ﰡ
إن قلتَ : لم ختم الآية الأولى ب " المؤمنين " والثانية بقوله :﴿ يوقنون ﴾ والثالثة بقوله :﴿ يعقلون ﴾( ١ ) ؟
قلتُ : لأنه تعالى لما ذكر العالم ضمنا، ولا بدّ له من صانع، موصوف بصفات الكمال، ولا بدّ من الإيمان بالصانع، ناسب ختم الأولى بالمؤمنين، ولما كان الإنسان أقرب إلى الفهم من غيره، وكان فكره في خلقه، وخلق الدواب، مما يزيده يقينا في إيمانه، ناسب ختم الثانية بقوله :﴿ يوقنون ﴾ ولما كان جزئيات العالم، من اختلاف الليل والنهار وما ذكره معهما، مما لا يُدرك إلا بالعقل، ناسب ختم الثالثة بقوله :﴿ يعقلون ﴾.
إن قلتَ : ما وجه مطابقة الجواب، وهو قوله :﴿ قل الله يحييكم ﴾ إلى آخره وهو ﴿ ائتوا بآياتنا إن كنتم صادقين ﴾ ؟
قلتُ : وجهه أنهم أُلزموا بما هم مقرّون به، من أن الله تعالى هو الذي أحياهم أولا، ثم يميتهم، ومن قدر على ذلك، قدر على جمعهم يوم القيامة، فيكون قادرا على إحياء آبائهم.
إن قلتَ : ما وجه مطابقة الجواب، وهو قوله :﴿ قل الله يحييكم ﴾ إلى آخره وهو ﴿ ائتوا بآياتنا إن كنتم صادقين ﴾ ؟
قلتُ : وجهه أنهم أُلزموا بما هم مقرّون به، من أن الله تعالى هو الذي أحياهم أولا، ثم يميتهم، ومن قدر على ذلك، قدر على جمعهم يوم القيامة، فيكون قادرا على إحياء آبائهم.
فإن قلتَ : كيف أضاف الكتاب إلى الأمة( ١ )، ثم أضافه إليه تعالى في قوله :﴿ هذا كتابنا ﴾ ؟ [ الجاثية : ٢٩ ].
قلتُ : الإضافة تحصل بأدنى ملابسة، فأضافه إلى الأمة، لكون أعمالهم مثبتة فيه، وأضافه إليه تعالى، لكونه مالكه، وآمر ملائكته بكتابته.