تفسير سورة سورة القمر من كتاب البحر المديد في تفسير القرآن المجيد
.
لمؤلفه
ابن عجيبة
.
المتوفي سنة 1224 هـ
ﰡ
سورة القمر
مكية كلها عند الجمهور، وقيل: إلّا قوله: سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ... إلخ. وهى خمسون آية، ومناسبتها لما قبلها: قوله تعالى: أَزِفَتِ الْآزِفَةُ «١» وهى التي أخبر عنها بقوله:
[سورة القمر (٥٤) : الآيات ١ الى ٨]
حِكْمَةٌ بالِغَةٌ فَما تُغْنِ النُّذُرُ (٥) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ (٦) خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ (٧) مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكافِرُونَ هذا يَوْمٌ عَسِرٌ (٨)
يقول الحق جلّ جلاله: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ قربت القيامة، قال القشيري: ومعنى قربها: أنّ ما بقي من الزمان إلى القيامة قليلٌ بالإضافة إلى ما مضى. هـ. قال ابن عطية: وأمرها مجهول التحديد، وكل ما يُروى من التحديد في عمر الدنيا فضعيف. هـ. وَانْشَقَّ الْقَمَرُ نصفين، وقرىء: و «قد انشقَّ القمر»، أي: اقتربت الساعة وقد حصل من آيات اقترابها أنَّ القمر قد انشقًَّ، كما تقول: أقبل الأميرُ، وقد جاء البشير بقدومه.
قال ابن مسعود رضي الله عنه: انشق القمر على عهد النبي ﷺ فرقتين، فكانت أحداهما فوق الجبل، والأخرى أسفل من الجبل، فقال صلّى الله عليه وسلم: «اشهدوا» «٢». قال ابن عباس: إنَّ المشركين قالوا للنبي صلّى الله عليه وسلم: إن كنت صادقاً فشُق لنا القمر فلقتين، فقال: «إن فعلتُ أتؤمنون؟» فقالوا: نعم، وكانت ليلة بدر، فسأل صلّى الله عليه وسلم ربه فانشق فرقتين، نصف على أبي قُبيس، ونصف على قُعَيْقِعان «٣». وقيل: سألوا آية مجملة، فأراهم انشقاق القمر «٤». قال ابن عطية: وعليه الجمهور، يعني عدم التعيين.
مكية كلها عند الجمهور، وقيل: إلّا قوله: سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ... إلخ. وهى خمسون آية، ومناسبتها لما قبلها: قوله تعالى: أَزِفَتِ الْآزِفَةُ «١» وهى التي أخبر عنها بقوله:
[سورة القمر (٥٤) : الآيات ١ الى ٨]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (١) وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (٢) وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ (٣) وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنَ الْأَنْباءِ ما فِيهِ مُزْدَجَرٌ (٤)حِكْمَةٌ بالِغَةٌ فَما تُغْنِ النُّذُرُ (٥) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ (٦) خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ (٧) مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكافِرُونَ هذا يَوْمٌ عَسِرٌ (٨)
يقول الحق جلّ جلاله: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ قربت القيامة، قال القشيري: ومعنى قربها: أنّ ما بقي من الزمان إلى القيامة قليلٌ بالإضافة إلى ما مضى. هـ. قال ابن عطية: وأمرها مجهول التحديد، وكل ما يُروى من التحديد في عمر الدنيا فضعيف. هـ. وَانْشَقَّ الْقَمَرُ نصفين، وقرىء: و «قد انشقَّ القمر»، أي: اقتربت الساعة وقد حصل من آيات اقترابها أنَّ القمر قد انشقًَّ، كما تقول: أقبل الأميرُ، وقد جاء البشير بقدومه.
قال ابن مسعود رضي الله عنه: انشق القمر على عهد النبي ﷺ فرقتين، فكانت أحداهما فوق الجبل، والأخرى أسفل من الجبل، فقال صلّى الله عليه وسلم: «اشهدوا» «٢». قال ابن عباس: إنَّ المشركين قالوا للنبي صلّى الله عليه وسلم: إن كنت صادقاً فشُق لنا القمر فلقتين، فقال: «إن فعلتُ أتؤمنون؟» فقالوا: نعم، وكانت ليلة بدر، فسأل صلّى الله عليه وسلم ربه فانشق فرقتين، نصف على أبي قُبيس، ونصف على قُعَيْقِعان «٣». وقيل: سألوا آية مجملة، فأراهم انشقاق القمر «٤». قال ابن عطية: وعليه الجمهور، يعني عدم التعيين.
(١) الآية ٥٧ من سورة النّجم.
(٢) أخرجه البخاري فى (التفسير، تفسير سورة القمر، باب وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) ومسلم فى (صفات المنافقين وأحكامهم، باب انشقاق القمر، ح ٢٨٠٠). [.....]
(٣) ذكره القرطبي فى تفسيره (٧/ ٦٤٨٣). وقعيقعان: جبل بمكة. انظر اللسان (قعع ٥/ ٣٦٩٦).
(٤) أخرجه البخاري فى (مناقب الأنصار، باب انشقاق القمر ح ٣٨٦٨) عن أنس بن مالك.
(٢) أخرجه البخاري فى (التفسير، تفسير سورة القمر، باب وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) ومسلم فى (صفات المنافقين وأحكامهم، باب انشقاق القمر، ح ٢٨٠٠). [.....]
(٣) ذكره القرطبي فى تفسيره (٧/ ٦٤٨٣). وقعيقعان: جبل بمكة. انظر اللسان (قعع ٥/ ٣٦٩٦).
(٤) أخرجه البخاري فى (مناقب الأنصار، باب انشقاق القمر ح ٣٨٦٨) عن أنس بن مالك.
521
وفي صحيح مسلم: أنه انشق مرتين «١»، وصرح في شرح المواقف بأن انشقاقه متواتر. هـ. وقيل: معناه انشق، أي: ينشق يوم القيامة، وهو ضعيف، ولا يُقال: لو انشقَّ لما خفي على أهل الأقطار، ولو ظهر عندهم لنقل متواتراً لأن الطباع جبلت على نشر العجائب، لأنه يجوز أن يحجبه اللهُ عنهم بغيم أو غيره، مع أنه كان ليلاً، وجُلّ الناس نائمون، وأيضاً: عادة الله- تعالى- في معجزاته أنه لا يراها إلاَّ مَن ظهرت لأجله في الغالب.
تنبيه: قال القسطلاني في المواهب اللدنية: ما يذكره بعض القصَّاص أن القمر دخل في جيب النبي ﷺ وخرج من كمه، ليس له أصل، كما حكاه الزركشي عن شيخه العِماد ابن كثير. هـ.
وَإِنْ يَرَوْا أي: أهل مكة آيَةً تدل على صدق رسوله صلّى الله عليه وسلم يُعْرِضُوا عن الإيمان وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ محكم شديدٌ قويّ، من: المِرّة، وهي القوة، أو: دائم مطّرد. رُوي: أنه لما انشق قالوا: هذا سحر ابن أبي كبشة؟ فسلوا السُّفار، فلما قَدِموا سألوهم، فقالوا: إنهم قد رأينه، فقالوا: قد استمر سحره في البلاد، فنزلت «٢». قال البيضاوي: دلّ قوله: (مستمر) على أنهم رأوا قبله آيات أخرى مترادفة، ومعجزات سابقة. هـ. أو: مستمر ذاهب ومارٌّ، يزول ولا يبقى، من: مرّ الشيء واستمر: ذهب.
وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ الباطلة، وما زيَّن لهم الشيطان من دفع الحق بعد ظهوره، حتى قالوا: سحرَ القمر، أو: سَحَرَ أعيننا، وَكُلُّ أَمْرٍ وعدهم الله به مُسْتَقِرٌّ كائن في وقته، أو: كل أمر قُدِّرَ واقع لا محالة يستقر في وقته، أو: كل أمر من الخير والشر يقع بأهله من الثواب والعقاب، وقرىء «مستقرٍ» بالجر «٣»، فيعطف على «الساعة»، أي: اقتربت الساعة وكل أمرٍ مستقر، يعني: أشراطها.
وَلَقَدْ جاءَهُمْ أي: اهل مكة في القرآن مِنَ الْأَنْباءِ من أخبار القرون الماضية، وكيف أُهلكوا بالتكذيب ما فِيهِ مُزْدَجَرٌ أي: ازدجار عن الكفر والعِناد، يقول: زجرته وازدجرته، أي: منعته، وأصله: ازتجر، افتعل، من الزجر، ولكن التاء إذا وقعت بعد زاي ساكنة أبدلت دالاً لأن التاء حرف مهموس، والزاي حرف مجهور.
فأبدل من التاء حرف مجهور، وهو الدال ليناسب الميم.
تنبيه: قال القسطلاني في المواهب اللدنية: ما يذكره بعض القصَّاص أن القمر دخل في جيب النبي ﷺ وخرج من كمه، ليس له أصل، كما حكاه الزركشي عن شيخه العِماد ابن كثير. هـ.
وَإِنْ يَرَوْا أي: أهل مكة آيَةً تدل على صدق رسوله صلّى الله عليه وسلم يُعْرِضُوا عن الإيمان وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ محكم شديدٌ قويّ، من: المِرّة، وهي القوة، أو: دائم مطّرد. رُوي: أنه لما انشق قالوا: هذا سحر ابن أبي كبشة؟ فسلوا السُّفار، فلما قَدِموا سألوهم، فقالوا: إنهم قد رأينه، فقالوا: قد استمر سحره في البلاد، فنزلت «٢». قال البيضاوي: دلّ قوله: (مستمر) على أنهم رأوا قبله آيات أخرى مترادفة، ومعجزات سابقة. هـ. أو: مستمر ذاهب ومارٌّ، يزول ولا يبقى، من: مرّ الشيء واستمر: ذهب.
وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ الباطلة، وما زيَّن لهم الشيطان من دفع الحق بعد ظهوره، حتى قالوا: سحرَ القمر، أو: سَحَرَ أعيننا، وَكُلُّ أَمْرٍ وعدهم الله به مُسْتَقِرٌّ كائن في وقته، أو: كل أمر قُدِّرَ واقع لا محالة يستقر في وقته، أو: كل أمر من الخير والشر يقع بأهله من الثواب والعقاب، وقرىء «مستقرٍ» بالجر «٣»، فيعطف على «الساعة»، أي: اقتربت الساعة وكل أمرٍ مستقر، يعني: أشراطها.
وَلَقَدْ جاءَهُمْ أي: اهل مكة في القرآن مِنَ الْأَنْباءِ من أخبار القرون الماضية، وكيف أُهلكوا بالتكذيب ما فِيهِ مُزْدَجَرٌ أي: ازدجار عن الكفر والعِناد، يقول: زجرته وازدجرته، أي: منعته، وأصله: ازتجر، افتعل، من الزجر، ولكن التاء إذا وقعت بعد زاي ساكنة أبدلت دالاً لأن التاء حرف مهموس، والزاي حرف مجهور.
فأبدل من التاء حرف مجهور، وهو الدال ليناسب الميم.
(١) أخرجه مسلم فى (صفات المنافقين وأحكامهم، باب انشقاق القمر ح ٢٨٠٢) عن قتادة.
(٢) أخرجه الطبري (٢٧/ ٨٥) وعزاه السيوطي فى الدر (٦/ ١٧٦) لابن المنذر، وابن مردويه، وأبى نعيم، والبيهقي، كلاهما فى الدلائل، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
(٣) قرأ أبو جعفر «مستقر» بخفض الرّاء، صفة، ورفع (كل) حينئذ بالعطف على «الساعة»، وقيل: بالابتداء والخبر، أي: وكلّ أمر مستقر لهم فى القدر بالغوه. وقرأ الباقون بالرفع، خبر «كل». انظر الإتحاف (٢/ ٥٠٥).
(٢) أخرجه الطبري (٢٧/ ٨٥) وعزاه السيوطي فى الدر (٦/ ١٧٦) لابن المنذر، وابن مردويه، وأبى نعيم، والبيهقي، كلاهما فى الدلائل، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
(٣) قرأ أبو جعفر «مستقر» بخفض الرّاء، صفة، ورفع (كل) حينئذ بالعطف على «الساعة»، وقيل: بالابتداء والخبر، أي: وكلّ أمر مستقر لهم فى القدر بالغوه. وقرأ الباقون بالرفع، خبر «كل». انظر الإتحاف (٢/ ٥٠٥).
522
حِكْمَةٌ بالِغَةٌ: بدل من «ما»، أو: خبر، أي: هو حكمة بالغة ناهية في الرشد والصواب، أو: بالغة من الله إليهم. قال القشيري: والحكمة البالغة الصحيحة الظاهرة الواضحة لمَن فكّر فيها. هـ. قال المحلي: وصفت بالبلاغة لأنها تبلغ من مقصد الوعظ والبيان ما لا يبلغ غيرها هـ. فَما تُغْنِ النُّذُرُ شيئاً، حيث سبق القدر بكفرهم، و «ما» نافية، أو استفهامية منصوبة ب «تُغن»، أي: فأيّ إغناء تُغني النُذر مع سابق القدر؟ والنُذر: جمع نذير، وهم الرسل، أو: المنذَر به، أو: مصدر بمعنى الإنذار، والتعبير بالمضارع للدلالة على تجدد عدم الإغناء، واستمراره حسب تجدُّد مجيء الزواجر واستمرارها.
فَتَوَلَّ عَنْهُمْ لعلمك بأنّ الإنذار لا يُغني فيهم شيئاً، واذكر يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ «١» وهو إسرافيل عليه السلام إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ أي: منكر فظيع، تُنكره النفوس، لعدم العهد بمثله، وهو هول القيامة. خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ يَخْرُجُونَ، ف «خُشَعاً» : حال من فاعل «يخرجون»، أي: يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ أذلة أبصارهم من شدة الهول لأن ذلة الذليل وعزة العزيز يظهرن في أعينهما، ومَن قرأ: «خاشعاً» «٢» فوجهه: أنه أسند إلى ظاهر، فيجب تجريده كالفعل، وأما مَن قرأ بالجمع، فهو على لغة: «أكلوني البراغيث»، كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ في الكثرة والتموُّج والتفرُّق في الأقطار. قال ابن عطية: في الحديث: أن مريم دعت للجراد فقالت: اللهم أعِشْها بغير رضاع، وتتابع بينها بغير شباع. هـ.
ثم وصف خروجهم من القبور، فقال: مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ مسرعين مَادِّي أعناقهم إليه، أو ناظرين إليه، يَقُولُ الْكافِرُونَ استئناف بياني، وقع جواباً عما نشأ من وصف اليوم بالأهوال، وأهله بسوء الحال، كأن قائلا قال: فماذا يكون حينئذ؟ فقال: يَقُولُ الْكافِرُونَ هذا يَوْمٌ عَسِرٌ صعب شديد. وفي إسناد هذا القول إلى الكفار تلويح بأنّ المؤمنين ليسوا في تلك المرتبة. والله تعالى أعلم.
الإشارة: اقتربت ساعة الفتح لمَن جَدّ في السير، ولازم صحبةَ أهل القرب، قال القشيري: الساعة ساعتان كبرى، وهي عامة، وصغرى، وهي خاصة بالنسبة إلى السالك إلى الله، برفع الأوصاف البشرية، وقطع العلائق الطبيعية. ثم قال: وإليه الإشارة بقوله صلّى الله عليه وسلم: «مَن مات فقد قامت قيامته» «٣» راجعة إلى الساعة الصغرى. هـ. أي:
فَتَوَلَّ عَنْهُمْ لعلمك بأنّ الإنذار لا يُغني فيهم شيئاً، واذكر يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ «١» وهو إسرافيل عليه السلام إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ أي: منكر فظيع، تُنكره النفوس، لعدم العهد بمثله، وهو هول القيامة. خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ يَخْرُجُونَ، ف «خُشَعاً» : حال من فاعل «يخرجون»، أي: يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ أذلة أبصارهم من شدة الهول لأن ذلة الذليل وعزة العزيز يظهرن في أعينهما، ومَن قرأ: «خاشعاً» «٢» فوجهه: أنه أسند إلى ظاهر، فيجب تجريده كالفعل، وأما مَن قرأ بالجمع، فهو على لغة: «أكلوني البراغيث»، كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ في الكثرة والتموُّج والتفرُّق في الأقطار. قال ابن عطية: في الحديث: أن مريم دعت للجراد فقالت: اللهم أعِشْها بغير رضاع، وتتابع بينها بغير شباع. هـ.
ثم وصف خروجهم من القبور، فقال: مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ مسرعين مَادِّي أعناقهم إليه، أو ناظرين إليه، يَقُولُ الْكافِرُونَ استئناف بياني، وقع جواباً عما نشأ من وصف اليوم بالأهوال، وأهله بسوء الحال، كأن قائلا قال: فماذا يكون حينئذ؟ فقال: يَقُولُ الْكافِرُونَ هذا يَوْمٌ عَسِرٌ صعب شديد. وفي إسناد هذا القول إلى الكفار تلويح بأنّ المؤمنين ليسوا في تلك المرتبة. والله تعالى أعلم.
الإشارة: اقتربت ساعة الفتح لمَن جَدّ في السير، ولازم صحبةَ أهل القرب، قال القشيري: الساعة ساعتان كبرى، وهي عامة، وصغرى، وهي خاصة بالنسبة إلى السالك إلى الله، برفع الأوصاف البشرية، وقطع العلائق الطبيعية. ثم قال: وإليه الإشارة بقوله صلّى الله عليه وسلم: «مَن مات فقد قامت قيامته» «٣» راجعة إلى الساعة الصغرى. هـ. أي:
(١) أثبت المصنف الياء فى «الداع إلى» وهى قراءة ورش وأبى عمرو وأبى جعفر، وصلا، والبزي ويعقوب فى الحالين. وقرأ الباقون بغير ياء وصلا ووقفا. انظر السبعة/ ٦١٧ والإتحاف ٢/ ٥٠٥.
(٢) قرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي ويعقوب «خاشعا» بفتح الخاء وألف بعدها وكسر الشين مخففة، بالإفراد. وقرأ الباقون «خشعا» بضم الخاء وفتح الشين وتشديدها بلا ألف. انظر الإتحاف (٢/ ٥٠٦).
(٣) قال العراقي فى المغني ٤/ ٦٧: «أخرجه ابن أبى الدنيا فى كتاب الموت، من حديث أنس، بسند ضعيف» وكذا قال الشوكانى فى الفوائد المجموعة (ص ٢٦٧) وزاد: «وهو من قول الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى» وأخرجه الديلمي، الفردوس بمأثور الخطاب (ح ١١١٧) عن أنس بلفظ:
(٢) قرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي ويعقوب «خاشعا» بفتح الخاء وألف بعدها وكسر الشين مخففة، بالإفراد. وقرأ الباقون «خشعا» بضم الخاء وفتح الشين وتشديدها بلا ألف. انظر الإتحاف (٢/ ٥٠٦).
(٣) قال العراقي فى المغني ٤/ ٦٧: «أخرجه ابن أبى الدنيا فى كتاب الموت، من حديث أنس، بسند ضعيف» وكذا قال الشوكانى فى الفوائد المجموعة (ص ٢٦٧) وزاد: «وهو من قول الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى» وأخرجه الديلمي، الفردوس بمأثور الخطاب (ح ١١١٧) عن أنس بلفظ: