ﰡ
وقد زعم بعض القراء - أثابهم الله تعالى - أن معنى ذلك ما يتبعونه من غنَ بلغ مبلغ طنين الذباب، ومد تجاوز حد الصواب، وتسهيل بلغ حد التثقيل، وسكتات فيها كثير من الهنات؛ إلى غير ذلك من إدغام وإشمام، وإخفاء واستعلاء، وإمالة وإشالة. وقد رددناه على هذه المزاعم في كتابنا «الفرقان»
-[٧١٧]- يدخل ضمن العبادات ما يتخذه الناس للملذات والشهوات (انظر مبحث تعدد الزوجات بآخر الكتاب)
أي دعني وإياهم؛ فإني أكفيكهم. والمراد بالمكذبين: رؤساء قريش وصناديدهم ﴿أُوْلِي النَّعْمَةِ﴾ أصحاب الغنى والترفه والتنعم ﴿وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً﴾ في هذه الدنيا؛ وسيلقون جزاءهم كاملاً من العذاب في الآخرة
وإذا حلت العناية قلباً
نشطت للعبادة الأعضاء
أحلنا الله تعالى دار عنايته، وألبسنا ثوب هدايته، وأفاض علينا من رعايته ﴿فَاقْرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ﴾ ما سهلت عليكم معرفته، وهان عليكم حفظه؛ في صلاتكم بالليل ﴿عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُمْ مَّرْضَى﴾
-[٧١٨]- لا يطيقون قيام الليل ﴿وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ﴾ يسافرون ﴿يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ﴾ يطلبون رزقه؛ فلا يستطيعون حال سفرهم، قيام ليلهم ﴿وَآخَرُونَ﴾ منكم ﴿يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ فهل يقومون ليلهم؛ ويتركون أعداءهم؟ والقتال في سبيله تعالى خير من قيام الليل وصيام النهار؛ لأنه من أفضل العبادات، وأجل القربات ﴿وَأَقْرِضُواُ اللَّهَ﴾ أنفقوا مما رزقكم (انظر آية ٢٤٥ من سورة البقرة) ﴿وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً﴾ عجباً لمن يقرأ هذه الآية ويبخل على الله، مما آتاه الله فاحذر - هديت وكفيت - عاقبة البخل المقيت؛ فعاقبته في الدنيا الفقر وقد أغناك الله وكفاك، وعاقبته في الآخرة الذل والحرمان
ومن ينفق الساعات في جمع ماله
مخافة فقر؛ فالذي فعل الفقر
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ