تفسير سورة سورة الشمس من كتاب أوضح التفاسير
المعروف بـأوضح التفاسير
.
لمؤلفه
محمد عبد اللطيف الخطيب
.
المتوفي سنة 1402 هـ
ﰡ
ﭜﭝ
ﰀ
﴿وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا﴾ أي وضوئها
﴿وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا﴾ إذا تبعها في الطلوع والإنارة عند غروبها
﴿وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا﴾ أظهر الشمس تمام الظهور
﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا﴾ أي يستر الشمس؛ فتظلم الآفاق
﴿وَالسَّمَآءِ وَمَا بَنَاهَا﴾ أي والقادر العظيم المبدع؛ الذي بناها
﴿وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا﴾ أي والمدبر الحكيم العليم؛ الذي بسطها
﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا﴾ أي والخالق الرازق المصور؛ الذي سوى الإنسان، وأخرجه في أحسن تقويم. ومن تمام التسوية: أن ركب تعالى في النفس قواها الظاهرة والباطنة، وشد أسرها، وأمرها بما يصلحها، ونهاها عما يضرها، ووهبها العقل الذي تميز به بين الخير والشر، والتقوى والفجور
﴿فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا﴾ أي عرفها طاعتها ومعصيتها، وما ينجيها وما يرديها، وخلق فيها العقل والإدراك؛ اللذين تميز بهما بين الغث والثمين، والحسن والقبيح. (انظر آية ١٧٦ من سورة الأعراف) أقسم تعالى في هذه السورة الكريمة: بالشمس، والقمر، والنهار، والليل، والسماء، والأرض والنفس: ليلفت النظر إلى هذه الآيات الكونية الدالة على وجود بارئها، ومدبر حركاتها وسكناتها؛ بهذا الوضع العجيب، والنظام الباهر
﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا﴾ من طهر هذه النفس، وأصلحها، وارتفع بها من مرتبة الحيوانية
﴿وَقَدْ خَابَ﴾ خسر ﴿مَن دَسَّاهَا﴾ التدسية: النقص والإخفاء؛ كأنه تعالى يقول لقد خلقت النفس، وأعددتها بمعدات العلم والفهم؛ اللذين ينجيانها من مهاوي الجهالة؛ ولم يبق لها بعد ذلك عذر: فمن طاوع هواه، وجاهر بمعصيته مولاه؛ فقد نقص من عداد العقلاء، والتحق بالأغبياء الجهلاء وأراد ربك أن يضرب مثلاً ملموساً لمن دساها، وما كان من عاقبة أمره في دنياه؛ فضلاً عما أعده له ربه في أخراه؛ فقال:
﴿كَذَّبَتْ ثَمُودُ﴾ قوم صالح عليه السلام ﴿بِطَغْوَاهَآ﴾ أي «كذبت ثمود» نبيها بسبب طغيانها وبغيها
﴿إِذِ انبَعَثَ﴾ قام وانطلق ﴿أَشْقَاهَا﴾ أشقى القبيلة؛ حين قام لعقر الناقة
﴿فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ﴾ صالح عليه السلام ﴿نَاقَةَ اللَّهِ﴾ أي دعوا ناقة الله تعالى؛ التي أرسلها لكم آية، ولا تمسوها بسوء ﴿وَسُقْيَاهَا﴾ أي لا تمنعوها الشرب في يوم شربها المعد لها ﴿لَّهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ﴾
﴿فَدَمْدمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ﴾ طحنهم، وأهلكهم عن آخرهم ﴿فَسَوَّاهَا﴾ أي فسوى ثمود في
-[٧٥٢]- العقوبة؛ فلم يفلت أحد. أو سواها بالأرض: بأن دمر مساكنها على ساكنيها
-[٧٥٢]- العقوبة؛ فلم يفلت أحد. أو سواها بالأرض: بأن دمر مساكنها على ساكنيها
﴿وَلاَ يَخَافُ عُقْبَاهَا﴾ أي ولا يخاف الله تعالى عاقبة إهلاكهم؛ لأنه ليس كسائر الملوك؛ فلا هو بالظالم: فيخيفه الحق، ولا بالضعيف؛ فيلحقه المكروه. ولا ينقص ملكه هلاك طائفة منه، بل لا ينقص ملكه هلاك سائر مخلوقاته
752
سورة الليل
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
752