ﰡ
١٠٨٦- كسب معناه : إيجاد الفعل على نوع من التعاطي والمحاولة. ولذلك يقال : " الإنسان يكسب " ولا يقال الله تعالى : " يكسب ". قال الله تعالى :﴿ وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ﴾. ( الأمنية في إدراك النية، مطبوع مع كتاب " الإمام القرافي وأثره... " ٤٩٦ )
١٠٨٧- تكفِّر التوبة والعقوبات السيئات وتمحو آثارها، ومن ذلك المصائب المؤلمات لقوله تعالى :﴿ وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ﴾ ولقوله عليه السلام : " لا يصيب المؤمن وصب ولا نصب حتى الشوكة يشاكها إلا كفر بها ذنوبه " ١ فالمصيبة كفارة للذنوب جزما سواء اقترن بها السخط أو الصبر والرضى، فالسخط معصية أخرى، ونعني بالسخط عدم الرضى بالقضاء لا التألم من المقتضيات. والصبر من القرب الجميلة، فإذا تسخط جعلت سيئة، ثم قد يكون السيئة قدر السيئة التي كفرتها المصيبة العظيمة تكفر من السيئات أكثر من المصيبة اليسيرة. فالتكفير واقع قطعا، تسخط المصاب أو صبر. غير انه عن صبر اجتمع التكفير والأجر، وإن تسخط فقد يعود الذي تكفر بالمصيبة بما جناه من التسخط أو أقل منه أو أكثر، وعلى هذا يحمل ما في بعض الأحاديث من ترتيبه المثوبات على المصائب، أي إذا صبر ليس إلا. فالمصيبات لا ثواب فيها قطعا من جهة أنها مصيبة لأنها غير مكتسبة. والتكفير بالمصيبة يقع بالمكتسب وبغير المكتسب، ومنه قوله عليه السلام في مسلم وغيره : " لا يموت لأحدكم ثلاثة من الولد إلا كن له حجابا من النار، قالت : قلت يا رسول الله : واثنان ؟ قال : واثنان. وخلته لو قلت له : وواحد، لقال : وواحد " ٢ والحجاب راجع إلى معنى التكفير، أي : تكفر مصيبة فقد الولد ذنوبا كان شأنها أن يدخل بها النار، فلما كفرت تلك الذنوب بطل دخول النار بسببها، فصارت المصيبة كالحجاب المانع من دخول النار من مجاز التشبيه. ( الفروق : ٤/٢٣٣ وما بعدها )
٢ - ن : صحيح البخاري : كتاب الجنائز، الباب : ٩٢، وصحيح مسلم، كتاب البر والصلة، الحديث : ١٥٠-١٥١. وسند الإمام أحمد : ١/٣٧٥-٤٢١. ومسند الطيالسي، ح : ٥٦٢..
وقد ساق الدكتور مجموعة من الآيات المشابهة، مثبتا في الوقت ذاته أن لا علاقة لها. ن : هذا البحث في كتابه النسخ في القرآن: ١/٤٢٥ وما بعدها..