تفسير سورة سورة محمد من كتاب تفسير القشيري
المعروف بـلطائف الإشارات
.
لمؤلفه
القشيري
.
المتوفي سنة 465 هـ
ﰡ
سورة محمّد «صلى الله عليه وسلم» «١»
قوله جل ذكره: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ» من ذكر «بِسْمِ اللَّهِ» جلّت رتبته، ومن عرف «بِسْمِ اللَّهِ» صفت حالته، ومن أحبّ «بِسْمِ اللَّهِ» أشكلت قصته «٢»، ومن صحب «بِسْمِ اللَّهِ» امتحقت إنّيته «٣»، وتلاشت- بالكلية- جملته.
قوله جل ذكره:
[سورة محمد (٤٧) : الآيات ١ الى ٢]
«الَّذِينَ كَفَرُوا» : امتنعوا، وصدّوا فمنعوا فلأنهم امتنعوا عن سبيل الله استوجبوا الحجبة والغيبة.
«أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ» : أي أحبطها.
«وَالَّذِينَ آمَنُوا... » بما نزّل على محمد، «وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ... »
قوله جل ذكره: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ» من ذكر «بِسْمِ اللَّهِ» جلّت رتبته، ومن عرف «بِسْمِ اللَّهِ» صفت حالته، ومن أحبّ «بِسْمِ اللَّهِ» أشكلت قصته «٢»، ومن صحب «بِسْمِ اللَّهِ» امتحقت إنّيته «٣»، وتلاشت- بالكلية- جملته.
قوله جل ذكره:
[سورة محمد (٤٧) : الآيات ١ الى ٢]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ (١) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَآمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بالَهُمْ (٢)«الَّذِينَ كَفَرُوا» : امتنعوا، وصدّوا فمنعوا فلأنهم امتنعوا عن سبيل الله استوجبوا الحجبة والغيبة.
«أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ» : أي أحبطها.
«وَالَّذِينَ آمَنُوا... » بما نزّل على محمد، «وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ... »
(١) وتسمى عند بعض المفسرين «سورة القتال».
(٢) الكلام في هذه النقطة كتير لا يتسع له هامش ضيق، ومن أراد أن يعرف كيف أن قصة المحبين الإلهيين مشكلة فيكفى أن يعلم أن قمة هذه القصة الوصول إلى التوحيد.. أن يختفى الموحّد في الموحّد فلا يكون هناك إلا واحد، إن تحدث فبالله، وإن تحرك فبالله. هو بين الناس كائن وعنهم بائن، يقضى عمره بين وجد وفقد... (أنظر قصة هذا الحب بتفاصيلها الدقيقة في كتابنا: نشأة التصوف الإسلامى» باب الحب والفناء والمعرفة.
(٣) تلاشت آثار بشريته لا بشريته.
(٢) الكلام في هذه النقطة كتير لا يتسع له هامش ضيق، ومن أراد أن يعرف كيف أن قصة المحبين الإلهيين مشكلة فيكفى أن يعلم أن قمة هذه القصة الوصول إلى التوحيد.. أن يختفى الموحّد في الموحّد فلا يكون هناك إلا واحد، إن تحدث فبالله، وإن تحرك فبالله. هو بين الناس كائن وعنهم بائن، يقضى عمره بين وجد وفقد... (أنظر قصة هذا الحب بتفاصيلها الدقيقة في كتابنا: نشأة التصوف الإسلامى» باب الحب والفناء والمعرفة.
(٣) تلاشت آثار بشريته لا بشريته.
أصلح حالهم، فالكفر للأعمال محبط، والإيمان للتخليد «١» مسقط.
ويقال: الذين اشتغلوا بطاعة الله، ولم يعملوا «٢» شيئا مما خالف الله- فلا محالة- نقوم بكفاية اشتغالهم بالله.
قوله جل ذكره:
[سورة محمد (٤٧) : آية ٣]
ذلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْباطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ كَذلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثالَهُمْ (٣)
أي يضرب أمثال هؤلاء لحسناتهم، وأمثال هؤلاء لسيئاتهم.
ويكون اتباع الحقّ بموافقة السّنّة، ورعاية حقوق الله، وإيثار رضاه، والقيام بطاعته.
ويكون اتباع الباطل بالابتداع، والعمل بالهوى، وإيثار الحظوظ، وارتكاب المعصية.
قوله جل ذكره:
[سورة محمد (٤٧) : الآيات ٤ الى ٦]
فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ حَتَّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها ذلِكَ وَلَوْ يَشاءُ اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلكِنْ لِيَبْلُوَا بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمالَهُمْ (٤) سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بالَهُمْ (٥) وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَها لَهُمْ (٦)
إذا حصل الظّفر بالعدوّ فالعفو عنهم وترك المبالغة في التشديد عليهم- للندم موجب، وللفرصة تضييع بل الواجب إزهاق نفوسهم، واستئصال أصولهم، واقتلاع شجرهم من أصله.
وكذلك العبد إذا ظفر بنفسه فلا ينبغى أن يبقى بعد انتفاش شوكها بقية من الحياة، فمن وضع عليها إصبعا بثّت سمّها فيه «٣».
«فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً» ذلك إذا رجا المسلمون في ذلك غبطة أو فائدة مثل إفراج
ويقال: الذين اشتغلوا بطاعة الله، ولم يعملوا «٢» شيئا مما خالف الله- فلا محالة- نقوم بكفاية اشتغالهم بالله.
قوله جل ذكره:
[سورة محمد (٤٧) : آية ٣]
ذلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْباطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ كَذلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثالَهُمْ (٣)
أي يضرب أمثال هؤلاء لحسناتهم، وأمثال هؤلاء لسيئاتهم.
ويكون اتباع الحقّ بموافقة السّنّة، ورعاية حقوق الله، وإيثار رضاه، والقيام بطاعته.
ويكون اتباع الباطل بالابتداع، والعمل بالهوى، وإيثار الحظوظ، وارتكاب المعصية.
قوله جل ذكره:
[سورة محمد (٤٧) : الآيات ٤ الى ٦]
فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ حَتَّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها ذلِكَ وَلَوْ يَشاءُ اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلكِنْ لِيَبْلُوَا بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمالَهُمْ (٤) سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بالَهُمْ (٥) وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَها لَهُمْ (٦)
إذا حصل الظّفر بالعدوّ فالعفو عنهم وترك المبالغة في التشديد عليهم- للندم موجب، وللفرصة تضييع بل الواجب إزهاق نفوسهم، واستئصال أصولهم، واقتلاع شجرهم من أصله.
وكذلك العبد إذا ظفر بنفسه فلا ينبغى أن يبقى بعد انتفاش شوكها بقية من الحياة، فمن وضع عليها إصبعا بثّت سمّها فيه «٣».
«فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً» ذلك إذا رجا المسلمون في ذلك غبطة أو فائدة مثل إفراج
(١) العذاب المؤيد.
(٢) هكذا في م وهي في ص (ولم يعلموا) وهي خطأ من الناسخ. [.....]
(٢) هكذا في م وهي في ص (ولم يعلموا) وهي خطأ من الناسخ. [.....]