تفسير سورة قريش

تفسير العز بن عبد السلام
تفسير سورة سورة قريش من كتاب تفسير العز بن عبد السلام المعروف بـتفسير العز بن عبد السلام .
لمؤلفه عز الدين بن عبد السلام . المتوفي سنة 660 هـ
سورة ليلاف مكية.

١ - ﴿لإيلاف﴾ مأخوذ من ألف بألف وهي العادة المألوفة لإيلاف نعمتي على قريش لأن نعمته إلفة لهم " ع " أو لإيلاف الله تعالى لهم لأنه آلفهم إيلافاً قال له الخليل أو يلافهم حرمي وقيامهم ببيتي " ح " أو لإيلافهم الرحلتين واللام معلقة بقوله ﴿فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ﴾ [الفيل: ٥] أي ليلافهم أهلك أصحاب الفيل وكان عمر وأبي رضي الله تعالى عنهما يريانهما سورة واحدة لا يفصلان بينهما أو اللام متعلقة بقوله تعالى ﴿فَلْيَعْبُدُواْ رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ﴾ أي لنعمتي عليهم فليعبدوا قاله أهل البصرة ﴿قُرَيْشٍ﴾ بنو النضر بن كنانة على المشهور أو بنو فهر بن مالك بن النضر بن كنانة وكانوا متفرقين في غير الحرم فجمعهم
491
قصي بن كلاب في الحرم فاتخذوه [٢٢٧ / ب] / مسكناً قال الشاعر:
(أبونا قصي كان يدعى مجمعا به جمع الله القبائل من فهر)
فسموا قريشاً لاجتماعهم بعد الفرقة والتقريش الجمع أو كانوا تجاراً يأكلون من مكاسبهم والتقريش الكسب أو كانوا يفتشون الحاج عن ذي الخلة فيسدون خلته والقرش الفتش أو قريش اسم دابة في البحر سميت بها قريش لأنها تأكل ولا تؤكل وتعلو ولا تعلى " ع " قال الشاعر في معنى ذلك:
492
٢ - ﴿رِحْلَةَ الشِّتَآءِ﴾ الرحلة: السفرة لما فيها من الارتحال كانوا يرتحلونهما للتجارة والكسب. والرحلتان إلى فلسطين رحلة الشتاء في البحر وأيلة طلباً للدفء ورحلة الصيف على بصرى وأذرعات طلباً للهواء أو رحلة الشتاء إلى اليمن لأنها حامية ورحلة الصيف إلى الشام لأنها باردة مَنَّ عليهم بذلك لأنهم كانوا يسافرون في العرب آمنين لكونهم أهل الحرم أو لأنهم يكسبون فيتوسعون ويصلون ويطعمون أو أراد بالرحلتين أنهم كانوا يشتون بمكة لدفاءتها ويصيفون بالطائف لهوائها " ع " قال الشاعر:
(تشتوا بمكة نعمة... ومصيفها بالطائف)
وهذه نعمة جليلة فذكروا بها.
٣ - ﴿رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ﴾ مَيَّز نفسه عن أوثانهم بإضافة البيت إليه أو فذكره تذكيراً لنعمه لشرفهم بالبيت على سائر العرب. ﴿فَلْيَعْبُدُواْ﴾ فليألفوا عبادته كما ألفوا الرحلتين أو فليعبدوه لإنعامه عليهم بالرحلتين أو فليعبدوه لأنه ﴿أَطْعَمَهُم مِّن الجوع﴾ الآية أو فليتركوا الرحلتين لعبادة رب هذا البيات فإنه يطعمهم من جوع ويؤمنهم من خوف.
٤ - ﴿أَطْعَمَهُم﴾ بما أعطاهم من الأموال وساق إليهم من الأرزاق أو بإجابة دعوة إبراهيم لما قال ﴿وارزقهم مِّنَ الثمرات﴾ [إبراهيم: ٣٧] أو أصابهم جوع في الجاهلية فحملت إليهم الحبشة طعاماً فخافوهم فخرجوا إليهم متحرزين فإذا بهم قد جلبوا لهم الطعام وأعانوهم بالأقوات. ﴿مِّنْ خَوْفٍ﴾ العرب أن تقتلهم أو تسبيهم تعظيماً للبيت ولما سبق من دعوة إبراهيم ﴿اجعل هذا البلد آمِناً﴾ [إبراهيم: ٣٥] أو من خوف الحبشة مع الفيل أو من خوف الجذام أو آمنهم أن تكون الخلافة إلا فيهم. قاله علي.
493
سورة أرأيت
سورة الماعون
مكية أو مدنية

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

﴿أرءيت الذي يكذب بالدين (١) فذلك الذين يدعُّ اليتيم (٢) ولا يحضُّ على طعامِ المسكين (٣) فويلٌ للمصلين (٤) الذين هم عن صلاتهم ساهون (٥) الذين هم يراءون (٦) ويمنعون الماعون (٧) ﴾
494
الموسوعة القرآنية Quranpedia.net - © 2024
Icon
(قريش هي التي تسكن البحر بها سميت قريش قريشا)