تفسير سورة الإخلاص

تفسير غريب القرآن للكواري
تفسير سورة سورة الإخلاص من كتاب تفسير غريب القرآن - الكواري المعروف بـتفسير غريب القرآن للكواري .
لمؤلفه كَامِلَة بنت محمد الكَوارِي .

﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ﴾ أي انْحَصَرَتْ فيه الأَحَدِيَّةُ، فهو الأَحَدُ المُنْفَرِدُ بالكمالِ، والذي له الأسماءُ الحُسْنَى، والصفاتُ الكاملةُ الْعُلْيَا، والأفعالُ المُقَدَّسَةُ، الَّذِي لَا نَظِيرَ لَهُ وَلَا مَثِيلَ.
﴿الصَّمَدُ﴾ أَجْمَعُ ما قيل في معناه أَنَّهُ الكاملُ في صِفَاتِهِ، الَّذِي افْتَقَرَ إليه جَمِيعُ مَخْلُوقَاتِهِ، وهذا يعني أنه مُسْتَغْنٍ عن جميعِ المخلوقاتِ؛ لأنَّه كَامِلٌ، وَوَرَدَ أيضًا في تفسيرِها أن الصمدَ هُوَ الَّذِي تَصْمدُ إليه الخلائقُ في حَوَائِجَهَا، وهذا يعني أن جَمِيعَ المخلوقاتِ مُفْتَقِرَةٌ إليه، وعلى هذا فيكون المعنى الجامعُ للصَّمَدِ هو: الكاملُ في صِفَاتِهِ الَّذِي افْتَقَرَ إليه جميعُ مَخْلُوقَاتِهِ، أي: المقصودُ في جميعِ الحَوَائِجِ.
﴿لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ﴾ لِكَمَالِ غِنَاهُ، وفي هذا يكونُ الردُّ عَلَى الطوائفِ المنحرفةِ من بَنِي آدَمَ وَهُمُ المشركونَ واليهودُ والنَّصَارَى؛ لأن المشركينَ جَعَلُوا الملائكةَ الَّذِينَ هم عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا، وقالوا: إن الملائكةَ بناتُ اللهِ. واليهودُ قالوا: عزيرٌ ابْنُ اللهِ، والنَّصَارَى قالوا: المسيحُ ابْنُ اللهِ فَكَذَّبَهُمُ اللهُ تعالى بقوله: (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ).
﴿كُفُوًا أَحَدٌ﴾ أَيْ: لم يَكُنْ له أحدٌ مُسَاوٍ لا في أسمائِه ولا في صِفَاتِهِ، ولا في أَفْعَالِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، فهذه الصورةُ مُشْتَمِلَةٌ عَلَى توحيدِ الأسماءِ والصفاتِ.
4
سُورة الْفَلَقِ
Icon