تفسير سورة النّمل

مجاز القرآن
تفسير سورة سورة النمل من كتاب مجاز القرآن المعروف بـمجاز القرآن .
لمؤلفه أبو عبيدة معمر بن المثنى . المتوفي سنة 209 هـ

«سورة النمل» (٢٧)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

«وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ» (٦) أي تأخذه عنه ويلقى عليك..
«إِنِّي آنَسْتُ ناراً» (٧) أي أبصرت وأحسست بها..
«بِشِهابٍ «١» قَبَسٍ» (٧) أي بشعلة نار، ومجاز «قبس» ما اقتبست منها من الجمر قال:
فى كفّه صعدة مثقّفة فيها سنان كشعلة القبس
«٢» [٦٥١].
«كَأَنَّها جَانٌّ» (١٠) وهى جنس من الحيّات..
«وَلَمْ يُعَقِّبْ» (١٠) أي ولم يرجع يقال: عقّب عليه فأخذه..
«فَهُمْ يُوزَعُونَ» (١٧) أي يدفعون فيستحث آخرهم ويحبس أولهم، وفى آية أخرى:.
«أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ» (١٩) مجازه: شدّدنى «٣» إليه ومنه قولهم:
(١). - ٥ «الشهاب» : روى القرطبي (١٣/ ١٥٧) تفسير هذه الكلمة لأبى عبيدة.
(٢). - ٦٥١: فى الطبري ١٩/ ٥٧ غير معزو لأبى زبيد وهو منسوب لأبى زبيد فى حاشية نسخة.
(٣). - ١٢ «شددنى» : قال ابن حجر: وقال أبو عبيدة فى قوله «أوزعنى أي سددنى (لعله مصحف من شددنى) إليه» وقال فى موضع آخر أي ألهمنى (فتح الباري ٨/ ٣٨٨)
وزعنى الحلم عن السّفاه أي منعنى، ومنه قوله:
على حين عاقبت المشيب على الصّبا فقلت ألمّا تصح والشّيب وازع
«١» [٦٥٢] ومنه الوزعة الذين يدفعون الخصوم والناس عن القضاة والأمراء..
«قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ» (١٨) هذا من الحيوان الذي خرج مخرج الآدميّين، والعرب قد تفعل ذلك قال:
شربت إذا ما الدّيك يدعو صباحه إذا ما بنو نعش دنوا فتصوّبوا
(٣١٠).
«فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ» (٢٢) أي غير طويل، كاف «مكث» مفتوحة، وبعضهم يضمها..
«أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ» (٢٥) مجازه الأمر، وهذه الياء التي قبل الألف.
«اسْجُدُوا» تزيدها العرب للتنبيه إذا كانت ألف الأمر التي فيها من ألفات الوصل نحو قولك: اضرب يا فتى، واسجد واسلم ونحو ذلك قال العجّاج:
(١). - ٦٥٢: ديوانه من الستة ص ١٨ والكتاب ١/ ٣٢٢ والطبري ١٩/ ٨٠ والشنتمرى ١/ ٣٦٩ واللسان والتاج (وزع) والعيني ٣/ ٤٠٦، ٤/ ٣٥٧ وشواشد المغني ص ٢٩٨ والخزانة ٣/ ١٩ وشواهد الكشاف ١٦٩.
يا دار سلمى يا سلمى ثم أسلمي
«١» [٦٥٤] فالياء زائدة فى قوله: «يا سلمى»، وقال ذو الرّمّة:
ألا يا سلمى يا دارمىّ على البلى ولا زال منهلا بجرعائك القطر
«٢» [٦٥٥] وقال الأخطل:
ألا يا سلمى يا هند هند بنى بدر وإن كان حيّانا عدى آخر الدهر
(٥١٥).
«الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ» (٢٥) ما خبأت فى نفسك أي ما أسررت..
«لا قِبَلَ لَهُمْ بِها» (٣٧) مجازه لا طاقة «٣» لهم بها ولا يدين..
«قالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ» (٣٩) وهو من كل جن وإنس أو شيطان الفائق المبالغ الرئيس، يقال عفرية نفرية «٤» وعفارية وهما مثل عفريت قال جرير:
قرنت الظالمين بمرمريس يذلّ له العفارية المريد
«٥» [٦٥٦] المرمريس: الداهية الشديدة، قال ذو الرّمّة:
(١). - ٦٥٤: ديوانه ص ٥٨ والسمط ص ٤٥٧ وابن يعيش ١/ ٨٩٠، ٢/ ١٣٦٠.
(٢). - ٦٥٥: من مطلع قصيدة فى ديوانه ص ٢٠٦ وهو فى الكامل المبرد ص ٨٤ والصحاح واللسان والتاج (يا) والعيني ٤/ ٢٨٥ وشواهد المغني ص ٢١٠. [.....]
(٣). - ٨ «لا طاقة» : أخذ البخاري تفسيره هذا وأشار إليه ابن حجر وقال هو قول أبى عبيدة (فتح الباري ٨/ ٣٨٧).
(٤). - ١٠ «عفرية نفرية» : وفى اللسان: ورجل عفر وعفرية ونفرية وعفارية (عفر) وفى الحديث: أن الله يبغض العفرية النفرية (النهاية واللسان).
(٥). - ٦٥٦: ديوانه ص ١٦٣ والأمالى للقالى ٣/ ٦٥ واللسان (عفر).
كأنه كوكب فى إثر عفرية مسوّم فى سواد الليل منقضب
«١» [٦٥٨]
قال لصَّرْحَ»
٤٤) القصر وكان من قوارير قال أبو ذؤيب:
بهن نعام بناها الرجا ل تشبّه أعلامهن الصروحا
«٣» [٦٥٩] كل بناء بنيته من حجارة فهو نعامة والجماع نعام وإذا كان من شجر وثرى فهو ثاية..
«قالُوا تَقاسَمُوا بِاللَّهِ» (٤٩) أي تحالفوا وهو من القسم..
«قَدَّرْناها مِنَ الْغابِرِينَ» (٥٧) أي جعلناها من الباقين.
«آلله خير أمّا تشركون» (٥٩) مجازه أم ما تشركون أي أم الذي تشركون به فأدغمت الميم فى الميم فثقّلت و «ما» قد يوضع فى موضع «من» و «الذي» وكذلك هى فى آية أخرى: «وَالسَّماءِ وَما بَناها» (٩١/ ٥) ومن بناها.
«وَالْأَرْضِ وَما طَحاها» ومن طحاها..
«فَأَنْبَتْنا بِهِ حَدائِقَ» (٦٠) أي جنانا من جنان الدنيا واحدتها حديقة..
«وَما يَشْعُرُونَ أَيَّانَ» (٦٥) مجازه متى وفى آية أخرى: «أَيَّانَ مُرْساها» (٤١) أي متى.
(١). - ٦٥٨: ديوانه ص ٢٧ والكامل للمبرد ص ٤٩٣ والأمالى للقالى ٣/ ٦٥ واللسان (قضب) والقرطبي ١٣/ ٢٠٣.
(٢). - ٢لصَّرْحَ» : انظر تفسير هذه الكلمة لأبى عبيدة فى القرطبي ١٣/ ٢٠٩ وفتح الباري ٨/ ٣٨٧.
(٣). - ٦٥٩: ديوانه ص ١٣٦ والطبري ٢٠/ ٤٥ واللسان والتاج (صرح) وفى القرطبي (١٣/ ٢٠٩) عجزه فقط، وبين رواية أبى عبيدة وبين رواية الديوان خلاف.
«عَسى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ» (٧٢) مجازه جاء بعدكم «١»..
«وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً» (٨٣) أمة كل نبى الذين آمنوا به، ومن كل أمة أي من كل قرن فوجا جماعة، ويقال جاءونى أفواجا أي جماعات، وفى آية أخرى: «وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْواجاً» (١١٠/ ٢) أي جماعات..
«وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِما ظَلَمُوا» (٨٥) مجازه وجب العقاب عليهم بما كفروا..
«وَالنَّهارَ مُبْصِراً» (٨٦) مجازه مجاز ما كان العمل والفعل فيه لغيره أي يبصر فيه، ألا ترى أن البصر إنما هو فى النهار والنهار لا يبصر كما أن النوم فى الليل ولا ينام الليل فإذا نيم فيه قالوا: ليلة قائم ونهاره صائم قال جرير:
لقد لمتنا يا أمّ غيلان فى السّرى ونمت وما ليل المطىّ بنائم
(٩٦).
«وَكُلٌّ أَتَوْهُ داخِرِينَ» (٨٧) أي صاغرين خاضعين «كُلٌّ» لفظه لفظ واحد ومعناه جميع، فهذه الآية فى موضع جميع وقد يجوز فى الكلام أن تجعله فى موضع واحد فتقول: كل آتيه ذاخرا.
(١). - ١ «جاء بعدكم» : رواه ابن حجر عن أبى عبيدة فى فتح الباري ٨/ ٣٨٧.
Icon