تفسير سورة الشمس

التفسير القيم
تفسير سورة سورة الشمس من كتاب التفسير القيم .
لمؤلفه ابن القيم . المتوفي سنة 751 هـ

تفسير قول الله تعالى ذكره :
﴿ قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها ﴾ [ الشمس : ٩. ١٠ ].
المعنى : قد أفلح من كبرها وأعلاها بطاعة الله، وأظهرها.
وقد خاب وخسر من أخفاها، وحقرها وصغرها بمعصية الله.
وأصل التدسية : الإخفاء. ومنه قوله تعالى :﴿ أم يدسه في التراب ﴾ [ النحل : ٥٩ ] العاصي يدس نفسه في المعصية، ويخفي مكانها ويتوارى من الخلق من سوء ما يأتي به، قد انقمع عند نفسه، وانقمع عند الله، وانقمع عند الخلق.
فالطاعة والبر : تكبر النفس وتعزها وتعليها، حتى تصير أشرف شيء وأكبره، وأزكاه وأعلاه، ومع ذلك فهي أذل شيء وأحقره وأصغره لله تعالى.
وبهذا الذل حصل لها هذا العز والشرف والنمو، فما صَغَّر النفسَ مثلُ معصية الله، وما كبرها وشرفها ورفعها مثل طاعة الله.
Icon