ﰡ
﴿ لِتُؤْمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾ يعني تصدقوا بالله ورسوله ﴿ وَتِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ ﴾ يعني سنة الله وأمره في كفارة الظهار، فلما نزلت هذه الآية" دعا النبي صلى الله عليه وسلم زوجها، فقال: " ما حملك على ما قلت "؟ قال: الشيطان، فهل لي من رجعة تجمعني وإياها؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: " نعم، هل عندك تحرير رقبة "؟ قال: لا، إلا أن تحيط بمالي كله، قال: " فتستطيع صوماً، فتصوم شهرين متتابعين؟ قال: يارسول الله، إنى إذا لم آكل في اليوم مرتين أو ثلاثة مرات اشتد عليّ وكل بصري، وكان ضرير البصر، قال: " فهل عندك إطعام ستين مسكيناً "؟ قال: لا، إلا بصلة منك وعون فأعانه النبي صلى الله عليه وسلم، بخمسة عشر صاعاً، وجاء هو بمثل ذلك فتلك ثلاثون صاعاً من تمر لكل مسكين نصف صاع "، ذلك يعني أمر الكفارة توعظون به، فوعظهم الله تعالى في أمر الكفار والله بما تعملون خبير.
﴿ وَتِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ ﴾، يعني سنة الله ﴿ وَلِلْكَافِرِينَ ﴾ من اليهود والنصارى ﴿ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [آية: ٤].
﴿ وَلَوْ كَانُوۤاْ آبَآءَهُمْ أَوْ أَبْنَآءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَـٰئِكَ ﴾ الذين لم يفعلوا ذلك ﴿ كَتَبَ ﴾ يقول جعل ﴿ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلإِيمَانَ ﴾ يعني التصديق نظيرها في آل عمران:﴿ فَٱكْتُبْنَا مَعَ ٱلشَّاهِدِينَ ﴾[الآية: ٥٣] يعني فاجعلنا مع الشاهدين، وقال أيضاً في الأعراف:﴿ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ ﴾[الآية: ١٥٦] يعني فسأجعلها ﴿ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِّنْهُ ﴾ يقول قولهم برحمة من الله عجلت لهم في الدنيا ﴿ وَيُدْخِلُهُمْ ﴾ في الآخرة ﴿ جَنَّاتٍ ﴾ يعني بساتين ﴿ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ ﴾ مطردة ﴿ خَالِدِينَ فِيهَا ﴾ يعني مقيمن في الجنة لا يموتون ﴿ رَضِيَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ ﴾ بأعمالهم الحسنة ﴿ وَرَضُواْ عَنْهُ ﴾ يعني عن الله بالثواب والفوز ﴿ أُوْلَـٰئِكَ ﴾ الذين ذكر ﴿ حِزْبُ ٱللَّهِ ﴾ يعني شيعة الله ﴿ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ ٱللَّهِ ﴾ يعني الا أن شيعة الله ﴿ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ ﴾ [آية: ٢٢] يعني الفائزين.