تفسير سورة القارعة

تفسير النسفي
تفسير سورة سورة القارعة من كتاب مدارك التنزيل وحقائق التأويل المعروف بـتفسير النسفي .
لمؤلفه أبو البركات النسفي . المتوفي سنة 710 هـ
مكية، وهي إحدى عشرة آية.

الْقَارِعَةُ (١)
﴿القارعة﴾ مبتدأ
مَا الْقَارِعَةُ (٢)
﴿مَا﴾ مبتدأ ثانٍ ﴿القارعة﴾ خبره والجملة خبر المبتدأ الأول وكان حقه ما هي وإنما كرر تفخما لشأنها
وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ (٣)
﴿وما أدراك ما القارعة﴾ أى أى شئ أعلمك ما هي ومن أين علمت ذلك
يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (٤)
﴿يوم﴾ نصب بمضمر دلت عليه القارعة أو تقرع يوم ﴿يَكُونُ الناس كالفراش المبثوث﴾ شبههم بالفراش في الكثرة والانتشار والضعف والذلة والتطاير إلى الداعي من كل جانب كما يتطاير الفراش إلى النار وسمي فراشاً لتفرشه وانتشاره
وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (٥)
﴿وَتَكُونُ الجبال كالعهن المنفوش﴾ وشبه الجبال بالعهن وهو الصوف المصبغ ألوانا لأنها ألوان وَمِنَ الجبال جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مختلف ألوانها وبالمنفوش منه لتفرق أجزائها
فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (٦)
﴿فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ موازينه﴾ باتباعهم الحق وهي جمع موزون وهو العمل الذي له وزن وخطر عند الله أو جمع ميزان وثقلها رجحانها
فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (٧)
﴿فَهُوَ فِى عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ﴾ ذات رضا أو مرضية
وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (٨)
﴿وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ موازينه﴾ باتباعهم الباطل
فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (٩)
﴿فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ﴾ فمسكنه ومأواه النار وقيل للمأوى أمٌّ على التشبيه لأن الأم مأوى الولد ومفزعه
وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (١٠)
﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ﴾ الضمير يعود إلى هَاوِيَةٌ والهاء للسكت ثم فسرها فقال
نَارٌ حَامِيَةٌ (١١)
﴿نَارٌ حَامِيَةٌ﴾ بلغت النهاية في الحرارة والله أعلم
674
سورة التكاثر مكية وهي ثمان آيات

بسم الله الرحمن الرحيم

675
Icon