ﰡ
إن قلتَ : ما فائدة إعادة التكذيب فيه ؟ !
قلتُ : فائدته حكاية الواقع، وهو أنهم كذّبوا تكذيبا بعد تكذيب، أو الأول تكذيبهم بالتوحيد، والثاني بالرسالة، أو الأول تكذيبهم بالله، والثاني برسوله صلى الله عليه وسلم.
إن قلتَ : القياس " فالتقى الماءان " –كما قرئ به شاذا- أي ماء السماء، وماء الأرض ( ١ ) ؟
قلتُ : أراد به جنس الماء، ووحّده موافقة لقوله قبلُ ﴿ بماء منهمر ﴾ [ القمر : ١١ي.
إن قلتَ : كيف قال ذلك، والجزاء إنما يكون للكافر لا للمكفور ؟
قلتُ : إن قُرئ " كفر " بالبناء للفاعل شاذا، فالخبر للكافر، أو بالبناء للمفعول، والأصل : كُفر به، حُذف الجار وأوصل بمجروره الفعل، فالجزاء للمكفور به، وهو الله تعالى، أو نوح عليه السلام، والجزاء لكونه مصدرا( ١ ) يضاف تارة للفاعل، وتارة للمفعول.