تفسير سورة الزمر

الوجيز للواحدي
تفسير سورة سورة الزمر من كتاب الوجيز في تفسير الكتاب العزيز المعروف بـالوجيز للواحدي .
لمؤلفه الواحدي . المتوفي سنة 468 هـ
مكية ومدنية وهي سبعون وخمس آيات

﴿تنزيل الكتاب﴾ ابتداء وخبره قوله: ﴿من الله العزيز الحكيم﴾ وقوله:
﴿مخلصا له الدين﴾ أي: الطَّاعة والمعنى: اعبده مُوحِّداً لا إله إلا هو
﴿ألا لله الدين الخالص﴾ أَيْ: الطَّاعة لا يستحقُّها إلاَّ الله تعالى ثمَّ ذكر الذين يعبدون غيره فقال: ﴿وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ﴾ أَيْ: ويقولون: ﴿مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى﴾ أَيْ: قربى ﴿إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فيه يختلفون﴾ من أمر الدين ثم أنَّه لا يهدي هؤلاء فقال ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كاذب﴾ في إضافة الولد إلى الله تعالى ﴿كفار﴾ يكفر نعمته بعبادة غيره ثمَّ ذكر براءته عن الولد فقال:
﴿لو أراد الله أن يتخذ ولداً﴾ كما يزعم هؤلاء ﴿لاصطفى﴾ لاختار ﴿ممَّا يخلق ما يشاء سبحانه﴾ تنزيهاً له عن الولد وقوله:
﴿يكور الليل على النهار﴾ أَيْ: يدخل أحدهما على الآخر
﴿خلقكم من نفس واحدة﴾ يعني: آدم عليه السَّلام ﴿ثمَّ جعل منها زوجها﴾ حوَّاء ﴿وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج﴾ مشروحٌ في سورة الأنعام وقوله: ﴿خلقاً من بعد خلق﴾ أَيْ: نطفةً ثمَّ علقةً ثمَّ مضغةً ﴿في ظلمات ثلاث﴾ ظلمة البطن وظلمة الرَّحم وظلمة المشيمة ﴿فأنى تُصرفون﴾ عن عبادته إلى عبادة غيره بعد هذا البيان! وقوله:
﴿ولا يرضى لعباده الكفر﴾ أَيْ: المؤمنين المخلصين منهم كقوله: ﴿عيناً يشرب بها عباد الله﴾ ﴿وإن تشكروا﴾ أَيْ: إن تطيعوا ربَّكم ﴿يرضه لكم﴾ يرض الشُّكر لكم ويُثبكم عليه
﴿وإذا مس الإنسان﴾ يعني: الكافر ﴿ضرٌّ دعا ربَّه منيباً إليه﴾ راجعاً ﴿ثمَّ إذا خَوَّلَهُ﴾ أعطاه ﴿نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ من قبل﴾ نسي الله الذي كان يتضرَّع إليه من قبل النِّعمة وترك عبادته ﴿قل﴾ يا محمَّد عليه السَّلام لمن يفعل ذلك: ﴿تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ﴾ وهذا تهديدٌ
﴿أمن هو قانت﴾ قائمٌ مطيعٌ لله ﴿آناء الليل﴾ أوقاته ﴿يحذر﴾ عذاب ﴿الآخرة﴾ كمَنْ هو عاص؟ ثمَّ ضرب لهما مثلاً فقال: ﴿هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ﴾ أَيْ: هل يستوي العالم والجاهل؟ كذلك لا يستوي المطيع والعاصي ﴿إنما يتذكر أولو الألباب﴾ إنَّما يتَّعظ بوعظ الله ذوو العقول وقوله:
﴿للذين أحسنوا في هذه الدنيا﴾ وحَّدوا الله تعالى وعملوا بطاعته ﴿حسنة﴾ وهي الجنَّة ﴿وأرض الله واسعة﴾ فهاجروا فيها واخرجوا من بين الكفَّار ﴿إنما يوفى الصابرون﴾ على طاعة الله تعالى وما يبتليهم به ﴿أَجْرَهُمْ بغير حساب﴾ بغير مكيالٍ ولا ميزان
﴿قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا له الدين﴾ أَيْ: مُوحِّداً
﴿وأمرت لأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ﴾ من هذه الأمة
﴿قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾
﴿قل الله أعبد مخلصا له ديني﴾
﴿قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم﴾ بالتَّخليد في النَّار ﴿وأهليهم﴾ لأنَّهم لم يدخلوا مدخلِ المؤمنين الذين لهم أهل في الجنَّة
﴿لهم من فوقهم ظللٌ﴾ هذا كقوله ﴿يوم يغشاهم العذاب من فوقهم﴾ الآية وكقوله: ﴿لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ﴾ ﴿ذلك﴾ الذي وصفت من العذاب ﴿يخوِّف الله به عباده﴾
﴿والذين اجتنبوا الطاغوت﴾ أَيْ: الأوثان ﴿أن يعبدوها وأنابوا إلى الله﴾ رجعوا إليه بالَّطاعة ﴿لهم البشرى﴾ بالجنَّة ﴿فَبَشِّرْ عباد﴾
﴿الذين يستمعون القول﴾ القرآن وغيره ﴿فيتبعون أحسنة﴾ وهو القرآن
﴿أفمن حقَّ عليه كلمةُ العذاب أفأنت﴾ يا محمَّدُ ﴿تنقذ﴾ هـ أَيْ تُخرجه من النَّار أيْ: إنَّه لا يقدر على هدايته وقوله:
﴿لهم غرفٌ من فوقها غرفٌ مبنية﴾ أَيْ: لهم منازل في الجنَّة رفيعةٌ وفوقها منازل أرفع منها
﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ ماء فسلكه﴾ أدخل ذلك الماء ﴿ينابيع في الأرض﴾ وهي المواضع التي ينبع منها الماء وكلُّ ماءٍ في الأرض فن السَّماء نزل ﴿ثم يخرج به﴾ بذلك الماء ﴿زرعاً مختلفا ألوانه﴾ خضرة وصفرةً ﴿ثمَّ يهيج﴾ ييبس ﴿فتراه مصفراً ثم يجعله حطاماً﴾ دُقاقاً فتاتاً ﴿إنَّ في ذلك لذكرى لأولي الألباب﴾ يذكرون ما لهم من الدَّلالة في هذا على توحيد الله تعالى وقدرته
﴿أفمن شرح الله صدره﴾ وسَّعه ﴿للإِسلام فهو على نور من ربه﴾ أَيْ: فاهتدى إلى دين الإِسلام كمَنْ طبع على قلبه ويدل على هذا المحذوف قوله: ﴿فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ من ذكر الله﴾
﴿اللَّهُ نزَّل أَحسنَ الحَديثِ﴾ أي: القرآن ﴿كتاباً متشابهاً﴾ يشبه بعضه بعضاً من غير اختلاف ولا تناقص ﴿مثاني﴾ يثني فيه الأخبار والقصص وذكر الثَّواب والعقاب ﴿تقشعر﴾ تضطرب وتتحرَّك بالخوف ﴿منه جلود الذين يخشون ربهم﴾ يعني: عند ذكر آية العذاب ﴿ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ﴾ أَيْ: من آية الرَّحمة ﴿ذلك هدى الله﴾ أَيْ: ذلك الخشية من العذاب ورجاء الرَّحمة هدى الله
﴿أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب﴾ وهو الكافر يُلقي في النَّار مغلولاً فلا يتهيَّأ له أن يتَّقي النَّار إلاَّ بوجهه ومعنى الآية: أفمن هذا حاله كمَن يدخل الجنَّة؟ وقوله:
﴿كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ﴾
﴿فَأَذَاقَهُمُ اللَّهُ الْخِزْيَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون﴾
﴿ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كلِّ مثل لعلهم يتذكرون﴾
﴿غير ذي عوج﴾ أَيْ: ليس فيه اختلافٌ وتضادٌّ ثمَّ ضرب مثلاً للموحِّد والمشرك فقال:
﴿ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا رَجُلا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ﴾ متنازعون سيِّئةٌ أخلاقهم وكلُّ واحدٍ يستخدمه بقدر نصيبه وهذا مَثَلُ المشرك الذي يعبد آلهة شتى ﴿ورجلا سلما﴾ خالصاً لرجل وهو الذي يعيد اله وحده ﴿هل يستويان مثلاً﴾ أَيْ: هل يستوي مَثَل الموحِّد ومَثَل المشرك؟ ﴿الحمد لله﴾ وحده دون غيره من المعبودين ﴿بل أكثرهم لا يعلمون﴾ مفسَّر في سورة النَّحل ثمَّ ذكر أنهم يموتون ويرجعون إلى الله فيختصمون عنده فقال:
﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ﴾ ﴿ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ القيامة عند ربكم تختصمون﴾ يعني: المؤمن والكافر والمظلوم والظَّالم
﴿ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ القيامة عند ربكم تختصمون﴾
﴿فمن أظلم ممن كذب على الله﴾ وزعم أنَّ له ولداً وشريكاً ﴿وكذَّب بالصدق﴾ بالقرآن ﴿إذ جاءه﴾ على لسان الرَّسول ﴿أليس في جهنَّم مثوى﴾ مقامٌ ومنزلٌ لهؤلاء
﴿والذي جاء بالصدق﴾ يعني: محمدا ﷺ بالقرآن ﴿وصدَّق﴾ أبو بكر رضي الله عنه ثم المؤمنين بعده وقوله:
﴿لهم ما يشاؤون عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ﴾
﴿لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون﴾
﴿أليس الله بكافٍ عبده﴾ يعني: محمدا صلوات الله عليه ينصره ويكفيه أمر مَنْ يُعاديه ﴿ويخوفونك بالذين من دون﴾ أَيْ: يُخوِّفونك بأوثانهم يقولون: إنَّك لتعيبها وإنَّها لتصيبنَّك بسوء ثمَّ بيَّن أنَّهم مع عبادتهم الأوثان يُقرُّون بأنَّ الخالق هو الله فقال:
﴿وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أليس الله بعزيز ذي انتقام﴾
﴿ولئن سالتهم من خلق السماوات وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ من دون الله﴾ الأوثان ﴿إن أرادني الله بضرٍّ﴾ بلاءٍ وشدَّةٍ هل يكشفنَ ذلك عني ﴿أو أرادني برحمة﴾ نعمةٍ هل يمسكن ذلك عني؟ وهذا بيان أنَّها لا تنفع ولا تدفع
﴿قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾
﴿مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مقيم﴾
﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ﴾
﴿الله يتوفى الأنفس﴾ يقبض الأرواح ﴿حين﴾ عند ﴿موتها والتي لم تمت﴾ أَيْ: ويقبض روح التي لَمْ تَمُتْ ﴿فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عليها الموت﴾ أَيْ: يمسك أنفس الأموات عنده ﴿ويرسل الأخرى﴾ أنفس الأحياء إذا انتهبوا من منامهم يردُّ عليهم أرواحهم ﴿إلى أجل مسمى﴾ وهو أجل الموت
﴿أم اتخذوا من دون الله شفعاء﴾ أَيْ: الأوثان التي عبدوها لتشفع لهم ﴿قل أو لو كانوا لا يَمْلِكُونَ شَيْئًا﴾ من الشَّفاعة ﴿ولا يعقلون﴾ أنَّهم يعبدونهم لا يتركون عبادتهم
﴿قل لله الشفاعة جميعاً﴾ فليس يشفع أحدٌ إلاَّ بإذنه
﴿وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يؤمنون بالآخرة﴾ كان المشركون إذا سمعوا قول لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له نفروا من ذلك وإذا ذكر الأوثان فرحوا و ﴿اشمأزَّت﴾ : نفرت وقوله:
﴿قل اللهم فاطر السماوات وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عبادك في ما كانوا فيه يختلفون﴾
﴿وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يحتسبون﴾ في الدُّنيا أنَّه نازلٌ بهم في الآخرة وقوله:
﴿وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِمْ ما كانوا به يستهزئون﴾
﴿إنما أوتيته على علم﴾ أُعطيته على شرفٍ وفضلٍ وكنت علمتُ أنِّي سأُعطى هذا باستحقاقي ﴿بل هي فتنة﴾ أي: تلكم العطيَّة فتنةٌ من الله تعالى يبتلي به العبد ليشكر أو يكفر
﴿قد قالها الذين من قبلهم﴾ يعني: قارون حين قال: ﴿إنما أوتيته على علم عندي﴾
﴿فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَؤُلاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُمْ بمعجزين﴾
﴿أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يؤمنون﴾
﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ﴾ بارتكاب الكبائر والفواحش نزلت في قومٍ من أهل مكَّة همُّوا بالإسلام ثمَّ قالوا: إنَّ محمداً يقول: إنَّ مَنْ عبد الأوثان واتَّخذ مع الله آلهةً وقتل النَّفس لا يُغفر له وقد فعلنا كلَّ هذا فأعلم الله تعالى أنَّ مَنْ تاب وآمن غفر اله له كلَّ ذنب فقال: ﴿لا تقنطوا من رحمة الله﴾ اللآيه
﴿وأنيبوا إلى ربكم﴾ أَيْ: ارجعوا إليه بالطاعة ﴿وأسلموا﴾ وأطيعوا ﴿له﴾
﴿واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم﴾ أَيْ: القرآن كقوله: ﴿اللَّهُ نزَّل أَحسنَ الحَديثِ﴾ وقوله:
﴿أن تقول نفس يا حسرتى﴾ أَيْ: افعلوا ما أمرتكم به من الإنابة وابتاع القرآن خوفَ أن تصيروا إلى حالةٍ تقولون فيها هذا القول وقوله: ﴿على ما فرطت في جنب الله﴾ أَيْ: قصَّرت في طاعة الله وسلوك طريقة ﴿إن كنت لمن الساخرين﴾ أَيْ: ما كنت إلاَّ من المستهزئين بدين الله تعالى وكتابه
﴿أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ من المتقين﴾
﴿أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ﴾
﴿بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وكنت من الكافرين﴾
﴿وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ﴾
﴿وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم﴾ بمناجتهم من العذاب والمفازة ها هنا بمعنى الفوز وقوله:
﴿اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شيء وكيل﴾
﴿له مقاليد السماوات والأرض﴾ أَيْ: مفاتيح خزائنها فكل شيء في السماوات والأرض الله فاتحُ بابه
﴿قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ﴾ هذا جواب الذين دعوه إلى دين آبائه وقوله:
﴿وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾
﴿بل الله فاعبد وكن من الشاكرين﴾
﴿والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة﴾ أَيْ: ملكه من غير منازعٍ كما يقال: هو في قبضة فلان: إذا ملك التَّصرُّف فيه وإن لم يقبض عليه بيده ﴿والسماوات مطويات﴾ كقوله: ﴿يوم نطوي السَّماء﴾ ﴿بيمينه﴾ أَيْ: بقوَّته وقيل: بقسمه لأنَّه حلف أنَّه يطويها
﴿ونفخ في الصور فصعق﴾ أَيْ: مات ﴿مَنْ في السماوات وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ﴾ قيل: هم الشُّهداء وهم أحياءٌ عند ربِّهم وقيل: جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت وحملة العرش عليهم السَّلام ﴿ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ ينظرون﴾ ينتظرون أمر الله فيهم
﴿وأشرقت الأرض﴾ أُلبست الإِشراق عَرَصَاتُ القيامة ﴿بنور ربها﴾ وهو نورٌ يخلقه الله في القيامة يلبسه وجه الأرض ﴿ووضع الكتاب﴾ أَيْ: الكتب التي فيها أعمال بني آدم ﴿وجيء بالنبيين والشهداء﴾ الذين يشهدون للرُّسل بالتبليغ
﴿وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بما يفعلون﴾
﴿وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمراً﴾ جماعاتٍ وأفواجاً وقوله:
﴿قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مثوى المتكبرين﴾
﴿طبتم﴾ أَيْ: كنتم طيِّبين في الدُّنيا وقوله:
﴿وأورثنا الأرض﴾ أَيْ: أرض الجنَّةَ ﴿نتبوَّأ من الجنة﴾ نتَّخذ منها منازل ﴿حيث نشاء فنعم أجر العاملين﴾ ثواب المطيعين
﴿وترى الملائكة حافين من حول العرش﴾ محيطين به ﴿وقضي بينهم﴾ أيْ: حُكم بين أهل الجنَّة والنَّار ﴿وقيل الحمد لله رب العالمين﴾
Icon