ﰡ
فضلها
قال تعالى :﴿ قل يا أيها الكافرون ﴾
قال أبو داود : حدثنا النفيلي، ثنا زهير، ثنا أبو إسحاق، عن فروة بن نوفل، عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لنوفل : " اقرآ ﴿ قل يا أيها الكافرون ﴾ ثم نم على خاتمتها، فإنها براءة من الشرك ".
[ السنن ٤/ ٣١٣ ح ٥٠٥٥ – ك الأدب، ب ما يقال عند النوم ]، وأخرجه الدارمي [ السنن ٢/ ٤٥٩ ]، والحاكم [ المستدرك ٢/ ٥٣٨ ] من طرق عن زهير بن معاوية به، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، وحسنه الحافظ ابن حجر في تخريج أحاديث الأذكار.
قال ابن كثير :﴿ ولا أنا عابد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد ﴾ أي : ولا أعبد عبادتكم، أي : لا أسلكها ولا أقتدي بها، وإنما أعبد الله على الوجه الذي يحبه ويرضاه. ولهذا قال :﴿ ولا أنتم عابدون ما أعبد ﴾ أي : لا تقتدون بأوامر الله وشرعه في عبادته، بل قد اخترعتم شيئا من تلقاء أنفسكم، كما قال :﴿ إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى ﴾، فتبرأ منهم في جميع ما هم فيه.
قال البخاري : يقال ﴿ لكم دينكم ﴾ الكفر ﴿ ولي دين ﴾ الإسلام. ولم يقل ديني ؛ لأن الآيات بالنّون، فحذفت الياء كما قال ﴿ يهدين ﴾ و ﴿ يشفين ﴾، وقال غيره :﴿ لا أعبد ما تعبدون ﴾ الآن ؛ ولا أجيبكم فيما بقي من عمري ﴿ ولا أنتم عابدون ما أعبد ﴾، وهمُ الذين قال ﴿ وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا ﴾ سورة المائدة : ٤٦.
[ انظر فتح الباري ٨/ ٧٣٣ ].