تفسير سورة الكافرون

فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن
تفسير سورة سورة الكافرون من كتاب فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن .
لمؤلفه زكريا الأنصاري . المتوفي سنة 926 هـ

قوله تعالى :﴿ ولا أنتم عابدون ما أعبد ﴾ [ الكافرون : ٥ ].
لم يقل " مَنْ " مع أنه القياس، رعاية لمقابله " ما " في قوله : " ما تعبدون ".
وكرّر قوله :﴿ لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد ﴾ [ الكافرون : ٢-٢ ].
مرتين، لأن الأولى للحال( ١ )، والثانية للاستقبال، وقيل : لمقابلة سؤالهم مرتين، حيث قالوا يا محمد : تعبد آلهتنا كذا مدّة، ونعبد إلهك كذا مدّة( ٢ ).
١ - كأنه يقول لهم: لا أعبد هذه الأصنام في الحال، ولا في الاستقبال، تيئيسا للمشركين..
٢ - من سفاهة وحماقة كفار مكة، أنهم عرضوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرا غريبا، جاءوا إليه فقالوا يا محمد: نصطلح بيننا: نعبد إلهك سنة، وتعبد إلهنا سنة، فنزلت السورة الكريمة ﴿قل يا أيها الكافرون. لا أعبد ما تعبدون... ﴾ السورة، ومجابهتُه صلى الله عليه وسلم لهم بوصفهم بالكفر، مع أنه وحيد، وهم كثرة كثيرة، يدلّ على ثقته عليه السلام بربه، فهو لا يخافهم ولا يهابهم مهما كان معهم من القوة، لأنه واثق بحفظ الله له..
Icon