ﰡ
الآيات من ٤ ٦ تنالُه درايةُ أحدٍ حَتَّى يدريكَ بَها وَمَا فِى حيزِ الرفعِ على الابتداءِ وأدراكَ هو الخبرُ وَلا سبيل إلى العكس هاهنا ومَا القارعةُ جملةٌ كما مَرَّ محلّها النصبُ على نزعِ الخافضِ لأنَّ أَدْرى يتعدى إلى المفعول الثاني بالباء كما في قوله تعالَى وَلا أَدْرَاكُمْ بِهِ فلما وقعتْ الجملةُ الاستفهاميةُ معلقة له كانت في مَوْقعِ المفعولِ الثانِي له والجملةُ الكبيرةُ معطوفةٌ على ما قبلها من الجملة الواقعةِ خبراً للمبتدأِ الأولِ أي وأي شيء أعلمك مَا شأنُ القارعةِ ولما كانَ هذَا منبئاً عن الوعدِ الكريمِ بإعلامِها أنجزَ ذلكَ بقولِه تعالَى
القارعة الآيات ٧ ٠ ١١ للمعدلةِ وقطعاً للمعذرةِ وقيل الوزنُ عبارةٌ عن القضاءِ السويِّ والحُكمُ العادلُ وبهِ قال مجاهدٌ والأعمشُ والضحاكُ واختارَهُ كثيرٌ من المتأخرينَ قالوا إنَّ الميزانَ لا يتوصلُ بهِ إلا إِلى معرفةِ مقاديرِ الأجسامِ فكيفَ يمكنُ أن يعرفَ به مقاديرُ الأعمالِ التي هيَ أعراضُ منقضيةٌ وقيلَ إن الأعم الالظاهرة في هذِه النشأةِ بصورةٍ عرضيةٍ تبرُز في النشأة الآخرة بصورة جوهريةٍ مناسبةٍ لها في الحُسْنِ والقُبحِ وقد رُوي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّه يُؤتى بالأعمال الصالحة على صورٍ حسنةٍ وبالأعمال السيئة على صورٍ قبيحةٍ فتوضعُ في الميزانِ أيْ فمَنْ ترجحتْ مقاديرُ حسناتِه
بسم الله الرحمن الرحيم