﴿ بسم الله ﴾ الملك الأعظم الذي لا كفء له ﴿ الرحمن ﴾ الذي عم بفضله كل أحد من خلقه ﴿ الرحيم ﴾ الذي خص من شاء من عباده فهيأه لعبادته وأهله.
ﰡ
فإن قيل : ما الحكمة في أنه تعالى قال في بعض السور سبح لله بلفظ الماضي، وفي بعضها يسبح بلفظ المضارع، وفي بعضها فسبح بلفظ الأمر ؟.
أجيب : بأن الحكمة في ذلك تعليم العبد أن يسبح الله تعالى على الدوام كما أن الماضي يدل عليه في الماضي من الزمان، والمستقبل يدل عليه في المستقبل من الزمان، والأمر يدل عليه في الحال فإن قيل : هلا قيل سبح لله السماوات والأرض وما فيهما، وهو أكثر مبالغة أجيب : بأن المراد بالسماء جهة العلو فيشمل السماء وما فيها، وبالأرض جهة السفل فيشمل الأرض وما فيها ﴿ وهو ﴾ أي : وحده ﴿ العزيز ﴾ أي : الغالب على غيره أي شيء كان ذلك الغير، ولا يمكن أن يغلب عليه غيره ﴿ الحكيم ﴾ أي : الذي يضع الأشياء في أتقن مواضعها. روى الدرامي في مسنده قال : أنبأنا محمد بن كثير عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن عبد الله بن سلام قال : قعدنا مع نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فتذاكرنا، فقلنا : لو نعلم أي الأعمال أحب إلى الله تعالى لعملناه، فأنزل الله تعالى :﴿ سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم ﴾.
وقال محمد بن كعب : لما أخبر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بثواب شهداء بدر، قالت الصحابة : اللهم اشهد لئن لقينا قتالاً لنفرغن فيه وسعنا، ففروا يوم أحد فعيرهم الله تعالى بذلك. وقال قتادة والضحاك : نزلت في قوم كانوا يقولون : نحن جاهدنا وأبلينا، ولم يفعلوا. وقيل : قد آذى المسلمين رجل ونكى فيهم، فقتله صهيب وانتحل قتله آخر، فقال عمر لصهيب : أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنك قتلته، فقال : إنما قتلته لله ولرسوله، فقال عمر : يا رسول الله قتله صهيب، قال : كذلك يا أبا يحيى، قال : نعم، فنزلت في المنتحل، وقال ابن زيد : نزلت في المنافقين ونداؤهم بالإيمان تهكم بهم وبإيمانهم، وكانوا يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه : إن خرجتم وقاتلتم خرجنا معكم، وقاتلنا فلما خرجوا نكصوا عنهم وتخلفوا.
وقال القرطبي : هذه الآية توجب على كل من ألزم نفسه عملاً فيه طاعة أن يفي به.
وفي صحيح مسلم عن أبي موسى : أنه بعث إلى قراء أهل البصرة فدخل عليه ثلاثمائة رجل قد قرأوا القرآن، فقال : أنتم خيار أهل البصرة وقراؤهم فاتلوه، ولا تطولن عليكم الأمد فتقسوا قلوبكم كما قست قلوب من قبلكم، وإنا كنا نقرأ سورة فشبهها في الطول والشدة ببراءة فأنسيتها غير أني قد حفظت منها لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى وادياً ثالثاً، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب. وكنا نقرأ سورة فشبهها بإحدى المسبحات فأنسيتها غير أني حفظت منها :﴿ يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون ﴾ فلبثت شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة. قال ابن العربي : وهذا كله ثابت في الدين لفظاً ومعنى في هذه السورة، وأما قوله : شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة، فمعنى ذلك : ثابت في الدين فإن من التزم شيئاً ألزمه شرعاً. وقال القرطبي : ثلاث آيات منعتني أن أقضي على الناس﴿ أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم ﴾[ البقرة : ٤٤ ] ﴿ وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه ﴾ [ هود : ٨٨ ] و﴿ يا أيها الذين آمنوالم تقولون ما لا تفعلون ﴾ وعن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أتيت ليلة أسري بي على قوم تقرض شفاههم بمقاريض من نار، كلما قرضت عادت، قلت : من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : هؤلاء خطباء أمتك الذين يقولون ولا يفعلون، ويقرؤون كتاب الله ولا يعملون به ».
تنبيه : قوله تعالى :﴿ لم تقولون ما لا تفعلون ﴾ استفهام على وجه الإنكار والتوبيخ على أن يقول الإنسان عن نفسه من الخير مالا يفعله، إما في الماضي فيكون كذباً، وإما في المستقبل فيكون خلقاً وكلاهما مذموم. قال الزمخشري : لم هي لام الإضافة داخلة على ما الاستفهامية كما دخل عليها غيرها من حروف الجر في قولك : بم، وفيم، ومم، وعم، وإلام، وعلام، وإنما حذفت الألف لأن ما والحرف كشيء واحد، ووقع استعمالهما كثيراً في كلام المستفهم، وقد جاء استعمال الأصل قليلاً والوقف على زيادة هاء السكت أو الإسكان، ومن أسكن في الوصل فلإجرائه مجرى الوقف كما سمع ثلاثه أربعه بالهاء وإلقاء حركة الهمزة عليها محذوفة ا. ه. ووقف البزي لمه بهاء السكت بخلاف عنه.
وقال ابن عباس : يوضع الحجر على الحجر، ثم يرص بأحجار صغار، ثم يوضع اللبن عليه فيسميه أهل مكة المرصوص. وقال الرازي : يجوز أن يكون المعنى على أن يستوي شأنهم في حرب عدوهم، حتى يكونوا في اجتماع الكلمة وموالاة بعضهم بعضاً كالبنيان المرصوص قال القرطبي : استدل بعضهم بهذه الآية على أن قتال الراجل أفضل من قتال الفارس، لأن الفرسان لا يصطفون على هذه الصفة. قال المهدوي : وذلك غير مستقيم لما جاء في فضل الفارس من الأجر والغنيمة، ولا يخرج الفرسان من معنى الآية لأن معناها الثبات، ولهذا يحرم الخروج من الصف إن قاومناهم إلا متحرفاً لقتال، كمن ينصرف ليكمن في موضع ويهجم، أو ينصرف من مضيق ليتبعه العدو إلى متسع سهل للقتال، أو متحيز إلى فئة يستنجد بها ولو بعيدة قليلة أو كثيرة، فيجوز انصرافه لقوله تعالى :﴿ إلا متحرفاً لقتال ﴾ [ الأنفال : ١٦ ] وتجوز المبارزة لكافر لم يطلبها بلا كره، وندب لقوي أذن له الإمام أو نائبه لإقراره صلى الله عليه وسلم عليها، وهي ظهور اثنين من الصفين للقتال، من البروز وهو الظهور، فإن طلبها كافر سنت للقوي المأذون له للأمر بها في خبر أبي داود، ولأن تركها حينئذ إضعافاً لنا وتقوية لهم، وإلا كرهت.
فإن قيل : بم انتصب مصدقاً ومبشراً، أبما في الرسول من معنى الإرسال أم بإليكم ؟.
أجيب : بأنه بمعنى الإرسال لأن إليكم صلة للرسول فلا يجوز أن يعمل شيئاً لأن حروف الجر لا تعمل بأنفسها، ولكن بما فيها من معنى الفعل، فإذا وقعت صلات لم تتضمن معنى فعل فمن أين تعمل.
وعن كعب : أن الحواريين قالوا لعيسى : يا رسول الله هل بعدنا من أمة ؟ قال : نعم أمة أحمد حكماء علماء أبرار أتقياء، كأنهم من الفقه أنبياء، يرضون من الله باليسير من الرزق ويرضى الله منهم باليسير من العمل. وعن حبيش بن مطعم قال :«قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لي خمسة أسماء : أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب الذي ليس بعدي نبي » وقد سماه الله تعالى رؤوفاً ورحيماً. وروي أنه صلى الله عليه وسلم قال :«اسمي في التوراة أحيد لأني أحيد أمتي عن النار، واسمي في الزبور الماحي محى الله بي عبدة الأوثان، واسمي في الإنجيل أحمد، وفي القرآن محمد لأني محمود في أهل السماء والأرض » بل ذكر بعض العلماء أنه له ألف اسم. قال البغوي : والألف في أحمد للمبالغة في الحمد، وله وجهان :
أحدهما : أنه مبالغة من الفاعل، أي : ومعناه أن الأنبياء حمادون لله تعالى، وهو أكثر حمداً من غيره.
والثاني : أنه مبالغة من المفعول، أي : ومعناه أن الأنبياء كلهم محمودون لما فيهم من الخصال الحميدة، وهو أكثر مبالغة وأجمع للفضائل والمحاسن والأخلاق التي يحمد بها ا. ه. وعلى كلا الوجهين منعه من الصرف للعملية والوزن الغالب، إلا أنه على الاحتمال الأول يمتنع معرفة وينصرف نكرة، وعلى الثاني يمتنع تعريفاً وتنكيراً لأنه يخلف العلمية الصفة، وإذا نكر بعد كونه علماً جرى فيه خلاف سيبويه والأخفش، وهي مسألة مشهورة بين النحاة. وأنشد حسان يمدحه وصرفه :
صلى الإله ومن يحف بعرشه | والطيبون على المبارك أحمد |
وكذلك في الشفاعة يحمد ربه بالمحامد التي يفتحها عليه فيكون أحمد الناس لربه، ثم يشفع فيحمد على شفاعته، فدل ذلك على أنه صلى الله عليه وسلم أشرف الأنبياء فاتحاً لهم وخاتماً عليهم. وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وشعبة بفتح الياء، والباقون بالسكون.
وقوله تعالى :﴿ فلما جاءهم ﴾ يحتمل أن يعود فيه الضمير لأحمد، أي : جاء الكفار، واقتصر على ذلك الجلال المحلي، ويحتمل عوده لعيسى، أي : جاء لبني إسرائيل ﴿ بالبينات ﴾ أي : من المعجزات العظيمة التي لا يسوغ لعاقل إلا التسليم لها، ومن الكتاب المبين ﴿ قالوا ﴾ أي : عند مجيئها من غير نظرة تأمل ﴿ هذا ﴾ أي : المأتي به من البينات، أو الآتي بها على المبالغة ﴿ سحر ﴾ فكانوا أول كافر به، لأن هذا وصف لهم لازم سواء بلغهم ذلك أم لا ﴿ مبين ﴾ أي : في غاية البيان في سحريته. وقرأ حمزة والكسائي بفتح السين وألف بعدها وكسر الحاء، وهذه القراءة مناسبة للتفسير الثاني، والباقون بكسر السين وسكون الحاء، وهذه مناسبة للتفسير الأول.
تنبيه : الإطفاء هو الإخماد يستعملان في النار وفيما يجري مجراها من الضياء والظهور، ويفرق بين الإطفاء والإخماد من حيث إن الإطفاء يستعمل في القليل، فيقال : أطفأت السراج، ولا يقال : أخمدت السراج، وفي هذه اللام أوجه : أحدها : أنها تعليلية كما مر، ثانيها : أنها مزيدة في مفعول الإرادة، وقال الزمخشري : أصله يريدون أن يطفئوا كما في سورة التوبة، وكأن هذه اللام زيدت مع فعل الإرادة توكيداً له، لما فيها من معنى الإرادة في قولك : جئتك لإكرامك، كما زيدت اللام في : لا أب لك تأكيداً لمعنى الإضافة في لا أباك.
قال الماوردي : وسبب نزول هذه الآية ما حكاه عطاء عن ابن عباس :«أن النبي صلى الله عليه وسلم أبطأ عليه الوحي أربعين يوماً، فقال كعب بن الأشرف : يا معشر يهود أبشروا فقد أطفأ الله نور محمد فيما كان ينزل عليه وما كان ليتم أمره، فحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى هذه الآية »، واتصل الوحي بعدها واختلف في المراد بالنور، فقال ابن عباس : هو القرآن، أي : يريدون إبطاله وتكذيبه بالقول. وقال السدي : الإسلام، أي : يريدون رفعه بالكلام. وقال الضحاك : إنه محمد صلى الله عليه وسلم أي : يريدون هلاكه بالأراجيف وقال ابن جريج : حجج الله تعالى ودلائله، يريدون إبطالها بإنكارهم وتكذيبهم. وقيل : إنه مثل مضروب، أي : من أراد إطفاء نور الشمس بفيه فوجده مستحيلاً ممتنعاً، كذلك من أراد إطفاء الحق ﴿ والله ﴾ أي : الذي لا مدافع له لتمام عظمته، ﴿ متم نوره ﴾ فلا يضره ستر أحد له بتكذيبه ولا إرادة إطفائه، وزاد ذلك بقوله تعالى :﴿ ولو كره ﴾ أي : إتمامه له ﴿ الكافرون ﴾ أي : الراسخون في جهة الكفر المجتهدون في المحاماة عنه.
فإن قيل : قال أولاً :﴿ ولو كره الكافرون ﴾، وقال ثانياً :﴿ ولو كره المشركون ﴾، فما الحكمة في ذلك ؟.
أجيب : بأنه تعالى أرسل رسوله، وهو من نعم الله تعالى، والكافرون كلهم في كفران النعم سواء فلهذا قال :﴿ ولو كره الكافرون ﴾ لأن لفظ الكافر أعم من لفظ المشرك فالمراد من الكافرين هنا اليهود والنصارى والمشركون، فلفظ الكافر أليق به. وأما قوله تعالى :﴿ ولو كره المشركون ﴾ فذلك عند إنكارهم التوحيد وإصرارهم عليه، لأنه صلى الله عليه وسلم في ابتداء الدعوة أمر بالتوحيد بلا إله إلا الله فلم يقولوها، فلهذا قال :﴿ ولو كره المشركون ﴾.
أحدها : أنه مجزوم على جواب الخبر بمعنى الأمر، أي : آمنوا وجاهدوا.
والثاني : أنه مجزوم في جواب الاستفهام، كما قاله الفراء.
والثالث : أنه مجزوم بشرط مقدر، أي : إن تؤمنوا يغفر لكم. قال القرطبي : وأدغم بعضهم فقرأ يغفر لكم، والأحسن ترك الإدغام فإن الراء متكرر قوي فلا يحسن الإدغام في اللام، لأن الأقوى لا يدغم في الأضعف ا. ه. وتقدم في آخر سورة البقرة مثل ذلك للزمخشري والبيضاوي ورد عليهما ﴿ ذنوبكم ﴾ أي : يمحو أعيانها وآثارها كلها، ﴿ ويدخلكم ﴾ أي : بعد التزكية بالمغفرة رحمة لكم ﴿ جنات ﴾ أي : بساتين ﴿ تجري من تحتها ﴾ أي : من تحت أشجارها وغرفها وكل منتزه فيها ﴿ الأنهار ﴾ فهي لا تزال غضة زهراء لم يحتج هذا الأسلوب إلى ذكر الخلود لإغناء ما بعده عنه، ودل على الكثرة المفرطة في الدور بقوله في صيغة منتهى الجموع، ﴿ ومساكن طيبة ﴾ روى الحسن قال :«سألت عمران بن حصين، وأبا هريرة عن قوله تعالى :﴿ ومساكن طيبة ﴾ فقالا : على الخبير سقطت سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها فقال :«قصر من لؤلؤة في الجنة في ذلك القصر سبعون داراً من ياقوتة حمراء، في كل دار سبعون بيتاً من زبرجدة خضراء، في كل بيت سبعون سريراً، في كل سرير سبعون فراشاً من كل لون على كل فراش سبعون امرأة من الحور العين، في كل بيت سبعون مائدة على كل مائدة سبعون لوناً من الطعام، في كل بيت سبعون وصيفاً ووصيفة فيعطي الله تعالى المؤمن من القوة في غداة واحدة ما يأتي على ذلك كله »، ﴿ في جنات عدن ﴾ أي : بساتين هي أهل للإقامة بها لا يحتاج في إصلاحها إلى شيء خارج يحتاج في تحصيله إلى الخروج عنها له، قال حمزة الكرماني في كتابه «جوامع التفسير » : هي أي جنات عدن قصبة الجنان ومدينة الجنة أقربها إلى العرش ﴿ ذلك ﴾ أي : الأمر العظيم جداً، ﴿ الفوز العظيم ﴾ أي : السعادة الدائمة الكبيرة، وأصل الفوز الظفر بالمطلوب.
ولما كان التقدير ثم دعوا كل من خالفهم من بني إسرائيل وبارزهم تسبب عنهم قوله تعالى :﴿ فآمنت ﴾ أي : به ﴿ طائفة ﴾ أي : ناس منهم أهل الاستدارة لما لهم من الكثرة ﴿ من بني إسرائيل ﴾ قومه ﴿ وكفرت طائفة ﴾ أي : منهم، وأصل الطائفة : القطعة من الشيء، وذلك أنه لما رفع تفرق قومه ثلاث فرق :
فرقة قالوا : كان الله فارتفع.
وفرقة قالوا : كان ابن الله فرفعه إليه.
وفرقة قالوا : كان عبد الله ورسوله فرفعه إليه، وهم المؤمنون.
واتبع كل فرقة منهم طائفة من الناس فاقتتلوا، وظهرت الفرقتان الكافرتان على الفرقة المؤمنة حتى بعث الله تعالى محمداً صلى الله عليه وسلم فظهرت الفرقة المؤمنة على الكافرة فذلك قوله تعالى :﴿ فأيدنا ﴾ أي : قوينا بعد رفع عيسى عليه السلام ﴿ الذين آمنوا ﴾ أي : أقروا بالإيمان المخلص ﴿ على عدوهم ﴾ أي : الذين عادوهم لأجل إيمانهم ﴿ فأصبحوا ﴾ أي : صاروا بعد ما كانوا فيه من الذل ﴿ ظاهرين ﴾ أي : عالين غالبين قاهرين في أقوالهم وأفعالهم لا يخافون أحداً ولا يستخفون منه، وروى المغيرة عن إبراهيم قال : فأصبحت حجة من آمن بعيسى عليه السلام ظاهرة بتصديق محمد صلى الله عليه وسلم أن عيسى عليه السلام كلمة الله وعبده ورسوله.