ﰡ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
«الم أَحَسِبَ النَّاسُ» (١، ٢) ساكن لأنه جرى مجرى فواتح سائر السّور اللواتى مجازهن مجاز حروف التهجّى ومجاز موضعه فى المعنى مجاز ابتداء فواتح سائر السور..«وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ» (٢) مجازه: وهم لا يبتلون، من بلوته أي خبرته..
«فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا» (٣) مجازه: فليميزنّ الله لأن الله قد علم ذلك من قبل «١»..
«مَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ اللَّهِ» (٥) مجازه: من كان يخاف بعث الله، قال أبو ذؤيب:
إذا لسعته الدّبر لم يرج لسعها | وحالفها فى بيت نوب عوامل |
«وَإِنْ جاهَداكَ» (٨) مجازه مجاز المختصر الذي فيه ضمير كقوله: وقلنا له وإن جاهداك.
«وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنافِقِينَ» (١١) مجازه: وليميزن الله هؤلاء من هؤلاء..
«اتَّبِعُوا سَبِيلَنا وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ» (١٢) مجازه: اتبعوا ديننا..
«وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَأَثْقالًا مَعَ أَثْقالِهِمْ» (١٣) مجازها: وليحملن أوزارهم «١» وخطاياهم وأوزارا وخطايا مع أوزارهم وخطاياهم..
«عَمَّا كانُوا يَفْتَرُونَ» (١٣) أي يكذبون ويخترعون..
«الطُّوفانُ» (١٤) مجازه: كل ما طام فاش من سيل كان أو من غيره وهو كذلك من الموت إذا كان جارفا فاشيا كثيرا، قال:
أفناهم طوفان موت جارف
«٢» [٦٨٧].
«أَوْثاناً» (١٧) الوثن من حجارة أو من جصّ..
«وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً» (١٧) مجازه: تختلقون وتفترون..
«وَاشْكُرُوا لَهُ» (١٧) واشكروه واحد.
(٢). - ٦٨٧: فى الطبري ٢٠/ ٨٠ والقرطبي ١٣/ ٣٣٤. [.....]
«ثُمَّ يُعِيدُهُ» (١٩) بعد، يقال: رجع عوده على بدئه أي آخره على أوله، وفيه لغتان يقال: أبدأ وأعاد وكان ذلك مبدئا ومعيدا وبدأ وعاد وكان ذلك بادئا وعائدا..
«كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ» (٢٠) مجاز «يُنْشِئُ» يبدئ..
«وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ» (٢١) أي ترجعون..
«وَقالَ إِنِّي مُهاجِرٌ إِلى رَبِّي» (٢٦) كل من خرج من داره أو قطع شيئا فقد هاجر ومنه: مهاجر والمسلمين..
«إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ» (٣٢) أي من الباقين الذين طالت أعمارهم فبقيت ثم أهلكت، قال العجّاج:
فما ونى محمد مذ أن غفر | له الإله ما مضى وما غبر |
«سِيءَ بِهِمْ» (٣٣) مجازه: فعل بهم من سؤت بنا..
«تَرَكْنا مِنْها آيَةً» (٣٥) مجازه: أبقينا منها علامة..
«وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ» (٣٦) مجازه: وأخشو اليوم الآخر، قال أبو ذؤيب:
إذا لسعته الدّبر لم يرج لسعها | وحالفها فى بيت نوب عوامل |
«جاثِمِينَ» (٣٨) بعضهم على بعض، وجاثمين لركبهم وعلى ركبهم..
«وَما كانُوا سابِقِينَ» (٣٩) مجازه: فائقين معجزين.
«أَرْسَلْنا عَلَيْهِ حاصِباً» (٤٠) أي ريحا عاصفا فيها حصى ويكون فى كلام العرب: الحاصب من الجليد ونحوه أيضا، قال الفرزدق:
مستقبلين شمال الشام تضربنا | بحاصب كنديف القطن منثور |
«وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ» (٤٣) مجازها: هذه الأشباه والنظائر نحتجّ بها، يقال اضرب لى مثلا: قال الأعشى:
«هل تذكر العهد فى تنمّص إذ | تضرب لى قاعدا بها مثلا |
«وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَارْتابَ الْمُبْطِلُونَ» (٤٨) مجازه: ما كنت تقرأ من قبل القرآن حتى أنزل إليك ولا قبل ذلك من كتاب، مجازه: ما كنت تقرأ كتابا، و «من» من حروف الزوائد، وفى آية أخرى: «فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ» (٦٩/ ٤٧) مجازه: ما منكم أحد عنه حاجزين «وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ» أي ولا تكتب كتابا،
«لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفاً» (٥٨) مجازه: لننزلنهم، وهو من قولهم:
«اللهم بوّئنا مبوّأ صدق»..
«وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا» (٦٠) مجازه: وكم من دابة، ومجاز الدابة: أن كل شىء يحتاج إلى الأكل والشرب فهو دابة من إنس أو غيرهم..
«الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ» (٦٤) مجازه: الدار الآخرة هى الحيوان، واللام تزاد للتوكيد، قال الشاعر:
أمّ الحليس لعجوز شهربه | ترضى من اللحم يعظم الرّقبه |
حييت حيا على تقدير: عييت عيّا فهو مصدر، والحيوان والحياة اسمان منه «١» فيما تقول العرب، قال العجّاج:
وقد ترى إذ الحياة حىّ
«٢» [٦٩١] أي الحياة.
وزعم أبو عبيدة أن الحيوان | واحد كما قال الراجز وغيره يقول إن الحي جمع على مفعول مثل عصى. |
ألستم خير من ركب المطايا | وأندى العالمين بطون راح |