تفسير سورة محمد

معاني القرآن
تفسير سورة سورة محمد من كتاب معاني القرآن .
لمؤلفه الأخفش . المتوفي سنة 215 هـ

قال ﴿ فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ ﴾ ( ١٨ ) يقول : فأنى لهم ذكراهم إذا جاءتهم الساعة.
وقال ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ ﴾ ( ٢٢ ) فإن الأول للمجازاة وأَوقَعت ﴿ عَسَيْتُمْ ﴾ على ﴿ أَن تُفْسِدُواْ ﴾ لأنه اسم، ولا يكون أن تعمل فيه ﴿ عَسَيْتُمْ ﴾ ولا " عَسَيْتُ " إِلاّ وفيه " أنْ " لا تقول " عَسَيْتُم الفِعْلَ " كما أن قولك " لو أن زيدا جاء كان خيرا له " فقولك " أَنَّ زَيْداً جاءَ " اسم وأنت لا تقول " لوذاك " لأنه ليس كل الأسماء تقع في كل موضع. وليس كل الأفعال يقع على كل الأسماء. ألا ترى إنهم يقولون " يَدَعُ " ولا يقولون " وَدَعَ " [ ويقولون " يَذَرُ " ] ولا يقولون : " وَذَر ".
وقال ﴿ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ ﴾ ( ٣٥ ) أي : في أعمالكم كما تقول : " دَخَلْتُ البيتَ " وأنت تريد " في البيت ".
وقال ﴿ هَا أَنتُمْ هؤلاء ﴾ ( ٣٨ ) فجعل التنبيه في موضعين للتوكيد وكان التنبيه الذي في " هَؤُلاَءِ " تنبيها لازما.
Icon