ﰡ
﴿ مِّن وَرَآئِهِمْ جَهَنَّمُ ﴾ أي من مقدامهم والوراء ما توارى من خلف وإمام.﴿ وَلاَ يُغْنِي عَنْهُم مَّا كَسَبُواْ ﴾ من الأموال في متاجرهم.﴿ وَلاَ مَا ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ ﴾ من الأوثان.﴿ هَـٰذَا ﴾ أي القرآن.﴿ هُدًى ﴾ أي بالغ في الهداية كقولك هذا رجل أي كامل في الرجولية.﴿ ٱللَّهُ ٱلَّذِي سَخَّرَ ﴾ هذه آية اعتبار. قال الزمخشري: ويجوز أن يكون يعني منه خبر مبتدأ محذوف تقديره هي جميعاً وأن يكون وما في الأرض مبتدأ ومنه خبره " انتهى ". لا يجوز هذان الوجهان إلا على قول الأخفش لأن جميعاً إذا ذاك حال والعامل فيها معنوي وهو الجار والمجرور فهو نظير زيد قائماً في الدار لا يجوز على مذهب الجمهور وقرىء: ليجزي مبنياً للفاعل أي ليجزي الله وترى: بالنون أي لنجزي نحن وبالياء بنياً للمفعول والأحسن أن يكون المفعول الذي لم يسم فاعله ضمير المصدر أي ليجزي هو أي الجزاء وينتصب قوماً بإِضمار فعل يدل عليه ما قبله تقديره يجزي قوماً.﴿ فَمَا ٱخْتَلَفُوۤاْ ﴾ تقدم الكلام عليه.﴿ ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِّنَ ٱلأَمْرِ فَٱتَّبِعْهَا ﴾ الآية لما ذكر تعالى انعامه على بني إسرائيل واختلافهم بعد ذلك ذكر حال نبيه صلى الله عليه وسلم وما من به عليه من اصطفائه فقال: ثم جعلناك على شريعة من الأمر قيل الشريعة هي الأمر والنهي والحدود والفرائض.﴿ هَـٰذَا بَصَائِرُ ﴾ أي هذا القرآن جعل ما فيه من معالم الدين بصائر للقلوب كما جعل روحاً وحياة وقرىء: هذه أي هذه الآيات.