تفسير سورة سورة قريش من كتاب بيان المعاني
المعروف بـبيان المعاني
.
لمؤلفه
ملا حويش
.
المتوفي سنة 1398 هـ
ﰡ
وأنا على ذلك من الشاهدين، أخرجه الترمذي وقال الشافعي رحمه الله، يقولها حتى في الصلاة هذا والله أعلم، وأستغفر الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه أجمعين.
تفسير سورة قريش عدد ٢٩- ١٠٩
نزلت بمكة بعد سورة التين وهي أربع آيات، وسبع وعشرون كلمة، وثلاثة وسبعون حرفا، لا يوجد سورة مبدوءة أو مختومة بما بدئت وختمت به لا ناسخ ولا منسوخ فيها، وتسمى سورة الإيلاف ومثلها في عدد الآي الإخلاص.
مطلب في قريش ومن خصهم بالعهد:
تفسير سورة قريش عدد ٢٩- ١٠٩
نزلت بمكة بعد سورة التين وهي أربع آيات، وسبع وعشرون كلمة، وثلاثة وسبعون حرفا، لا يوجد سورة مبدوءة أو مختومة بما بدئت وختمت به لا ناسخ ولا منسوخ فيها، وتسمى سورة الإيلاف ومثلها في عدد الآي الإخلاص.
مطلب في قريش ومن خصهم بالعهد:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قال تعالى: «لِإِيلافِ» أي عهد «قُرَيْشٍ ١» اسم لعشيرة الرسول صلّى الله عليه وسلم والعهد بالبداوة شبه الاجازة بالخفارة، وأول من أخذه منهم هاشم جد رسول الله محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم من ملك الشام كما سيأتي في الآية ٦٧ من سورة العنكبوت في ج ٢ واللام فيه للتعجيب أي أعجبوا أيها الناس بأهل مكة لهذا العهد الذي أخذته قريش بسبب سكناهم في الحرم الشريف وكيف صاروا به آمنين من كل أحد ببركة البيت الحرام وقد كثر خيرهم بسبب «إِيلافِهِمْ» وائتلافهم بصورة دائمة مطردة «رِحْلَةَ الشِّتاءِ» إلى اليمن «وَالصَّيْفِ ٢» إلى الشام ليختاروا منها ويتجروا آمنين في تنقلاتهم هذه والناس يتخطفون من حولهم، وإذا تعرض لهم من لا يعرفهم وقالوا نحن أهل حرم الله تركوهم واحترموهم، وهذه ميزة عظيمة خاصة لهم لم يتحف بها غيرهم فإذا كانوا بعد هذا لا يؤمنون بالله الذي أنعم عليهم بالعقل والسمع والبصر فجدير بهم أن يؤمنوا لهذه النعمة فقط التي خصوا بها دون غيرهم، وإذا كان كذلك «فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ الَّذِي» بسبب وجودهم فيه «أَطْعَمَهُمْ» الله «مِنْ جُوعٍ ٣» وكانوا في غاية الشدة منه قبل هذا العهد «وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ٤» عظيم كانوا عليه قبله والتنكير في الكلمتين يدل على أنهم كانوا في حاجة ماسة للأمن والطعام لأنهم كانوا قبل نزولهم الحرم الشريف وقبل أخذ هذا العهد الممتاز يقاسون الأمرين232
فسخر الله لهم هاشما وألقى في قلبه أخذ هذا العهد وسخر له ملك الشام والقى في قلبه إعطاءه له لأنه سادن الكعبة المعظمة وذلك بسبب دعوة إبراهيم عليه السلام أولا ووجود المصطفى أخيرا (راجع تفسير الآية ١٢٨ من البقرة في ج ٣) وسبب نزولها أن قريشا لما كذبت محمدا دعا عليهم فقال اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف، فاشتد عليهم القحط فقالوا يا محمد أدع لنا ربك فإنا مؤمنون فدعا فأخصبت بلادهم ثم أصروا على كفرهم. وقريش ولد النضر بن كنانة فمن لم يلده النضر فليس بقريشي. روى مسلم عن وائلة بن الأسقع قال صلّى الله عليه وسلم إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشا من كنانة واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم وسموا قريشا لشدتهم ومنعتهم تشبيها بالقرش وهو دابة عظيمة في البحر تعبث بالسفن ولا تصاد إلا بالنار وقد يأتي التصغير للتعظيم وكانوا متفرقين فجمعهم الله يواسطته. قص بن كلاب وهو الذي أنزلهم الحرم واتخذوه مسكنا ولذلك سمي مجمعا والتقرش التجمع قال شاعرهم:
روى البخاري ومسلم أن رسول الله قال إن الناس تبع لقريش في هذا الشأن مسلمهم لمسلمهم وكافرهم لكافرهم، وعن جابر أن رسول الله قال: الناس تبع لقريش في الخير والشر، قال الكلبي أول من حمل السمراء (القمح الحنطة) من الشام هاشم بن عبد مناف وفيه يقول شاعرهم:
أبوكم قصي كان يدعى مجمعا | به جمع الله القبائل من فهر |