٢ أوصلها ابن الفرس إلى أربع آيات..
ﰡ
سيأتي الكلام على هذه الآية في سورة لقمان.
استدل بعضهم بهذه الآية على أن ساكن الدار يدعى صاحبها وإن لم تكن له ملكا.
اختلف هل هي محكمة أو منسوخة. والذين ذهبوا إلى أنها محكمة اختلفوا. فذهب ابن زيد إلى أنها محكمة يراد بها من آمن من أهل الكتاب لأنه قال :( لا تجادلوا المؤمنين منهم إذا أسلموا ) لعلهم يحدثون بالشيء فيكون كما قالوا فذلك أنهم كانوا يفسرون التوراة بالعربية. روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لا تصدقوهم فيما يقولون ولا تكذبوهم " ١.
وقوله :﴿ إلا الذين ظلموا منهم ﴾ :
أي إلا من أقام على الكفر فإنه يجادل ولا يقبل منه قول. وذهب مجاهد إلى أنها محكمة يراد بها ذوو العهد ألا يجادلوا، وإنما يجادل من لم يعط الجزية ويقاتل. وذهب قتادة إلى أنها منسوخة بقوله تعالى :﴿ قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ﴾ ٢ [ التوبة : ٢٩ ].
٢ راجع المحرر الوجيز ١٢/ ٢٢٨، ٢٢٩، والجامع لأحكام القرآن ١٣/ ٣٥٠..
اختلف هل كتب النبي صلى الله عليه وسلم أم لا ؟ فذهب الشعبي إلى أنه كتب. قال ما مات النبي صلى الله عليه وسلم حتى كتب ومن حجته أنه عليه الصلاة والسلام رأى ١ صحيفة لعيينة بن حصن فأخبر بمعناها ٢. ومن ذلك حديثه صلى الله عليه وسلم في كتب اسمه في صحيفة المهادنة يوم الحديبية. خرج البخاري أنه قال لعلي : " أرني اسمي " فمحاه وكتب بيده ٣ وإلى هذا ذهب الباجي في المسألة المشهورة ٤. والأصح من القول أنه صلى الله عليه وسلم لم يكتب وحجة ذلك الآية وأكثر النقلة عليه.
٢ راجع القول في المحرر الوجيز ١٢/ ٢٣١..
٣ الحديث أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الجزية، باب: المصالحة على ثلاثة أيام أو وقت معلوم ٣/ ١١٦٣..
٤ قال ابن عطية: وهذا كله ضعيف، وقول الباجي رحمه الله تعالى منه. راجع المحرر الوجيز ١٢/ ٢٣١..