تفسير سورة القمر

جامع البيان في تفسير القرآن
تفسير سورة سورة القمر من كتاب جامع البيان في تفسير القرآن .
لمؤلفه الإيجي محيي الدين . المتوفي سنة 905 هـ
سورة القمر مكية
وهي خمس وخمسون آية وثلاث ركوعات

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿ اقتربت الساعة وانشق القمر١ انشقاقه من علامات قرب القيامة، وقد انشق٢ في عهده- عليه الصلاة والسلام- حين التمسوا آية، وعن بعض أن ذلك وقع مرتين،
١ قال ابن كثير: قد كان الانشقاق في زمن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كما ثبت ذلك في الأحاديث المتواترة بالأحاديث الصحيحة، قال: وهذا أمر متفق عليه بين العلماء أن انشقاق القمر قد وقع زمن النبي- صلى الله عليه وسلم- وأنه كان إحدى المعجزات الباهرات، قال الزجاج: زعم قوم عدلوا عن القصد، وما عليه أهل العلم أن تأويله أن القمر ينشق يوم القيامة، والأمر بين في اللفظ، وإجماع أهل العلم لأن قوله الآتي:﴿وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر﴾ يدل على أن هذا كان في الدنيا لا في القيامة. انتهى/١٢ فتح..
٢ قال البيهقي وغيره: قال قريش- حين رأوه منشقا نصفين ليلة البدر: هذا سحر سحركم به ابن أبي كبشة انتظروا ما يأتيكم به السفار، فإن محمدا لا يستطيع أن يسحر السفار كلهم، فلما سئل السفار حين قدموا من بعيد قالوا: رأينا/١٢ منه..
﴿ وإن يروا آية يعرضوا ﴾ : عن الإيمان بها، ﴿ ويقولوا ﴾ : ما شاهدنا، ﴿ سحر مستمر ﴾ : مار ذاهب مضمحل١ باطل، أو محكم، أو مطرد دائما، وذلك لما رأوا تتابع المعجزات،
١ الوجه الأول لمجاهد وقتادة، وغيرهم/١٢ منه..
﴿ وكذبوا واتبعوا أهواءهم ﴾ : الباطلة، ﴿ وكل أمر مستقر ﴾ : منته١ إلى غاية، فهو تذليل جار مجرى المثل، أو كل أمر من خير وشر يستقر بأهله،
١ من نصر أو خذلان أو سعادة وشقاوة وغيرهما فإن الشيء إذا انتهى إلى غايته ثبت واستقر/١٢ منه..
﴿ ولقد جاءهم ﴾ : في القرآن، ﴿ من الأنباء ﴾ : أخبار الأمم السالفة، ﴿ ما فيه مزدجر ﴾ : ازدجار يقال : ازدجرته نهيته عن السوء قلبت تاء الافتعال دالا،
﴿ حكمة بالغة ﴾ : تامة بلغت الغاية خبر محذوف، أو بدل من ما ﴿ فما تغن النذر ﴾، ما نافية والنذر جمع نذير، أو استفهامية للإنكار أي : فأي غناء يغني المنذرون
﴿ فتول عنهم ﴾، قيل : منسوخ بآية القتال، ﴿ يوم يدع الداع ﴾ أي : الداعي، وهو إسرافيل، ونصب يوم إما يخرجون، أو بمقدار نحو : انتظر أو اذكر، ﴿ إلى شيء نكر ﴾ : منكر فظيع لم ير مثله هو هول القيامة،
﴿ خشعا أبصارهم١ يخرجون من الأجداث ﴾ أي : يخرجون من القبور حال كون أبصارهم ذليلين من الهول، أو حال مقدرة من مفعول يدع المحذوف، ومن قرأ خاشعا فلأن فاعله ظاهر مؤنث غير حقيقي، ﴿ كأنهم جراد منتشر ﴾ : في الكثرة، والحيرة يقعون كما يقع الجراد،
١ وفي الكشاف: هذا على لغة أكلوني البراغيث، واعترض عليه صاحب البحر بأن الزمخشري قاس جمع التكسير على جمع السلامة، وليس كذلك فإن مررت بقوم كرام آباؤهم ليس على لغة أكلوني البراغيث كما دل عليه نصوص القوم نعم مررت بقوم كريمين آباءهم عليها/١٢ وجيز.
خشوع الأبصار كناية عن الذلة، لأن ذلة الذليل وعزة العزيز تظهران في عيونهما/١٢ منه..

﴿ مهطعين ﴾ : مسرعين مادي أعناقهم، ﴿ إلى الداع يقول الكافرون هذا يوم١ عسر ﴾
١ لما يشاهدون من مخايل هوله وما يرتقبون من سوء منقلبهم فيه/١٢ وجيز..
﴿ كذبت قبلهم ﴾ : قبل قريش، ﴿ قوم نوح ﴾ : نوحا، ﴿ فكذبوا عبدنا ﴾ : نوحا تفصيل بعد إجمال قيل : معناه كذبوا فكذبوا أي : ما تركوا التكذيب قرنا بعد قرن، ﴿ وقالوا ﴾ : هو، ﴿ مجنون وازدجر ﴾ : وازدجروه، ومنعوه عن الدعوة، وقالوا :﴿ لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين ﴾ [ الشعراء : ١١٦ ] قيل : ازدجرته الجن، فيكون من جملة المقول،
﴿ فدعا ربه أني ﴾ : بأني، ﴿ مغلوب فانتصر١ : فانتقم لي منهم،
١ وإنما دعا عليهم بعد مدة متطاولة يئس من إيمانهم، ورأى منهم زيادة شدتهم في التعدي والكفر/١٢ وجيز..
﴿ ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر١ : منصب، عن علي- رضي الله عنه- حين سئل عن المجرة هي باب السماء، ومنها فتحت السماء بماء منهمر، وعن ابن عباس- رضي الله عنهما- ماء ذلك من السماء لا من السحاب،
١ منصب عن علي بن أبي طالب حين سئل عن المجرة هي مسرح السماء، ومنها فتحت بماء منهمر/١٢ وجيز..
﴿ وفجرنا الأرض عيونا١ : جعلناها كلها كأنها عيون تتفجر، ﴿ فالتقى الماء ﴾ : من السماء والأرض، ﴿ على أمر ﴾، حال، ﴿ قد قدر ﴾ : قضى في الأول، أو على أمر قدره الله تعالى وهو إهلاكهم،
١ أصله فجرنا عيون الأرض، وغير المبالغة كما تقول: اشتعل بيته نارا/١٢ منه..
﴿ وحملناه على ذات ألواح ﴾ : أخشاب عريضة، ﴿ ودسر ﴾ : مسامير جمع دسار، والمراد السفينة، وعن بعض الدسر صدر السفينة، فإنها يدسر، ويرفع الماء،
﴿ تجري بأعيننا ﴾ : بمرأى منا، والمراد الحفظ يقال للمودع " عين الله عليك " ﴿ جزاء ﴾، أي : فعلنا كل ذلك جزاء، ﴿ لمن كان كفر ﴾ : لنوح، فإنه نعمة، ورحمة كفروها،
﴿ ولقد تركناها ﴾ : السفينة، أو الفعلة، ﴿ آية فهل من مذكر ﴾ : معتبر،
﴿ فكيف كان عذابي ونذر ﴾ : إنذاري، والاستفهام لتعظيم الوعيد،
﴿ ولقد يسرنا القرآن ﴾ : سهلنا لفظه ومعناه، ﴿ للذكر ﴾ : للاتعاظ أو للحفظ، ﴿ فهل من مذكر ﴾ : متعظ، وعن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- لولا أن الله يسره على لسان الآدميين ما استطاع أحد أن يتكلم بكلام الله١،
١ أخرج ابن أبي حاتم والبيهقي وابن مردويه١٢ در منثور..
﴿ كذبت عاد ﴾ قوم هود، ﴿ فكيف كان عذابي ونذر ﴾
﴿ إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا ﴾ : شديدة البرد، ﴿ في يوم نحس ﴾ شؤم عليهم، ﴿ مستمر ﴾ : عليهم نحسه فإنه يوم اتصل فيه عذابهم الدنيوي بالأخروي، أو على جميعهم صغيرهم وكبيرهم،
﴿ تنزع الناس ﴾ : تقلعهم، فترمي بهم على رءوسهم، ﴿ كأنهم أعجاز ﴾ : أصول، ﴿ نخل منقعر ﴾ : منقلع ساقط نقل أن الريح تقلع رءوسهم من أجسادهم فالمطروح أجساد بلا رءوس كأصول نخل،
﴿ فكيف كان عذابي ونذر ﴾، التكرار للتهويل،
﴿ كذبت ثمود بالنذر ﴾ : بالإنذار الذي جاءهم به صالح،
﴿ فقالوا أبشرا ﴾، نصب بفعل يفسره نتبعه، ﴿ منا ﴾ من جنسنا، ﴿ واحدا ﴾ : منفردا لا تبع له، أو واحدا من الآحاد لا من الأشراف، ﴿ نتبعه إنا إذا لفي ضلال وسعر١ : جنون، أو عذاب،
١ يقال كأن بها سعر أي: جنونا أو جمع سعير على إتباعهم إياه ما رتبه على ترك إتباعهم /١٢ منه..
﴿ أؤلقي الذكر ﴾ : أنزل، ﴿ عليه ﴾ : الوحي، ﴿ من بيننا ﴾ : وفينا من هو أفضل وأحق، ﴿ بل هو كذاب أشر ﴾ : متكبر يريد الترفع،
﴿ سيعلمون غدا١ أي : سريعا، ﴿ من الكذاب الأشر ﴾ : أصالح أم من كذبه ؟
١ والمراد من الغد الزمان المستقبل القريب/١٢ وجيز..
﴿ إنا مرسلو الناقة١ أي : قلنا لصالح إنا مخرجوها من الصخرة، ﴿ فتنة ﴾ : امتحانا، ﴿ لهم فارتقبهم ﴾ : انتظرهم، ﴿ واصطبر ﴾ : على أذاهم،
١ لما هددهم بقوله: سيعلمون، وقد ادعوا أنه كاذب قالوا: ما الدليل على صدقك؟ قال الله إنا مخرجو الناقة من الصخرة/١٢ وجيز..
﴿ ونبئهم أن الماء قسمة بينهم ﴾ : يوم للناقة ويوم لهم، ففيه تغليب، ﴿ كل شرب ﴾ : نصيب، ﴿ محتضر ﴾ : يحضره من كانت نوبته فيتصرف، أو كل شرب من الماء، واللبن تحضرونه أنتم،
﴿ فنادوا صاحبهم١ : الذي عقر الناقة اسمه قدار، ﴿ فتعاطى ﴾ : الناقة، أو السيف، أو فاجترأ على تعاطي قتلها، ﴿ فعقر ﴾
١ حكاية الناقة تقدمت، وهنا مقدر أي: فكانوا على هذه الوتيرة من قسمة الماء فعملوا وعزموا على عقرها فنادوا /١٢ وجيز..
﴿ فكيف كان عذابي ونذر إنا أرسلنا عليهم١ صيحة واحدة ﴾ : صيحة جبريل، ﴿ فكانوا كهشيم ﴾ : كشجر اليابس المتكسر، ﴿ المحتظر ﴾ : الذي يعمل الحظيرة٢،
١ في الإجمال والتفصيل تفخيم العذاب/١٢ وجيز..
٢ وهي تصنعها العرب للمواشي، والسكنى عن الأغصان والشجر المورق والقصب وما يحتظر به ييبس بطول الزمان وتتوطأه البهائم، فيتحطم ويتهشم/١٢ فتح..
﴿ ولقد يسرنا١ القرآن للذكر فهل من مدكر كذبت قوم لوط بالنذر ﴾ : بالمواعظ،
١ فائدة تكرير هذه الآية أن يجددوا عند استماع كل نبأ من أنباء الأولين إذكارا، واتعاظا، وأن يستأنفوا تيقظا وانتباها إذ سمعوا، والحث على ذلك والباعث إليه وكذلك تكرير الأنباء والقصص في أنفسها لتكون تلك العبرة حاضرة للقلوب مصورة للأذهان مذكورة غير منسية في كل أوان، ثم أخبر سبحانه عن قوم لوط بأنهم كذبوا رسل الله كما كذبهم غيرهم/١٢ فتح البيان..
﴿ إنا أرسلنا عليهم حاصبا ﴾ : ريحا تحصبهم، ﴿ إلا آل لوط نجيناهم بسحر ﴾ : في سحر،
﴿ نعمة ﴾ : إنعاما، ﴿ من عندنا ﴾، علة لنجينا، ﴿ كذلك ﴾ : مثل ما أنعمنا على آل لوط، ﴿ نجزي من شكر ﴾ : فآمن،
﴿ ولقد أنذرهم ﴾ : لوط، ﴿ بطشتنا ﴾ : أخذتنا بالعذاب، ﴿ فتماروا ﴾ : كذبوا، ﴿ بالنذر ﴾ : متشاكين،
﴿ ولقد راودوه عن ضيفه ﴾ : طلبوا أن يسلم إليهم أضيافه للفجور، وهم جبريل وميكائيل وإسرافيل في صورة مرد حسان، ﴿ فطمسنا ﴾ : مسخنا، ﴿ أعينهم ﴾ : صيرناها كسائر الوجه لا يرى لها شق، ﴿ فذوقوا عذابي ونذر ﴾ أي : قلنا لهم ذلك على ألسنة الملائكة،
﴿ ولقد صبحهم بكرة ﴾ : أول النهار، ﴿ عذاب مستقر ﴾ : ثابت لا يزول عنهم أبدا،
﴿ فذوقوا عذابي ونذر ولقد يسرنا هذا القرآن للذكر فهل من مدكر ﴾ : كرره في كل قصة للتنبيه على أن كل واقعة لابد أن يتأمل فيها، ويعتبر منها، ولا يغفل عنها.
﴿ ولقد جاء آل فرعون النذر ﴾ : المنذرون أو الإنذار،
﴿ كذبوا بآياتنا كلها فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر ﴾ : لا يغالب، ولا يعجزه شيء،
﴿ أكفاركم ﴾ : يا معشر العرب، ﴿ خير ﴾ : أكثر قوة وعدة، ﴿ من أولائكم ﴾ : الكفار المذكورين، ﴿ أم لكم براءة ﴾ : من عذاب الله تعالى، ﴿ في الزبر ﴾ : في الكتب المنزلة من السماء،
﴿ أم يقولون نحن جميع منتصر ﴾ : جماعة ينصر بعضنا بعضا، فلا نغالب،
﴿ سيهزم الجمع ويولون الدبر ﴾ : الأدبار أي : ينهزمون، فلإفراد لإرادة١ الجنس، وهذا يوم بدر،
١ وحسن هنا للفاصلة، وهذا عدة من الله بهزيمة قريش فإن السورة مكية/١٢ وجيز..
﴿ بل الساعة موعدهم ﴾ : العذاب، ﴿ والساعة أدهى ﴾ : أشد داهية، وهي نازلة لا يهتدي لدوائها، ﴿ وأمر١ : مما نزل عليهم في الدنيا،
١ في البخاري وغيره عن ابن عباس- رضي الله عنهما- أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال وهو في قبة له يوم بدر،"أنشدك عهدك، ووعدك اللهم إن شئت لم تعبد بعد اليوم أبدا" فأخذ أبو بكر بيده، وقال: حسبك يا رسول الله ألححت على ربك، فخرج وهو يثب في الدرع ويقول:" سيهزم الجمع، ويولون الدبر بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر"[أخرجه البخاري في "التفسير" (٤٨٧٥)]/١٢ فتح..
﴿ إن المجرمين في ضلال ﴾ : في الدنيا، أو في الآخرة لا يهتدون إلى الجنة، ﴿ وسعر ﴾ : نيران في الآخرة،
﴿ يوم يسحبون ﴾ : يجرون، ﴿ في النار على وجوههم ﴾، يقال لهم :﴿ ذوقوا مس ﴾ : حر ﴿ سقر ﴾ : جهنم،
﴿ إنا كل١ شيء خلقناه بقدر٢ : أي خلقنا كل شيء بتقديرنا، وهو مكتوب في اللوح المحفوظ قبل وقوعه،
١ نصب كل بفعل مفسره خلقناه، وقاعدة النحو: إن الرفع في مثل ذلك هو الأولى، لكن نصبه لأن الرفع موهم خلاف المقصود، ، إذ خلقناه حينئذ يحتمل أن يكون صفة كل شيء، فيوهم أن المخلوقات ما ليس بقدر، وهو مخلوق لغير الله والله خالق كل شيء/١٢ وجيز..
٢ القدر على درجتين الدرجة الأولى: الإيمان بأن الله عليم بأعمال الخلق، وأحوالهم من الطاعة والمعصية والرزق والأجل بعلمه القديم، وكتب في اللوح المحفوظ مقادير الخلق وحين خلق الجنين كتب رزقه وأجله وعمله، وشقي أو سعيد، وهذا القدر وقد كان ينكره غلاة القدرية قديما، ومنكره اليوم قليل، والدرجة الثانية: هو مشيئة الله النافذة، وقدرته الشاملة هو الإيمان بأن ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، وما من حركة وسكون إلا بمشيئة الله، ولا يكون في ملكه ما لا يريد، وهو القادر على الموجودات والمعدمات، وهو خالق كل شيء ومع ذلك فقد أمر العباد بطاعته وطاعة رسوله، ونهاهم عن معصية الله وهو يحب التوابين والمنفقين، والمحسنين والمقسطين، ويرضى عن الذين آمنوا ولا يحب الكافرين ولا يأمر بالفحشاء، ولا يرضى لعباده الكفر، ولا يحب الفساد، والعباد فاعلون حقيقة، والله خالق أفعالهم والعبد هو المؤمن والكافر والبر والفاجر، والمصلي والصائم، وللعباد قدرة على أعمالهم وإرادة، والله خالقهم وخالق قدرتهم وإرادتهم، وهذه الدرجة من القدر يكذب بها عامة القدرية الذين سماهم النبي- صلى الله عليه وسلم- مجوس [حسن، وانظر صحيح الجامع(٤٤٤٢)] هذه الأمة ويغلوا فيها قوم من أهل الإثبات حتى يسلبوا من العبد قدرته واختياره ويخرجون عن أفعال الله وأحكامه حكمها، ومصالحها/١٢ هذا خلاصة ما قاله شيخ الإسلام في العقيدة الواسطية/١٢..
﴿ وما أمرنا إلا واحدة ﴾ : إلا كلمة واحدة وهي قول " كن " أو إلا مرة واحدة لا يحتاج إلى تكرار وتأكيد، ﴿ كلمح بالبصر ﴾ : في اليسر والسرعة وعدم المراجعة قيل : وما أمرنا في مجيء الساعة إلا كلمح البصر نزلت حين خاصم مشركوا قريش في القدر١،
١ رواه مسلم والترمذي وابن ماجه/١٢ وجيز..
﴿ ولقد أهلكنا أشياعكم ﴾ : أشباهكم من الكفرة السالفة، ﴿ فهل من مدكر ﴾ : متعظ،
﴿ وكل شيء فعلوه في الزبر ﴾ : مكتوب في كتب الحفظة،
﴿ وكل صغير وكبير ﴾ : من الأعمال، ﴿ مستطر١ : مكتوب،
١ ولما فرغ من ذكر حال الأشقياء ذكر حال السعداء، فقال:﴿إن المتقين﴾ الآية/١٢ فتح..
﴿ إن المتقين في جنات ونهر ﴾ : أنهار الجنة من خمر ولبن وماء وعسل اكتفى باسم الجنس لرءوس الآي، وقيل : في سعة وضياء،
﴿ في مقعد صدق ﴾ : مجلس حق مرضي لا لغو ولا تأثيم، ﴿ عند مليك ﴾ : مقربين عند ملك عظيم، ﴿ مقتدر ﴾ : لا شيء إلا وهو تحت قدرته عن جعفر الصادق- رضي الله عنه- مدح الله تعالى المكان بالصدق، فلا يقعد فيه إلا أهل الصدق.
اللهم اجعلنا بفضلك منهم.
Icon