تفسير سورة الشورى

تفسير غريب القرآن للكواري
تفسير سورة سورة الشورى من كتاب تفسير غريب القرآن - الكواري المعروف بـتفسير غريب القرآن للكواري .
لمؤلفه كَامِلَة بنت محمد الكَوارِي .

﴿يَتَفَطَّرْنَ﴾ يَتَشَقَّقْنَ مِنْ عَظَمَةِ الرَّحْمَنِ.
﴿مِن فَوْقِهِنَّ﴾ مِنْ فَوْقِ الأَرَضِينَ.
﴿لِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى﴾ وهي مَكَّةُ المُكَرَّمَةُ.
﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ أي: ليس يُشْبِهُهُ تَعَالَى ولا يُمَاثِلُهُ شيءٌ من مخلوقاتِه، لا في ذاتِه ولا في أَسْمَائِهِ، ولا في صِفَاتِهِ، ولا في أَفْعَالِهِ.
﴿مَقَالِيدُ﴾ مَفَاتِيحُ خَزَائِنِهَا مِنَ المَطَرِ وَالنَّبَاتِ.
﴿بَغْيًا بَيْنَهُمْ﴾ ظُلْمًا وَحَسَدًا.
﴿يُمَارُونَ﴾ يَشُكُّونَ.
﴿حَرْثَ الْآخِرَةِ﴾ ثَوَابَ الآخِرَةِ وَأَجْرَهَا.
﴿نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ﴾ بأن نُضَاعِفَ عَمَلَهُ وَجَزَاءَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً.
﴿وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ﴾ قَدْ حُرِمَ الجنةَ ونعيمَها، واسْتَحَقَّ النارَ وَجَحِيمَهَا.
﴿كَلِمَةُ الْفَصْلِ﴾ الأَجَلُ المُسَمَّى الَّذِي أُخِّرَ العذابُ فيه إلى يومِ القيامةِ.
﴿مُشْفِقِينَ﴾ خَائِفِينَ.
﴿إِلّا المَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾ أي: لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إلا أَجْرًا وَاحِدًا هُوَ لَكُمْ، وَعَائِدُ نَفْعِهِ إِلَيْكُمْ، وهو: أن تَوَدُّونِي وَتُحِبُّونِي في القَرَابَةِ، أي: لِأَجْلِ القَرَابَةِ، ويكون عَلَى هذا المودة الزائدة مودة الإيمانِ، فإن مودةَ الإيمانِ بالرسولِ، وتقديمَ مَحَبَّتِهِ عَلَى جميعِ المَحَابِّ بَعْدَ مَحَبَّةِ اللهِ فرضٌ عَلَى كل مُسْلِمٍ، وهؤلاء طُلِبَ منهم زيادةً عَلَى ذلك أن يُحِبُّوهُ لِأَجْلِ القَرَابَةِ؛ لأنه - ﷺ - قد بَاشَرَ بِدَعْوَتِهِ أَقْرَبَ الناسِ إليه، حتى إنه قيل: إنه ليس في بطونِ قريشٍ أَحَدٌ إلَّا وَلِرَسُولِ اللهِ - ﷺ - فيه قَرَابَةٌ.
وقيل: إلَّا مَوَدَّةَ اللهِ تعالى الصادقةَ، وهي التي يَصْحَبُهَا التَّقَرُّبُ إلى الله، والتوسلُ بِطَاعَتِهِ، الدالة عَلَى صِحَّتِهَا وَصِدْقِهَا.
﴿يَقْتَرِفْ﴾ يَكْتَسِبْ.
﴿وَيُحِقُ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ﴾ الكَوْنِيَّةِ التي لا تُبَدَّلُ ولا تُغَيَّرُ، وَوَعْدِهِ الصادقِ، وَكَلِمَاتِهِ الدينيةِ التي تُحَقِّقُ ما شَرَعَهُ من الحقِّ، وَتُثَبِّتُهُ في القلوبِ، وَتُبَصِّرُ أُولِي الأَلْبَابِ.
﴿كَالْأَعْلَامِ﴾ كَالجِبَالِ، وَكُلُّ شَيْءٍ مُرْتَفِعٍ عِنْدَ العَرَبِ فَهُوَ عَلَمٌ.
﴿رَوَاكِدَ﴾ سَوَاكِنَ.
﴿يُوبِقْهُنَّ﴾ يُهْلِكُهُنَّ.
﴿مَحِيصٍ﴾ مَهْرَبٌ.
﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ﴾ أي: وَصَلَ إليهم مِنْ أَعْدَائِهِمْ.
﴿هُمْ يَنتَصِرُونَ﴾ لِقُوَّتِهِمْ وَعِزَّتِهِمْ، ولم يكونوا أَذِلَّاءَ عَاجِزِينَ عن الانتصارِ.
﴿مِن طَرْفٍ خَفِيٍّ﴾ أي ذَلِيلٍ يُسَارِقُونَ النَّظَرَ مِنْ شِدَّةِ الخَوْفِ.
﴿أَلَا إِلَى اللهِ تَصِيرُ الأمُورُ﴾ أي: تَرْجِعُ جَمِيعُ أُمُورِ الخيرِ وَالشَّرِّ، فَيُجَازَى كُلًّا بِعَمَلِهِ، إِنْ خَيْرًا فَخَيْرٌ، وَإِنْ شَرًّا فَشَرٌّ.
53
سُورة الزُّخْرُف
Icon