ﰡ
٢ - وقال في الجمعة: ﴿يسبّح لله ما في السموات وما في الأرض.. ﴾ الآية..
٣ - وقال في الأعلى: ﴿سبح اسم ربّك الأعلى﴾..
٤ - وقال في الإسراء: ﴿سبحان الذي أسرى بعبده ليلا... ﴾ الآية. وكلّ ذلك لينبهنا تعالى، على أنه تعالى ينزّهه كلّ ما في الكون، في الماضي، والحاضر، والمستقبل، بجميع صيغ التسبيح، وبشتى صور التسبيح والتنزيه..
٥ - أي بإثبات ﴿ما في﴾ في هذه السور الكريمة، وأما في سورة الحديد، فجاءت بدونها ﴿سبح لله ما في السموات والأرض﴾ ولم يذكر "ما في"..
ذكره مرتين وليس بتكرار، لأن الأول في الدنيا، لقوله عَقِبه ﴿ يحيي ويميت ﴾ [ الحديد : ٢ ].
والثاني في العُقبى لقوله عَقِبَه :﴿ وإلى الله ترجع الأمور ﴾ [ الحديد : ٥ ].
قاله هنا، وقال في التغابن :﴿ ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ﴾ [ التغابن : ١١ ] فصّل هنا، وأجمل ثَمّ( ١ )، موافقة لما قبلهما، لأنه فصّل هنا بقوله :﴿ اعلموا أنما الحياة الدنيا ﴾ الآية [ الحديد : ٢٠ ]، بخلافه ثَمَّ.
المراد بالميزان : العدل، أو العقل، وقيل : هو الميزان المعروف، أنزله جبريل عليه السلام، فدفعه إلى نوح عليه السلام، وقال له : مرّ قومك يزنوا به.
إن قلتَ : كيف قال ذلك مع أن المؤمنين مؤمنون برسوله ؟ !
قلتُ : معناه يا أيها الذين آمنوا بموسى وعيسى، آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم، فيكون خطابا لأهل الكتاب خاصة، أو معناه : يا أيها الذين آمنوا يوم الميثاق، آمنوا بالله ورسوله اليوم، أو يا أيها الذين آمنوا في العلانية باللسان، اتقوا الله وآمنوا برسوله في السِّر بتصديق القلب( ١ ).