ﰡ
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : كانوا يقولون : والله لو نعلم ما أحب الأعمال إلى الله فنزلت ﴿ يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون ﴾ إلى قوله :﴿ بنيان مرصوص ﴾ فدلهم على أحب الأعمال إليه.
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال : قالوا : لو كنا نعلم أي الأعمال أحب إلى الله فنزلت ﴿ يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون ﴾ إلى قوله :﴿ بنيان مرصوص ﴾.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن عساكر عن مجاهد في قوله ﴿ يا أيها لذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون ﴾ إلى قوله :﴿ بنيان مرصوص ﴾ قال : نزلت في نفر من الأنصار منهم عبد الله بن رواحة قالوا في مجلس لهم : لو نعلم أي عمل أحب إلى الله لعملناه حتى نموت، فأنزل الله هذا فيهم، فقال ابن رواحة : لا أبرح حبيساً في سبيل الله حتى أموت، فقتل شهيداً.
وأخرج مالك في تفسيره عن زيد بن أسلم قال : نزلت هذه الآية في نفر من الأنصار فيهم عبد الله بن رواحة قالوا في مجلس : لو نعلم أي الأعمال أحب إلى الله لعملنا به حتى نموت، فأنزل الله هذه فيهم، فقال ابن رواحة : لا أبرح حبيساً في سبيل الله حتى أموت شهيداً.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل قال : قال المؤمنون : لو نعلم أحب الأعمال إلى الله لعملناه فدلهم على أحب الأعمال إليه فقال :﴿ إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً ﴾ فبين لهم فابتلوا يوم أحد بذلك فولوا عن النبي ﷺ مدبرين، فأنزل الله في ذلك ﴿ يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون ﴾.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن أبي صالح قال : قال المسلمون : لو أمرنا بشيء نفعله، فنزلت ﴿ يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون ﴾ قال : بلغني أنها نزلت في الجهاد، كان الرجل يقول : قاتلت وفعلت، ولم يكن فعل، فوعظهم الله في ذلك أشد الموعظة.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : كان رسول الله ﷺ يبعث السرية، فإذا رجعوا كانوا يزيدون في الفعل، ويقولون قاتلنا كذا وفعلنا كذا، فأنزل الله الآية.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ميمون بن مهران قال : إن القاص ينتظر المقت فقيل له أرأيت قول الله :﴿ يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ﴾ أهو الرجل يقرظ نفسه فيقول : فعلت كذا وكذا من الخير، أم هو الرجل يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وإن كان فيه تقصير، فقال : كلاهما ممقوت.
قوله تعالى :﴿ إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً ﴾ الآيات.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ كأنهم بنيان مرصوص ﴾ قال : مثبت لا يزول ملصق بعضه ببعض.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة ﴿ إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً ﴾ الآية، قال : ألم تروا إلى صاحب البناء كيف لا يحب أن يختلف بنيانه، فكذلك الله لا يحب أن يختلف أمره وإن الله وصف المسلمين في قتالهم وصفهم في صلاتهم فعليكم بأمر الله فإنه عصمة لمن أخذ به.
وأخرج ابن مردويه عن البراء بن عازب قال : كان رسول الله ﷺ إذا أقيمت الصلاة يمسح مناكبنا وصدورنا، ويقول :« لا تختلفوا فتختلف قلوبكم إن الله وملائكته يصلون على الصفوف الأول، وصلوا المناكب بالمناكب والأقدام بالأقدام، فإن الله يحب في الصلاة ما يحب في القتال ﴿ صفاً كأنهم بنيان مرصوص ﴾ ».
وأخرج أحمد وابن ماجة والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي سعيد عن النبي ﷺ قال :« ثلاثة يضحك الله إليهم : القوم إذا اصطفوا للصلاة، والقوم إذا اصطفوا لقتال المشركين، ورجل يقوم إلى الصلاة في جوف الليل ».
قوله تعالى :﴿ وإذ قال عيسى ابن مريم ﴾ الآية.
أخرج ابن مردويه عن العرياض ابن سارية : سمعت رسول الله ﷺ يقول :« إني عبد الله في أم الكتاب وخاتم النبيين، وإن آدم لمنجدل في طينته، وسوف أنبئكم بتأويل ذلك. أنا دعوة إبراهيم وبشارة عيسى قومه ورؤيا أمي التي رأت أنه خرج منها نور أضاء له قصور الشام ».
وأخرج ابن مردويه عن أبي موسى قال : أمرنا النبي ﷺ أن ننطلق مع جعفر بن أبي طالب إلى أرض النجاشي قال : ما منعك أن تسجد لي؟ قلت : لا نسجد إلا لله. قال : وما ذاك؟ قلت : إن الله بعث فينا رسوله، وهو الرسول الذي بشر به عيسى ابن مريم برسول يأتي من بعد اسمه أحمد، فأمرنا أن نعبد الله ولا نشرك به شيئاً.
وأخرج مالك والبخاري ومسلم والدارمي والترمذي والنسائي عن جبير بن مطعم قال : قال رسول الله ﷺ :
وأخرج الطيالسي وابن مردويه عن جبير بن مطعم سمعت النبي ﷺ يقول :« أنا محمد وأنا أحمد والحاشر ونبي التوبة ونبي الملحمة ».
وأخرج ابن مردويه عن أبيّ بن كعب أن النبي ﷺ قال :« » أعطيت ما لم يعط أحد من أنبياء الله « قلنا يا رسول الله ما هو؟ قال :» نصرت بالرعب، وأعطيت مفاتيح الأرض، وسميت أحمد، وجعل لي تراب الأرض طهوراً، وجعلت أمتي خير الأمم « ».
أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله :﴿ فلما جاءهم بالبينات ﴾ قال : محمد وفي قوله :﴿ يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ﴾ قال : بألسنتهم.
وأخرج عبد بن حميد عن مسروق أنه كان يقرأ التي في المائدة وفي الصف وفي يونس « ساحر ».
وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ ﴿ هذا سحر مبين ﴾ بغير ألف، وقرأ ﴿ والله متم نوره ﴾ بتنوين متم وبنصب نوره.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة ﴿ يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة ﴾ الآية قال : فلولا أن الله بينها ودل عليها للهف الرجال أن يكونوا يعلمونها حتى يطلبوها، ثم دلهم الله عليها فقال :﴿ تؤمنون بالله ورسوله ﴾ الآية.
وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ ﴿ على تجارة تنجيكم ﴾ خفيفة.
قوله تعالى :﴿ يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله ﴾.
أخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ ﴿ كونوا أنصار الله ﴾ مضاف.
وأخرج عبد بن حميد وعبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة في قوله :﴿ يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله ﴾ قال : قد كان ذلك بحمد الله جاءه سبعون رجلاً فبايعوه عند العقبة، فنصروه وآووه حتى أظهر الله دينه ولم يسمّ حيّ من السماء قط باسم لم يكن لهم قبل ذلك غيرهم، وذكر لنا أن بعضهم قال : هل تدرون ما تبايعون هذا الرجل؟ إنكم تبايعونه على محاربة العرب كلها أو يسلموا، « وذكر لنا أن رجلاً قال : يا نبي الله اشترط لربك ولنفسك ما شئت، فقال : أشترط لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً وأشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأبناءكم، قالوا : فإذا فعلنا ذلك فما لنا يا نبي الله؟ قال :» لكم النصر في الدنيا والجنة في الآخرة « ففعلوا، ففعل الله » قال : والحواريون كلهم من قريش أبو بكر وعمر وعلي وحمزة وجعفر وأبو عبيدة بن الجراح وعثمان بن مظعون وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وعثمان بن عفان وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوّام.
وأخرج ابن إسحق وابن سعد عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال : قال رسول الله ﷺ للنفر الذين لاقوه بالعقبة :« اخرجوا إليّ اثني عشر رجلاً منكم يكونوا كفلاء على قومهم كما كفلت الحواريون لعيسى ابن مريم ».
وأخرج ابن سعد عن محمد بن لبيد قال : قال رسول الله ﷺ للنقباء :« أنتم كفلاء على قومكم ككفالة الحواريين لعيسى ابن مريم وأنا كفيل قومي » قالوا : نعم.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله :﴿ من أنصاري إلى الله ﴾ قال : من يتبعني إلى الله، وفي قوله :﴿ فأصبحوا ظاهرين ﴾ قال : من آمن مع عيسى من قومه.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس ﴿ فأيدنا الذين آمنوا ﴾ قال : فقوّينا الذين آمنوا.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن إبراهيم النخعي ﴿ فأصبحوا ظاهرين ﴾ قال : أصبحت حجة من آمن بعيسى ظاهرة بتصديق محمد أن عيسى كلمة الله وروحه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ فأيدنا الذين آمنوا ﴾ بمحمد ﷺ ﴿ فأصبحوا ﴾ اليوم ﴿ ظاهرين ﴾ والله أعلم.