تفسير سورة الماعون

البسيط للواحدي
تفسير سورة سورة الماعون من كتاب التفسير البسيط المعروف بـالبسيط للواحدي .
لمؤلفه الواحدي . المتوفي سنة 468 هـ

تفسير سورة أرأيت (١)

بسم الله الرحمن الرحيم

١ - ﴿أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ﴾ قال أبو إسحاق: الاختيار (أرأيت) بإثبات الهمزة الثانية، لأن الهمزة إنما طرحت من المستقبل نحو: ترى، وأرى، ويرى. فأما (رأيت) فليس يصح عن العرب فيها (ريت)، ولكن ألف الاستفهام لما (٢) كانت في أول الكلام سَهَّلَت إلقاء الهمزة، والاختيار إثباتها (٣)، (وقد تقدم بيان هذا في سورة الأنعام) (٤) (٥)، ومعنى
(١) تسمى بسورة الماعون، وبسورة الدين. "الإتقان" ١/ ١٥٩. وفيها قولان:
أحدهما: أنها مكية، قال به عطاء، وجابر، وعزاه ابن الجوزي إلى الجمهور.
الثاني: أنها مدنية في أحد قولي ابن عباس، وقال به أيضًا قتادة. "زاد المسير" ٨/ ٣١٦، و"النكت والعيون" ٦/ ٣٥٠، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٢١٠.
(٢) في (أ): (ما).
(٣) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٦٧.
(٤) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٥) سورة الأنعام: ٤٠، قال تعالى: ﴿قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾، ومما جاء في همزة "أرأيت" فقد اختلف القراء في هذا الحرف وما كان من بابه ودخل عليه ألف الاستفهام مثل "أرأيتم" "وأرايتكم" و"أرأيت" و"أفرأيتم" فحذف الكسائي همزة الرؤية فقرأ "أيتكم" كأنه =
355
(أرأيت الذي) التنبيه على حال المخبر عنه بالتكذيب.
قال (عطاء عن) (١) ابن عباس: نزلت (٢) في رجل من المنافقين (٣)
وقال الكلبي: نزلت في العاص بن وائل السهمي (٤).
(وقال السدي (٥)، وابن حيان (٦): يعني الوليد بن المغيرة) (٧)
ومعنى ﴿يُكَذِّبُ بِالدِّينِ﴾
قال ابن عباس: بالحساب والجزاء (٨).
وقال أهل المعاني: التكذيب بالجزاء أضر شيء على صاحبه؛ لأنه
= حذفها للتخفيف كما قالوا: ويلمه... وقرأ نافع بتليين همزة الرؤية، فجعلها بين الهمزة والألف على التخفيف القياسي، والباقون قرؤوا بتحقيق الهمزة؛ لأن الهمزة عين الفعل.
ومذهب الكسائي حسن، وهو كثير في الشعر وقد تكلمت العرب في مثله بحذف الهمزة.
(١) ساقط من (أ)
(٢) في (أ): انزلت.
(٣) "معالم التنزيل" ٤/ ٥٣١، و"زاد المسير" ٨/ ٣١٦، و"التفسير الكبير" ٣٢/ ١١٢، و"لباب التأويل" ٤/ ٤١٢
(٤) "أسباب النزول"، تح: أيمن صالح ص ٤٠٣، و"الكشف والبيان" ١٣/ ١٦١ ب، و"النكت والعيون" ٦/ ٣٥٠، و"زاد المسير" ٨/ ٣١٧، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٢١٠، و"فتح القدير" ٥/ ٤٩٩.
(٥) "الكشف والبيان" ١٣/ ١٦١ ب، و"النكت والعيون" ٦/ ٣٥٠، و"معالم التنزيل" ٤/ ٥٣١، و"زاد المسير" ٨/ ٣١٧، و"التفسير الكبير" ٣٢/ ١١١، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٢١٠، و"فتح القدير" ٥/ ٤٩٩.
(٦) المراجع السابقة عدا "زاد المسير"، و"الجامع لأحكام القرآن".
(٧) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٨) لم أعثر على مصدر لقوله.
356
يعدم به أكثر الدواعي إلى الخير، والصوارف عن الشر؛ لأنه لا يخاف عائد الضر، ولا يرجو (١) الجزاء على الخير (٢).
ثم أخبر عن المكذب بقوله:
(قوله) (٣): ﴿فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ﴾ أي يدفعه عن حقه دفعًا بعنف وجفوة كقوله: ﴿يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا﴾ (٤) (٥).
قال المفسرون: يظلمه ويدفعه عن حقه فلا يعطيه (٦).
قوله: ﴿وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (٣)﴾ أي: لا يطعم المسكين، ولا يأمر بإطعامه. قال الكلبي: لا يحافظ (٧) على صدقة المسكين (٨).
وقال مقاتل: لا يحض نفسه على طعام المسكين، يعني لا يطعم
(١) في (أ)، (ع): (يرجوا).
(٢) لم أعثر على مصدر لقولهم.
(٣) ساقط من (ع).
(٤) سورة الطور: ١٣.
(٥) انظر: "تفسير غريب القرآن" ص ٥٤٠، والزجاج "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٦٧.
(٦) أقوال المفسرين مختلفة الألفاظ متفقة المعنى تناولت ما ذكره الواحدي، وممن قال بمعناه: قتادة، وابن عباس، وسفيان، ومجاهد، والضحاك، انظر: "جامع البيان" ٣٠/ ٣١٠ - ٣١١، و"الدر المنثور" ٨/ ٦٤١ - ٦٤٢.
وممن قال بمعنى ذلك أيضًا: الفراء في "معاني القرآن" ٣/ ٢٩٤، والزجاج في "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٦٧، والسمرقندي في "بحر العلوم" ٣/ ٥١٨، والثعلبي في "الكشف والبيان" ١٣/ ١٦١ ب. وانظر أيضًا: "معالم التنزيل" ٤/ ٥٣٢، و"زاد المسير" ٨/ ٣١٧، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٢١١.
(٧) في (أ): (يحافظ) بغير لا.
(٨) لم أعثر على مصدر لقوله.
357
مسكينًا (١).
وقال أهل المعاني: لا يحض عليه بخلًا به، وتكذيبًا بجزائه، ولذلك ذم به (٢)، ولو كان لا يحض عليه عجزًا لم يذم به.
قوله: ﴿فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (٤)﴾ قال الكلبي (٣) (ومقاتل (٤)) (٥): يعني من المنافقين.
ثم نعتهم فقال: ﴿الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (٥)﴾ قال ابن عباس (في رواية عطاء) (٦): لو كانت في صلاتهم ساهون، كانت في المؤمنين، ولكنها نزلت في المنافقين الذين لا يرجون لها ثوابًا إن صلوا، ولا يخافون عليها عقابًا إن تركوا، فهم عنها ساهون إذ كانوا مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، وإذا لم يكونوا معه تركوا (٧).
وقال أكثر المفسرين: معنى عنها ساهون أي يغفلوا (٨) عنها حتى يذهب وقتها.
(١) "تفسير مقاتل" ٢٥٤ أ.
(٢) انظر: "النكت والعيون" ٦/ ٣٥١.
(٣) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٤) "تفسير مقاتل" ٢٥٤ أ.
(٥) ساقط من (أ).
(٦) ساقط من (أ).
(٧) ورد قوله من طريق الضحاك عن ابن عباس في: "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٢١١، وعزاه الشوكاني إلى الواحدي في "فتح القدير" ٥/ ٥٠٠، وورد من غير عزو في: "زاد المسير" ٨/ ٣١٧.
(٨) في (أ): (يعلموا).
358
وهو قول [سعد] (١) بن أبي وقاص (٢)، (ومقاتل (٣)) (٤)، والحسن (٥): قالوا: السهو (٦) عنها تضييع وقتها حتى يفوت (٧).
وقال قتادة: هو الذي لا يبالي (٨) أصلى أم لم يصل (٩)، ويدل على هذا أنه من صفة المنافقين.
(١) في (أ)، (ع) (سعيد)، والصواب ما أثبتناه.
(٢) ورد قوله موقوفاً عليه في: "التفسير الكبير" ٣٢/ ١١٤، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٢١١، و"الدر المنثور" ٨/ ٨٤٢ وعزاه إلى الفريابي، وسعيد بن منصور، وابن المنذر، وابن مردويه، والبيهقي في سننه موقوفًا، و"فتح القدير" ٥/ ٥٠١.
كما ورد هذا القول عنه مرفوعًا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- في: "جامع البيان" ٣٠/ ٣١٣، و"الكشف والبيان" ١٣/ ١٦٢ أ، و"النكت والعيون" ٦/ ٣٥٢، و"معالم التنزيل" ٤/ ٥٣٢، و"الدر المنثور" ٨/ ٦٤٢، و"فتح القدير" ٥/ ٥٠١.
قال الهيثمي في المجمع: ٧/ ١٤٣ رواه الطبراني في الأوسط، وفيه عكرمة بن إبراهيم، وهو ضعيف جدًا، ولهذا الحديث طرق، وقد ذكر ابن كثير أن الموقوف أصح إسناداً من المرفوع، ثم قال: وقد ضعف البيهقي رفعه، وصحح وقفه، وكذلك الحاكم.
"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٩٤، وانظر: "فتح القدير" ٥/ ٥٠١.
(٣) "تفسير مقاتل" ٢٥٤ أ، و"التفسير الكبير" ٣٢/ ١١٤.
(٤) ساقط من (أ).
(٥) "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٤٠٠، و"التفسير الكبير" ٣٢/ ١١٤.
(٦) غير مقروء في (أ).
(٧) وإلى هذا أيضًا ذهب مصعب بن سعد بن أبي وقاص، وابن عباس، وابن أبزى، ومسروق، وأبو الضحى، ومسلم بن صبيح. "جامع البيان" ٣٠/ ٣١١ - ٣١٢.
(٨) بياض في (ع).
(٩) "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٣٩٩، و"المحرر الوجيز" ٥/ ٥٢٧، و"البحر المحيط" ٨/ ٥١٧، و"الدر المنثور" ٨/ ٦٤٣.
359
٦ - قوله: ﴿الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ﴾ قال ابن عباس: يتركون الصلاة في السر، ويصلونها في العلانية (١)، ونحو هذا قال الكلبي: إن أبصرهم أحد صلوا (٢)؛ كقوله: (يراؤون الناس) أي لا يريدون الله بها (٣).
ثم وصفهم بالبخل أيضًا فقال:
(قوله (٤)): ﴿وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ﴾ واختلفوا في تفسير الماعون، فقال ابن عباس في رواية عطاء: يريد زكاة أموالهم (٥). وهو قول علي (٦) رضي
(١) "جامع البيان" ٣٠/ ٣١٣، و"النكت والعيون" ٦/ ٣٥٢، و"الكشف والبيان" ١٣/ ١٦٢ أ، و"معالم التنزيل" ٤/ ٥٣٢، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٢١٢، و"لباب التأويل" ٤/ ٤١٢، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٩٢، و"الدر المنثور" ٨/ ٦٤٢ وعزاه إلى ابن مردويه، و"لباب النقول" ٢٣٥ وعزاه إلى ابن المنذر، و"فتح القدير" ٥/ ٥٠٠ - ٥٠١.
(٢) أحد صلوا: بياض في (ع).
(٣) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٤) ساقط من (أ).
(٥) "التفسير الكبير" ٣٢/ ١١٥، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٢١٥ برواية الضحاك عن ابن عباس، و"البحر المحيط" ٨/ ٥١٨ "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٩٤ عن عطاء، و"الدر المنثور" ٨/ ٦٤٥ وعزاه إلى البيهقي.
(٦) "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٣٩٩، و"جامع البيان" ٣٠/ ٣١٥، و"بحر العلوم" ٣/ ٥١٨، و"الكشف والبيان" ١٣/ ١٦٢ ب، و"النكت والعيون" ٦/ ٣٥٢، و"معالم التنزيل" ٤/ ٥٣٢، و"المحرر الوجيز" ٥/ ٥٢٨، و"زاد المسير" ٨/ ٣١٨، و"التفسير الكبير" ٣٢/ ١١٥، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٢١٣، و"لباب التأويل" ٤/ ٤١٣، و"البحر المحيط" ٨/ ٥١٨ "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٩٤، و"الدر المنثور" ٨/ ٦٤٥ وعزاه إلى الفريابي، وسعيد بن منصور، وابن المنذر، وابن أبي شيبة، والحاكم، والبيهقي في سننه.
360
الله عنه، والزهري (١)، (وابن عمر (٢)، وابن الحنفية (٣)، ومحمد بن كعب (٤)، والحسن (٥)، والقرظي (٦) وقتادة (٧)، ومقاتل (٨)، والضحاك (٩)) (١٠).
(١) "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٩٤.
(٢) "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٣٩٩، و"جامع البيان" ٣٠/ ٣١٥، و"الكشف والبيان" ١٣/ ١٦٢ ب، و"النكت والعيون" ٦/ ٣٥٢، و"معالم التنزيل" ٤/ ٥٣٢، و"المحرر الوجيز" ٥/ ٥٢٨، و"زاد المسير" ٨/ ٣١٨، و"التفسير الكبير" ٣٢/ ١١٥، و"لباب التاويل" ٤/ ٤١٣، و"البحر المحيط" ٨/ ٥١٨، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٩٤، و"الدر المنثور" ٨/ ٦٤٥ وعزاه إلى سعيد بن منصور، وابن المنذر.
(٣) "جامع البيان" ٣٠/ ٣١٦، و"الكشف والبيان" ١٣/ ١٦٢ ب، و"التفسير الكبير" ٣٢/ ١١٥، و"البحر المحيط" ٨/ ٥١٨، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٩٤.
(٤) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٥) "جامع البيان" ٣٠/ ٣١٦، و"الكشف والبيان" ١٣/ ١٦٢ ب، و"النكت والعيون" ٦/ ٣٥٢، و"معالم التنزيل" ٤/ ٥٣٢، و"زاد المسير" ٨/ ٣١٨، و"التفسير الكبير" ٣٢/ ١١٥، و"لباب التأويل" ٤/ ٤١٣، و"البحر المحيط" ٨/ ٥١٨، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٩٤. "تفسير الحسن البصري" ٢/ ٤٤١.
(٦) مكرر في (ع). والقرظي هو محمد بن كعب، وسبق بيان أني لم أعثر على مصدر لقوله.
(٧) "جامع البيان" ٣٠/ ٣١٦، و"الكشف والبيان" ١٣/ ١٦٢ ب، و"النكت والعيون" ٦/ ٣٥٢، و"معالم التنزيل" ٤/ ٥٣٢، و"زاد المسير" ٨/ ٣١٨، و"التفسير الكبير" ٣٢/ ١١٥، و"لباب التاويل" ٤/ ٤١٣، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٩٤.
(٨) "تفسير مقاتل" ٢٥٤ أ، و"بحر العلوم" ٣/ ٥١٨.
(٩) "جامع البيان" ٣٠/ ٣١٦، و"الكشف" ١٣/ ١٦٢ ب، و"معالم التنزيل" ٤/ ٥٣٢، و"التفسير الكبير" ٣٢/ ١١٥ "لباب التأويل" ٤/ ٤١٣، و"البحر المحيط" ٨/ ٥١٨، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٩٤، و"الدر المنثور" ٨/ ٦٤٥ وعزاه إلى ابن أبي شيبة.
(١٠) ما بين القوسين ذكر بدلاً عن تعداد لفظ: (وجماعة) في (أ).
361
قالوا: الماعون: الزكاة (١) المفروضة، وكل حق في المال.
قال الزهري (٢)، (ومقاتل (٣)) (٤): و (الماعون): المال بلغة قريش.
وذهب أكثر المفسرين إلى أن الماعون اسم لما يتعاوزه الناس من الدلو، والفأس والقدر وما لا يمنع كالماء، والملح وأشباه ذلك، وهو قول عبد الله بن عباس (في رواية سعيد بن جبير (٥)، ومجاهد (٦) عنه وقول إبراهيم (٧)، وعكرمة (٨)) (٩).
(١) في (أ)، (ع): (الزكوة).
(٢) "جامع البيان" ٣٠/ ٣١٩، و"الكشف والبيان" ١٣/ ١٦٢ ب، و"النكت والعيون" ٦/ ٣٥٣، و"زاد المسير" ٨/ ٣١٨، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٢١٤، و"البحر المحيط" ٨/ ٥١٨، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٩٤.
(٣) "الكشف والبيان" ١٣/ ١٦٢ ب، كما ورد في الحاشية ٦ من كتاب "زاد المسير" ٨/ ٣١٨، وقد ورد عنه في "تفسيره" ١٥٤ أ: الماء وليس المال.
(٤) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٥) "جامع البيان" ٣٠/ ٣١٨، و"الكشف والبيان" ١٣/ ١٦٢ ب، و"النكت والعيون" ٦/ ٣٥٣، و"معالم التنزيل" ٤/ ٥٣٢، و"المحرر الوجيز" ٥/ ٥٢٨، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٣١٤، و"لباب التأويل" ٤/ ٤١٣، و"البحر المحيط" ٨/ ٥١٨، و"الدر المنثور" ٨/ ٦٤٤ وعزاه إلى آدم، وسعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، وابن المنذر، والطبراني ٩/ ٢٣٥ ح ٩٠١١ - ٩٠١٣ - ١٩٠١٤ والحاكم، وصححه البيهقي وقال الهيثمي: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح، و"مجمع الزوائد" ٧/ ١٤٣. كما ورد عن طريق وائل عن عبد الله بن عباس مثل هذه الرواية في "كشف الأستار عن زوائد البزار" ٣/ ٨٢ - ٨٣: ح: ٢٢٩٢.
(٦) المراجع السابقة عدا: "معالم التنزيل".
(٧) "جامع البيان" ٣٠/ ٣١٨، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٩٤.
(٨) "بحر العلوم" ٣/ ٥١٨، و"معالم التنزيل" ٤/ ٥٣٢، و"لباب التأويل" ٤/ ٤٣، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٩٤، و"الدر المنثور" ٨/ ٦٤٥ وعزاه إلى ابن أبي حاتم.
(٩) ما بين القوسين كتب بدلاً من تعدادهم لفظ "وغيره" في (أ).
362
قالوا (١): هي العارية وما يتعاطاه الناس من المتاع (وسئل عكرمة فقيل) (٢) من منع شيئًا من المتاع، كان له الويل، قال: لا، ولكن مع جمع ثلاثتهن فله الويل يعني: ترك الصلاة، والرياء، والبخل بالماعون (٣).
(هذا قول المفسرين في تفسير الماعون (٤)) (٥).
وأما أهل اللغة: فقال أبو عبيدة (٦)، والأخفش (٧)، (والزجاج (٨)) (٩): الماعون في الجاهلية كل ما كان فيه منفعة، وكل ما انتفع به من قليل أو كثير كالعطية والعارية، قال الأعشى:
بِأجْوَدَ (١٠) منهُ بِماعُونِه إذا ما سَماءهم لم تَغِمْ (١١) (١٢)
(١) في (أ): (قال).
(٢) ما بين القوسين ساقط من (أ)
(٣) ورد معنى قوله في: "بحر العلوم" ٣/ ٥١٨، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٢١٥، و"الدر المنثور" ٨/ ٦٤٥ وعزاه إلى الفريابي، وابن المنذر، والبيهقي.
(٤) وممن قال بذلك أيضًا: الحسن، وقتادة، وابن الحنفية، وابن زيد، والضحاك، وابن المسيب، وابن مسعود. انظر: "جامع البيان"٣٠/ ٣٠٦ - ٣١٨، و"المحرر الوجيز" ٥/ ٥٢٨، و"البحر المحيط" ٨/ ٥١٨ كما عزاه الفخر أيضًا إلى أكثر المفسرين. "التفسير الكبير" ٣٢/ ١١٥.
(٥) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٦) "مجاز القرآن" ٢/ ٣١٣.
(٧) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٨) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٦٨.
(٩) ساقط من (أ).
(١٠) في (أ): (بأجود).
(١١) في (ع): (يقسم).
(١٢) ورد بيت الشعر في "ديوانه" ص ١٩٩، ط. دار صادر برواية: (بما عنده). =
363
(وقال هميان:
لا يحرم الماعون منه الخابطا (١)) (٢)
والماعون في الإسلام الزكاة والطاعة.
قال الراعي (٣):
قومٌ على الإسلامِ لما يمنعوا ماعُونَهُمْ ويُضَيِّعوا تهليلا (٤)
ويقال: رضّ بعيرك حتى يعطيك الماعون، أي ينقاد لك، ويعطيك الطاعة) (٥).
(وهذا قول عطية عن ابن عباس قال في الماعون: هو الطاعة (٦)) (٧)
قال الفراء: وسمعت بعض العرب يقول: الماعون هو الماء بعينه،
= "جامع البيان" ٣٠/ ٣١٤، و"الكشف والبيان" ١٣/ ١٦٢ ب، و"النكت والعيون" ٦/ ٣٥٣، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٢١٤، و"فتح القدير" ٥/ ٥٠٠، و"لسان العرب" ١٣/ ٤١٠ (معن) برواية: (سماؤهم)، و"تاج العروس" ٩/ ٣٤٧ (معن).
(١) ورد البيت في: "الكشف والبيان" ١٣/ ١٦٢ ب.
(٢) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٣) هو: عبيد بن حصين.
(٤) ورد البيت في: "تهذيب اللغة" ٣/ ١٧ (ويبدلوا تبديلا) بدلًا من (ويضيعوا تهليلا)، و"لسان العرب" ١٣/ ٤١٠ برواية (على التنزيل) بدلًا من (على الإسلام) و (يبدلوا التنزيلا) بدلًا من (يضيعوا التهليلا)، و"جامع البيان" ٣٠/ ٣١٤ برواية (التنزيلا)، و"الكشف والبيان" ١٣/ ١٦٣ أبرواية (التهليلا)، و"النكت والعيون" ٦/ ٣٥٣ (التهليلا) وبمثل رواية التهليلا جاء في: "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٢١٤، و"البحر المحيط" ٨/ ٥١٨، و"روح المعاني" ٣٠/ ٢٤٢.
(٥) انظر فيه: "المخصص" لابن سيده ٩/ ١٤٨، و"لسان العرب" ١٣/ ٤٠٩، (معن)، و"الكشف والبيان" ١٣/ ١٦٣ أ.
(٦) "النكت والعيون" ٦/ ٣٥٣ ومن غير ذكر طريق عطية، و"زاد المسير" ٨/ ٣١٨.
(٧) ما بين القوسين ساقط من (أ).
364
وأنشدني:
يمحُّ صَبِيرَةُ الماعُونَ صَبًّا (١) (٢)
وقال أبو العباس: (الماعون) (٣) كل ما يستعار من قدوم (٤)، (وشَفْرة (٥)، وسُفْرة (٦)) (٧) (٨).
فإن قيل على هذا: كيف خص المنافقين، وهم شر الخليقة بمنع الماعون، وهو من المحقرات، وفيهم من الكبائر (٩) ما هو أكبر من كل كبيرة قيل: هذا (١٠) تنبيه على بخلهم، (وسوء خلتهم) (١١)، وموضع
(١) عجزه:
إذا نسمٌ من الهَيْفِ اعْتراه
ورد البيت غير منسوب في: "تهذيب اللغة" ٣/ ١٧ (معن)، و"لسان العرب" ١٣/ ٤١٠، و"تاج العروس" ٩/ ٣٤٧ (معن)، و"جامع البيان" ٣٠/ ٣١٤، و"الكشف والبيان" ١٣/ ١٦٢ ب، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٢١٤، و"شرح أبيات معاني القرآن" ٢٣: ش ٢١ موضع الشاهد: الماعون هو الماء. المعنى: الصبير: السحاب. انظر: "شرح أبيات معاني القرآن".
(٢) "معاني القرآن" ٣/ ٢٩٥ بنصه.
(٣) ساقط من (أ).
(٤) قدوم: أي الفأس برأسين. "مجالس ثعلب" لأحمد بن يحيى بن ثعلب: ٢/ ٤٢٩.
(٥) شَفرة: السكين العظيم. "مختار الصحاح" ص ٣٤١ (شفر).
(٦) سُفرة: السفرة طعام يصنع للمسافر، والجمع سفر، وسميت الجلدة التي يوعى فيها الطعام سفرة مجازًا، و"المصباح المنير" ١/ ٣٢٩ - ٣٣٠ (سفر).
(٧) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٨) ورد قوله في "تهذيب اللغة" ١٣/ ١٧ (معن)، وانظر: "لسان العرب" ١٣/ ٤١٠.
(٩) غير مقروء في (ع).
(١٠) في (أ): (هلا).
(١١) ساقط من (أ).
365
عداوتهم، وإشارة إلى غاية بغضهم للإسلام وأهله، وذلك أنهم إذا منعوا ما لا يرزأ (١) (٢) مالًا ولا يغير حالاً فهم للكثير أمنع، وإذا لم يصلوا من مضرة المسلمين إلا (٣) إلى منع (٤) الحقير فهم (٥) بغير ذلك أدع، وإليه أسرع.
وقال (٦) أبو إسحاق، (وغيره (٧)) (٨): الماعون فاعول من المعن، وهو الشيء القليل (٩).
ومن هذا قالوا: ما له سَعْنة (١٠) ولا مَعْنَةٌ (١١) (١٢)، ومنه قول النَّمِرُ (بن
(١) غير مقروء في (ع).
(٢) يرزا: قال الليث: يقال: ما رَزأ فلان فلانًا شيئاً: أي ما أصاب من ماله شيئًا ولا انتقص منه. "تهذيب اللغة" ١٣/ ٢٤٨ (رزأ).
(٣) في (أ): (إلي).
(٤) في (أ): (منعهم).
(٥) في (أ): (فلم).
(٦) في (ع): (قال).
(٧) منهم: ابن سيده في "المخصص" ٩/ ١٤٨، ١٣/ ٨٩.
(٨) ساقط من (أ).
(٩) لم أعثر على قوله في المعاني، وإنما وجدته في "تهذيب اللغة" ٣/ ١٧ (عن)، وانظر: "تاج العروس" ٩/ ٣٤٧ (معن).
(١٠) في (ع): (سعته).
(١١) في (أ). (منعه).
(١٢) سعنة ولا معنة: أي لا قليل ولا كثير. "إصلاح المنطق" ٣٨٤، انظر: (معن) في. "تهذيب اللغة" ٣/ ١٧، و"لسان العرب" ١٣/ ٤١١، و"تاج العروس" ٩/ ٣٤٧. وأصل معنى: سعنة، ومعنة، قالوا: السعنة من المِعْزَى: صغار الأجسام في خلقها، والمعن الشيء الهين. وقالوا أيضًا: السعنة: الكثرة من الطعام وغيره، والمعنة: القلة من الطعام وغيره. وأيضًا: السعنة: القرية الصغيرة يُنبذ فيها، والسُعنة: المِظلة. "تهذيب اللغة" ٢/ ١٠٤ (سعن).
366
التَّوْلب) (١):
فإنَّ ضَياعَ مَالِكَ غَيرُ مَعْنِ (٢)
أي غير حقير ولا يسيِر.
وسميت الزكاة ماعونًا، لأنه يؤخذ من المال ربع عشره فهو قليل من كثير (٣) (والله أعلم بالصواب) (٤).
(١) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٢) البيت كاملاً:
ولا ضَيَّعْتُه فأُلام فيه فإنَّ ضياع مالك غير معن
ورد البيت في: "ديوانه" ص ١١٨ تأليف د. نوري القيسي، و"تهذيب اللغة" ٣/ ١٦، ١٨ (معن)، و"لسان العرب" ١٣/ ٤٠٩، و"تاج العروس" ٩/ ٣٤٧، و"المخصص" ٩/ ١٤٨: نعوت الماء من قبل جريه وسيلانه.
ومعناه مرتبط بالبيت السابق له وهو:
يلوم أخي على إهلاك مالي وما إن غاله ظهري وبطني
يقول: لم يهلك مالي بطني، يريد الأكل والشرب، وظهري يريد لم أفنه في اللباس، وقيل: الجماع، يعني أنه لم يذهب ماله في الملاذ، ولا ضيعته: أي لم أكن سيئ التدبير فيهلك لسوء التدبير، وإنما صرف إلى الحقوق التي يلزمنا إنفاق المال بها، وغير معن: غير يسير ولا هين. "ديوانه" ص ١١٨.
(٣) لم أعثر على قوله، وإنما وجدته في: "تهذيب اللغة" ٣/ ١٧ (معن)، وانظر: "لسان العرب" ١٣/ ٤١٠ (معن).
(٤) ما بين القوسين ساقط من (أ).
367
سورة الكوثر
369
Icon