تفسير سورة الصف

الصحيح المسبور
تفسير سورة سورة الصف من كتاب الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور المعروف بـالصحيح المسبور .
لمؤلفه حكمت بشير ياسين .

سورة الصف
قوله تعالى (سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم يا أيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون)
قال الترمذي: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، أخبرنا محمد بن كثير، عن الأوزاعى، عن يحيى بن أبي كثر، عن أبي سلمة، عن عبد الله بن سلام قال: قعدنا نفر من أصحاب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فتذاكرنا، فقلنا: لو نعلم أي الأعمال أحب إلى الله لعملناه، فأنزل الله تعالى (سبّح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون). قال عبد الله بن سلام: فقرأها علينا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. قال أبو سلمة: فقرأها علينا ابن سلام. قال يحيى: فقرأها علينا أبو سلمة. قال ابن كثير: فقرأها الأوزاعي. قال عبد الله: فقرأها علينا ابن كثير.
(السنن ٥/٤١٢-٤١٣ ح ٣٣٠٩- ك تفسير القرآن، ب ومن سورة الصف)، وأخرجه الدارمي (السنن ٢/٢٠٠- ك الجهاد، ب الجهاد في سبيل الله أفضل الأعمال)، وابن حبان في صحيحه (الإحسان ١٠/٤ ح، ٤٥٩٤)، والحاكم (المستدرك ٢/٦٩) من طرق عن الأوزاعي به. قال الحاكم: حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وأشار إليه الحافظ ابن حجر فقال:.. إسناده صحيح قلّ أن وقع في المسلسلات مثله مع مزيد علوه (فتح الباري ٨/٥٠٩).
وانظر سورة الحديد آية (١) وسورة الإسراء آية (٤٤) لبيان تسبيح المخلوقات كلها لله تعالى.
انظر حديث البخاري المتقدم تحت الآية رقم (٧٧) من سورة التوبة، وهو حديث: "آية المنافق ثلاث... ".
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، في قوله: (يا آيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون) قال: كان ناس من المؤمنين قبل أن يفرض الجهاد يقولون: لوددنا أن الله دلنا على أحب الأعمال إليه، فنعمل به،
فأخبر الله نبيه أن أحب الأعمال إليه إيمان بالله لاشك فيه، وجهاد أهل معصيته الذين خالفوا الإيمان ولم يقروا به، فلما نزل الجهاد، كره ذلك أناس من المؤمنين وشق عليهم أمره، فقال الله (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون).
قوله تعالى (كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ)
انظر سورة البقرة آية (٤٤) وتفسيرها.
قوله تعالى (إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة، قوله (إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص) ألم ترَ إلى صاحب البنيان كيف لا يحب أن يختلف بنيانه كذلك تبارك وتعالى لا يختلف أمره، وإن الله وصف المؤمنين في قتالهم وصفهم في صلاتهم، فعليكم بأمر الله فإنه عصمة لمن أخذ به.
قوله تعالى (وإذ قال موسى لقومه يا قوم لم تؤذونني وقد تعلمون أني رسول الله إليكم فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين)
قال ابن كثير: وفيه نهي للمؤمنين أن ينالوا من النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أو يوصلوا إليه أذى، كما قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها) وقوله (فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم) أي: فلما عدلوا عن اتباع الحق مع علمهم به أزاغ الله قلوبهم عن الهدى، وأسكنها الشك والحيرة والخذلان، كما قال تعالى (ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون).
وانظر سورة الأحزاب آية (٦٩) وتفسيرها.
قوله تعالى (وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة)
انظر سورة آل عمران آية (٥٠) وتفسيرها.
قوله تعالى (ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد)
انظر سورة البقرة آية (١٢٩) حديث خالد بن معدان عن أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مرفوعاً: "أنا دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسى".
قال البخاري: حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري قال، أخبرني محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: "إن لي أسماء، أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قَدَمي، وأنا العاقب".
(صحيح البخاري ٨/٥٠٩- ك التفسير- سورة الصف، الآية ح ٤٨٩٦).
قوله تعالى (ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب وهو يدعى إلى الإسلام والله لا يهدي القوم الظالمين)
انظر سورة الأنعام آية ٢١
قوله تعالى (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون)
انظر سورة التوبة آية ٣٢ وتفسيرها.
قوله تعالى (هو الذي أرسل رسوله بالهدي ودين الحق ليظهره على الدين كله)
انظر الآية رقم (٣٣) من سورة التوبة وفيها حديث مسلم عن عائشة وغيره من الروايات المفسرة للآية.
قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون)
لتلهف عليها رجال أن يكونوا يعلمونها، حتى يضنوا بها، وقد دلكم الله عليها، وأعلمكم إياها فقال: (تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون).
قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إسرائيل وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ)
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد، في قول الله (من أنصاري إلى الله) قال: من يتبعني إلى الله؟.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد (فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم) قال: قوينا.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد، في قوله (فأصبحوا ظاهرين) من آمن مع عيسى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
الموسوعة القرآنية Quranpedia.net - © 2024
Icon
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة، قوله (يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم) الآية، فلولا أن الله بينها، ودل عليها المؤمنين،