ﰡ
قاله هنا بغير تأكيد باللام، لأنه ابتداءُ إخبار، وقاله بعدُ بالتأكيد بها( ١ )، لأنه جواب بعد إنكار وتكذيب، فاحتيج إلى التأكيد.
إن قلتَ : كيف أضاف الفطرة إلى نفسه، والرجوع –الذي هو البعث- إليهم، مع علمه بأن الله فطرهم وإيّاه، وإليه يرجع هو، وهم، فلم يقل : الذي فطرنا وإليه نرجع، أو فطركم وإليه تُرجعون ؟ !
قلتُ : لأن الخلق والإيجاد، نعمة من الله تعالى تُوجب الشكر، والبعث بعد الموت للجزاء، وعيد من الله يوجب الزجر، فأضاف ما يقتضي الشكر لنفسه، لأنه أليق بإيمانه، وما يقتضي الزجر إليهم، لأنه أليق بكفرهم.
إن قلتَ : كيف نفى تعالى الإدراك عن الشمس للقمر، دون عكسه ؟
قلتُ : لأن سير القمر أسرع، لأنه يقطع فَلَكه في شهر، والشمس لا تقطع فَلَكها إلا في سنة، فكانت جديرة بأن توصف بنفي الإدراك لبطء سيرها، والقمر خليقا بأن يوصف بالسّبق، لسرعة سيره( ١ ).
إن قلتَ : الذّرية اسم للأولاد، والمحمول في سفينة نوح عليه السلام، آباء المذكورين، لا أولادهم ؟ !
قلتُ : الذريّة من أسماء الأضداد عند كثير، تُطلق على الآباء والأولاد، والمراد هنا : الفريقان، فمعناه حملنا آباءهم وأولادهم، لأنهم كانوا في ظهور آبائهم المحمولين ظاهرا.
إن قلتَ : قولهم ذلك سؤال عن الباعث، فكيف طابقه الجواب بقوله ﴿ هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون ﴾ [ يس : ٥٢ ] ؟
قلتُ : معناه : بعثكم الرحمن الذي وعدكم بالبعث، وأخبركم به الرسول، وإنما جيء به على هذه الطريقة، تبكيتا لهم وتوبيخا.
إن قلتَ : كيف قال في صفة أهل الجنة ذلك، والظلّ إنم يكون لما يقع عليه الشمس، ولا شمس في الجنة، لقوله تعالى :﴿ لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا ﴾ [ الإنسان : ١٣ ] ؟
قلتُ : ظلّ أشجار الجنة، من نور قناديل العرش، أو من نور العرش، لئلا تبهر أبصارَهم، فإنه أعظم من نور الشمس.
أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب
وقوله :
هل أنتِ إلا أُصْبُعٌ دَمِيتِ وفي سبيل الله ما لَقِيتِ
فليس بشعر عند الخليل، أو أن الموزون بوزن الشعر –وإن لم يكن رجزا- ليس بشعر عند أحد( ١ )، إذ الشعر قول موزون مُقَفّى، مقصود به الشعر، والقصد منتف فيما روي من ذلك.