ﰡ
إن قلتَ : لم عبّر بالمضارع وهو ﴿ تثير ﴾ [ البقرة : ٧١ ] بين ماضيين ؟ !
قلتُ : للإشارة إلى استحضار تلك الصورة البديعة، وهي إثارة الرياح السحاب، الدالة على القدرة الباهرة، حتى كان السامع يشاهدها، وليس المضي كذلك.
قاله هنا بتأنيث الضمير لعوده إلى الثمرات، وقال ثانيا :﴿ مختلف ألوانها ﴾ [ فاطر : ٢٧ ] بتأنيثه( ١ ) أيضا، لعوده إلى الجبال، وقال ثالثا :﴿ مختلف ألوانه ﴾ [ فاطر : ٢٨ ] بتذكيره( ٢ )، لعوده إلى بعض المفهوم من اللفظ من قوله :﴿ ومن الناس والدّواب والأنعام ﴾ [ فاطر : ٢٨ ].
٢ - في قوله تعالى: ﴿ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك﴾..
قاله هنا بتأنيث الضمير لعوده إلى الثمرات، وقال ثانيا :﴿ مختلف ألوانها ﴾ [ فاطر : ٢٧ ] بتأنيثه( ١ ) أيضا، لعوده إلى الجبال، وقال ثالثا :﴿ مختلف ألوانه ﴾ [ فاطر : ٢٨ ] بتذكيره( ٢ )، لعوده إلى بعض المفهوم من اللفظ من قوله :﴿ ومن الناس والدّواب والأنعام ﴾ [ فاطر : ٢٨ ].
٢ - في قوله تعالى: ﴿ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك﴾..
قاله هنا بلفظ " الله " لعدم تقدم ذكره، وبزيادة اللام موافقة لقوله بعدُ ﴿ إن ربّنا لغفور شكور ﴾ [ فاطر : ٣٤ ] وقاله في الشورى( ١ ) بالضمير، لتقدم لفظ " الله " وبحذف اللام، لعدم ما يقتضي ذكرها.
إن قلت : الوصف بغير الذي كنا نعمل، يوهم أنهم كانوا عملوا صالحا غير الذي طلبوه، مع أنهم لم يعملوا صالحا قطّ بل سيئا ؟
قلتُ : قالوه بزعمهم أنهم كانوا يعملون صالحا، كما قال تعالى :﴿ وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ﴾ [ الكهف : ١٠٤ ] فمعناه غير الذي كنا نحسبه صالحا فنعمله.
إن قلتَ : التبديل : تغيير الشيء عمّا كان عليه مع بقاء مادته، والتحويل : نقله من مكان إلى آخر، فكيف قال ذلك، مع أن سنة الله لا تُبدّل ولا تحوّل ؟ !
قلتُ : أراد بالأول، أن العذاب لا يُبدّل بغيره، وبالثاني أنه لا يحوَّل عن مستحقّه إلى غيره، وجمع بينهما هنا تتميما لتهديد المسيء لقبح مَكْرِه( ١ )، في قوله تعالى :﴿ ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله ﴾ [ فاطر : ٤٣ ].