سورة الملائكة مكية، عددها خمس وأربعون آية كوفية
ﰡ
﴿ وَإِن يُكَذِّبُوكَ ﴾ يعزي النبي صلى الله عليه وسلم ليصبر على تكذيبهم إياه ﴿ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرْجَعُ ٱلأُمُورُ ﴾ [آية: ٤] أمور العباد تصير إلى جل وعز في الآخرة.﴿ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ﴾ يعني كفار مكة ﴿ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ ﴾ في البعث أنه كائن ﴿ فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا ﴾ عن الإسلام ﴿ وَلاَ يَغُرَّنَّكُمْ بِٱللَّهِ ٱلْغَرُورُ ﴾ [آية: ٥] الباطل وهو الشيطان.
﴿ لِيَكُونُواْ مِنْ أَصْحَابِ ٱلسَّعِيرِ ﴾ [آية: ٦] يعني الوقود. يم بين مستقر الكفار، ومستقر المؤمنين، فقال عز وجل: ﴿ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ﴾ بتوحيد الله ﴿ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ﴾ في الآخرة ﴿ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ ﴾ صدقوا بتوحيد الله عز وجل ﴿ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ ﴾ أدوا الفرائض ﴿ لَهُم مَّغْفِرَةٌ ﴾ لذنوبهم يعني جزاءهم عند ربهم ﴿ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ ﴾ [آية: ٧] في الجنة.﴿ أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوۤءَ عَمَلِهِ ﴾ نزلت في أبي جهل بن هشام ﴿ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ ٱللَّهَ يُضِلُّ ﴾ عن الهدى ﴿ مَن يَشَآءُ ﴾ فلا يهديه إلى الإسلام ﴿ وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ ﴾ لدنيه ﴿ فَلاَ تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ﴾ يعني النبي صلى الله عليه وسلم يقول: فلا تقتل نفسك ندامة عليهم، يعني أهل مكة ﴿ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴾ [آية: ٨].
﴿ وَٱللَّهُ ٱلَّذِيۤ أَرْسَلَ ٱلرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَسُقْنَاهُ ﴾ فسقنا السحاب ﴿ إِلَىٰ بَلَدٍ مَّيِّتٍ ﴾ يعني بالميت أنه ليس عليه نبت ﴿ فَأَحْيَيْنَا بِهِ ﴾ بالماء ﴿ ٱلأَرْضَ ﴾ فتنبت ﴿ بَعْدَ مَوْتِهَا ﴾ بعد إذ لم يكن عليها نبت ﴿ كَذَلِكَ ٱلنُّشُورُ ﴾ [آية: ٩] هكذا يحيون يوم القيامة بالماء كما يحيي الأرض بعد موتها ﴿ مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلْعِزَّةَ ﴾ المنعة بعبادة الأوثان فليعتز بطاعة الله عز وجل.﴿ فَلِلَّهِ ٱلْعِزَّةُ جَمِيعاً ﴾ جميع من يتعزز فإنما يتعزز بإذن الله عز وجل ﴿ إِلَيْهِ يَصْعَدُ ٱلْكَلِمُ ٱلطَّيِّبُ ﴾ العمل الحسن يقول: إلى الله عز وجل يصعد في السماء التوحيد ﴿ وَٱلْعَمَلُ ٱلصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ﴾ يقول: شهادة ألا إله إلا الله ترفع العمل الصالح إلى الله عز وجل في السماء، ذكروا عن ابن عباس أنه قال: ﴿ وَٱلْعَمَلُ ٱلصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ﴾ الله إليه، ثم ذكر جل ثناؤه من لا يوحده، فقال جل ثناؤه: ﴿ وَٱلَّذِينَ يَمْكُرُونَ ٱلسَّيِّئَاتِ ﴾ الذين يقولون الشرك ﴿ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ﴾ في الآخرة، ثم أخبر عن شركهم، فقال عز وجل ﴿ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ ﴾ [آية: ١٠] وقولهم الشرك يهلك في الآخرة.
﴿ يُولِجُ ٱلْلَّيْلَ فِي ٱلنَّهَارِ وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱلْلَّيْلِ ﴾ انتقاص كل واحد منهما من الآخر حتى يصير أحداهما إلى تسع ساعات والآخر إلى خمس عشرة ساعة ﴿ وَسَخَّرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ ﴾ لبني آدم ﴿ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى ﴾ كلاهما دائبان يجريان إلى يوم القيامة، ثم دل على نفسه، فقال جل وعز: ﴿ ذَلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ ٱلْمُلْكُ ﴾ فاعرفوا توحيده بصنعه، ثم عاب الآلهة، فقال: ﴿ وَٱلَّذِينَ تَدْعُونَ ﴾ الذين تعبدون ﴿ مِن دُونِهِ ﴾ الأوثان ﴿ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ ﴾ [الآية: ١٣] قشر النوى الذي يكون على النوى الرقيق. ثم أخبر عن الآلهة اللات والعزى، ومناة، فقال سبحانه: ﴿ إِن تَدْعُوهُمْ لاَ يَسْمَعُواْ دُعَآءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُواْ مَا ٱسْتَجَابُواْ لَكُمْ ﴾ يقول: لو أن الأصنام سمعوا ما استجابوا لكم ﴿ وَيَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِـكُمْ ﴾ يقول: إن الأصنام يوم القيامة يتبرءون من عبادتكم إياها، فتقول للكفار: ما أمرناكم بعبادتنا، نظيرها في يونس:﴿ فَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ ﴾[يونس: ٢٩] ثم قال للنبى صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَلاَ يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ ﴾ [آية: ١٤] يعني الرب نفسه سبحانه فلا أحد أخبر منه. قوله عز وجل: ﴿ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ﴾ يعني كفار مكة ﴿ أَنتُمُ ٱلْفُقَرَآءُ إِلَى ٱللَّهِ ﴾ يعني إلى ما عند الله تعالى ﴿ وَٱللَّهُ هُوَ ٱلْغَنِيُّ ﴾ عن عبادتكم ﴿ ٱلْحَمِيدُ ﴾ [آية: ١٥] عند خلقه.﴿ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُـمْ ﴾ أيها الناس بالهلاك إذا عصيتم ﴿ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ ﴾ [آية: ١٦] غيركم أمثل منكم.﴿ وَمَا ذَلِكَ عَلَى ٱللَّهِ بِعَزِيزٍ ﴾ [آية: ١٧] إن فعل ذلك هو على الله هين.﴿ وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ﴾ لا تحمل نفس خطيئة نفس أخرى ﴿ وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ ﴾ من الوزر ﴿ إِلَىٰ حِمْلِهَا ﴾ من الخطايا أن يحمل عنها ﴿ لاَ يُحْمَلْ مِنْهُ ﴾ من وزرها ﴿ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ﴾ ولو كان بينهما قرابة ما حملت عنها شيئاً من وزرها ﴿ إنَّمَا تُنذِرُ ﴾ المؤمنين ﴿ ٱلَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِٱلْغَيْبِ ﴾ آمنوا به ولم يروه ﴿ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلاَةَ ﴾ أتموا الصلاة المكتوبة ﴿ وَمَن تَزَكَّىٰ فَإِنَّمَا يَتَزَكَّىٰ لِنَفْسِهِ ﴾ ومن صلح فصلاحه لنفسه ﴿ وَإِلَى ٱللَّهِ ٱلْمَصِيرُ ﴾ [آية: ١٨] فيجزى بالأعمال في الأخرة. ثم ضرب مثل المؤمن والكافر، فقال جل وعز: ﴿ وَمَا يَسْتَوِي ٱلأَعْمَىٰ وَٱلْبَصِيرُ ﴾ [آية: ١٩] وما يستويان في الفضل والعمل الأعمى عن الهدى، يعني الكافر والبصير بالهدى المؤمن.﴿ وَلاَ ﴾ تستوي ﴿ ٱلظُّلُمَاتُ وَلاَ ٱلنُّورُ ﴾ [آية: ٢٠] يعني بالظلمات الشرك والنور يعني الإيمان.