ﰡ
قَالَ مُحَمَّد: ﴿لم تَقولُونَ﴾ الأَصْل (لما) فحذفت الْألف لِكَثْرَة استعمالهم (مَا) فِي الِاسْتِفْهَام، فَإِذا وقفت عَلَيْهَا قلت: لِمَهْ، وَلَا وقف عَلَيْهَا فِي الْقُرْآن بِالْهَاءِ إتباعاً للمصحف، (ل ٣٦١) وَيَنْبَغِي للقارئ أَن يصلها.
وَقَوله: ﴿كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقولُوا﴾ (أَن) فِي مَوضِع رفع، و (مقتاً) مَنْصُوب على التَّمْيِيز، الْمَعْنى: كَبُرَ قَوْلكُم: مَا لَا تَفْعَلُونَ مقتًا.
تَفْسِير سُورَة الصَّفّ الْآيَة ٥.
تَفْسِير سُورَة الصَّفّ الْآيَات من الْآيَة ٦ إِلَى الْآيَة ٩.
مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنَا أَحْمَدُ وَأَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَنَا الْمَاحِي الَّذِي يَمْحُو اللَّهُ بِي الْكُفْرَ، وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى عَقِبِي، وَأَنَا الْعَاقِبُ يَعْنِي: الآخِرَ ".
يَحْيَى: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدٍ، عَنْ سُلَيْمِ بِنْ عَامِرٍ الْكَلَاعِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمِقْدَادَ بْنَ الأَسْوَدِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَبْقَى أَهْلُ مَدَرٍ وَلا وَبَرٍ إِلا أَدْخَلَهُ اللَّهُ الإِسْلامَ بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ، إِمَّا يُعِزُّهُمْ فَيَجْعَلُهُمْ مِنْ أَهْلِهَا، وَإِمَّا يذلهم فيدينون لَهَا ".
تَفْسِير سُورَة الصَّفّ الْآيَات من الْآيَة ١٠ إِلَى الْآيَة ١٣.
يَحْيَى: عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " حُرِّمَتِ النَّارُ عَلَى عَيْنٍ دَمِعَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، وَعَلَى عَيْنٍ سَهِرَتْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ".
يَحْيَى: عَنْ خَالِدٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً آخِرُهُمْ دُخُولا رَجُلٌ مَسَّهُ سُفْعَةٌ مِنَ النَّارِ فَيُعْطَى فَيُقَالُ لَهُ: انْظُرْ مَا أَعْطَاكَ اللَّهُ، وَيَفْسَحُ لهُمْ فِي أَبْصَارِهِمْ، فَيَنْظُرُ إِلَى مَسِيرَةِ سَنَة كُلُّهُ لَهُ لَيْسَ فِيهِ مَوْضِعُ شِبْرٍ إِلا وَهُوَ عَامِرٌ، قُصُورَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَخِيَامَ اللُّؤْلُؤِ
يَحْيَى: عَنْ صَاحِبٍ لَهُ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ: " أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا دَخَلَ الْجَنَّةَ اسْتَخَفَّ زَوْجَتَهُ الْفَرَحُ فَتَخْرُجُ مِنَ الْخَيْمَةِ تَسْتَقْبِلُهُ، فَتَقُولُ: أَنْتَ حِبِّي وَأَنَا حِبُّكَ، نَحْنُ الرَّاضِيَاتُ اللاتِي لَا نَسْخَطُ أَبَدًا، وَنَحْنُ النَّاعِمَاتُ اللاتِي لَا نَبْؤُسُ أَبَدًا، وَنَحْنُ الْخَالِدَاتُ اللاتِي لَا نَمُوتُ أَبَدًا، الْمُقِيمَاتُ اللاتِي لَا نَظْعَنُ أَبَدًا، أَنْتَ حِبِّي وَأَنَا حِبُّكَ، فَتُدْخِلُهُ بَيْتًا أَسَاسُهُ إِلَى سَقْفِهِ مِائَةَ أَلْفِ ذِرَاعٍ مَبْنِيًّا عَلَى جَنْدَلِ اللُّؤْلُؤِ وَالْيَاقُوتِ طَرَائِقُ حُمْرٌ وَخُضْرٌ وَصُفْرٌ لَيْسَ مِنْهَا طَرِيقَةٌ تُشَاكِلُ صَاحِبَتِهَا، فَإِذَا رَفَعُوا أَبْصَارَهُمْ إِلَى سَقْفِ بُيُوتِهِمْ، فَلَوْلا أَنَّ اللَّهَ كَتَبَ أَلا تذْهب أَبْصَارهم (ل ٣٦٢) لَذَهَبَتْ مِمَّا يَرَوْنَ مِنَ النُّورِ والبهاء فِي سقوف بُيُوتهم ".
يحيى : عن إبراهيم بن محمد، عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" حرمت النار على عين دمعت من خشية الله، وعلى عين سهرت في سبيل الله " ١.
يحيى : عن خالد، عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إن أدنى أهل الجنة منزلة آخرهم دخولا رجل مسه سفعة من النار فيعطى فيقال له : انظر ما أعطاك الله، ويفسح لهم في أبصارهم، فينظر إلى مسيرة [ ألف ]٢ سنة كله له ليس فيه موضع شبر إلا وهو عامر، قصور الذهب والفضة، وخيام اللؤلؤ والياقوت، فيها أزواجه وخدمه " ٣.
يحيى : عن صاحب له، عن جويبر، عن الضحاك بن مزاحم، عن الحارث، عن على :" أن الرجل إذا دخل الجنة استخف زوجته الفرح فتخرج من الخيمة تستقبله، فتقول : أنت حبي وأنا حبك، نحن الراضيات اللاتي لا نسخط أبدا، ونحن الناعمات اللاتي لا نبؤس أبدا، ونحن الخالدات اللاتي لا نموت أبدا، المقيمات اللاتي لا نظعن أبدا، أنت حبي وأنا حبك، فتدخله بيتا أساسه إلى سقفه مائة ألف ذراع مبنيا على جندل اللؤلؤ والياقوت طرائق حمر وخضر وصفر ليس منها طريقة تشاكل صاحبتها، فإذا رفعوا أبصارهم إلى سقف بيوتهم، فلولا أن الله كتب ألا تذهب أبصارهم لذهبت مما يرون من النور والبهاء في سقوف بيوتهم " ٤.
٢ غير واضحة بالأصل ولعلها كما أثبتناه والله أعلم..
٣ أورد نحوه المنذري في الترغيب والترهيب (٤/٥٠١، ٥٠٩)..
٤ رواه ابن أبي الدنيا في "صفة الجنة" (٢/ق/ب) وأبو نعيم في "صفة الجنة" (٢٨١)، والعقيلي في "الضعفاء" (١/٨٦) عن الإمام علي مرفوعا.
وقال العقيلي: حديث غير محفوظ. ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (١٥٨٥١)، وعبد الرزاق في "تفسيره" (٢/١٧٦)، وابن أبي الدنيا في "صفة الجنة" (٣/ق/أ) وكذا أبو نعيم (٢٨٠، ٢٨١)، عن الإمام علي موقوفا. وقال الحافظ: هذا حديث صحيح وحكمه حكم المرفوع، إذ لا مجال للرأي في مثل هذه الأمور (المطالب٥/٣٥)..
قَالَ محمدٌ: (وَأُخْرَى تحبونها): وَلكم تِجَارَة أُخْرَى تحبونها، وَهِي نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ.
﴿فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ﴾ فقاتلت الطائفةُ المؤمنة الطَّائِفَة الْكَافِرَة ﴿فأيدنا﴾ أعنا ﴿الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبحُوا ظَاهِرين﴾ عَلَيْهِم قد ظفروا بهم.
قَالَ مُحَمَّد: (الحواريون) أصل الْكَلِمَة من التحوير للثياب وَغَيرهَا وَهُوَ التّبْييضُ، تَقول: حوَّرتُ الثَّوْب، أَي: غسلته وبيضته، واحْوَرَّت القِدْرُ ابيضَّ لَحمهَا قبل أَن ينضج، والحَوْرَاء من هَذَا أَيْضا وَهِي الشَّدِيدَة الْبيَاض، وخبز الحُوَّارَى هُوَ من هَذَا؛ لِأَنَّهُ خالصٌ أَبيض نقيٌّ، فَكَأَن الحَوَارِيَّ من النَّاس الصافي من العُيوب الْخَالِص فِي دينه النقي، وَالله أعلم.
بِسْمِ الله الرَّحْمَن الرَّحِيم