتفعون بعقولهم.
بُعِثَ النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين أجمعين، فكان شديد الحرص على هداية الضالين ؛ يكذبونه ويؤذونه ويسبونه، ويعذبون أصحابه ويقتلونهم، وهو يتمنى أن يُقْلِعُوا عن الغي، وأن يدخلوا في رحاب الإيمان ؛ ويشتد حزنه كلما أمعنوا في الإعراض عن سبل السلام حتى كاد يموت هما فأنزل الله عليه :﴿ لعلك باخع نفسك على أن لا يكونوا مؤمنين ﴾ ﴿ فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ﴾ وعلّمه المولى العليم الحكيم أن من حقّ عليه قول العذاب ببغيه وجحوده وكفره لا يملك هو ولا غيره أن ينقذه من حر السعير وسوء المصير، كما جاء في آية أخرى :﴿ إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل ومالهم من ناصرين ﴾. ﴿ فذكر إنما أنت مذكر. لست عليهم بمسيطر ﴾.
وعلى الضد من حال الخاسرين المضللين بلهب النار والمتوسدين شعبه ﴿ لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ﴾ على النقيض من ذلك فإن حال الذين يخشون ربهم ويرعون أماناته حال ناعمة، ومساكنهم طيبة، ومنازلهم قصور إقامة، فهي غرفات بناها الله لهم في الجنة، وطوابق بعضها فوق بعض تجري من تحت جناتها وحدائقها وبساتينها الأنهار، فزرعها نضر، وشجرها مبروك الثمر، ذلك وعد الله الذي هو كائن لا محالة لن يتخلف.
ألم تر يا من تتأتى منه الرؤية البصرية والبصيرية التفكيرية أن الله-دون سواه-أنزل المطر من جهة السماء فأسكنه شقوق الأرض فمنه الآبار والعيون والأنهار ؛ ثم ينبت بسبب هذا الماء زرعا متفاوت الألوان والأوصاف، والمنافع والآثار، فمن أخضر إلى أصفر إلى أحمر، ومن زهر إلى نور إلى ثمر وحب يقتات به أو يتفكه أو يتداوى أو يكتسى به، فإذا استوى ونضج تهيأ للذهاب فتراه يصفر ثم ييبس فيتقوض ويتحطم، ويتفتت ويتهشم ؛ إن في ذلك لتذكيرا عظيما للمتبصرين، وعبرة للمستفيدين من إعمال عقولهم، والمعتبرين أن الدنيا مهما كثر زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها فلا بد أن يأتيها أمر الله فتدمر كأن لم تغن بالأمس :﴿ واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدرا ﴾﴿ .. وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ﴾.
ربنا اللطيف الخبير نزل القرآن أحسن كلام يسمع، وجعله كله يصدق بعضه بعضا، ليس فيه تناقض ولا اختلاف، بل يدل بعضه على بعض، فهو متشابه من حيث هذا التوفيق، و﴿ مثاني ﴾ جمع مثنى، بمعنى : مكرر لما ثني من قصصه وأحكامه ومواعظه، ليفهم الناس عن ربهم تبارك وتعالى، والله سبحانه سمى القرآن حديثا في آيات كثيرة منها قوله عز شأنه :﴿ فبأي حديث بعده يؤمنون ﴾ وقوله-تبارك اسمه- :﴿ فذرني ومن يكذب بهذا الحديث.. ﴾.
نقل القرطبيّ عن القشيري، وتوهم قوم أن الحديث من الحدوث فيدل على أن كلامه محدث ؛ وهو وهم، لأنه لا يريد لفظ الحديث على ما في قوله :﴿ ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث.. ﴾. وقد قالوا : إن الحدوث يرجع إلى التلاوة لا إلى المتلو، وهو كالذكر مع المذكور إذا ذكرنا أسماء الرب تعالى اه.
كما أورد ابن كثير ما نصه : وقال بعض العلماء : ويروى عن سفيان بن عيينة معنى قوله تعالى :﴿ متشابها مثاني ﴾ : أن سياقات القرآن تارة تكون في معنى واحد فهذا من المتشابه، وتارة تكون بذكر الشيء وضده كذكر المؤمنين ثم الكافرين، وكصفة الجنة ثم صفة النار، وما أشبه هذا فهذا من المثاني، كقوله تعالى :﴿ إن الأبرار لفي نعيم. وإن الفجار لفي جحيم ﴾. وكقوله عز وجل :﴿ كلا إن كتاب الفجار لفي سجين ﴾– إلى أن قال :﴿ كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين ﴾ وقوله :﴿ هذا ذكر وإن للمتقين لحسن مآب ﴾ إلى أن قال :﴿ هذا وإن للطاغين لشر مآب ﴾ ونحو هذا من السياقات، فهذا كله من المثاني أي في معنيين اثنين ؛ وأما إذا كان السياق في معنى واحد يشبه بعضه فهذا من المتشابه، وليس هذا من المتشابه المذكور في قوله تعالى ﴿ .. منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات.. ﴾ ذاك معنى آخر. اه.
﴿ تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ﴾ عند سماع ما فيه من وعيد الله وتحذيره للمخالفين من العذاب الأليم تضطرب وتنقبض وتنتفض جلود المتقين وأبدانهم خوف وقوعهم في سخط ربهم ﴿ ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ﴾ وإذا وعد القرآن وبشّر سكنت قلوبهم، واطمأنت وأمّلت في عفو الله وفضله ورحمته، وانبسطت رجاء الفوز بالرضوان، وهذا أثر القرآن في أهل الإيمان والخشية وفي ذلك يقول الشاعر :
هو إن رق نسيم نافح *** بشذا الخلد وأنفاس النعيم
وإذا ثار فجمر لافح *** يستمد الوقد من نار الجحيم
وإذا زرع القرآن في القلب حذر الآخرة ورجاء الرحمة لانت القلوب، ومالت إلى العمل بكتاب الله ومنهاجه، وخف على الأبدان ما تلاقي في سبيل الوفاء بعهد الله.
وإذا حلت الهداية قلبا *** نشطت في العبادة الأعضاء
﴿ ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد ﴾ : ذلك القرآن هدى الله يهدي به من يشاء هدايته ؛ ومن يستحب العمى يخلق فيه الله الضلالة فلا يهتدي إذا أبدا.
وهكذا جاء ذكر الفريقين صريحا في آية كريمة أخرى :﴿ .. أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة. ﴾ فاكتفى في الآية رقم٢٤ هذه بذكر فريق لدلالة الآية الأخرى على الفريق الثاني-والقرآن يفسر بعضه بعضا- وذهب بعض المفسرين إلى أن من يتقي سوء العذاب يشار به إلى من صبر واستقام فنجا من لفح جهنم، لكن آية كريمة ثالثة تبين أن المجرمين يسحبون على وجوههم مكبلين :﴿ يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر ﴾.
وعيد بعذاب عاجل قبل العذاب الآجل لمن كذب وعصى، وسنة أمضاها الله في الطاغين الأولين، ولا تتحول إلى يوم الدين :﴿ قد مكر الذين من قبلهم فأتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون. ثم يوم القيامة يخزيهم.. ﴾ تفجأهم نقمة الله تعالى ويأتيهم بأسه من حيث لم يحتسبوا، ويجيء لكل قوم نصيبهم من النكال والوبال-فيتجرعون العذاب الأدنى قبل العذاب الأكبر، يُمْسَخُونَ أو يُخسف بهم، أو يُغرقون، أو يُهزمون.. ويؤسرون ويقتلون، ثم إلى جهنم يحشرون-ولو كانوا أهل عقل وسمع وعلم لاستيقنوا بصدق ما وُعدُوا، فازدجروا، وآمنوا وسعدوا.
وعيد بعذاب عاجل قبل العذاب الآجل لمن كذب وعصى، وسنة أمضاها الله في الطاغين الأولين، ولا تتحول إلى يوم الدين :﴿ قد مكر الذين من قبلهم فأتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون. ثم يوم القيامة يخزيهم.. ﴾ تفجأهم نقمة الله تعالى ويأتيهم بأسه من حيث لم يحتسبوا، ويجيء لكل قوم نصيبهم من النكال والوبال-فيتجرعون العذاب الأدنى قبل العذاب الأكبر، يُمْسَخُونَ أو يُخسف بهم، أو يُغرقون، أو يُهزمون.. ويؤسرون ويقتلون، ثم إلى جهنم يحشرون-ولو كانوا أهل عقل وسمع وعلم لاستيقنوا بصدق ما وُعدُوا، فازدجروا، وآمنوا وسعدوا.
[ المثل ] : قول موجز حكيم يشبه مورده بمضربه ؛ أو الحال والصفة العجيبة. ﴿ متشاكسون ﴾ مختلفون، شرسون، مماكسون، عسرون.
من الأمثال القرآنية المعقبة ذكرى وعبرة وتُقى ساق المولى الحكيم صفة عجيبة مقارنة بأخرى، و﴿ مثلا ﴾ مفعول ﴿ ضرب ﴾ و﴿ رجلا ﴾ بدل منه، بدل كل من كلّ ؛ و﴿ فيه ﴾ خبر مقدم ؛ و﴿ شركاء ﴾ مبتدأ، و﴿ متشاكسون ﴾ صفته ؛ هذا حال المشرك يخضع لمعبودات شتى يحار بينها، ويتوزع ولاؤه لها، وما هو ببالغ إرضاءها ؛ وصفة المؤمن ولاء لإله واحد شكور حليم، برّ رحيم، يتقبل ممن أخلص دينه العمل القليل، ويمنحه عليه الأجر الجزيل والثواب الجميل، فهل يستويان حالا وصفة ؟.. كلا ! والحمد لله الذي هدانا إلى توحيده والانقياد له دون سواه، ولكن المشركين لا يعلمون أن الله هو الحق المبين، فيبقون في ضلالهم يعمهون، وفي ريبهم يترددون ؛ ولقد حكى القرآن عن يوسف عليه السلام ما أوتي من حجة وبرهان يبطل بهما ضلال الشرك والأوثان، ويرسخ اليقين بالفرد الصمد الملك الديان :﴿ .. أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار ﴾ بل الله خير وأبقى، وإلى هذا نادت الفطرة السليمة في جوانح الشاعر العربي إذ قال :
أربا واحدا أم ألف رب | أدين إذا تقسمت الأمور ؟ |
تركت اللات والعزى جميعا | كذلك يفعل الرجل البصير. |
يقول صاحب الجامع لأحكام القرآن : يعني تخاصم الكافر والمؤمن، والظالم والمظلوم. اه.
في البخاري عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( من كانت له مظلمة لأحد من عرضه أو شيء فليتحلّله منه اليوم قبل ألا يكون دينار ولا درهم إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيآت صاحبه فحمل عليه ).
وروى مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( أتدرون من المفلس ؟ ) قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. قال :( إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار ) !.
وأخرج الترمذي والحاكم-وصححاه- عن الزبير بن العوام رضي الله تعالى عنه قال : لما نزلت ﴿ إنك ميت وإنهم ميتون. ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون ﴾ قلت : يا رسول الله أينكر علينا ما بيننا في الدنيا مع خواص الذنوب ؟ قال :( نعم ينكر ذلك عليكم حتى يؤدى إلى كل ذي حق حقه ) قال الزبير : فو الله إن الأمر لشديد..
يقول صاحب الجامع لأحكام القرآن : يعني تخاصم الكافر والمؤمن، والظالم والمظلوم. اه.
في البخاري عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( من كانت له مظلمة لأحد من عرضه أو شيء فليتحلّله منه اليوم قبل ألا يكون دينار ولا درهم إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيآت صاحبه فحمل عليه ).
وروى مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( أتدرون من المفلس ؟ ) قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. قال :( إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار ) !.
وأخرج الترمذي والحاكم-وصححاه- عن الزبير بن العوام رضي الله تعالى عنه قال : لما نزلت ﴿ إنك ميت وإنهم ميتون. ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون ﴾ قلت : يا رسول الله أينكر علينا ما بيننا في الدنيا مع خواص الذنوب ؟ قال :( نعم ينكر ذلك عليكم حتى يؤدى إلى كل ذي حق حقه ) قال الزبير : فو الله إن الأمر لشديد..
استفهام يراد به النفي، أي لا أحد أشنع ظلما وأكثر افتراء ممن كذب على الله تعالى فادعى له شريكا أو ولدا، وظلوم ذلك الذي كذب بما جاء به خاتم النبيين وهو الصدق الذي لم يخالطه زور ولا باطل، لكن الظلوم-ببغيه- سارع إلى التكذيب بالحق دون أن يتدبر، أليس في نار الجحيم المأوى والمسكن لمن كفر بالله وامتنع من تصديق نبيه واتباعه على ما أوحي إليه من الإيمان والقرآن ؟ بلى.
في الآية السابقة كان التقبيح والتخسير والوعيد للظالمين الكذابين، وفي هذه الثناء والتكريم والبشرى لأهل الصدق والمصدقين بما أوحي إليهم من ربهم وهو الحق، جاءنا رسولنا خاتم النبيين بالهدى ودين الحق، فهو المبعوث لنا بالصدق، وصدقنا ما جاءنا من وحي ربنا-وهو أصدق الصدق-فاللهم اكتبنا في المتقين عذابك وسخطك، وقنا حر جهنم، ولا تخزنا يوم القيامة، واجعلنا من أهل الكرامة ؛ وإن للمصدقين المتقين لحسن مآب، ولهم في دار النعيم ما يشاءون، في مقعد صدق عند مليك مقتدر ؛ وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ؟. يتقبل الله عنا أحسن ما عملنا ويتجاوز عن سيئاتنا في أصحاب الجنة، - وقيل : إن ﴿ أسوأ ﴾ بمعنى سيء صغيرا كان أو كبيرا.
في الآية السابقة كان التقبيح والتخسير والوعيد للظالمين الكذابين، وفي هذه الثناء والتكريم والبشرى لأهل الصدق والمصدقين بما أوحي إليهم من ربهم وهو الحق، جاءنا رسولنا خاتم النبيين بالهدى ودين الحق، فهو المبعوث لنا بالصدق، وصدقنا ما جاءنا من وحي ربنا-وهو أصدق الصدق-فاللهم اكتبنا في المتقين عذابك وسخطك، وقنا حر جهنم، ولا تخزنا يوم القيامة، واجعلنا من أهل الكرامة ؛ وإن للمصدقين المتقين لحسن مآب، ولهم في دار النعيم ما يشاءون، في مقعد صدق عند مليك مقتدر ؛ وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ؟. يتقبل الله عنا أحسن ما عملنا ويتجاوز عن سيئاتنا في أصحاب الجنة، - وقيل : إن ﴿ أسوأ ﴾ بمعنى سيء صغيرا كان أو كبيرا.
في الآية السابقة كان التقبيح والتخسير والوعيد للظالمين الكذابين، وفي هذه الثناء والتكريم والبشرى لأهل الصدق والمصدقين بما أوحي إليهم من ربهم وهو الحق، جاءنا رسولنا خاتم النبيين بالهدى ودين الحق، فهو المبعوث لنا بالصدق، وصدقنا ما جاءنا من وحي ربنا-وهو أصدق الصدق-فاللهم اكتبنا في المتقين عذابك وسخطك، وقنا حر جهنم، ولا تخزنا يوم القيامة، واجعلنا من أهل الكرامة ؛ وإن للمصدقين المتقين لحسن مآب، ولهم في دار النعيم ما يشاءون، في مقعد صدق عند مليك مقتدر ؛ وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ؟. يتقبل الله عنا أحسن ما عملنا ويتجاوز عن سيئاتنا في أصحاب الجنة، - وقيل : إن ﴿ أسوأ ﴾ بمعنى سيء صغيرا كان أو كبيرا.
استفهام يراد به إنكار ونفي عدم كفايته تعالى عباده ؛ والمراد ب﴿ عبده ﴾ إما النبي صلى الله عليه وسلم. يكفيه الله كيد الكافرين، أو يراد به الجنس فالله تعالى يكفي أنبياءه وعباده كيد المعاندين ؛ ولقد خوّف قوم إبراهيم نبيهم أن تصيبه آلهتهم فقال ما بيّنه الكتاب الحكيم :﴿ وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون. الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ﴾١. وخوّف المشركون٢ خاتم النبيين عليه الصلوات والتسليم، فزاده الله ثباتا في اليقين ﴿ ... فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم ﴾٣، ومن يزغ قلبه يتركه الله لزيغه :﴿ قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا ﴾٤ ﴿ .. ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون ﴾٥، ومن يحبب إليه ربه الإيمان فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، وربنا منيع مقامه، غالب على أمره، شديد الانتقام والبطش بمن أراد أن يطفئ نوره.
٢ يقول القرطبي: خوفوا النبي صلى الله عليه وسلم مضرة الأوثان فقالوا أتسب آلهتنا؟ لئن لم تكف عن ذكرها لتخبلنك أو لتصيبنك بسوء.. ويدخل في الآية تخويفهم النبي بكثرة جمعهم وقومهم، كما قال: ﴿أم يقولون نحن جميع منتصر﴾أ هـ..
٣ سورة البقرة. من الآية ١٣٧..
٤ سورة مريم. الآية ٧٥..
٥ سورة الأنفال من الآية ٢٣..
.
استفهام يراد به إنكار ونفي عدم كفايته تعالى عباده ؛ والمراد ب﴿ عبده ﴾ إما النبي صلى الله عليه وسلم. يكفيه الله كيد الكافرين، أو يراد به الجنس فالله تعالى يكفي أنبياءه وعباده كيد المعاندين ؛ ولقد خوّف قوم إبراهيم نبيهم أن تصيبه آلهتهم فقال ما بيّنه الكتاب الحكيم :﴿ وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون. الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ﴾١. وخوّف المشركون٢ خاتم النبيين عليه الصلوات والتسليم، فزاده الله ثباتا في اليقين ﴿... فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم ﴾٣، ومن يزغ قلبه يتركه الله لزيغه :﴿ قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا ﴾٤ ﴿.. ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون ﴾٥، ومن يحبب إليه ربه الإيمان فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، وربنا منيع مقامه، غالب على أمره، شديد الانتقام والبطش بمن أراد أن يطفئ نوره.
٢ يقول القرطبي: خوفوا النبي صلى الله عليه وسلم مضرة الأوثان فقالوا أتسب آلهتنا؟ لئن لم تكف عن ذكرها لتخبلنك أو لتصيبنك بسوء.. ويدخل في الآية تخويفهم النبي بكثرة جمعهم وقومهم، كما قال: ﴿أم يقولون نحن جميع منتصر﴾أ هـ..
٣ سورة البقرة. من الآية ١٣٧..
٤ سورة مريم. الآية ٧٥..
٥ سورة الأنفال من الآية ٢٣..
.
وإذا سألت المشركين من خلق السماوات والأرض أقرّوا بأن الله عز وجل خالقهم ﴿ ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله.. ﴾١ وهم مع هذا الإقرار يشركون، ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم، ولا يملك لهم نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا، لكن الله المعبود بحق يفعل ما يريد ﴿ ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده.. ﴾٢ فإن أرادني بضر أو أراد غيري فلا تملك شركاؤكم أن تمنع أو تدفع، وإن أرادني أو أراد غيري بنعمة وفضل ورحمة فأصنامكم أعجز عن حجب هذا الخير ؛ ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن٣، قل : الله كافيّ، اتخذته وكيلا، وأتخذه ويتخذه أهل الإيمان وليا ووكيلا-نعم الوكيل، ونعم المولى ونعم النصير-وصلوات الله على نوح الذي واجه قومه وهم أظلم وأطغى-فاعتصم بالوكيل-جل علاه-وتحدّى الفاسقين العتاة :﴿ .. إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إليّ ولا تنظرون ﴾٤ وقال هود عليه الصلاة والسلام لقومه :﴿ .. إني أشهد الله وأشهد أني بريء مما تشركون من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون. إني توكلت على الله ربي وربكم.. ﴾٥.
٢ سورة فاطر. من الآية ٢..
٣ أورد ابن كثير عن ابن حاتم-بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما-مرفوعا:(احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك تعرف إلى الله..).
٤ سورة يونس. من الآية ٧١..
٥ سورة هود من الآية، ٥٤؛الآية٥٥ ومن الآية٥٦..
نذير ووعيد للمشركين وأعداء الدين، وعهد وميثاق يُقِرّ به المؤمن اعتزازا بالإسلام، ووفاء بأمانات الخلاق العليم :﴿ ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين ﴾١ فليتمتع الكافر بالحطام الذي أبطره، وليتميز غيظا من الحق وأهله ﴿ .. فالذين كفروا هم المكيدون ﴾٢ وليثبت أهل الرشد على صراط الله المستقيم :﴿ ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ﴾٣ وسيعذب الله بأيديهم جند البغي والشياطين، ويجزي القوم المجرمين في عاجلهم، مع ما أعد لهم من الخلد في نار الجحيم.
٢ سورة الطور من الآية ٤٣..
٣ سورة آل عمران الآية ١٣٩..
نذير ووعيد للمشركين وأعداء الدين، وعهد وميثاق يُقِرّ به المؤمن اعتزازا بالإسلام، ووفاء بأمانات الخلاق العليم :﴿ ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين ﴾١ فليتمتع الكافر بالحطام الذي أبطره، وليتميز غيظا من الحق وأهله ﴿.. فالذين كفروا هم المكيدون ﴾٢ وليثبت أهل الرشد على صراط الله المستقيم :﴿ ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ﴾٣ وسيعذب الله بأيديهم جند البغي والشياطين، ويجزي القوم المجرمين في عاجلهم، مع ما أعد لهم من الخلد في نار الجحيم.
٢ سورة الطور من الآية ٤٣..
٣ سورة آل عمران الآية ١٣٩..
إن أوحينا إليك القرآن الكتاب الكامل لخير الناس لتخرجهم من الظلمات إلى النور، وتهديهم إلى الحق وإلى صراط مستقيم، فمن استجاب لدعوة الكتاب، واتخذه منهاجا لنفسه حقق الصلاح، والفوز والفلاح ؛ ومن عمى عن هدى القرآن، وزاغ عن شرعته، فعلى نفسه جنى :﴿ .. فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا. ونحشره يوم القيامة أعمى ﴾١، وما أنت إلا مبلغ ﴿ لست عليهم بمسيطر ﴾٢.
٢ سورة الغاشية الآية ٢٢..
يغمر الله نفوس الأحياء عند النوم بما يحبسها عن التصرف فكأنها مقبوضة، وما قبضه الله من أرواحهم في حالة الموت فلا يعود إلى يوم القيامة بل يمسكه الله إلى اليوم الموعود، فإذا يقبض الله الروح في حالين، في حالة النوم وفي حالة الموت ؛ مما قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : يمسك أنفس الأموات ويرسل أنفس الأحياء.. اه. ومما أورد ابن كثير :.. المتصرف في الوجود بما يشاء.. يتوفى الأنفس الوفاة الكبرى بما يرسل من الحفظة الذين يقبضونها من الأبدان ؛ والوفاة الصغرى عند المنام، كما قال تبارك وتعالى :﴿ وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه ليقضى أجل مسمى ثم إليه مرجعكم ثم ينبئكم بما كنتم تعملون. وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون ﴾١.
أقول : وبهذا يمكن أن يفهم ما أشار إليه قول الحق-تبارك اسمه- ﴿ إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إليّ.. ﴾٢وأنها الوفاة الصغرى التي تعني النوم، وأنه عليه السلام لم يُقْتَلْ وما مات :﴿ بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما ﴾. ٣
والمتدبر لهدى النبي صلى الله عليه وسلم يستشعر أن النوم نوع من مفارقة الروح ؛ أخرج البخاري عن حذيفة قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أخذ مضجعه من الليل وضع يده تحت خده، ثم يقول :( اللهم باسمك أموت وأحيا ) وإذا استيقظ قال :( الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور )، وأخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( إذا أوى أحدكم إلى فراشه فليأخذ داخلة إزاره فلينفض بها فراشه وليسم الله فإنه لا يعلم ما خلفه بعد على فراشه فإذا أراد أن يضطجع فليضطجع على شقه الأيمن وليقل باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه إن أمسكت نفسي فاغفر لها )-وقال البخاري وابن ماجه والترمذي " فارحمها " بدل " فاغفر لها " ( وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين ). إن في قبض الله الحي القيوم-نفس النائم والميت وحبسه نفس الميت لعبرا وبرهانا على اقتدار المولى الذي بيده الموت والحياة، ومدّكرا لمن يتبصر ويتذكر.
٢ سورة آل عمران. من الآية ٥٥..
٣ سورة النساء الآية١٥٨..
ومشركوا قومك لم يتفكروا بل اتخذوا من دون الله شفعاء-... يشفعون لهم بزعمهم-﴿ واتخذوا من دون الله آلهة لعلهم ينصرون. لا يستطيعون نصرهم.. ﴾١ فكيف يشفع أو ينفع من لا يملك لغيره ولا لنفسه نفعا ولا ضرا، ولا يدفع نازلة ولا شرا ؟ ﴿ ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها.. ﴾٢ لا ! بل﴿ وإن تدعوهم إلى الهدى لا يتبعوكم سواء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون ﴾٣ ؛ ومن عبدوهم ممن يعقل كالملائكة وعيسى-عليهم السلام- منهم براء :﴿ واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا. كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا ﴾٤﴿ ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون. قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون ﴾٥ ﴿ ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله فيقول أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء أم هم أضلوا السبيل قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء ولكن متعتهم وآباءهم حتى نسوا الذكر وكانوا قوما بورا ﴾٦ فكيف بالأوثان وما لا يعقل ؟ لا يشفع شافع إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا ؛ وربنا الملك المهيمن له السلطان والقهر على كل الخلق، وإليه يرجع العباد، في يوم المعاد، ثم يفتح ويقضي بينهم بالحق وهو الفتاح العليم.
٢ سورة الأعراف من الآية ١٩٥.
٢١سورة الأعراف: من الآية ٩٣..
٣ ٢ سورة مريم الآيتان ٨١، ٨٢..
٤ ؟؟؟؟؟.
٥ ٣ سورة سبأ الآيتان: ٤٠، ٤١..
٦ ٤ سورة الفرقان الآيتان: ١٧، ١٨..
ومشركوا قومك لم يتفكروا بل اتخذوا من دون الله شفعاء-... يشفعون لهم بزعمهم-﴿ واتخذوا من دون الله آلهة لعلهم ينصرون. لا يستطيعون نصرهم.. ﴾١ فكيف يشفع أو ينفع من لا يملك لغيره ولا لنفسه نفعا ولا ضرا، ولا يدفع نازلة ولا شرا ؟ ﴿ ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها.. ﴾٢ لا ! بل﴿ وإن تدعوهم إلى الهدى لا يتبعوكم سواء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون ﴾٣ ؛ ومن عبدوهم ممن يعقل كالملائكة وعيسى-عليهم السلام- منهم براء :﴿ واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا. كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا ﴾٤﴿ ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون. قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون ﴾٥ ﴿ ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله فيقول أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء أم هم أضلوا السبيل قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء ولكن متعتهم وآباءهم حتى نسوا الذكر وكانوا قوما بورا ﴾٦ فكيف بالأوثان وما لا يعقل ؟ لا يشفع شافع إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا ؛ وربنا الملك المهيمن له السلطان والقهر على كل الخلق، وإليه يرجع العباد، في يوم المعاد، ثم يفتح ويقضي بينهم بالحق وهو الفتاح العليم.
٢ سورة الأعراف من الآية ١٩٥.
٢١سورة الأعراف: من الآية ٩٣..
٣ ٢ سورة مريم الآيتان ٨١، ٨٢..
٤ ؟؟؟؟؟.
٥ ٣ سورة سبأ الآيتان: ٤٠، ٤١..
٦ ٤ سورة الفرقان الآيتان: ١٧، ١٨..
﴿ يستبشرون ﴾ تمتلئ قلوبهم سرورا حتى تنبسط بشرة الوجه.
﴿ وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون( ٤٥ )قل اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك في ما كانوا فيه يختلفون( ٤٦ )ولو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون( ٤٧ )وبدا لهم سيئات ما كسبوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون( ٤٨ ) ﴾.
غلبت الشقوة على المرتابين في الآخرة، واتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضاه، وضاقت صدورهم بذكر الوليّ الحميد، وانشرحت لما سواه :﴿.. وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولّوا على أدبارهم نفورا ﴾١، فإذا سمعوا كلمة التوحيد تأنّفوا وتعاظموا أن يخضعوا لجلال العلي الأعلى :﴿ إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ﴾٢ بينما يعكفون على أصنام لهم لا تسمع ولا تعقل، فأنّى لها أن تنفع أو تدفع ؟، ومع ذلك زيّن لهم سوء عملهم، وتواصوا بالتمادي في ضلالهم، وعبادة أصنامهم :﴿ وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم إن هذا لشيء يراد ﴾٣.
ومن قبل تمادي أسلافهم :﴿ وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا ﴾٤، فالجأ إلى الله المعبود بحق، واضرع إلى مبدع السماوات والأرض وما بينهما ومن فيهما على غير مثال سبق ؛ واتخذ ومن معك من المؤمنين عالم ما غاب وما حضر وما ظهر وما بطن-اتخذوه وكيلا فإنه سيفتح بينكم وبين قومكم بالحق وهو خير الفاتحين ﴿.. والله يقضي بالحق والذين يدعون من دونه لا يقضون بشيء إن الله هو السميع البصير ﴾٥، ولو أن الكافرين الباغين ملكوا ضعف ما في الدنيا مما يُتملك ليقدموه فدية لينفكوا به من الأغلال والسعير فلن يظفروا بفكاك، بل سيرون من فنون النكال، وصنوف الخبال، ما لم يكن يخطر لهم على بال ﴿ إن الذين كفروا لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه ليفتدوا به من عذاب يوم القيامة ما تقبل منهم ولهم عذاب أليم. يريدون أن يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها ولهم عذاب مقيم ﴾٦ وظهر لهم قبح كسبهم وعملهم، وأحاط بهم جزاء تكذيبهم الرسالة والرسول واستهزائهم.
في صحيح مسلم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال : سألت عائشة رضي الله عنها بأي شيء كان النبي صلى الله عليه وسلم يستفتح صلاته إذا قام من الليل ؟ قالت : كان إذا قام من الليل افتتح صلاته :( اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل ﴿ فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ﴾ اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ).
﴿ الغيب ﴾ السر والوسوسة والنجوى ؛ أو كل ما غاب.
﴿ الشهادة ﴾ العلانية، وما يشاهد.
﴿ وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون( ٤٥ )قل اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك في ما كانوا فيه يختلفون( ٤٦ )ولو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون( ٤٧ )وبدا لهم سيئات ما كسبوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون( ٤٨ ) ﴾.
غلبت الشقوة على المرتابين في الآخرة، واتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضاه، وضاقت صدورهم بذكر الوليّ الحميد، وانشرحت لما سواه :﴿.. وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولّوا على أدبارهم نفورا ﴾١، فإذا سمعوا كلمة التوحيد تأنّفوا وتعاظموا أن يخضعوا لجلال العلي الأعلى :﴿ إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ﴾٢ بينما يعكفون على أصنام لهم لا تسمع ولا تعقل، فأنّى لها أن تنفع أو تدفع ؟، ومع ذلك زيّن لهم سوء عملهم، وتواصوا بالتمادي في ضلالهم، وعبادة أصنامهم :﴿ وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم إن هذا لشيء يراد ﴾٣.
ومن قبل تمادي أسلافهم :﴿ وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا ﴾٤، فالجأ إلى الله المعبود بحق، واضرع إلى مبدع السماوات والأرض وما بينهما ومن فيهما على غير مثال سبق ؛ واتخذ ومن معك من المؤمنين عالم ما غاب وما حضر وما ظهر وما بطن-اتخذوه وكيلا فإنه سيفتح بينكم وبين قومكم بالحق وهو خير الفاتحين ﴿.. والله يقضي بالحق والذين يدعون من دونه لا يقضون بشيء إن الله هو السميع البصير ﴾٥، ولو أن الكافرين الباغين ملكوا ضعف ما في الدنيا مما يُتملك ليقدموه فدية لينفكوا به من الأغلال والسعير فلن يظفروا بفكاك، بل سيرون من فنون النكال، وصنوف الخبال، ما لم يكن يخطر لهم على بال ﴿ إن الذين كفروا لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه ليفتدوا به من عذاب يوم القيامة ما تقبل منهم ولهم عذاب أليم. يريدون أن يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها ولهم عذاب مقيم ﴾٦ وظهر لهم قبح كسبهم وعملهم، وأحاط بهم جزاء تكذيبهم الرسالة والرسول واستهزائهم.
في صحيح مسلم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال : سألت عائشة رضي الله عنها بأي شيء كان النبي صلى الله عليه وسلم يستفتح صلاته إذا قام من الليل ؟ قالت : كان إذا قام من الليل افتتح صلاته :( اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل ﴿ فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ﴾ اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ).
﴿ وبدا ﴾ وظهر.
﴿ وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون( ٤٥ )قل اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك في ما كانوا فيه يختلفون( ٤٦ )ولو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون( ٤٧ )وبدا لهم سيئات ما كسبوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون( ٤٨ ) ﴾.
غلبت الشقوة على المرتابين في الآخرة، واتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضاه، وضاقت صدورهم بذكر الوليّ الحميد، وانشرحت لما سواه :﴿.. وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولّوا على أدبارهم نفورا ﴾١، فإذا سمعوا كلمة التوحيد تأنّفوا وتعاظموا أن يخضعوا لجلال العلي الأعلى :﴿ إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ﴾٢ بينما يعكفون على أصنام لهم لا تسمع ولا تعقل، فأنّى لها أن تنفع أو تدفع ؟، ومع ذلك زيّن لهم سوء عملهم، وتواصوا بالتمادي في ضلالهم، وعبادة أصنامهم :﴿ وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم إن هذا لشيء يراد ﴾٣.
ومن قبل تمادي أسلافهم :﴿ وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا ﴾٤، فالجأ إلى الله المعبود بحق، واضرع إلى مبدع السماوات والأرض وما بينهما ومن فيهما على غير مثال سبق ؛ واتخذ ومن معك من المؤمنين عالم ما غاب وما حضر وما ظهر وما بطن-اتخذوه وكيلا فإنه سيفتح بينكم وبين قومكم بالحق وهو خير الفاتحين ﴿.. والله يقضي بالحق والذين يدعون من دونه لا يقضون بشيء إن الله هو السميع البصير ﴾٥، ولو أن الكافرين الباغين ملكوا ضعف ما في الدنيا مما يُتملك ليقدموه فدية لينفكوا به من الأغلال والسعير فلن يظفروا بفكاك، بل سيرون من فنون النكال، وصنوف الخبال، ما لم يكن يخطر لهم على بال ﴿ إن الذين كفروا لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه ليفتدوا به من عذاب يوم القيامة ما تقبل منهم ولهم عذاب أليم. يريدون أن يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها ولهم عذاب مقيم ﴾٦ وظهر لهم قبح كسبهم وعملهم، وأحاط بهم جزاء تكذيبهم الرسالة والرسول واستهزائهم.
في صحيح مسلم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال : سألت عائشة رضي الله عنها بأي شيء كان النبي صلى الله عليه وسلم يستفتح صلاته إذا قام من الليل ؟ قالت : كان إذا قام من الليل افتتح صلاته :( اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل ﴿ فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ﴾ اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ).
﴿ وحاق ﴾ وأحاط.
﴿ وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون( ٤٥ )قل اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك في ما كانوا فيه يختلفون( ٤٦ )ولو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون( ٤٧ )وبدا لهم سيئات ما كسبوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون( ٤٨ ) ﴾.
غلبت الشقوة على المرتابين في الآخرة، واتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضاه، وضاقت صدورهم بذكر الوليّ الحميد، وانشرحت لما سواه :﴿.. وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولّوا على أدبارهم نفورا ﴾١، فإذا سمعوا كلمة التوحيد تأنّفوا وتعاظموا أن يخضعوا لجلال العلي الأعلى :﴿ إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ﴾٢ بينما يعكفون على أصنام لهم لا تسمع ولا تعقل، فأنّى لها أن تنفع أو تدفع ؟، ومع ذلك زيّن لهم سوء عملهم، وتواصوا بالتمادي في ضلالهم، وعبادة أصنامهم :﴿ وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم إن هذا لشيء يراد ﴾٣.
ومن قبل تمادي أسلافهم :﴿ وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا ﴾٤، فالجأ إلى الله المعبود بحق، واضرع إلى مبدع السماوات والأرض وما بينهما ومن فيهما على غير مثال سبق ؛ واتخذ ومن معك من المؤمنين عالم ما غاب وما حضر وما ظهر وما بطن-اتخذوه وكيلا فإنه سيفتح بينكم وبين قومكم بالحق وهو خير الفاتحين ﴿.. والله يقضي بالحق والذين يدعون من دونه لا يقضون بشيء إن الله هو السميع البصير ﴾٥، ولو أن الكافرين الباغين ملكوا ضعف ما في الدنيا مما يُتملك ليقدموه فدية لينفكوا به من الأغلال والسعير فلن يظفروا بفكاك، بل سيرون من فنون النكال، وصنوف الخبال، ما لم يكن يخطر لهم على بال ﴿ إن الذين كفروا لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه ليفتدوا به من عذاب يوم القيامة ما تقبل منهم ولهم عذاب أليم. يريدون أن يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها ولهم عذاب مقيم ﴾٦ وظهر لهم قبح كسبهم وعملهم، وأحاط بهم جزاء تكذيبهم الرسالة والرسول واستهزائهم.
في صحيح مسلم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال : سألت عائشة رضي الله عنها بأي شيء كان النبي صلى الله عليه وسلم يستفتح صلاته إذا قام من الليل ؟ قالت : كان إذا قام من الليل افتتح صلاته :( اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل ﴿ فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ﴾ اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ).
﴿ خولناه ﴾ أعطيناه تفضلا لا أجرا.
﴿ فتنة ﴾ اختبار.
﴿ فإذا مس الإنسان ضر دعانا ثم إذا خولناه نعمة منا قال إنما أوتيته على علم بل هي فتنة ولكن أكثرهم لا يعلمون( ٤٩ )قد قالها الذين من قبلهم فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون( ٥٠ )فأصابهم سيئات ما كسبوا والذين ظلموا من هؤلاء سيصيبهم سيئات ما كسبوا وما هم بمعجزين( ٥١ )أو لم يعلموا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون( ٥٢ )* ﴾.
في بني الإنسان من يُزيّن له الجحود والكفران، فإذا نزل به ما يكره دعا ربه وتضرع إليه :﴿.. إذا مسكم الضر فإليه تجأرون. ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون. ليكفروا بما آتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون ﴾١ فإذا منّ الله تعالى عليه وبسط له الرزق طغى و﴿.. قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا ﴾٢ ؛ وقارون إذ قال له قومه ما حكاه القرآن العظيم :﴿.. لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين. وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين. قال إنما أوتيته على علم عندي أو لم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة وأكثر جمعا ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون ﴾٣ ؛ ﴿ أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين. نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون ﴾٤إنه ابتلاء من الله الخبير البصير ﴿.. ونبلوكم بالشر والخير فتنة.. ﴾٥. ولكن أكثرهم يجهلون ؛ قد جحد قوم قبلهم كجحودهم، وقالوا مثل قولهم، فما أغنى عنهم ولا نفعهم بطرهم وغرورهم، بل أصابهم جزاء بغيهم فدمّر الله بنيانهم، وسيتبر ما متّع به من خلفهم، ممن قالوا قولهم، فيجزيهم في الدنيا مع ما ادخر من عذاب الآخرة لهم ؛ أو لم يتحققوا ويستيقنوا أن الفعال لما يريد، والرزاق المجيد، يوسع الرزق لمن يشاء-دون استحقاق منه لذلك-ويضيق أو يحبس، أو يعطي بقدر ويقتر لمن سبقت مشيئة المولى فيه بذلك ؟ !إن في قسمنا بين العباد لعبرا، وبرهانا وعلامات للذين يصدقون ويعتبرون لأنهم الذين يتدبرون وينتفعون ويعلمون أن سعة الرزق قد يكون مكرا واستدراجا، وتقتيره رفعة وإعظاما.
في بني الإنسان من يُزيّن له الجحود والكفران، فإذا نزل به ما يكره دعا ربه وتضرع إليه :﴿.. إذا مسكم الضر فإليه تجأرون. ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون. ليكفروا بما آتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون ﴾١ فإذا منّ الله تعالى عليه وبسط له الرزق طغى و﴿.. قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا ﴾٢ ؛ وقارون إذ قال له قومه ما حكاه القرآن العظيم :﴿.. لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين. وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين. قال إنما أوتيته على علم عندي أو لم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة وأكثر جمعا ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون ﴾٣ ؛ ﴿ أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين. نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون ﴾٤إنه ابتلاء من الله الخبير البصير ﴿.. ونبلوكم بالشر والخير فتنة.. ﴾٥. ولكن أكثرهم يجهلون ؛ قد جحد قوم قبلهم كجحودهم، وقالوا مثل قولهم، فما أغنى عنهم ولا نفعهم بطرهم وغرورهم، بل أصابهم جزاء بغيهم فدمّر الله بنيانهم، وسيتبر ما متّع به من خلفهم، ممن قالوا قولهم، فيجزيهم في الدنيا مع ما ادخر من عذاب الآخرة لهم ؛ أو لم يتحققوا ويستيقنوا أن الفعال لما يريد، والرزاق المجيد، يوسع الرزق لمن يشاء-دون استحقاق منه لذلك-ويضيق أو يحبس، أو يعطي بقدر ويقتر لمن سبقت مشيئة المولى فيه بذلك ؟ !إن في قسمنا بين العباد لعبرا، وبرهانا وعلامات للذين يصدقون ويعتبرون لأنهم الذين يتدبرون وينتفعون ويعلمون أن سعة الرزق قد يكون مكرا واستدراجا، وتقتيره رفعة وإعظاما.
﴿ فإذا مس الإنسان ضر دعانا ثم إذا خولناه نعمة منا قال إنما أوتيته على علم بل هي فتنة ولكن أكثرهم لا يعلمون( ٤٩ )قد قالها الذين من قبلهم فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون( ٥٠ )فأصابهم سيئات ما كسبوا والذين ظلموا من هؤلاء سيصيبهم سيئات ما كسبوا وما هم بمعجزين( ٥١ )أو لم يعلموا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون( ٥٢ )* ﴾.
في بني الإنسان من يُزيّن له الجحود والكفران، فإذا نزل به ما يكره دعا ربه وتضرع إليه :﴿.. إذا مسكم الضر فإليه تجأرون. ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون. ليكفروا بما آتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون ﴾١ فإذا منّ الله تعالى عليه وبسط له الرزق طغى و﴿.. قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا ﴾٢ ؛ وقارون إذ قال له قومه ما حكاه القرآن العظيم :﴿.. لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين. وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين. قال إنما أوتيته على علم عندي أو لم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة وأكثر جمعا ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون ﴾٣ ؛ ﴿ أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين. نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون ﴾٤إنه ابتلاء من الله الخبير البصير ﴿.. ونبلوكم بالشر والخير فتنة.. ﴾٥. ولكن أكثرهم يجهلون ؛ قد جحد قوم قبلهم كجحودهم، وقالوا مثل قولهم، فما أغنى عنهم ولا نفعهم بطرهم وغرورهم، بل أصابهم جزاء بغيهم فدمّر الله بنيانهم، وسيتبر ما متّع به من خلفهم، ممن قالوا قولهم، فيجزيهم في الدنيا مع ما ادخر من عذاب الآخرة لهم ؛ أو لم يتحققوا ويستيقنوا أن الفعال لما يريد، والرزاق المجيد، يوسع الرزق لمن يشاء-دون استحقاق منه لذلك-ويضيق أو يحبس، أو يعطي بقدر ويقتر لمن سبقت مشيئة المولى فيه بذلك ؟ !إن في قسمنا بين العباد لعبرا، وبرهانا وعلامات للذين يصدقون ويعتبرون لأنهم الذين يتدبرون وينتفعون ويعلمون أن سعة الرزق قد يكون مكرا واستدراجا، وتقتيره رفعة وإعظاما.
﴿ ويقدر ﴾ يضيق، أو يعطي بقدر محدود، أو يحبس.
﴿ فإذا مس الإنسان ضر دعانا ثم إذا خولناه نعمة منا قال إنما أوتيته على علم بل هي فتنة ولكن أكثرهم لا يعلمون( ٤٩ )قد قالها الذين من قبلهم فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون( ٥٠ )فأصابهم سيئات ما كسبوا والذين ظلموا من هؤلاء سيصيبهم سيئات ما كسبوا وما هم بمعجزين( ٥١ )أو لم يعلموا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون( ٥٢ )* ﴾.
في بني الإنسان من يُزيّن له الجحود والكفران، فإذا نزل به ما يكره دعا ربه وتضرع إليه :﴿.. إذا مسكم الضر فإليه تجأرون. ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون. ليكفروا بما آتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون ﴾١ فإذا منّ الله تعالى عليه وبسط له الرزق طغى و﴿.. قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا ﴾٢ ؛ وقارون إذ قال له قومه ما حكاه القرآن العظيم :﴿.. لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين. وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين. قال إنما أوتيته على علم عندي أو لم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة وأكثر جمعا ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون ﴾٣ ؛ ﴿ أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين. نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون ﴾٤إنه ابتلاء من الله الخبير البصير ﴿.. ونبلوكم بالشر والخير فتنة.. ﴾٥. ولكن أكثرهم يجهلون ؛ قد جحد قوم قبلهم كجحودهم، وقالوا مثل قولهم، فما أغنى عنهم ولا نفعهم بطرهم وغرورهم، بل أصابهم جزاء بغيهم فدمّر الله بنيانهم، وسيتبر ما متّع به من خلفهم، ممن قالوا قولهم، فيجزيهم في الدنيا مع ما ادخر من عذاب الآخرة لهم ؛ أو لم يتحققوا ويستيقنوا أن الفعال لما يريد، والرزاق المجيد، يوسع الرزق لمن يشاء-دون استحقاق منه لذلك-ويضيق أو يحبس، أو يعطي بقدر ويقتر لمن سبقت مشيئة المولى فيه بذلك ؟ !إن في قسمنا بين العباد لعبرا، وبرهانا وعلامات للذين يصدقون ويعتبرون لأنهم الذين يتدبرون وينتفعون ويعلمون أن سعة الرزق قد يكون مكرا واستدراجا، وتقتيره رفعة وإعظاما.
ربنا العفو التوّاب يقبل التوبة عن عباده، ويعفو عن السيئات وإن عظمت، ويدعوا العباد أن يستبشروا بتجاوز الحليم-تبارك وتعالى- عن أوزار الخطائين التائبين إليه، المقبلين عليه.
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما بسنديهما عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن ناسا من أهل الشرك كانوا قد قتلوا وأكثروا، وزنوا وأكثروا، فأتوا محمدا صلى الله عليه وسلم فقالوا : إن الذي تقول وتدعوا إليه لحسن لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة ؛ فنزل :﴿ والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون.. ﴾١. فكل ذنب دون الشرك يرجى أن يتجاوز الله عن صاحبه إذا استغفر ربه لذلك الذنب مهما كبر أو كثر، فإن ربنا كثير الغفران، وسعت رحمته كل شيء، ومطلوب مع التوبة والاستغفار أن يستيقن بعظمة الله وينقاد لأمره ويستقيم على هداه ﴿ وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ﴾٢.
نادانا المولى سبحانه في الآيتين : الرابعة والخمسين والخامسة والخمسين أن نعود إلى طريقه ونخضع لمنهاجه وشرعه، قبل أن يحل بأس المنتقم الجبار بالفاسقين والفجار، فلا يرد عنهم رادّ ولا يدفعه دافع ؛ كما وصّى باتباع وحيه الذي أوحى إلى نبيه فإنه أحسن الوحي يهيمن على ما سبقه، ولا ينزل بعده ما ينسخه ؛ من قبل أن يبطش الله بالمخالفين عن أمره، والمعرضين عن قرآنه وذكره :﴿ ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى ﴾٣، كيلا تقولوا-حين لا ينفع القول : يا حسرتى على ما قصرت في الجانب الذي يؤدي إلى رضا الله –سبحانه- وثوابه، وتقرون أنكم اتخذتم آياته استهزاء وسخرية، وسخرتم ممن آمن بها ؛ أو تقولوا حين تشاهدون المصير والجزاء لو أننا نرجع إلى الدنيا لنؤمن ونحسن ؟ فيرد المولى بما قضى، وأن ليست له حجة بين يدي ربه العلي الأعلى، وأنه ما تُرك في الحياة سدى، ولكن جاءته البينات فكذب وعصى، واستكبر وجحد وغوى.
قال ابن زيد في قوله تعالى :﴿ واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم ﴾ : يعني المحكمات ؛ وكِلُوا علم المتشابه إلى عالمه. وقال : أنزل كتبا : التوراة والإنجيل والزبور ؛ ثم أنزل القرآن وأمر باتباعه فهو الأحسن وهو المعجز. وقيل : هذا حسن لأنه ناسخ قاض على جميع الكتب، وجميع الكتب منسوخة.
٢ سورة طه الآية ٨٣..
٣ سورة طه الآية ١٢٤..
ربنا العفو التوّاب يقبل التوبة عن عباده، ويعفو عن السيئات وإن عظمت، ويدعوا العباد أن يستبشروا بتجاوز الحليم-تبارك وتعالى- عن أوزار الخطائين التائبين إليه، المقبلين عليه.
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما بسنديهما عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن ناسا من أهل الشرك كانوا قد قتلوا وأكثروا، وزنوا وأكثروا، فأتوا محمدا صلى الله عليه وسلم فقالوا : إن الذي تقول وتدعوا إليه لحسن لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة ؛ فنزل :﴿ والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون.. ﴾١. فكل ذنب دون الشرك يرجى أن يتجاوز الله عن صاحبه إذا استغفر ربه لذلك الذنب مهما كبر أو كثر، فإن ربنا كثير الغفران، وسعت رحمته كل شيء، ومطلوب مع التوبة والاستغفار أن يستيقن بعظمة الله وينقاد لأمره ويستقيم على هداه ﴿ وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ﴾٢.
نادانا المولى سبحانه في الآيتين : الرابعة والخمسين والخامسة والخمسين أن نعود إلى طريقه ونخضع لمنهاجه وشرعه، قبل أن يحل بأس المنتقم الجبار بالفاسقين والفجار، فلا يرد عنهم رادّ ولا يدفعه دافع ؛ كما وصّى باتباع وحيه الذي أوحى إلى نبيه فإنه أحسن الوحي يهيمن على ما سبقه، ولا ينزل بعده ما ينسخه ؛ من قبل أن يبطش الله بالمخالفين عن أمره، والمعرضين عن قرآنه وذكره :﴿ ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى ﴾٣، كيلا تقولوا-حين لا ينفع القول : يا حسرتى على ما قصرت في الجانب الذي يؤدي إلى رضا الله –سبحانه- وثوابه، وتقرون أنكم اتخذتم آياته استهزاء وسخرية، وسخرتم ممن آمن بها ؛ أو تقولوا حين تشاهدون المصير والجزاء لو أننا نرجع إلى الدنيا لنؤمن ونحسن ؟ فيرد المولى بما قضى، وأن ليست له حجة بين يدي ربه العلي الأعلى، وأنه ما تُرك في الحياة سدى، ولكن جاءته البينات فكذب وعصى، واستكبر وجحد وغوى.
قال ابن زيد في قوله تعالى :﴿ واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم ﴾ : يعني المحكمات ؛ وكِلُوا علم المتشابه إلى عالمه. وقال : أنزل كتبا : التوراة والإنجيل والزبور ؛ ثم أنزل القرآن وأمر باتباعه فهو الأحسن وهو المعجز. وقيل : هذا حسن لأنه ناسخ قاض على جميع الكتب، وجميع الكتب منسوخة.
٢ سورة طه الآية ٨٣..
٣ سورة طه الآية ١٢٤..
ربنا العفو التوّاب يقبل التوبة عن عباده، ويعفو عن السيئات وإن عظمت، ويدعوا العباد أن يستبشروا بتجاوز الحليم-تبارك وتعالى- عن أوزار الخطائين التائبين إليه، المقبلين عليه.
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما بسنديهما عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن ناسا من أهل الشرك كانوا قد قتلوا وأكثروا، وزنوا وأكثروا، فأتوا محمدا صلى الله عليه وسلم فقالوا : إن الذي تقول وتدعوا إليه لحسن لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة ؛ فنزل :﴿ والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون.. ﴾١. فكل ذنب دون الشرك يرجى أن يتجاوز الله عن صاحبه إذا استغفر ربه لذلك الذنب مهما كبر أو كثر، فإن ربنا كثير الغفران، وسعت رحمته كل شيء، ومطلوب مع التوبة والاستغفار أن يستيقن بعظمة الله وينقاد لأمره ويستقيم على هداه ﴿ وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ﴾٢.
نادانا المولى سبحانه في الآيتين : الرابعة والخمسين والخامسة والخمسين أن نعود إلى طريقه ونخضع لمنهاجه وشرعه، قبل أن يحل بأس المنتقم الجبار بالفاسقين والفجار، فلا يرد عنهم رادّ ولا يدفعه دافع ؛ كما وصّى باتباع وحيه الذي أوحى إلى نبيه فإنه أحسن الوحي يهيمن على ما سبقه، ولا ينزل بعده ما ينسخه ؛ من قبل أن يبطش الله بالمخالفين عن أمره، والمعرضين عن قرآنه وذكره :﴿ ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى ﴾٣، كيلا تقولوا-حين لا ينفع القول : يا حسرتى على ما قصرت في الجانب الذي يؤدي إلى رضا الله –سبحانه- وثوابه، وتقرون أنكم اتخذتم آياته استهزاء وسخرية، وسخرتم ممن آمن بها ؛ أو تقولوا حين تشاهدون المصير والجزاء لو أننا نرجع إلى الدنيا لنؤمن ونحسن ؟ فيرد المولى بما قضى، وأن ليست له حجة بين يدي ربه العلي الأعلى، وأنه ما تُرك في الحياة سدى، ولكن جاءته البينات فكذب وعصى، واستكبر وجحد وغوى.
قال ابن زيد في قوله تعالى :﴿ واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم ﴾ : يعني المحكمات ؛ وكِلُوا علم المتشابه إلى عالمه. وقال : أنزل كتبا : التوراة والإنجيل والزبور ؛ ثم أنزل القرآن وأمر باتباعه فهو الأحسن وهو المعجز. وقيل : هذا حسن لأنه ناسخ قاض على جميع الكتب، وجميع الكتب منسوخة.
٢ سورة طه الآية ٨٣..
٣ سورة طه الآية ١٢٤..
ربنا العفو التوّاب يقبل التوبة عن عباده، ويعفو عن السيئات وإن عظمت، ويدعوا العباد أن يستبشروا بتجاوز الحليم-تبارك وتعالى- عن أوزار الخطائين التائبين إليه، المقبلين عليه.
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما بسنديهما عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن ناسا من أهل الشرك كانوا قد قتلوا وأكثروا، وزنوا وأكثروا، فأتوا محمدا صلى الله عليه وسلم فقالوا : إن الذي تقول وتدعوا إليه لحسن لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة ؛ فنزل :﴿ والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون.. ﴾١. فكل ذنب دون الشرك يرجى أن يتجاوز الله عن صاحبه إذا استغفر ربه لذلك الذنب مهما كبر أو كثر، فإن ربنا كثير الغفران، وسعت رحمته كل شيء، ومطلوب مع التوبة والاستغفار أن يستيقن بعظمة الله وينقاد لأمره ويستقيم على هداه ﴿ وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ﴾٢.
نادانا المولى سبحانه في الآيتين : الرابعة والخمسين والخامسة والخمسين أن نعود إلى طريقه ونخضع لمنهاجه وشرعه، قبل أن يحل بأس المنتقم الجبار بالفاسقين والفجار، فلا يرد عنهم رادّ ولا يدفعه دافع ؛ كما وصّى باتباع وحيه الذي أوحى إلى نبيه فإنه أحسن الوحي يهيمن على ما سبقه، ولا ينزل بعده ما ينسخه ؛ من قبل أن يبطش الله بالمخالفين عن أمره، والمعرضين عن قرآنه وذكره :﴿ ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى ﴾٣، كيلا تقولوا-حين لا ينفع القول : يا حسرتى على ما قصرت في الجانب الذي يؤدي إلى رضا الله –سبحانه- وثوابه، وتقرون أنكم اتخذتم آياته استهزاء وسخرية، وسخرتم ممن آمن بها ؛ أو تقولوا حين تشاهدون المصير والجزاء لو أننا نرجع إلى الدنيا لنؤمن ونحسن ؟ فيرد المولى بما قضى، وأن ليست له حجة بين يدي ربه العلي الأعلى، وأنه ما تُرك في الحياة سدى، ولكن جاءته البينات فكذب وعصى، واستكبر وجحد وغوى.
قال ابن زيد في قوله تعالى :﴿ واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم ﴾ : يعني المحكمات ؛ وكِلُوا علم المتشابه إلى عالمه. وقال : أنزل كتبا : التوراة والإنجيل والزبور ؛ ثم أنزل القرآن وأمر باتباعه فهو الأحسن وهو المعجز. وقيل : هذا حسن لأنه ناسخ قاض على جميع الكتب، وجميع الكتب منسوخة.
٢ سورة طه الآية ٨٣..
٣ سورة طه الآية ١٢٤..
ربنا العفو التوّاب يقبل التوبة عن عباده، ويعفو عن السيئات وإن عظمت، ويدعوا العباد أن يستبشروا بتجاوز الحليم-تبارك وتعالى- عن أوزار الخطائين التائبين إليه، المقبلين عليه.
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما بسنديهما عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن ناسا من أهل الشرك كانوا قد قتلوا وأكثروا، وزنوا وأكثروا، فأتوا محمدا صلى الله عليه وسلم فقالوا : إن الذي تقول وتدعوا إليه لحسن لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة ؛ فنزل :﴿ والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون.. ﴾١. فكل ذنب دون الشرك يرجى أن يتجاوز الله عن صاحبه إذا استغفر ربه لذلك الذنب مهما كبر أو كثر، فإن ربنا كثير الغفران، وسعت رحمته كل شيء، ومطلوب مع التوبة والاستغفار أن يستيقن بعظمة الله وينقاد لأمره ويستقيم على هداه ﴿ وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ﴾٢.
نادانا المولى سبحانه في الآيتين : الرابعة والخمسين والخامسة والخمسين أن نعود إلى طريقه ونخضع لمنهاجه وشرعه، قبل أن يحل بأس المنتقم الجبار بالفاسقين والفجار، فلا يرد عنهم رادّ ولا يدفعه دافع ؛ كما وصّى باتباع وحيه الذي أوحى إلى نبيه فإنه أحسن الوحي يهيمن على ما سبقه، ولا ينزل بعده ما ينسخه ؛ من قبل أن يبطش الله بالمخالفين عن أمره، والمعرضين عن قرآنه وذكره :﴿ ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى ﴾٣، كيلا تقولوا-حين لا ينفع القول : يا حسرتى على ما قصرت في الجانب الذي يؤدي إلى رضا الله –سبحانه- وثوابه، وتقرون أنكم اتخذتم آياته استهزاء وسخرية، وسخرتم ممن آمن بها ؛ أو تقولوا حين تشاهدون المصير والجزاء لو أننا نرجع إلى الدنيا لنؤمن ونحسن ؟ فيرد المولى بما قضى، وأن ليست له حجة بين يدي ربه العلي الأعلى، وأنه ما تُرك في الحياة سدى، ولكن جاءته البينات فكذب وعصى، واستكبر وجحد وغوى.
قال ابن زيد في قوله تعالى :﴿ واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم ﴾ : يعني المحكمات ؛ وكِلُوا علم المتشابه إلى عالمه. وقال : أنزل كتبا : التوراة والإنجيل والزبور ؛ ثم أنزل القرآن وأمر باتباعه فهو الأحسن وهو المعجز. وقيل : هذا حسن لأنه ناسخ قاض على جميع الكتب، وجميع الكتب منسوخة.
٢ سورة طه الآية ٨٣..
٣ سورة طه الآية ١٢٤..
ربنا العفو التوّاب يقبل التوبة عن عباده، ويعفو عن السيئات وإن عظمت، ويدعوا العباد أن يستبشروا بتجاوز الحليم-تبارك وتعالى- عن أوزار الخطائين التائبين إليه، المقبلين عليه.
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما بسنديهما عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن ناسا من أهل الشرك كانوا قد قتلوا وأكثروا، وزنوا وأكثروا، فأتوا محمدا صلى الله عليه وسلم فقالوا : إن الذي تقول وتدعوا إليه لحسن لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة ؛ فنزل :﴿ والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون.. ﴾١. فكل ذنب دون الشرك يرجى أن يتجاوز الله عن صاحبه إذا استغفر ربه لذلك الذنب مهما كبر أو كثر، فإن ربنا كثير الغفران، وسعت رحمته كل شيء، ومطلوب مع التوبة والاستغفار أن يستيقن بعظمة الله وينقاد لأمره ويستقيم على هداه ﴿ وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ﴾٢.
نادانا المولى سبحانه في الآيتين : الرابعة والخمسين والخامسة والخمسين أن نعود إلى طريقه ونخضع لمنهاجه وشرعه، قبل أن يحل بأس المنتقم الجبار بالفاسقين والفجار، فلا يرد عنهم رادّ ولا يدفعه دافع ؛ كما وصّى باتباع وحيه الذي أوحى إلى نبيه فإنه أحسن الوحي يهيمن على ما سبقه، ولا ينزل بعده ما ينسخه ؛ من قبل أن يبطش الله بالمخالفين عن أمره، والمعرضين عن قرآنه وذكره :﴿ ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى ﴾٣، كيلا تقولوا-حين لا ينفع القول : يا حسرتى على ما قصرت في الجانب الذي يؤدي إلى رضا الله –سبحانه- وثوابه، وتقرون أنكم اتخذتم آياته استهزاء وسخرية، وسخرتم ممن آمن بها ؛ أو تقولوا حين تشاهدون المصير والجزاء لو أننا نرجع إلى الدنيا لنؤمن ونحسن ؟ فيرد المولى بما قضى، وأن ليست له حجة بين يدي ربه العلي الأعلى، وأنه ما تُرك في الحياة سدى، ولكن جاءته البينات فكذب وعصى، واستكبر وجحد وغوى.
قال ابن زيد في قوله تعالى :﴿ واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم ﴾ : يعني المحكمات ؛ وكِلُوا علم المتشابه إلى عالمه. وقال : أنزل كتبا : التوراة والإنجيل والزبور ؛ ثم أنزل القرآن وأمر باتباعه فهو الأحسن وهو المعجز. وقيل : هذا حسن لأنه ناسخ قاض على جميع الكتب، وجميع الكتب منسوخة.
٢ سورة طه الآية ٨٣..
٣ سورة طه الآية ١٢٤..
ربنا العفو التوّاب يقبل التوبة عن عباده، ويعفو عن السيئات وإن عظمت، ويدعوا العباد أن يستبشروا بتجاوز الحليم-تبارك وتعالى- عن أوزار الخطائين التائبين إليه، المقبلين عليه.
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما بسنديهما عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن ناسا من أهل الشرك كانوا قد قتلوا وأكثروا، وزنوا وأكثروا، فأتوا محمدا صلى الله عليه وسلم فقالوا : إن الذي تقول وتدعوا إليه لحسن لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة ؛ فنزل :﴿ والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون.. ﴾١. فكل ذنب دون الشرك يرجى أن يتجاوز الله عن صاحبه إذا استغفر ربه لذلك الذنب مهما كبر أو كثر، فإن ربنا كثير الغفران، وسعت رحمته كل شيء، ومطلوب مع التوبة والاستغفار أن يستيقن بعظمة الله وينقاد لأمره ويستقيم على هداه ﴿ وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ﴾٢.
نادانا المولى سبحانه في الآيتين : الرابعة والخمسين والخامسة والخمسين أن نعود إلى طريقه ونخضع لمنهاجه وشرعه، قبل أن يحل بأس المنتقم الجبار بالفاسقين والفجار، فلا يرد عنهم رادّ ولا يدفعه دافع ؛ كما وصّى باتباع وحيه الذي أوحى إلى نبيه فإنه أحسن الوحي يهيمن على ما سبقه، ولا ينزل بعده ما ينسخه ؛ من قبل أن يبطش الله بالمخالفين عن أمره، والمعرضين عن قرآنه وذكره :﴿ ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى ﴾٣، كيلا تقولوا-حين لا ينفع القول : يا حسرتى على ما قصرت في الجانب الذي يؤدي إلى رضا الله –سبحانه- وثوابه، وتقرون أنكم اتخذتم آياته استهزاء وسخرية، وسخرتم ممن آمن بها ؛ أو تقولوا حين تشاهدون المصير والجزاء لو أننا نرجع إلى الدنيا لنؤمن ونحسن ؟ فيرد المولى بما قضى، وأن ليست له حجة بين يدي ربه العلي الأعلى، وأنه ما تُرك في الحياة سدى، ولكن جاءته البينات فكذب وعصى، واستكبر وجحد وغوى.
قال ابن زيد في قوله تعالى :﴿ واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم ﴾ : يعني المحكمات ؛ وكِلُوا علم المتشابه إلى عالمه. وقال : أنزل كتبا : التوراة والإنجيل والزبور ؛ ثم أنزل القرآن وأمر باتباعه فهو الأحسن وهو المعجز. وقيل : هذا حسن لأنه ناسخ قاض على جميع الكتب، وجميع الكتب منسوخة.
٢ سورة طه الآية ٨٣..
٣ سورة طه الآية ١٢٤..
والذين افتروا على الملك المهيمن ما لم ينزل به سلطانا، وقالوا : لن يقدر أن يعيدنا، ونسبوا إليه الولد، وأضافوا إليه الشريك، ترى كل هؤلاء الكاذبين ووجوههم مسودة يوم القيامة، أليس في الجحيم المأوى والمستقر لهؤلاء المغرورين المتأنفين ؟ ! أما الذين خافوا الله وأطاعوه وصدقوا بكلماته ورسله فإن ربهم ينجيهم من لفح السعير ويسعدهم بفوزهم ودخولهم دار النعيم، لا ينال أجسامهم فيها تعب ولا نصب، ولا يخالط قلوبهم هم ولا كدر.
والذين افتروا على الملك المهيمن ما لم ينزل به سلطانا، وقالوا : لن يقدر أن يعيدنا، ونسبوا إليه الولد، وأضافوا إليه الشريك، ترى كل هؤلاء الكاذبين ووجوههم مسودة يوم القيامة، أليس في الجحيم المأوى والمستقر لهؤلاء المغرورين المتأنفين ؟ ! أما الذين خافوا الله وأطاعوه وصدقوا بكلماته ورسله فإن ربهم ينجيهم من لفح السعير ويسعدهم بفوزهم ودخولهم دار النعيم، لا ينال أجسامهم فيها تعب ولا نصب، ولا يخالط قلوبهم هم ولا كدر.
ربنا أعطى كل شيء خلقه ثم هدى، فهو الخالق له، والحفيظ القائم على كل شأنه، وهو المالك لخزائن السماوات والأرض ومفاتيح الغيب والخير، والذين لم يصدقوا بالآيات القرآنية والآيات الكونية مبعدون في الهلاك والبوار والخسار، قل لهم مستنكرا نهجهم : أتأمروني بغير الله أن أعبد ؟.. أتأمروني بعبادة غير الله ؟ يا من ليس كجهلكم جهل !.. وجائز أن يكون الخطاب في الآيات الثلاث ٦٣، ٦٤، ٦٥، لكل أحد تثبيتا على الحق، وتسفيها لعبدة الطاغوت والأوثان ؛ ومن يرى أن الخطاب للنبي فالأمر في الآية الرابعة والستين على سبيل الفرض، ويكون المعنى -والله أعلم- : أوحيت إليك إن أشركت حبط عملك وبطل ثوابك، وفات الربح، وحقّ الخسران، كما أوحيت إلى كل نبي قبلك لئن أشرك ليذهبن أجره وليحقّن خسره ؛ وحاشا لك ولكل نبي أن يكون من أحد منكم شرك، بل أنتم الصفوة المختارون على علم على العالمين، فاستديموا عبادة المعبود بحق واشكروه، وكبروه على ما هداكم وهدى بكم.
ربنا أعطى كل شيء خلقه ثم هدى، فهو الخالق له، والحفيظ القائم على كل شأنه، وهو المالك لخزائن السماوات والأرض ومفاتيح الغيب والخير، والذين لم يصدقوا بالآيات القرآنية والآيات الكونية مبعدون في الهلاك والبوار والخسار، قل لهم مستنكرا نهجهم : أتأمروني بغير الله أن أعبد ؟.. أتأمروني بعبادة غير الله ؟ يا من ليس كجهلكم جهل !.. وجائز أن يكون الخطاب في الآيات الثلاث ٦٣، ٦٤، ٦٥، لكل أحد تثبيتا على الحق، وتسفيها لعبدة الطاغوت والأوثان ؛ ومن يرى أن الخطاب للنبي فالأمر في الآية الرابعة والستين على سبيل الفرض، ويكون المعنى -والله أعلم- : أوحيت إليك إن أشركت حبط عملك وبطل ثوابك، وفات الربح، وحقّ الخسران، كما أوحيت إلى كل نبي قبلك لئن أشرك ليذهبن أجره وليحقّن خسره ؛ وحاشا لك ولكل نبي أن يكون من أحد منكم شرك، بل أنتم الصفوة المختارون على علم على العالمين، فاستديموا عبادة المعبود بحق واشكروه، وكبروه على ما هداكم وهدى بكم.
ربنا أعطى كل شيء خلقه ثم هدى، فهو الخالق له، والحفيظ القائم على كل شأنه، وهو المالك لخزائن السماوات والأرض ومفاتيح الغيب والخير، والذين لم يصدقوا بالآيات القرآنية والآيات الكونية مبعدون في الهلاك والبوار والخسار، قل لهم مستنكرا نهجهم : أتأمروني بغير الله أن أعبد ؟.. أتأمروني بعبادة غير الله ؟ يا من ليس كجهلكم جهل !.. وجائز أن يكون الخطاب في الآيات الثلاث ٦٣، ٦٤، ٦٥، لكل أحد تثبيتا على الحق، وتسفيها لعبدة الطاغوت والأوثان ؛ ومن يرى أن الخطاب للنبي فالأمر في الآية الرابعة والستين على سبيل الفرض، ويكون المعنى -والله أعلم- : أوحيت إليك إن أشركت حبط عملك وبطل ثوابك، وفات الربح، وحقّ الخسران، كما أوحيت إلى كل نبي قبلك لئن أشرك ليذهبن أجره وليحقّن خسره ؛ وحاشا لك ولكل نبي أن يكون من أحد منكم شرك، بل أنتم الصفوة المختارون على علم على العالمين، فاستديموا عبادة المعبود بحق واشكروه، وكبروه على ما هداكم وهدى بكم.
ربنا أعطى كل شيء خلقه ثم هدى، فهو الخالق له، والحفيظ القائم على كل شأنه، وهو المالك لخزائن السماوات والأرض ومفاتيح الغيب والخير، والذين لم يصدقوا بالآيات القرآنية والآيات الكونية مبعدون في الهلاك والبوار والخسار، قل لهم مستنكرا نهجهم : أتأمروني بغير الله أن أعبد ؟.. أتأمروني بعبادة غير الله ؟ يا من ليس كجهلكم جهل !.. وجائز أن يكون الخطاب في الآيات الثلاث ٦٣، ٦٤، ٦٥، لكل أحد تثبيتا على الحق، وتسفيها لعبدة الطاغوت والأوثان ؛ ومن يرى أن الخطاب للنبي فالأمر في الآية الرابعة والستين على سبيل الفرض، ويكون المعنى -والله أعلم- : أوحيت إليك إن أشركت حبط عملك وبطل ثوابك، وفات الربح، وحقّ الخسران، كما أوحيت إلى كل نبي قبلك لئن أشرك ليذهبن أجره وليحقّن خسره ؛ وحاشا لك ولكل نبي أن يكون من أحد منكم شرك، بل أنتم الصفوة المختارون على علم على العالمين، فاستديموا عبادة المعبود بحق واشكروه، وكبروه على ما هداكم وهدى بكم.
ربنا أعطى كل شيء خلقه ثم هدى، فهو الخالق له، والحفيظ القائم على كل شأنه، وهو المالك لخزائن السماوات والأرض ومفاتيح الغيب والخير، والذين لم يصدقوا بالآيات القرآنية والآيات الكونية مبعدون في الهلاك والبوار والخسار، قل لهم مستنكرا نهجهم : أتأمروني بغير الله أن أعبد ؟.. أتأمروني بعبادة غير الله ؟ يا من ليس كجهلكم جهل !.. وجائز أن يكون الخطاب في الآيات الثلاث ٦٣، ٦٤، ٦٥، لكل أحد تثبيتا على الحق، وتسفيها لعبدة الطاغوت والأوثان ؛ ومن يرى أن الخطاب للنبي فالأمر في الآية الرابعة والستين على سبيل الفرض، ويكون المعنى -والله أعلم- : أوحيت إليك إن أشركت حبط عملك وبطل ثوابك، وفات الربح، وحقّ الخسران، كما أوحيت إلى كل نبي قبلك لئن أشرك ليذهبن أجره وليحقّن خسره ؛ وحاشا لك ولكل نبي أن يكون من أحد منكم شرك، بل أنتم الصفوة المختارون على علم على العالمين، فاستديموا عبادة المعبود بحق واشكروه، وكبروه على ما هداكم وهدى بكم.
والجاهلون المكذبون والمشركون ما عظموا الله-الكبير المتعال- التعظيم اللائق له، فعدلوا به الأصنام والشركاء التي لا تملك ولا تقدر على شيء، لكن المعبود بحق يتصرف في السماوات والأرض ومن فيهما ويهيمن عليهما، ويتجلى قهره يوم القيامة يوم ينادي :﴿ لمن الملك اليوم ﴾ فلا يجيب الخلق، بل يقول الخلاق المسيطر :﴿ لله الواحد القهار ﴾، وفي البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( يقبض الله الأرض يوم القيامة ويطوي السماء بيمينه ثم يقول أنا الملك أين ملوك الأرض ) ؛ وأنزه المولى تقدس وعلا عن إشراكهم و﴿ ما ﴾ تحتمل المصدرية والموصولية.
يقول الألوسي : وفيه رمز إلى أن ما يشركونه معه عز وجل أرضيا كان أم سماويا مقهور تحت سلطانه-جل شأنه وعز سلطانه. فالقبضة مجاز عن الملك أو التصرف كما يقال، بلد كذا في قبضة فلان ؛ واليمين مجاز عن القدرة... والسلف يقولون أيضا : إن الكلام تنبيه على مزيد جلالته تعالى وعظمته سبحانه.. إلا أنهم يقولون القبضة مجاز عن الملك والتصرف، ولا اليمين مجاز عن القدرة بل ينزهون الله تعالى عن الأعضاء والجوارح، ويؤمنون بما نسبه إلى ذاته بالمعنى الذي أراده سبحانه، وكذلك يفعلون في الأخبار الواردة في هذا المقام.
وإنما خص يوم القيامة بالذكر وإن كانت قدرته شاملة لكل شيء أيضا، لأن الدعاوي تنقطع ذلك اليوم، كما قال :﴿ .. والأمر يومئذ لله ﴾١ وقال :﴿ مالك يوم الدين ﴾٢.
٢ سورة الفاتحة. الآية ٤..
إذا جاء وعد الله الحق، وانقضى أجل الدنيا، وحانت ساعة ذهاب الكون كله، أمر الله الملك الموّكل بالصور أن ينفخ فيه فينفخ فيفنى كل شيء إلا الله، ويهلك كل حي إلا الباقي سبحانه.
والصور : قرن من نور فيه ثقب ينفخ فيه نفختان، النفخة الأولى للفناء، والثانية للإنشاء.
روى مسلم من حديث عبد الله بن عمرو(.. ثم ينفخ في الصور فلا يسمعه أحد إلا أصغى١ ليتا ورفع ليتا٢ -قال- وأول من يسمعه رجل يلوط٣حوض إبله –قال- فيصعق٤ ويصعق الناس ثم يرسل الله-أو قال : ينزل الله مطرا كأنه الطل تنبت منه أجساد الناس ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون ) وذكر الحديث.
يقول القرطبي : والأمم مجمعة على أن الذي ينفخ في الصور إسرافيل عليه السلام.
لكنه نقل أقوالا أخرى : أنه يكون معه جبريل، أو يكون معهما ميكائيل، أو ومعهم ملك الموت.
بالنفخة الأولى يميت الله كل حي إلا من شاء سبحانه أن يبقى بعد النفخة الأولى ؛ ثم اختلف في هذا المستثنى، فقيل : الأنبياء، وقيل : الشهداء، وقيل : الملائكة، وقيل : المؤمنون، وقيل : الحور العين، وقيل بعض الملائكة.
أقول : أفليس الأوْلى أن نرجع إلى ما شهد به القرآن الكريم :﴿ كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ﴾٥ ونقول في الاستثناء ما قاله الحسن : هو الله الواحد القهار، وما يدع أحدا من أهل السماء والأرض إلا أذاقه الموت ؟.. أو ما قال قتادة : الله أعلم بثنياه. أو فيموت من في السماوات ومن في الأرض إلا سبق موتهم لأنهم قد ماتوا. والله أعلم.
فإذا أزفت لحظة البعث والنشور والإعادة يأمر الله صاحب الصور فينفخ فيه الثانية فإذا الأموات من أهل الأرض والسماء أحياء، تشققت عنهم القبور، وأعيدت إليهم الأبدان والأرواح، فقاموا ينظرون ماذا يراد بهم، أو ينتظرون ما يفعل بهم.
ويومئذ تشرق أرض المحشر التي ليست هي الأرض الأولى بل بدلها الله، فتضيء بنور ربنا الذي لا يخبو، فليس هناك شمسنا ولا قمرنا اللذان عهدناهما ؛ ووضعت صحائف الأعمال بأيدي العاملين، وجيء بالنبيين ليشهدوا على أممهم، وبالشهداء من الملائكة وغيرهم كالأمكنة والجوارح-الألسنة والأيدي والأرجل-ليشهدوا بما كان من المكلفين في حياتهم الدنيا، ويقضي الفتاح العليم، بالعدل فلا تظلم نفس شيئا لا بنقص ثواب ولا بزيادة عقاب ؛ وأعطيت كل نفس جزاء ما عملت، لا يفوته سبحانه شيء من أعمالهم وإن دق أو أخفى﴿ .. إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير ﴾٦.
٢ جانب العنق..
٣ يطلي..
٤ يهلك..
٥ سورة الرحمن. الآيتان: ٣٦، ٣٧.
٦ سورة لقمان. من الآية ١٦..
إذا جاء وعد الله الحق، وانقضى أجل الدنيا، وحانت ساعة ذهاب الكون كله، أمر الله الملك الموّكل بالصور أن ينفخ فيه فينفخ فيفنى كل شيء إلا الله، ويهلك كل حي إلا الباقي سبحانه.
والصور : قرن من نور فيه ثقب ينفخ فيه نفختان، النفخة الأولى للفناء، والثانية للإنشاء.
روى مسلم من حديث عبد الله بن عمرو(.. ثم ينفخ في الصور فلا يسمعه أحد إلا أصغى١ ليتا ورفع ليتا٢ -قال- وأول من يسمعه رجل يلوط٣حوض إبله –قال- فيصعق٤ ويصعق الناس ثم يرسل الله-أو قال : ينزل الله مطرا كأنه الطل تنبت منه أجساد الناس ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون ) وذكر الحديث.
يقول القرطبي : والأمم مجمعة على أن الذي ينفخ في الصور إسرافيل عليه السلام.
لكنه نقل أقوالا أخرى : أنه يكون معه جبريل، أو يكون معهما ميكائيل، أو ومعهم ملك الموت.
بالنفخة الأولى يميت الله كل حي إلا من شاء سبحانه أن يبقى بعد النفخة الأولى ؛ ثم اختلف في هذا المستثنى، فقيل : الأنبياء، وقيل : الشهداء، وقيل : الملائكة، وقيل : المؤمنون، وقيل : الحور العين، وقيل بعض الملائكة.
أقول : أفليس الأوْلى أن نرجع إلى ما شهد به القرآن الكريم :﴿ كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ﴾٥ ونقول في الاستثناء ما قاله الحسن : هو الله الواحد القهار، وما يدع أحدا من أهل السماء والأرض إلا أذاقه الموت ؟.. أو ما قال قتادة : الله أعلم بثنياه. أو فيموت من في السماوات ومن في الأرض إلا سبق موتهم لأنهم قد ماتوا. والله أعلم.
فإذا أزفت لحظة البعث والنشور والإعادة يأمر الله صاحب الصور فينفخ فيه الثانية فإذا الأموات من أهل الأرض والسماء أحياء، تشققت عنهم القبور، وأعيدت إليهم الأبدان والأرواح، فقاموا ينظرون ماذا يراد بهم، أو ينتظرون ما يفعل بهم.
ويومئذ تشرق أرض المحشر التي ليست هي الأرض الأولى بل بدلها الله، فتضيء بنور ربنا الذي لا يخبو، فليس هناك شمسنا ولا قمرنا اللذان عهدناهما ؛ ووضعت صحائف الأعمال بأيدي العاملين، وجيء بالنبيين ليشهدوا على أممهم، وبالشهداء من الملائكة وغيرهم كالأمكنة والجوارح-الألسنة والأيدي والأرجل-ليشهدوا بما كان من المكلفين في حياتهم الدنيا، ويقضي الفتاح العليم، بالعدل فلا تظلم نفس شيئا لا بنقص ثواب ولا بزيادة عقاب ؛ وأعطيت كل نفس جزاء ما عملت، لا يفوته سبحانه شيء من أعمالهم وإن دق أو أخفى﴿.. إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير ﴾٦.
٢ جانب العنق..
٣ يطلي..
٤ يهلك..
٥ سورة الرحمن. الآيتان: ٣٦، ٣٧.
٦ سورة لقمان. من الآية ١٦..
إذا جاء وعد الله الحق، وانقضى أجل الدنيا، وحانت ساعة ذهاب الكون كله، أمر الله الملك الموّكل بالصور أن ينفخ فيه فينفخ فيفنى كل شيء إلا الله، ويهلك كل حي إلا الباقي سبحانه.
والصور : قرن من نور فيه ثقب ينفخ فيه نفختان، النفخة الأولى للفناء، والثانية للإنشاء.
روى مسلم من حديث عبد الله بن عمرو(.. ثم ينفخ في الصور فلا يسمعه أحد إلا أصغى١ ليتا ورفع ليتا٢ -قال- وأول من يسمعه رجل يلوط٣حوض إبله –قال- فيصعق٤ ويصعق الناس ثم يرسل الله-أو قال : ينزل الله مطرا كأنه الطل تنبت منه أجساد الناس ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون ) وذكر الحديث.
يقول القرطبي : والأمم مجمعة على أن الذي ينفخ في الصور إسرافيل عليه السلام.
لكنه نقل أقوالا أخرى : أنه يكون معه جبريل، أو يكون معهما ميكائيل، أو ومعهم ملك الموت.
بالنفخة الأولى يميت الله كل حي إلا من شاء سبحانه أن يبقى بعد النفخة الأولى ؛ ثم اختلف في هذا المستثنى، فقيل : الأنبياء، وقيل : الشهداء، وقيل : الملائكة، وقيل : المؤمنون، وقيل : الحور العين، وقيل بعض الملائكة.
أقول : أفليس الأوْلى أن نرجع إلى ما شهد به القرآن الكريم :﴿ كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ﴾٥ ونقول في الاستثناء ما قاله الحسن : هو الله الواحد القهار، وما يدع أحدا من أهل السماء والأرض إلا أذاقه الموت ؟.. أو ما قال قتادة : الله أعلم بثنياه. أو فيموت من في السماوات ومن في الأرض إلا سبق موتهم لأنهم قد ماتوا. والله أعلم.
فإذا أزفت لحظة البعث والنشور والإعادة يأمر الله صاحب الصور فينفخ فيه الثانية فإذا الأموات من أهل الأرض والسماء أحياء، تشققت عنهم القبور، وأعيدت إليهم الأبدان والأرواح، فقاموا ينظرون ماذا يراد بهم، أو ينتظرون ما يفعل بهم.
ويومئذ تشرق أرض المحشر التي ليست هي الأرض الأولى بل بدلها الله، فتضيء بنور ربنا الذي لا يخبو، فليس هناك شمسنا ولا قمرنا اللذان عهدناهما ؛ ووضعت صحائف الأعمال بأيدي العاملين، وجيء بالنبيين ليشهدوا على أممهم، وبالشهداء من الملائكة وغيرهم كالأمكنة والجوارح-الألسنة والأيدي والأرجل-ليشهدوا بما كان من المكلفين في حياتهم الدنيا، ويقضي الفتاح العليم، بالعدل فلا تظلم نفس شيئا لا بنقص ثواب ولا بزيادة عقاب ؛ وأعطيت كل نفس جزاء ما عملت، لا يفوته سبحانه شيء من أعمالهم وإن دق أو أخفى﴿.. إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير ﴾٦.
٢ جانب العنق..
٣ يطلي..
٤ يهلك..
٥ سورة الرحمن. الآيتان: ٣٦، ٣٧.
٦ سورة لقمان. من الآية ١٦..
هذا بيان حال الأشقياء الكفار، يساقون جماعات إثر جماعات إلى النار-﴿ زمرا ﴾-جماعات متفرقة بعضها إثر بعض-وفور وصولهم إليها تفتح أبوابها لهم سريعا، لتعجل لهم العقوبة، ويقول خزنة جهنم وهم الزبانية غلاظ الأخلاق شداد القوى –يوبخون الكفار ويقرعونهم، ويمعنون في النكال بهم- : ألم يبعث الله إليكم رسلا من جنسكم ويتكلمون بلسانكم، يبينون لكم سبيل فوزكم ونجاتكم، ويبلغونكم الهدى المنزل من ربكم ويخوفون ويُحَذرُون من هول هذا اليوم وشره ؟ قال الكفار : بلى :.. قد جاءتنا رسلنا فأنذرتنا عبوس هذا اليوم وعسره. وشهدوا على أنفسهم بالجحود، ورجعوا عليها بالملامة والندامة، بما كذبوا المرسلين، وصدّوا عن الحق المبين ﴿ .. كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار ﴾ )١ ﴿ يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا. وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبرائنا فأضلونا السبيلا. ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا ﴾٢.
٢ سورة الأحزاب الآيات: ٦٦، ٦٧، ٦٨..
فيقول خزنة جهنم للذين كفروا-بعد إقرار الكفار على أنفسهم بما كانوا يصرون عليه من الضلال-ادخلوا من أبواب جهنم السبعة-أجارنا الله منها-ويُزَجُّونَ فيها على قدر ما اقترف كل منهم من آثام، وما اجترح في دنياه من سيآت، مصداقا لقول سبحانه :﴿ وإن جهنم لموعدهم أجمعين. لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم ﴾١، وتملأ الزبانية قلوب المعذبين حسرات ؛ فيخبرونهم أن منازلهم التي أنزلوها في السعير لا خروج لهم منها، ولا زوال لهم عنها، بل هم فيها ماكثون، فبئس المقيل والمستقر ؛ وأي مثوى أتعس من لهيب مسعر يحيط بأجسادهم ﴿ إنها عليهم موصدة. في عمد ممددة ﴾٢. ونزلهم شجرة الزقوم﴿ كالمهل يغلي في البطون. كغلي الحميم ﴾٣ جزاء وفاقا للتأبي على الحق في الدنيا، والصد عن سبيل الهدى، والتعالي عن الإذعان لأمر ربنا الكبير المتعال.
٢ سورة الهمزة. الآيتان: ٨، ٩..
٣ سورة الدخان. الآيتان: ٤٥، ٤٦..
وتساق مراكب١السعداء الأتقياء ونجبائهم - بعد الحساب- وفدا إلى الجنة، وجماعة بعد جماعة : المقربون، ثم الأبرار، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، حتى إذا شارفوها وجدوها مهيأة كأنما تترقب قدومهم، مفتحة الأبواب تكريما لهم، كما قال تعالى :﴿ جنات عدن مفتحة لهم الأبواب ﴾٢.
وقيل في التعليل لزيادة الواو في قوله تبارك وتعالى في أهل الجنة :﴿ .. حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها.. ﴾ عنها في قوله سبحانه في أهل النار :﴿ حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها.. ﴾ قالوا : إن هذا الواو واو الثمانية، وذلك من عادة قريش أنهم يعدون فيقولون.. خمسة ستة سبعة وثمانية ؛ كما في قوله سبحانه :﴿ سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام ﴾٣ وقال :﴿ التائبون العابدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر.. ﴾٤ وقال :﴿ .. ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم.. ﴾٥ وقال :﴿ عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكارا ﴾٦.
واستدل بهذا من قال : إن أبواب الجنة ثمانية٧.
فإذا جاء المؤمنون إلى الجنة أفواجا : الأنبياء والشهداء والعلماء والقراء والأتقياء ووجدوا أبوابها مفتوحة- تعظيما لهم تلقتهم الملائكة خزنة الجنة-إذا كان هذا سعدوا وطابوا وفرحوا- فيكون هذا تقدير جواب ﴿ إذا ﴾ المحذوف، تحية الملائكة لهم : سلام لكم من أحوال الدنيا وأهوال الآخرة فبشرى لكم ؛ أو دعاء لهم بدوام السلامة، طبتم نفسا بما نلتم من نعيم الجنة ؛ أو طابت أعمالكم وأقوالكم وسعيكم في الدنيا فطاب اليوم مثواكم وجزاؤكم ؛ أو طبتم من دنس المعاصي، وطهرتم من خبث الخطايا، فأكرمكم ربكم بدخول دار النعيم والمكث فيها، لأنها دار طهّرها الله من كل رجس فلا ينالها إلا من هو موصوف بصفتها ؛ وابقوا فيها ممتّعين، وما أنتم منها بمخرجين.
٢ سورة ص. الآية ٥٠..
٣ سورة الحاقة. من الآية ٧..
٤ سورة التوبة من الآية ١١٣..
٥ سورة الكهف. من الآية ٢٢..
٦ سورة التحريم. الآية ٥..
٧ قال ابن كثير: وإنما يستفاد كون أبواب الجنة ثمانية من الأحاديث الصحيحة. قال الإمام أحمد-بسنده- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم:(من أنفق زوجين من ماله في سبيل الله دعي من أبواب الجنة وللجنة ثمانية أبواب فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة)..
وأثنى المنعمون على المنعم الوهاب، وشكروا فضل الكريم الذي لا يخلف الميعاد، أن أعطاهم سؤلهم، وحقق رجاءهم، وأنجز لهم ما وعدهم، وأحلهم دار المقامة يتقلب كل منهم حيث يحب في بيوته وحدائقه، فنعم هذا الأجر لمن عمل عملا طيبا.
وترى يا من يتأتى منك النظر ترى الملائكة حال إحاطتهم وإحداقهم حول عرش ربنا العلي الأعلى مسبحين بحمده ؛ وقضي بين العباد بالعدل والقسط لا بخس ولا جور، وقال المؤمنون : الحمد المستحَق للمعبود المستحِق للعبادة-دون سواه-وهو مالك العوالم كلها، ومصلحها ووليها.