مكية. وهي عشر آيات. ومناسبتها : قوله تعالى :﴿ إن ربهم بهم يومئذ لخبير( ١١ ) ﴾ [ العاديات : ١١ ] أي : فيجازيهم يوم الجزاء، وهو يوم القارعة التي أشار إليها بقوله :
بسم الله الرحمان الرحيم :
﴿ الْقَارِعَةُ ﴾*﴿ مَا الْقَارِعَةُ ﴾*﴿ وَمَآ أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ ﴾*﴿ يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ ﴾*﴿ وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ ﴾*﴿ فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ ﴾*﴿ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ ﴾*﴿ وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ ﴾*﴿ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ ﴾*﴿ وَمَآ أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ ﴾*﴿ نَارٌ حَامِيَةٌ ﴾.
ﰡ
[ طه : ١٠٥ ] الآية، ثم قال :﴿ يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ ﴾ [ طه : ١٠٨ ] وقوله تعالى :﴿ يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ ﴾ [ إبراهيم : ٤٨ ]، الآية، فإنَّ اتباع الداعي، وهو إسرافيل، وبروز الخلق لله تعالى، لا يكون إلاَّ بعد النفخة الثانية. قاله أبو السعود. قلت : دكّ الأرض كلها مع بقاء جبالها غريب مع أنَّ قوله تعالى :﴿ وَحُمِلَتِ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ. . . ﴾ [ الحاقة : ١٤ ] الخ صريح في دك الجبال وتسويتها مع دك الأرض قبل البعث، ويمكن الجمع بأن بعضها تدك مع دك الأرض، وهو ما كان في طريق ممر الناس للمحشر، وبعضها تبقى ليشاهدها أهلُ المحشر، وهو ما كان جانباً، والله تعالى أعلم بما سيفعل، وسَتَرِد وترى.
والأول هو الموافق لقوله :﴿ وما أدراك مَا هِيَهْ ﴾ فإنه تقرير لها بعد إبهامها، وللإشعار بخروجها عن الحدود المعهودة للتفخيم والتهويل.