تفسير سورة الجاثية

معاني القرآن
تفسير سورة سورة الجاثية من كتاب معاني القرآن .
لمؤلفه الأخفش . المتوفي سنة 215 هـ

وقال ﴿ وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئاً ﴾ ( ٩ ) ثم قال ﴿ مِّن وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلاَ يُغْنِي عَنْهُم مَّا كَسَبُواْ شَيْئاً ﴾ ( ١٠ ) فجمع لأنه قد قال ﴿ وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ﴾ ( ٧ ) فهو في معنى جماعة مثل الأشياء التي تجيء في لفظ واحد ومعناها معنى [ ١٧٠ ب ] جماعة وقد جعل ﴿ الذي ﴾ بمنزلة ﴿ من ﴾ وقال ﴿ وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَائِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾ ف " الذي " في لفظ واحد. ثم قال ﴿ أُوْلَائِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾.
وقال ﴿ سَوَاءٌ مَّحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ ﴾ ( ٢١ ) رفع. وقال بعضهم : إنَّ المَحْيَا والمَماتَ للكفار كأنه قال : أَمْ حَسِبَ الذينَ اجْتَرحوا السيئات أَن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات " ثم قال " سواءٌ محيا الكفارِ ومماتُهُم " أي محياهم محيا سَوْء ومماتهم ممات سَوْء فرفع " السواء " على الابتداء. ومن فسر " المحيا " و " الممات " للكفار والمؤمنين فقد يجوز في هذا المعنى نصب السواء ورفعه ؛ لأن من جعل السواء مستويا فينبغي له أن يرفعه ؛ لأنه الاسم إلا أن ينصب المحيا والممات على البدل ونصب السواء على الاستواء. وإن شاء رفع السواء إذا كان في معنى مستو ؛ لأنها صفة لا تصرف كما تقول " رأيت رَجُلاً خيراً منهُ أَبُوهُ " والرفع أجود.
[ و ]* قال ﴿ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ ﴾ ( ٣١ ) أَي : فَيُقَالُ لَهُم : " أَلَمْ تَكُن آياتِي تُتْلَى عَلَيْكُم " ودخلت الفاء لمكان " أما ".
وقال ﴿ إِن نَّظُنُّ إِلاَّ ظَنّاً ﴾ ( ٣٢ ) مَا نَظُنُّ إِلاّ ظَنّاً.
Icon